فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة}

باب

[ قــ :4694 ... غــ : 4959 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لأُبَيٍّ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ { لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة: 1] » قَالَ: وَسَمَّانِي قَالَ: «نَعَمْ.
فَبَكَى».

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن بشار) بالموحدة والمعجمة المشددة بندار قال: ( حدّثنا غندر) محمد بن جعفر قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( قال: سمعت قتادة) بن دعامة ( عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-) أنه قال: ( قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأبي) هو ابن كعب:
( إن الله أمرني أن أقرأ عليك { لم يكن الذين كفروا} ) وعند الترمذي إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن: قال فقرأ عليه: { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} [البيّنة: 1] وزاد الحاكم من وجه آخر عن زر بن حبيش عن أُبي بن كعب أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قرأ عليه لم يكن وقرأ فيها إن الدين عند الله الحنيفية لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية من يفعل خيرًا فلن يكفره، وخص أُبَيًّا للتنويه به في أنه أقرأ الصحابة فإذا قرأ عليه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع عظيم منزلته كان غيره بطريق لتبع له.
وقال الحافظ ابن كثير: وإنما قرأ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذه السورة تثبيتًا له وزيادة لإيمانه لأنه كان نكر على ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قراءة شيء من القرآن على خلاف ما أقرأه رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاستقرأهما عليه الصلاة والسلام وقال لكلٍّ منهما أصبت.
قال أبي: فأخذني الشك فضرب عليه الصلاة والسلام في صدره
قال ففضت عرقًا وكأنما أنظر إلى الله فرقًا وأخبره عليه الصلاة والسلام أن جبريل أتاه فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف رواه أحمد والنسائي وأبو داود ومسلم.
فلما نزلت هذه السورة قرأها عليه الصلاة والسلام قراءة إبلاغ وإنذار لا قراءة تعلم واستذكار.

( قال) أبي له عليه الصلاة والسلام ( وسماني) لك ( قال) عليه الصلاة والسلام ( نعم.
فبكى)
أبي فرحًا وسرورًا أو خشوعًا وخوفًا من التقصير في شكر تلك النعمة وعند أبي نعيم في أسماء الصحابة حديث مرفوع لفظه "إن الله ليسمع قراءة { لم يكن الذين كفروا} فيقول أبشر عبدي فوعزتي لأمكنن لك في الجنة حتى ترضى" لكن قال الحافظ عماد الدين: إنه حديث غريب جدًّا.


باب

[ قــ :4694 ... غــ : 4960 ]
- حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأُبَيٍّ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ».
قَالَ أُبَيٌّ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ.
قَالَ: «اللَّهُ سَمَّاكَ».
فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي.
قَالَ قَتَادَةُ: فَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ { لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [البيّنة: 1] .

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر حدّثني ( حسان بن حسان) أبو علي المصري ( حدّثنا همام) هو ابن يحيى ( عن قتادة) بن دعامة ( عن أنس -رضي الله عنه-) أنه ( قال: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأُبي) : ( إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن) مطلق فيتناول { لم يكن الذين كفروا} غيرها ( قال أُبي: آلله) بمدّ الهمزة ( سماني لك.
قال: الله سماك)
زاد الكشميهني لي ( فجعل أُبي يبكي.
قال قتادة)
بن دعامة: ( فأنبئت) ظاهره أنه من غير أنس ( أنه) عليه الصلاة والسلام ( قرأ عليه) على أُبي ( { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} ) .




[ قــ :4696 ... غــ : 4961 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمُنَادِي حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ الْقُرْآنَ».
قَالَ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ قَالَ: «نَعَمْ».
قَالَ وَقَدْ ذُكِرْتُ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ: «نَعَمْ» فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ.

وبه قال: (حدّثنا) ولأبي ذر: حدّثني بالإفراد (أحمد بن أبي داود أبو جعفر المنادي) بكسر الدال.
وعند النسفيّ حدّثنا أبو جعفر المنادي قيل: وهم البخاري في تسميته أحمد وأن اسم أبي جعفر هذا محمد بن عبيد بن يزيد وأبو داود كنية أبيه وأجيب بأن البخاري أعرف باسم شيخه من غيره فليس وهمًا قال: (حدّثنا روح) بفتح الراء وسكون الواو ثم حاء مهملة ابن عبادة قال: (حدّثنا سعيد بن أبي عروبة) بعين مهملة مفتوحة فراء مضمومة وبعد الواو الساكنة موحدة (عن
قتادة) بن دعامة (عن أنس بن مالك) وسقط ابن مالك لأبي ذر -رضي الله عنه- (أن نبي الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لأُبي بن كعب):
(إن الله أمرني أن أقرئك القرآن) أي أعلمك بقراءتي عليك كيف تقرأ فلا منافاة بين قوله أقرأ عيك وأقرئك وقد يقال كان في قراءة أُبي قصور فأمر الله رسوله عليه الصلاة والسلام أن يقرئه على التجويد وأن يقرأ عليه ليتعلم منه حسن القراءة وجودتها (قال: آلله سماني لك) استفسره لأنه جوّز أن يكون أمره أن يقرأ على رجل من أمته غير معين فيؤخذ منه الاستثبات في المحتملات (قال: نعم.
قال وقد ذكرت عند رب العالمين.
قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (نعم.
فذرفت) بفتح المعجمة والراء تساقطت بالدموع (عيناه) وفي الحديث استحباب القراءة على أهل العلم وإن كان القارئ أفضل من المقروء عليه.

فائدة: ذكر العلاّمة حسين بن علي بن طلحة الرجراجي المغربي في الباب السابع عشر من كتابه الفوائد الجميلة في الآيات الجليلة في السور التي تلقى على الحلماء في المناظرة عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: إن الملائكة المقربين ليقرؤون سورة لم يكن منذ خلق الله السماوات والأرض لا يفترون عن قراءتها كذا قال والعهدة عليه.
[99] سورة { إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا}
قَوْلِهِ: { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} يُقَالُ: أَوْحَى لَهَا أَوْحَى إِلَيْهَا، وَوَحَى لَهَا وَوَحَى إِلَيْهَا وَاحِدٌ.

([99] سورة { إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا} )
مصدر مضاف لفاعله أي اضطرابها المقدّر لها عند النفخة الأولى أو الثانية.

(قوله: ({ فمن} ) ولأبي ذر سورة إذا زلزلت.
بسم الله الرحمن الرحيم باب: { فمن} ({ يعمل مثقال ذرة} ) زنة نملة صغيرة ({ خيرًا يره} ) [الزلزلة: 7] جواب الشرط في الموضعين يرَ ثوابه وهي مدنية أو مكية وآيها تسع (يقال: أوحى لها) أي (أوحى إليها ووحى لها ووحى إليها) بغير ألف في الآخرين (واحد) في المعنى فاللام بمعنى إلى وإنما أوثرت على إلى لموافقة الفواصل وقيل اللام بمعنى من أجل والموحى إليه محذوف أي أوحى إلى الملائكة من أجل الأرض، والصواب أن الأمر بالكلام للأرض نفسها وأذن لها أن تخبر عما عمل عليها قيل إن الله تعالى يخلق في الأرض الحياة والنطق حتى تخبر بما أمرها الله تعالى، وهذا مذهب أهل السُّنَّة.

وقال الزجاج: أوحى لها القرار فاستقرت وهذا ساقط للحموي.