فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من أضاف رجلا إلى طعام وأقبل هو على عمله

باب مَنْ أَضَافَ رَجُلًا إِلَى طَعَامٍ وَأَقْبَلَ هُوَ عَلَى عَمَلِهِ
( باب من أضاف رجلًا إلى طعام وأقبل هو) أي الذي أضاف ( على عمله) ولم يأكل مع من أضافه وسقط لأبي ذر إلى طعام.


[ قــ :5142 ... غــ : 5435 ]
- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ سَمِعَ النَّضْرَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كُنْتُ غُلاَمًا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى غُلاَمٍ لَهُ خَيَّاطٍ، فَأَتَاهُ بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ وَعَلَيْهِ دُبَّاءٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ.
قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ جَعَلْتُ أَجْمَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: فَأَقْبَلَ الْغُلاَمُ عَلَى عَمَلِهِ.
قَالَ أَنَسٌ: لاَ أَزَالُ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ بَعْدَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَنَعَ مَا صَنَعَ.

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ( عبد الله بن منير) بضم الميم وكسر النون وبعد التحتية الساكنة راء أبو عبد الرحمن الحافظ أنه ( سمع النضر) بالضاد المعجمة ابن شميل يقول: ( أخبرنا ابن عون) عبد الله ( قال: أخبرني) بالإفراد ( ثمامة بن عبد الله بن أنس عن) جدّه ( أنس -رضي الله عنه-) أنه ( قال: كنت غلامًا أمشي مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فدخل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على غلام له خياط) لم أقف على اسمه ( فأتاه بقصعة فيها طعام) في باب الثريد فقدّم إليه قصعة فيها ثريد ( وعليه دباء) أي قرع ( فجعل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتتبع الدباء) لحبه لأكلها وقوله يتتبع بفوقيتين وتشديد الموحدة، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: يتبع الدباء بفوقية ساكنة وتخفيف الموحدة ( قال) أن ( فلما رأيت ذلك) الذي فعله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من تتبعه الدباء ( جعلت أجمعه) من حوالى القصعة ( بين يديه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليأكله ( قال) أنس: ( فأقبل الغلام على عمله) ولم يأكل مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ففيه أنه لا يشترط للمضيف أن يأكل مع مَن أضافه.
نعم ينبغي أن يأكل معه إذ هو أبسط لوجهه وأذهب لاحتشامه كذا قالوه، والذي يظهر لي أنه يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص على ما لا يخفى ( قال أنس: لا أزال أحب الدباء بعد ما رأيت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صنع ما صنع) من تتبعه لها ورواه النسائي.