فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون

باب مَا كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ
( باب ما كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه يأكلون) .


[ قــ :5118 ... غــ : 5411 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَسَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا فَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ فَأَعْطَانِي سَبْعَ تَمَرَاتٍ إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ فَلَمْ يَكُنْ فِيهِنَّ تَمْرَةٌ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنْهَا شَدَّتْ فِي مَضَاغِي.
[الحديث 5411 - أطرافه في: 5441] .

وبه قال: ( حدّثنا أبو النعمان) محمد بن عارم أبو الفضل السدوسي البصري قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) بن درهم ( عن عباس) بالموحدة آخره سين مهملة ابن فروخ بالفاء والراء المشددة المضمومة آخره جيم ( الجريري) بضم الجيم وفتح الراء الأولى مصغرًا ( عن أبي عثمان) عبد الرحمن بن ملّ ( النهدي عن أبي هريرة) -رضي الله عنه- أنه ( قال: قسم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يومًا بين أصحابه تمرًا فأعطى كل إنسان) منهم ( سبع تمرات فأعطاني سبع تمرات إحداهن حشفة) بحاء مهملة ثم معجمة ثم فاء مفتوحات من أردأ التمر ( فلم يكن فيهن تمرة أعجب إليّ منها) من الحشفة ( شدّت) بالشين المعجمة والدال المشددة المهملة المفتوحتين ( في مضاعي) بفتح الميم الطعام يمضغ ولأبي ذر بكسرها بعدها ضاد معجمة وبعد الألف غين معجمة يحتمل أن يكون المراد ما يمضع به وهو الأسنان وأن يكون المراد به المضع نفسه.

وهذا الحديث أخرجه الترمذي في الزهد والنسائي في الوليمة وابن ماجة في الزهد.




[ قــ :5119 ... غــ : 541 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ وَرَقُ الْحُبْلَةِ، أَوِ الْحَبَلَةِ حَتَّى يَضَعَ أَحَدُنَا مَا تَضَعُ الشَّاةُ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الإِسْلاَمِ، خَسِرْتُ إِذًا وَضَلَّ سَعْيِي.

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: حدّثني بالإفراد ( عبد الله بن محمد) المسندي قال: ( حدّثنا وهب بن جرير) قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن إسماعيل) بن أبي خالد ( عن قيس) هو ابن أبي حازم ( عن سعد) هو ابن أبي وقاص أنه ( قال: رأيتني) أي رأيت نفسي ( سابع سبعة) سبق إسلامهم ( مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وهم كما عند ابن أبي خيثمة: أبو بكر، وعثمان، وعلي، وزيد بن حارثة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص ( ما لنا طعام) نأكله ( إلا ورق الحبلة) بضم الحاء المهملة وسكون الموحدة ( أو الحبلة) بفتح الحاء والموحدة ثمر العضاه وثمر السمر وهو يشبه اللوبيا أو المراد عروق الشجر وقال في المطالع: الحبلة الكرم قاله ثعلب، وفي الحديث: لا تسموا العنب الكرم ولكن قولوا الحبلة ( حتى يضع أحدنا ما تضع الشاة) يريد أن أحدهم كان
إذا قضى حاجته ألقى شيئًا كالبعر الذي تلقيه الشاة ( ثم أصبحت بنو أسد تعزرني) بزاي مشددة بعدها راء أي تؤدبني ( على الإسلام) وتعلمني أحكامه وذلك أنهم وشوا به إلى عمر -رضي الله عنه- حتى قالوا لا يحسن أن يصلّي، ولأبي ذر عن الكشميهني: يعزرونني بزيادة واو وجمع ونون ( خسرت) بسكون الراء ( إذًا) بالتنوين جواب وجزاء أي إن كنت كما قالوا محتاجًا إلى تأديبهم وتعليمهم خسرت حينئذ ( وضلّ سعيي) فيما سبق وفيه جواز مدحة الإنسان نفسه إذا اضطر لذلك.

وهذا الحديث سبق في المناقب.




[ قــ :510 ... غــ : 5413 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ فَقُلْتُ: هَلْ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النَّقِيَّ؟ فَقَالَ سَهْلٌ: مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النَّقِيَّ مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ.
قَالَ: فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ لَكُمْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنَاخِلُ؟ قَالَ: مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُنْخُلًا مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ، قَالَ قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ قَالَ: كُنَّا نَطْحَنُهُ وَنَنْفُخُهُ، فَيَطِيرُ مَا طَارَ، وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ فَأَكَلْنَاهُ.

