فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الرقى بفاتحة الكتاب

باب الرُّقَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.
وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
( باب الرقى بفاتحة الكتاب.
ويذكر)
بضم التحتية وسكون المعجمة وفتح الكاف ( عن ابن عباس) -رضي الله عنهما- ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه أقرّ الذي رقى بالفاتحة على رقيته فنسبة ذلك إليه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نسبة معنوية لا صريحة فلذلك أورده المؤلّف بصيغة التمريض.


[ قــ :5428 ... غــ : 5736 ]
- حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى بِشْرٍ عَنْ أَبِى الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ - رضى الله عنه - أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَوْا عَلَى حَىٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ فَقَالُوا هَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رَاقٍ؟ فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا وَلاَ نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنَ الشَّاءِ فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ فَبَرَأَ فَأَتَوْا بِالشَّاءِ فَقَالُوا: لاَ نَأْخُذُهُ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ.

     وَقَالَ : «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِى بِسَهْمٍ».

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ( محمد بن بشار) بالموحدة والمعجمة المثقلة بندار قال: ( حدّثنا غندر) ولأبي ذر: محمد بن جعفر قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن أبي بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة جعفر بن أبي وحشية واسمه إياس ( عن أبي المتوكل) علي بن داود الناجي بالنون والجيم الساميّ بالمهملة نسبة لسام بن لؤي ( عن أبي سعيد) سعد بن مالك ( الخدري -رضي الله عنه- أن ناسًا من أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) كانوا في سرية وكانوا ثلاثين رجلاً ( أتوا على حي من أحياء العرب) أي يعين فاستقروهم ( فلم يقروهم) بفتح التحتية وسكون القاف من غير همز فلم يضيفوهم ( فبينما) بالميم، ولأبي ذر: فبينا ( هم كذلك إذ لدغ) بضم اللام وكسر الدال المهملة بعدها غين معجمة لسع ( سيد أولئك) الحي أي ضربته العقرب بذبنها ولم يسم السيد ( فقالوا) للصحابة ( هل معكم من دواء) ولأبي ذر معكم دواء ( أو راقٍ؟ فقالوا) لهم ( إنكم لم تقرونا) أي تضيفونا ( ولا نفعل) الرقية ( حتى تجعلوا لنا جعلاً) بضم الجيم وسكون العين المهملة أجرًا على ذلك ( فجعلوا لهم قطيعًا) طائفة ( من الشاء) جمع شاة وكانت ثلاثين رأسًا ( فجعل) الراقي وهو أبو سعيد الخدري أبهم نفسه في هذه الرواية ( يقرأ بأم القرآن) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي بالقرآن ( ويجمع بزاقه) بالزاي في فيه ( ويتفل) بكسر الفاء ولأبي ذر بضمها ( فبرأ) سيد أولئك ( فأتوا) هذا الحي ( بالشاء) الثلاثين ( فقالوا) أي الصحابة للراقي ( لا نأخذه) أي القطيع ( حتى نسأل النبي) ولأبي ذر رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) عن حكمه.
قال في المصابيح: قد يقال إنهم امتنعوا عن الرقية إلا بجعل، فلا يخلوا إما أن يكونوا عالمين بجواز ذلك أو لا فإن كانوا عالمين بالجواز فما وجه وقفهم أخذ الجعل على تعرف حكمه بالسؤال وإن كانوا غير عالمين فكيف قدموا مع أنه لا يجوز الإقدام على فعل شيء حتى يعلم حكم الله فيه، وبعضهم ينقل الإجماع عليه فتأمله اهـ.

( فسألوه) بضمير النصب ولأبي ذر عن الكشميهني فسألوا بحذفه ( فضحك) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( وقال) لأبي سعيد الذي رقى ( وما إدراك أنها) أي الفاتحة ( رقية خذوها) أي الشاء فاقتسموها ( واضربوا لي) معكم ( بسهم) .

وهذا الحديث قد مرّ في باب ما يعطى في الرقية بفاتحة الكتاب في الإجارة.