فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من تتبع حوالي القصعة مع صاحبه، إذا لم يعرف منه كراهية

باب مَنْ تَتَبَّعَ حَوَالَىِ الْقَصْعَةِ مَعَ صَاحِبِهِ إِذَا لَمْ يَعْرِفْ مِنْهُ كَرَاهِيَةً
( ياب من تتبع حوالى القصعة) بفتح اللام والقاف في أكل منها ( مع صاحبه إذا لم يعرف منه كراهية) لذلك.


[ قــ :5087 ... غــ : 5379 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِطَعَامٍ صَنَعَهُ.
قَالَ: أَنَسٌ: فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَرَأَيْتُهُ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَىِ الْقَصْعَةِ، قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ.
قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كُلْ بِيَمِينِكَ".

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة) بن سعيد ( عن مالك) الإمام ( عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة) زيد الأنصاري، وسقط لفظ ابن عبد الله لغير أبي ذر ( أنه سمع) عمه ( أنس بن مالك) -رضي الله عنه- ( يقول إن خياطًا) لم يسم ( دعا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لطعام صنعه.
قال أنس: فذهبت مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-)
زاد في البيع إلى ذلك الطعام فقرّب إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خبزًا ومرقًا فيه دباء وقديد ( فرأيته) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( يتتبع الدباء) القرع أو المستدير منه ( من حوالى القصعة) لأنها كانت تعجبه ويترك القديد إذ كان لا يشتهيه حينئذٍ ففيه أن المؤاكل لأهله وخدمه يأكل ما يشتهيه حيث رآه في ذلك الإناء إذا علم أن مؤاكله لا يكره ذلك وإلاّ فلا يتجاوز ما يليه وقد علم أن أحدًا لا يكره منه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بل كانوا يتبركون بريقه وغيره مما مسّه بل كانوا يتبادرون إلى نخامته فيتدلكون بها ( قال) أنس ( فلم أزل أحب الدباء) أي أكلها ( من يومئذٍ) اقتداء به -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( قال عمر بن أبي سلمة قال لي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كل بيمينك) .
وقد نص أصحابنا على كراهة الأكل بالشمال وقوله قال عمر بن أبي سلمة إلى
آخره ثابت في رواية أبي ذر عن الحموي والكشميهني، وقد سبق موصولًا قريبًا وسقط عند الباقين هنا وهو الأشبه والله الموفق.