فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: هل يزور صاحبه كل يوم، أو بكرة وعشيا

باب هَلْ يَزُورُ صَاحِبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، أَوْ بُكْرَةً وَعَشِيًّا؟
هذا ( باب) بالتنوين يذكر فيه ( هل يزور) الشخص ( صاحبه كل يوم أو) يزوره ( بكرة) من طلوع الشمس إلى زوالها ( وعشيًّا) من الزوال إلى العتمة، وقد قيل إلى الفجر وسقطت الهمزة من قوله، أو لأبي ذر فالواو مفتوحة وهذا لا يعارض حديث: "زر غبًّا تزدد حبًّا" المروي عند الحاكم في تاريخ نيسابور والخطيب في تاريخ بغداد وغيرهما من طرق لأن عمومه يقبل التخصيص فيحمل على من ليست له خصوصية ومودة ثابتة فلا تنقص كثرة زيارته من منزلته كالصديق الملاطف كما قال ابن بطال: لا تزيده كثرة الزيارة إلا محبة بخلاف غيره.


[ قــ :5751 ... غــ : 6079 ]
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ ح.

     وَقَالَ  اللَّيْثُ: حَدَّثَنِى عُقَيْلٌ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَىَّ إِلاَّ وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْهِمَا يَوْمٌ إِلاَّ يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَرَفَىِ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِى بَيْتِ أَبِى بَكْرٍ فِى نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قَالَ قَائِلٌ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِى سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا جَاءَ بِهِ فِى هَذِهِ السَّاعَةِ إِلاَّ أَمْرٌ؟ قَالَ: «إِنِّى قَدْ أُذِنَ لِى بِالْخُرُوجِ».

وبه قال: ( حدّثنا) بالجمع ولأبي ذر حدثني بالإفراد ( إبراهيم بن موسى) الفراء أبو إسحاق الرازي الصغير وسقط قوله ابن موسى لغير أبي ذر قال: ( أخبرنا هشام) هو ابن يوسف ( عن معمر) هو ابن راشد ( ح) لتحويل السند.

( وقال الليث) بن سعد الإمام مما سبق موصولاً في باب الهجرة إلى المدينة وسقطت حاء التحويل من الفرع ( حدثني) بالإفراد ( عقيل) بضم العين بن خالد الأيلي ( قال ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري ( فأخبرني) بالإفراد ( عروة بن الزبير) بن العوّام ( أن عائشة) -رضي الله عنها- ( زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) سقط قوله زوج الخ لأبي ذر أنها ( قالت: لم أعقل) بكسر القاف ( أبويّ) أبا بكر وأم رومان ( إلا وهما يدينان الدين) بكسر الدال المهملة دين الإسلام ( ولم يمر عليهما) على أبوي وفي نسخة علينا ( يوم إلا يأتينا فيه رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طرفي النهار بكرة وعشية) .
ولأبي ذر عن الكشميهني وعشيًّا وهذا موضع الترجمة كما لا يخفى وليس في الحديث ما يمنع أن أبا بكر -رضي الله عنه- كان يجيء إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في النهار والليل أكثر مما كان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يأتيه، ولعل منزل أبي بكر كان بين منزل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبين المسجد فكان يمر به والمقصود المسجد ( فبينما) بالميم ولأبي ذر فبينا ( نحن
جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة)
بالحاء المهملة الساكنة أول الزوال عند شدة الحر ( قال قائل) : قيل مولى أبي بكر عامر بن فهيرة وفي الطبراني أسماء بنت أبي بكر ( هذا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ساعة لم يكن يأتينا فيها.
قال أبو بكر)
-رضي الله عنه-: ( ما جاء به) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( في هذه الساعة إلا أمر) حدث ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد أن دخل: ( إني قد أذن لي) وسقط لفظ قد لأبي ذر ( بالخروج) إلى المدينة ولأبي ذر في الخروج بدل الباء الموحدة، وفي فتح الباري: إن هذا السياق كأنه سياق معمر قال: وأما رواية عقيل فلفظه في باب الهجرة إلى المدينة عن ابن شهاب أخبرني عروة عن عائشة قالت: لم أعقل الخ.