فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الامتشاط

باب الاِمْتِشَاطِ
( باب) استحباب ( الامتشاط) أي تسريح الشعر بالمشط.


[ قــ :5604 ... غــ : 5924 ]
- حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِى إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِىِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِى دَارِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالنَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَحُكُّ رَأْسَهُ بِالْمِدْرَى فَقَالَ: «لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهَا فِى عَيْنِكَ إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الأَبْصَارِ».

وبه قال: ( حدّثنا آدم بن أبي إياس) عبد الرحمن العسقلاني الخراساني الأصل قال: ( حدّثنا ابن أبي ذئب) محمد بن عبد الرحمن ( عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب ( عن سهل بن سعد) بسكون العين ( أن رجلاً) قيل هو الحكم بن أبي العاص بن أمية والد مروان ( اطّلع) بتشديد الطاء ( من حجر) بضم الجيم وسكون الحاء المهملة من ثقب ( في دار النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والنبي) أي والحال أن النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يحك رأسه) بضم الحاء المهملة وتشديد الكاف ( بالمدرى) بكسر الميم وفتح الراء بينهما دال مهملة ساكنة مقصورة عود تدخله المرأة في رأسها لتضم بعض شعرها إلى بعض أو هو المشط أوله أسنان يسيرة أو عود أو حديدة كالخلال لها رأس محدّد أو خشبة على شكل سنّ من أسنان المشط لها ساعد يحك بها الكبير ما لا تصل إليه يده من جسده ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للرجل المذكور:
( لو علمت أنك تنظر) أي إليّ ولأبي ذر عن الحموي والمستملي تنتظر من الانتظار والأولى أوجه ( لطعنت) بفتح العين ( بها) أي بالمدرى ( في عينيك وإنما جعل الإذن) بضم الجيم مبنيًّا للمفعول ( من قِبل الأبصار) بكسر القاف وفتح الموحدة والأبصار بفتح الهمزة وسكون الموحدة جمع بصر أي إنما جعل الشارع الاستئذان في الدخول من جهة البصر أي لئلا يقع بصر أحدهم على عورة من في الدار فلو رماه صاحب الدار بنحو حصاة فأصابت عينه فعمي أو سرت إلى نفسه فتلف فهدر.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الاستئذان والدّيات ومسلم والترمذي في الاستئذان والنسائي في الدّيات.