فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من قال: «لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما بين الدفتين»

باب مَنْ قَالَ: لَمْ يَتْرُكِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلاَّ مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ
( باب من قال لم يترك النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلاَّ ما) جمعه الصحابة من القرآن ( بين الدفتين) بفتح الدال والفاء المشدّدة أي اللوحتين ولم يفتهم منه شيء بذهاب حملته ولم يكتموا منه شيئًا خلافًا لما ادّعته الروافض لتصحيح دعواهم الباطلة أن التنصيص على إمامة علي بن أبي طالب واستحقاقه للخلافة كان ثابتًا عند موت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في القرآن فكتموه.


[ قــ :4750 ... غــ : 5019 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَشَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَقَالَ لَهُ شَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ: أَتَرَكَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: مَا تَرَكَ إِلاَّ مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.
قَالَ: وَدَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: مَا تَرَكَ إِلاَّ مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة بن سعيد) أبو رجاء قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة ( عن عبد العزيز بن رفيع) بضم الراء وفتح الفاء الأسدي المكي أنه ( قال: دخلت أنا وشداد بن معقل) بفتح الشين المعجمة وتشديد الدال الأولى المهملة ومعقل بفتح الميم وسكون العين المهملة وكسر القاف الأسدي الكوفي التابعي الكبير ( علي بن عباس -رضي الله عنه-) وعن أبيه ( فقال له شداد بن معقل) مستفهمًا منه ( أترك النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بعد موته ( من شيء) زاد الإسماعيلي سوى القرآن ( قال) ابن عباس مجيبًا له ( ما ترك إلا ما بين الدفتين) وللإسماعيلي اللوحين بدل الدفتين أي لم يدع من القرآن مما يتلى ( قال) ابن رفيع ( ودخلنا على محمد ابن الحنفية فسألناه) عن ذلك أيضًا ( فقال ما ترك) عليه الصلاة والسلام ( إلا ما بين الدفتين) ولا يرد على هذا حديث على السابق في العلم ما عندنا إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة لأنه أراد الأحكام التي كتبها عنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولم ينفِ أن عنده أشياء أُخَر من الأحكام لم يكن كتمها.
ونفي ابن عباس وابن الحنفية وارد على ما يتعلق بالنص في القرآن من إمامة علي.
واستدلّ المؤلّف -رحمه الله- على بطلان مذهب الرافضة بمحمد ابن الحنفية أحد أئمتهم في دعواهم وهو ابن علي وبابن عباس ابن عمه وأشدّ الناس له لزومًا فلو كان شيء مما ادّعوه لكانا أحق الناس بالاطّلاع عليه ولما وسعهما كتمانه فللَّهِ درُّ المؤلّف ما أدق نظره وألطف إشارته رحمه الله وإيانا.