فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب إرداف المرأة خلف الرجل

باب إِرْدَافِ الْمَرْأَةِ خَلْفَ الرَّجُلِ
( باب) جواز ( إرداف المرأة خلف الرجل) على الدابة.


[ قــ :5647 ... غــ : 5968 ]
- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِى يَحْيَى بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رضى الله عنه -، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ خَيْبَرَ وَإِنِّى لَرَدِيفُ أَبِى طَلْحَةَ وَهْوَ يَسِيرُ، وَبَعْضُ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَدِيفُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ عَثَرَتِ النَّاقَةُ فَقُلْتُ الْمَرْأَةَ، فَنَزَلْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّهَا أُمُّكُمْ» فَشَدَدْتُ الرَّحْلَ وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا دَنَا أَوْ رَأَى الْمَدِينَةَ قَالَ: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ».

وبه قال: ( حدّثنا الحسن بن محمد بن صباح) بالصاد المهملة المفتوحة والموحدة المشدّدة آخرها حاء مهملة ولأبي ذر الصباح بالتعريف البغدادي ( قال: حدّثنا يحيى بن عباد) بفتح العين المهملة وتشديد الموحدة الضبعي ( قال: حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( قال: أخبرني يحيى بن أبي إسحاق)
النحوي الحضرمي ( قال: سمعت أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قبلنا مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من خيبر وإني لرديف أبي طلحة) زيد بن سهل الأنصاري ( وهو يسير وبعض نساء رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وهي صفية بنت حيي أم المؤمنين ( رديف رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذ عثرت الناقة) التي عليها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وصفية ( فقلت: المرأة) بالنصب أي احفظ المرأة ويجوز الرفع أي فقلت وقعت المرأة ( فنزلت) بسكون اللام وضم الفوقية بلفظ المتكلم ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( إنها) أي صفية ( أمكم) ليذكرهم أنها واجبة التعظيم ( فشددت الرحل) وظاهره أن الذي قال ذلك وفعله أنس، لكن مرّ في أواخر الجهاد من وجه آخر عن يحيى بن أبي إسحاق أن الذي فعل ذلك أبو طلحة وأن الذي قال المرأة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وفي رواية أخرى عن يحيى بن أبي إسحاق نحو ذلك.
قال في الفتح: وهو المعتمد فإن القصة واحدة.
ومخرج الحديث واحد واتفاق اثنين أولى من انفراد واحد، لا سيما أن أنسًا كان إذ ذاك يصغر عن تعاطي ذلك الأمر، ولكن لا يمتنع أن يساعد أبا طلحة أنس على ذلك فيمتنع الإشكال ( وركب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلما دنا) أي قرب ( أو رأى) بالشك ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: ورأى ( المدينة قال: آيبون) أي راجعون ( تائبون عابدون لربنا حامدون) يحتمل أن يتعلق قوله لربنا بسابقه ولاحقه.