فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم

باب مَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ فِى الشِّرْكِ ثُمَّ أَسْلَمَ
( باب من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم) بعد هل يثاب عليه.


[ قــ :5669 ... غــ : 5992 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: أَخْبَرَنِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِى الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ صِلَةٍ وَعَتَاقَةٍ وَصَدَقَةٍ هَلْ لِى فِيهَا مِنْ أَجْرٍ؟ قَالَ حَكِيمٌ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ خَيْرٍ».
وَيُقَالُ أَيْضًا عَنْ أَبِى الْيَمَانِ أَتَحَنَّثُ؟.

     وَقَالَ  مَعْمَرٌ وَصَالِحٌ وَابْنُ الْمُسَافِرِ: أَتَحَنَّثُ؟.

     وَقَالَ  ابْنُ إِسْحَاقَ: التَّحَنُّثُ: التَّبَرُّرُ، وَتَابَعَهُمْ هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ.

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة ( عن الزهري) محمد بن مسلم أنه ( قال: أخبرني) بالإفراد ( عروة بن الزبير) بن العوّام ( أن حكيم بن حزام) بكسر الحاء المهملة وفتح الزاي ابن خويلد الأسدي -رضي الله عنه- ( أخبره أنه قال: يا رسول الله أرأيت أمورًا) أي أخبرني عن أمور ( كنت أتحنث) بفتح الهمزة والنون المشددة المفتوحتين آخره مثلثة أتعبد ( بها في الجاهلية من صلة) للرحم ( وعتاقة) للرقيق ( وصدقة هل لي) ولأبي ذر: هل كان لي ( فيها من أجر) ؟ وسقط حرف الجر لأبي ذر ( قال حكيم: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( أسلمت) أي يا حكيم ( على ما سلف) منك في أيام الجاهلية ( من خير) .

قال المؤلّف: ( ويقال أيضًا عن أبي اليمان) الحكم بن نافع ( أتحنت) بالمثناة الفوقية بدل المثلثة ولضعف المثناة عبّر بصيغة التمريض.
قال في المقدمة: وهي رواية أبي زرعة الدمشقي عن أبي اليمان، وعند المؤلّف في باب شراء المملوك الحربي من كتاب الزكاة عن أبي اليمان بلفظ أتحنث أو أتحنت بالشك.
قال في الفتح: وكأنه سمعه منه بالوجهين، لكن قال السفاقسي: بالمثناة لا أعلم له وجهًا.

( وقال: معمر) هو ابن راشد فيما وصله المؤلّف في باب من تصدق في الشرك ثم أسلم من كتاب الزكاة ( وصالح) وهو ابن كيسان مما وصله مسلم ( وابن المسافر) بالألف واللام والمشهور حذفهما وهو عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي المصري أمير مصر فيما وصله الطبراني في الأوسط من طريق الليث بن سعد عنه ( أتحنت) بالمثناة الفوقية أيضًا وهي مصحح عليها في الفرع ( وقال ابن إسحاق) في السيرة النبوية ( التحنث) بالمثلثة ( التبرر) بالفوقية والموحدة والراءين أولاهما مضمومة مشددة من البر ( وتابعهم) أي تابع هؤلاء المذكورين، ولأبي ذر: وتابعه بالإفراد أي تابع ابن إسحاق ( هشام عن أبيه) عروة على خصوص تفسير التحنث بالتبرر وحينئذٍ فرواية الإفراد أرجح، ووصل هذه المؤلّف في العتق من طريق أبي أسامة عنه.