فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب حق الضيف

باب حَقِّ الضَّيْفِ
( باب) بيان ( حق الضيف) .


[ قــ :5805 ... غــ : 6134 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ، عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ»، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَلاَ تَفْعَلْ قُمْ وَنَمْ وَصُمْ وَأَفْطِرْ فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّكَ عَسَى أَنْ يَطُولَ بِكَ عُمُرٌ، وَإِنَّ مِنْ حَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا فَذَلِكَ الدَّهْرُ كُلُّهُ»، قَالَ فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَىَّ فَقُلْتُ: فَإِنِّى أُطِيقُ غَيْرَ ذَلِكَ قَالَ: «فَصُمْ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ» قَالَ: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَىَّ قُلْتُ: إِنِّى أُطِيقُ غَيْرَ ذَلِكَ قَالَ: «فَصُمْ صَوْمَ نَبِىِّ اللَّهِ دَاوُدَ» قُلْتُ: وَمَا صَوْمُ نَبِىِّ اللَّهِ دَاوُدَ؟ قَالَ: «نِصْفُ الدَّهْرِ».

وبه قال: ( حدّثنا إسحاق بن منصور) الكوسج الحافظ قال: ( حدّثنا روح بن عبادة) بفتح الراء وسكون الواو بعدها حاء مهملة وعبادة بضم العين وتخفيف الدال المهملتين قال: ( حدّثنا حسين) المعلم ( عن يحيى بن أبي كثير) بالمثلثة ( عن أبي سلمة بن عبد الرحمن) بن عوف ( عن عبد الله بن عمرو) بفتح العين ابن العاص -رضي الله عنه- أنه ( قال: دخل عليّ) بتشدلد التحتية ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال) لي:
( ألم أخبر) بهمزة الاستفهام وأخبر بضم الهمزة وفتح الموحدة مبنيًا للمفعول ( إنك تقوم الليل) أي في الليل ( وتصوم النهار قلت: بلى) يا رسول الله ( قال: عليه الصلاة والسلام فلا
تفعل قم ونم وصم وأفطر)
بهمزة قطع مفتوحة وكسر الطاء ( فإن لجسدك عليك حقًّا) فترفق به ولا تتعبه حتى تعجز عن القيام بالفرائض ( وإن لعينك) بالإفراد ( عليك حقًّا) من النوم ( وإن لزورك) بفتح الزاي وسكون الواو ولضيفك ( عليك حقًّا) وهذا موضع الترجمة ( وإن لزوجك عليك حقًّا وإنك) بكسر الهمزة ( عسى أن يطول بك عمر) بضمتين فتضعف فلا تستطيع المداومة على ذلك وخير العمل ما داوم عليه صاحبه وإن قل ( وإن من حسبك) بسكون السين المهملة أي من كفايتك ( أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام) أي يعينها ( فإن بكل حسنة عشر أمثالها فذلك) أي صيام الثلاث من كل شهر هو ( هو الدهر كله) في ثواب صيامه ( قال) عبد الله بن عمرو ( فشددت) على نفسي ( فشدد عليّ) بتشديد التحتية وشدّد بضم الشين المعجمة مبنيًّا للمفعول ( فقلت) يا رسول الله ( فإني أطيق غير ذلك) أكثر منه ( قال: فصم من كل جمعة ثلاثة أيام) أي يعينها ( قال: فشددت) على نفسي ( فشلد عليّ قلت إني أطيق غير ذلك) بإسقاط الفاء قبل قاف قلت ولفظة إني ( قال) عليه الصلاة والسلام: ( فصم صوم نبي الله داود.
قلت: وما صوم نبي الله داود؟ قال: نصف الدهر)
بأن تصوم يومًا وتفطر يومًا.

والحديث سبق في الصوم.