فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب تسمية المولود غداة يولد، لمن لم يعق عنه، وتحنيكه

كتاب العقيقة
( بسم الله الرحمن الرحيم.
كتاب العقيقة)
بفتح العين المهملة وهي لغة الشعر الذي على رأس الولد حين ولادته وشرعًا ما يذبح عند حلق شعره لأن مذبحه يعق أي يشق ويقطع ولأن الشعر يحلق إذ ذاك وقال ابن أبي الدم قال: أصحابنا يستحب تسميتها نسيكة أو ذبيحة وتكره تسميتها عقيقة كما تكره تسمية العشاء عتمة والمعنى فيها إظهار البشر والنعمة ونشر النسب وهي سُنّة مؤكدة وإنما لم تجب كالأضحية بجامع أن كلاًّ منهما إراقة دم بغير جناية، وقال الليث بن سعد: إنها واجبة وكذا قال داود وأبو الزناد وقال أبو حنيفة: فيما نقله العيني ليست بسُنّة، وقال محمد بن الحسن: هي تطوّع كان الناس يفعلونها ثم نسخت بالأضحى وقال بعضهم هي بدعة وفي الموطأ عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن أبيه سئل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن العقيقة فقال: "لا أحب العقوق" كأنه كره الاسم وقال: "من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فليفعل" وهذا لا حجة فيه لنفي مشروعيتها بل آخر الحديث يثبتها، وإنما غايته أن الأولى أن تسمى نسيكة أو ذبيحة وأن لا تسمى عقيقة كما مرّ عن ابن أبي الدم، وقد تقرر في علم الفصاحة الاحتراز عن لفظ يشترك فيه معنيان: أحدهما مكروه فيجاء به مطلقًا، والأصل فيها أحاديث كحديث الغلام مرتهن بعقيقة تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وعند البزار عن ابن عباس مرفوعًا: للغلام عقيقتان وللجارية عقيقة وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد انتهى.
والعقيقة كالضحية في جميع أحكامها من جنسها وسنها وسلامتها والأفضل منها ونيتها والأكل والتصدق وسن طبخها كسائر الولائم إلا رجلها فتعطى نيئة للقابلة لحديث الحاكم وبحلو تفاؤلًا بحلاوة أخلاق الولد، وأن لا يكسر عظمها تفاؤلًا بسلامة أعضاء الولد فإن كسر فخلاف الأولى وأن تذبح سابع ولادته.


باب تَسْمِيَةِ الْمَوْلُودِ غَدَاةَ يُولَدُ لِمَنْ لَمْ يَعُقَّ عَنْهُ، وَتَحْنِيكِهِ
( باب تسمية المولود غداة يولد) أي وقت يولد ( لمن لم يعق عنه) بفتح التحتية وضم العين، ومفهومه أن من لم يرد أن يعق عنه لا تؤخر تسميته إلى السابع ومن أريد أن يعق عنه تؤخر تسميته إلى السابع.
وقال النووي في الأذكار: تسن تسميته يوم السابع أو يوم الولادة، ولكلٍّ من القولين أحاديث صحيحة، فحمل البخاري أحاديث يوم الولادة على من لم يرد العق، وأحاديث يوم السابع على من أراده كما ترى.
قال ابن حجر: وهو جمع لطيف لم أره لغيره، وثبت لفظة عنه لأبي ذر عن الكشميهني ( وتحنيكه) يوم ولادته بتمر حلو بأن يمضغ التمر ويدلك به حنكه داخل فمه حتى ينزل إلى جوفه منه شيء وقيس بالتمر الحلو، وفي معنى التمر الرطب والحكمة فيه التفاؤل بالإيمان لأن التمر من الشجرة التي شبهها -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالإيمان، لا سيما إذا كان المحنك من العلماء والصالحين لأنه يصل إلى جوف المولود من ريقه.


[ قــ :5172 ... غــ : 5467 ]
- حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنِي بُرَيْدٌ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى -رضي الله عنه- قَالَ: وُلِدَ لِي غُلاَمٌ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى.
[الحديث 5467 - أطرافه في: 6198] .

