فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الكرع في الحوض

باب الْكَرْعِ فِى الْحَوْضِ
( باب الكرع في الحوض) بسكون الراء أي تناول الماء بالفم من الحوض بغير إناء ولا كف.


[ قــ :5322 ... غــ : 5621 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - أَنَّ النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَسَلَّمَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَصَاحِبُهُ، فَرَدَّ الرَّجُلُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى، وَهْىَ سَاعَةٌ حَارَّةٌ، وَهْوَ يُحَوِّلُ فِى حَائِطٍ لَهُ يَعْنِى الْمَاءَ فَقَالَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ فِى شَنَّةٍ».
وَإِلاَّ كَرَعْنَا وَالرَّجُلُ يُحَوِّلُ الْمَاءَ فِى حَائِطٍ فَقَالَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عِنْدِى مَاءٌ بَاتَ فِى شَنَّةٍ فَانْطَلَقَ إِلَى الْعَرِيشِ فَسَكَبَ فِى قَدَحٍ مَاءً ثُمَّ حَلَبَ عَلَيْهِ مِنْ دَاجِنٍ لَهُ فَشَرِبَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ أَعَادَ فَشَرِبَ الرَّجُلُ الَّذِى جَاءَ مَعَهُ.

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن صالح) الحمصي الحافظ الفقيه قال: ( حدّثنا فليح بن سليمان) العدوي مولاهم المدني ( عن سعيد بن الحارث) قاضي المدينة ( عن جابر بن عبد الله) الأنصاري ( -رضي الله عنهما- أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دخل على رجل من الأنصار) سبق فيما قبل أنه أبو الهيثم بن التيهان بستانه ( ومعه) عليه الصلاة والسلام ( صاحب له) وهو أبو بكر -رضي الله عنه- ( فسلّم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وصاحبه) أبو بكر عليه ( فردّ الرجل) الأنصاري عليهما ( فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي) أي مفدي بأبي وأمي ( وهي) أي الساعة التي أتيت فيها ( ساعة حارة وهو) أي والحال أنّ الرجل ( يحوّل في حائط له يعني الماء) من قعر البئر إلى ظاهرها ( فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) للرجل:
( إن كان عندك ماء بات في شنة) بفتح المعجمة قربة خلقة ( وإلاّ كرعنا) شربنا بفينا ( والرجل) أي والحال أن الرجل ( يحوّل الماء في حائط) يجريه من جانب إلى جانب في بستانه ( فقال الرجل: يا رسول الله عندي ماء بات) وللكشميهني بائت ( في شنة فانطلق) بفتحات النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومعه أبو بكر ( إلى العريش) موضع مظلل عليه في البستان بخشب وثمام ( فسكب) الرجل ( في قدح ماء ثم حلب عليه) لبنًا ( من) شاة ( داجن له) وهي التي تألف البيوت ( فشرب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم أعاد فشرب الرجل الذي جاء معه) وهو أبو بكر -رضي الله عنه-، ولأحمَد وسقى صاحبه.

فإن قلت: ما المطابقة بين الترجمة والحديث؟ أجيب: من جهة أن جابرًا أعاد قوله وهو يحوّل الماء في أثناء مخاطبة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للرجل مرتين وإن كان الظاهر أنه كان ينقله من أسفل البئر إلى أعلاها فكأنه كان هناك حوض يجمعه فيه ثم يحوّله من جانب إلى جانب.

وهذا الحديث سبق قريبًا في باب شوب اللبن بالماء.