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة بن سعيد) بكسر العين أبو رجاء البلخي قال: ( حدّثنا يعقوب) ابن عبد الرحمن القاري بغير همز ( عن أبي حازم) سلمة بن دينار أنه ( قال: سألت سهل بن سعد) الساعدي -رضي الله عنه- ( فقلت) له: ( هل أكل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) الخبز ( النقي) الأبيض ( فقال سهل: ما رأى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النقي) من الخبز ( من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله.
قال)
أبو حازم ( فقلت) له: ( هل كانت لكم في عهد رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مناخل؟ قال: ما رأى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منخلًا من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله) ثبت لفظة الله الأخيرة لأبي ذر والتقييد بما بعد البعثة يحتمل أن يكون احترازًا عما قبلها إذ كان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سافر إلى الشام والخبز النقي والمناخل وآلات الترفه بها كثيرة ( قال) أبو حازم ( قلت) له: ( كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كنا نطحنه) بفتح الحاء ( وننفخه) ولأبي ذر عن الكشميهني ثم ننفخه ( فيطير) منه ( ما طار وما بقي) منه ( ثريناه) بالمثلثة المفتوحة والراء المشددة المفتوحة أيضًا أي ندّيناه وليّناه بالماء ( فأكلناه) .

وهذا الحديث سبق قريبًا.




[ قــ :511 ... غــ : 5414 ]
- حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ، فَدَعَوْهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَشْبَعْ مِنَ الْخُبْزِ الشَّعِيرِ.

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ( إسحاق بن إبراهيم) بن راهويه قال: ( أخبرنا روح بن عبادة) بفتح الراء وضم عين عبادة وتخفيف الموحدة القيسي الحافظ قال: ( حدّثنا ابن أبي ذئب) هو
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ( عن سعيد) هو ابن أبي سعيد كيسان ( المقبري) بضم الموحدة كان يسكن بالقرب من المقبرة ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه مرّ بقوم بين أيديهم شاة مصلية) بفتح الميم وسكون الصاد المهملة مشوية ( فدعوه) بفتح العين كالدال فطلبوه أن يأكل منها ( فأبى) فامتنع ( أن يأكل) منها زهدًا لما تذكره من شدة العيش السابقة له، ولذا ( قال) ولأبي ذر قال: ( خرج رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الدنيا ولم يشبع من الخبز) ولأبوي الوقت وذر والأصيلي وابن عساكر من خبز ( الشعير) .




[ قــ :51 ... غــ : 5415 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا أَكَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى خِوَانٍ، وَلاَ فِي سُكُرُّجَةٍ، وَلاَ خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ.
.

قُلْتُ لِقَتَادَةَ: عَلَى مَا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: عَلَى السُّفَرِ.

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن أبي الأسود) هو عبد الله بن محمد بن أبي الأسود حميد قال ( حدّثنا معاذ) بضم الميم آخره معجمة ابن هشام الدستوائي قال: ( حدّثني) بالإفراد ( أبي) هشام ( عن يونس) بن أبي الفرات القرشي مولاهم البصري الإسكاف ( عن قتادة) بن دعامة ( عن أنس بن مالك) -رضي الله عنه- أنه ( قال: ما أكل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على خوان) بكسر الخاء المعجمة وضمها وإخوان بهمزة مكسورة طبق كبير تحته كرسي ملزق به يوضع بين يدي المترفين ( ولا في سكرجة) بضم السين المهملة والكاف والراء المشدّدة وتخفف لأن العجم كانت تستعملها في الكوامخ وما أشبهها من الجوارشنات على الموائد حول الأطعمة للتشهي والهضم ( ولا خبز له مرقق) .
قال يونس ( قلت لقتادة على ما) بألف بعد الميم ولأبي ذر عن الكشميهني علام ( يأكلون؟ قال: على السفر) بضم السين المهملة وفتح الفاء جمع سفرة وهي في الأصل طعام المسافر وبه سميت الآلة التي يعمل فيها السفرة إذا كانت من جلد.

وهذا الحديث أخرجه الترمذي في الأطعمة وقال غريب، والنسائي في الرقاق، وابن ماجة في الأطعمة.




[ قــ :513 ... غــ : 5416 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ الْبُرِّ ثَلاَثَ لَيَالٍ تِبَاعًا حَتَّى قُبِضَ.

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة) بن سعيد قال: ( حدّثنا جرير) هو ابن عبد الحميد ( عن منصور) هو ابن المعتمر ( عن إبراهيم) النخعي ( عن الأسود) بن يزيد ( عن عائشة -رضي الله عنها-) أنها ( قالت: ما شبع آل محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منذ قدم المدينة من طعام البر) من الإضافة البيانية ( ثلاث ليال) بأيامهن ( تباعًا) بكسر الفوقية ( حتى قبض) بضم القاف وكسر الموحدة إيثارًا للجوع وقلة الشبع مع الجدة.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الرقاق، ومسلم في أواخر كتابه والنسائي في الوليمة وابن ماجة في الأطعمة.