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ولابن عساكر: بالجمع ( إسحاق بن نصر) هو إسحاق بن إبراهيم بن نصر قال: ( حدّثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة قال: ( حدّثني) بالإفراد ولابن عساكر بالجمع ( بريد) بضم الموحدة وفتح الراء وسكون التحتية بعدها دال مهملة ابن عبد الله ( عن) جدّه ( أبي بردة) بضم الموحدة وسكون الراء عامر ( عن أبي موسى) عبد الله بن قيس الأشعري ( رضي الله عنه) أنه ( قال: ولد) بضم الواو ( لي غلام فأتيت به النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فسماه إبراهيم) فهو من الصحابة لما ثبت له من الرواية، لكن لم يسمع من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شيئًا فهو لذلك من كبار التابعين ولذا ذكره ابن حبان فيهما ( فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إليّ) وفي قوله: فأتيت به فسماه فحنكه إشعار بأنه أسرع بإحضاره إليه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأن تحنيكه كان بعد تسميته ففيه أنه لا ينتظر بتسميته يوم السابع ( وكان) إبراهيم هذا ( أكبر ولد أبي موسى) .

وهذا الحديث أخرجه المؤلّف أيضًا في الأدب ومسلم في الاستئذان.




[ قــ :5173 ... غــ : 5468 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: أُتِىَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِصَبِيٍّ يُحَنِّكُهُ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَأَتْبَعَهُ الْمَاءَ.

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) بالمهملات ابن مسرهد قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان ( عن هشام عن أبيه) عروة بن الزبير ( عن عائشة -رضي الله عنها-) أنها ( قالت: أُتي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بصبي) روى
الدارقطني أنها أتت بعبد الله بن الزبير ( يحنكه فبال) الصبي ( عليه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فأتبعه الماء) أي أتبع البول الماء يصبه على موضعه حتى غمره من غير سيلان لأن النجاسة مخففة.

وهذا الحديث سبق في بول الصبيان من كتاب الطهارة.




[ قــ :5174 ... غــ : 5469 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ -رضي الله عنهما-، أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، بِمَكَّةَ قَالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ قُبَاءً فَوَلَدْتُ بِقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ حَنَّكَهُ بِالتَّمْرَةِ، ثُمَّ دَعَا لَهُ فَبَرَّكَ عَلَيْهِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلاَمِ، فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا، لأَنَّهُمْ قِيلَ لَهُمْ: إِنَّ الْيَهُودَ قَدْ سَحَرَتْكُمْ فَلاَ يُولَدُ لَكُمْ.

وبه قال: ( حدّثنا إسحاق بن نصر) البخاري واسم أبيه إبراهيم ونسبه لجدّه قال: ( حدّثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة قال: ( حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر) الصديق ( -رضي الله عنهما- أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت: فخرجت) من مكة ( وأنا مُتِم) بضم الميم الأولى وكسر الفوقية وتشديد الميم الثانية اسم فاعل أي شارفت تمام حملي ( فأتيت المدينة فنزلت قباء) بالمد والصرف ويقصر ويمنع ( فولدت بقباء ثم أتيت به رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) في المدينة ( فوضعته) وللحموي والمستملي: فوضعت بغير ضمير النصب ( في حجره) عليه الصلاة والسلام ( ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل) أي بزق عليه الصلاة والسلام ( في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له فبرّك) بالفاء وفتح الموحدة وتشديد الراء أي دعا له بالبركة ولابن عساكر وبرّك ( عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام) بالمدينة بعد الهجرة من أولاد المهاجرين ( ففرحوا به فرحًا شديدًا لأنهم قيل لهم أن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم) .

وفي طبقات ابن سعد أنه لما قدم المهاجرون المدينة أقاموا لا يولد لهم فقالوا سحرتنا يهود حتى كثرت في ذلك المقالة، فكان أول مولود بعد الهجرة عبد الله بن الزبير فكبّر المسلمون تكبيرة واحدة حتى ارتجت المدينة تكبيرًا.

وهذا الحديث قد سبق في الهجرة.




[ قــ :5175 ... غــ : 5470 ]
- حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ يَشْتَكِي، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ فَقُبِضَ الصَّبِيُّ.
فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي؟ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هُوَ أَسْكَنُ مَا كَانَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ فَتَعَشَّى، ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَتْ: وَارِ الصَّبِيَّ.
فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: «أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ»؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا فِي
لَيلَتِهِما".
فَوَلَدَتْ غُلاَمًا.
قَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْفَظْهُ حَتَّى تَأْتِيَ بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَرْسَلَتْ مَعَهُ بِتَمَرَاتٍ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «أَمَعَهُ شَيْءٌ»؟ قَالُوا: نَعَمْ.
تَمَرَاتٌ فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَضَغَهَا ثُمَّ أَخَذَ مِنْ فِيهِ فَجَعَلَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ وَحَنَّكَهُ بِهِ وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ.

