فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب عيادة الأعراب

باب عِيَادَةِ الأَعْرَابِ
( باب عيادة الأعراب) بفتح الهمزة وهم سكان البادية.


[ قــ :5356 ... غــ : 5656 ]
- حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - أَنَّ النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِىٍّ يَعُودُهُ قَالَ وَكَانَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ فَقَالَ لَهُ: «لاَ بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى».
قَالَ قُلْتَ طَهُورٌ كَلاَّ بَلْ هِىَ حُمَّى تَفُورُ أَوْ تَثُورُ عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ تُزِيرُهُ الْقُبُورَ فَقَالَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «فَنَعَمْ إِذًا».

وبه قال: ( حدّثنا معلى بن أسد) العمي أبو الهيثم أخو بهز بن أسد البصري قال ( حدّثنا عبد العزيز بن مختار) البصري الدباغ قال ( حدّثنا خالد) الحذاء ( عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دخل على أعرابي) اسمه قيس بن أبي حازم حال كونه ( يعوده قال) ابن عباس ( وكان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا دخل على مريض) حال كونه ( يعوده قال له) :
( لا بأس) عليك هو ( طهور) لك من ذنوبك أي مطهر لك ( إن شاء الله تعالى) دعاء لا خبر ( قال) الأعرابي ( قلت) أي أقلت يخاطب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( طهور كلا) أي ليس بطهور ( بل هي حمى) ولأبي ذر هو أي المرض حمى ( تفور) أي يظهر حرها وغليانها ووهجها ( أو تثور) بالفوقية والمثلثة والشك من الراوي ( على شيخ كبير تزيره) بضم الفوقية ( القبور) نصب مفعول ثانٍ والهاء في تزيره أوّل والمعنى تبعثه إلى القبور ( فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فنعم إذًا) الفاء مرتبة على محذوف وإذا جواب وجزاء ونعم تقرير لما قال أي إذا أبيت كانت كما ظننت.
وقال في شرح المشكاة: يعني أرشدتك بقولي لا بأس عليك أي إن الحمى تطهرك وتنقي ذنوبك فاصبر واشكر الله عليها فأبيت إلا اليأس والكفران فكان كما زعمت وما اكتفيت بذلك بل رددت نعمة الله عليه قاله غضبًا عليه.
وقال ابن التين: يحتمل أن يكون دعاء عليه وأن يكون خبرًا عما يؤول إليه أمره.
وقال غيره: يحتمل أن يكون -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- علم أنه سيموت من ذلك المرض فدعا له بأن تكون الحمى طهرة لذنوبه فأصبح ميتًا.

وهذا الحديث سبق في علامات النبوة بالإسناد والمتن.