فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ما يشتهى من اللحم يوم النحر

باب مَا يُشْتَهَى مِنَ اللَّحْمِ يَوْمَ النَّحْرِ
( باب ما يشتهى) بضم أوله وفتح رابعه ( من اللحم يوم النحر) وما موصولة أو مصدرية.


[ قــ :5253 ... غــ : 5549 ]
- حَدَّثَنَا صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ النَّحْرِ: «مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاَةِ فَلْيُعِدْ»، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ اللَّحْمُ وَذَكَرَ جِيرَانَهُ وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، فَرَخَّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَلاَ أَدْرِي أَبَلَغَتِ الرُّخْصَةُ مَنْ سِوَاهُ أَمْ لاَ.
ثُمَّ انْكَفَأَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى كَبْشَيْنِ فَذَبَحَهُمَا، وَقَامَ النَّاسُ إِلَى غُنَيْمَةٍ فَتَوَزَّعُوهَا، أَوْ قَالَ: فَتَجَزَّعُوهَا.

وبه قال: ( حدّثنا صدقة) بن الفضل قال: ( أخبرنا ابن علية) إسماعيل بن إبراهيم وعلية أمه ( عن أيوب) السختياني ( عن ابن سيرين) محمد ( عن أنس بن مالك) -رضي الله عنه- أنه ( قال: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم النحر) لأصحابه:
( من كان) منكم ( ذبح) أضحيته ( قبل الصلاة فليعد) فإنها ليست نسكًا ( فقام رجل) هو أبو بردة بن دينار ( فقال: يا رسول الله إن هذا يوم يشتهى فيه اللحم) للالتذاذ به فيه ولأن العادة جرت فيه بكثرة الذبح فالنفس تتشوف له، ولا يقدح فيه قول عمر لجابر بن عبد الله لما رأى معه لحمًا فقال له: ما هذا؟ قال: قرمنا إلى اللحم فقال له: أين تذهب هذه الآية؟ { أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها} [الأحقاف: 20] لأن يوم النحر مخصوص بأكله.
قال الله تعالى: { ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها} [الحج: 34] وبه استدل من قال بوجوب إلى من الأضاحي وهو قول غريب والذي عليه الجمهور أنه من باب الرخصة أو الاستحباب.

( وذكر) أبو بردة ( جيرانه) وعند مسلم عن عاصم وإني عجلت فيه نسيكتي لأطعم أهلي وجيراني وأهل داري ( وعندي جذعة) من المعز ( خير من شاتي لحم) بالتثنية من المعز ( فرخص له) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( في ذلك) قال أنس: ( فلا أدري أبلغت الرخصة من سواه) من الناس ( أم لا) فيكون مختصًّا بذلك ولعل أنسًا لم يبلغه قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لمن تجزي عن أحد بعدك ( ثم انكفأ) بالهمز أي مال ورجع ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) عن مكان الخطبة إلى مكان الذبح ( إلى كبشين) تثنية كبش وهو ذكر الضأن ( فذبحهما وقام الناس إلى غنيمة) بضم الغين المعجمة وفتح النون مصغرًا ( فتوزعوها) بالزاي المعجمة من التوزيع أي تفرقوها ( أو قال فتجزعوها) بالجيم والزاي من الجزع أي اقتسموها حصصًا كل واحد حصة من الغنم بغير ذبح وليس المراد أن كل واحد أخذ قطعة من اللحم والشك من الراوي.

والحديث سبق في باب إلى يوم النحر من كتاب العيدين.