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: حدّثني بالإفراد ( مطر بن الفضل) المروزي قال: ( حدّثنا يزيد بن هارون) من الزيادة السلمي الواسطي أحد الأعلام قال: ( أخبرنا عبد الله بن عون عن أنس بن سيرين) أخي محمد بن سيرين ( عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-) أنه ( قال: كان ابن لأبي طلحة) زيد بن سهل زوج أم أنس ( يشتكي) أي مريض وكان اسمه عميرًا صاحب النغير ( فخرج أبو طلحة) لحاجته ( فقبض الصبي) بضم القاف أي توفي ( فلما رجع أبو طلحة قال) لأمه: ( ما فعل ابني؟ قالت أم سليم) أم الصبي ( هو أسكن ما كان) أفعل تفضيل من السكون قصدت به سكون الموت وظن أبو طلحة أنها تريد سكون العافية له ( فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها) جامعها ( فلما فرغ) من ذلك ( قالت) له: ( وارِ الصبي) أمر من المواراة أي ادفنه، ولأبوي ذر والوقت والأصيلي وابن عساكر: واروا الصبي بصيغة الجمع ( فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبره) بما كان من خبره مع زوجته ( فقال) عليه الصلاة والسلام له:
( أعرستم الليلة) بسكون العين استفهام محذوف الأداة، وهو من قولهم أعرس الرجل إذا دخل بامرأته، والمراد هنا الوطء فسماه إعراسًا لأنه من توابع الإعراس، وقال في المصابيح: في بعض النسخ فأخبره فقال: أعرستم الليلة يعني أن أبا طلحة أخبره النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بخبره فيكون أعرستم خبرًا لا استفهامًا.
قال: وفي بعضها سقوط فأخبره فحمله بعض الشارحين على أنه استفهام محذوف الأداة، وفي رواية الأصيلي أعرستم بفتح العين وتشديد الراء.
قال في المطالع: كالمشارق والنهاية وهو غلط إنما ذلك في النزول، لكن قال ابن التيمي في كتابة التحرير في شرح مسلم: إنها لغة يقال أعرس الرجل وعرّس والأفصح أعرس.

( قال) أبو طلحة -رضي الله عنه- ( نعم) أعرسنا الليلة يا رسول الله ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( اللهم بارك لهما) في ليلتهما ( فولدت غلامًا) قال أنس ( قال لي أبو طلحة احفظه) وللكشميهني احفظيه.
قال الحافظ أبو الفضل بن حجر: والأولى أولى ( حتى تأتي به النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأتى به النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأرسك) أم سليم ( معه بتمرات) بفتح الميم ( فأخذه) أي الصبي ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: أمعه شيء) ؟ بهمزة الاستفهام ( قالوا: نعم تمرات) بفتح الميم أيضًا ( فأخذها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في في الصبي) أي فمه ( وحنّكه وسماه عبد الله) .

وهذا الحديث أخرجه مسلم في الاستئذان.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَنَسٍ وَسَاقَ الْحَدِيثَ.

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: بالإفراد ( محمد بن المثنى) قال: ( حدّثنا ابن أبي عدي) محمد ( عن ابن عون) عبد الله ( عن محمد عن أنس وساق الحديث) الذي رواه ابن المثنى الآتي إن شاء الله تعالى بعون الله وقوته في باب الخميصة السوداء من كتاب اللباس بلفظ: أن أم سليم قالت لي: يا أنس هذا الغلام فلا تصيبن شيئًا حتى تغدو به إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يحنّكه فغدوت به فإذا هو في حائط وعليه خميصة حريثية وهو يسم الظهر الذي قدم عليه في الفتح، وسياق المؤلّف له هنا يوهم أن المراد الحديث الأول وليس كذلك لأن لفظهما مختلف كما ترى فهما حديثان عند ابن عون.

أحدهما عنده عن أنس بن سيرين وهو المذكور هنا، والثاني عنده عن محمد بن سيرين عن أنس، وسقط لابن عساكر قوله: حدّثنا محمد بن المثنى إلى آخره.