فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من أثنى على أخيه بما يعلم

باب مَنْ أَثْنَى عَلَى أَخِيهِ بِمَا يَعْلَمُ.

     وَقَالَ  سَعْدٌ: مَا سَمِعْتُ النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ لأَحَدٍ يَمْشِى عَلَى الأَرْضِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلاَّ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ
( باب من أثنى على أخيه) المسلم ( بما يعلم) من الخير من غير إطراء ولا مبالغة مع الأمن من إعجاب الممدوح وعدم فتنته بذلك.

( وقال سعد) : هو ابن أبي وقاص مما سبق موصولاً في مناقب عبد الله بن سلام ( ما سمعت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول لأحد يمشي على الأرض: إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام) بالتخفيف.
واستشكل الحصر بما ثبت من أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بشر العشرة بذلك كما هو معروف وأجيب: بأن سعدًا لم يسمع ذلك منه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.


[ قــ :5738 ... غــ : 6062 ]
- حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ ذَكَرَ فِى الإِزَارِ مَا ذَكَرَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ إِزَارِى يَسْقُطُ مِنْ أَحَدِ شِقَّيْهِ قَالَ: «إِنَّكَ لَسْتَ مِنْهُمْ».

وبه قال: ( حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة قال: ( حدّثنا موسى بن عقبة) صاحب المغازي ( عن سالم عن أبيه) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ( أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين ذكر في الإزار ما ذكر) حيث قال: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه ( قال أبو بكر) الصديق -رضي الله عنه-: ( يا رسول الله إزاري يسقط) أي يسترخي ( من أحد شقيه) بكسر الشين المعجمة وفتح القاف مشددة ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( إنك لست منهم) أي لست ممن يصنعه خيلاء فمدحه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بما فيه، والصديق بلا ريب يؤمن منه الإعجاب والكبر، ولا يدخل ذلك في المنع كما لا يخفى فيجوز الثناء على الإنسان بما فيه من الفضل على وجه الإعلام ليقتدى به فيه.

والحديث مرّ في اللباس.