فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب التكبير والتسبيح عند التعجب

باب التَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ عِنْدَ التَّعَجُّبِ
( باب التكبير والتسبيح عند التعجب) .


[ قــ :5889 ... غــ : 6218 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِىِّ، حَدَّثَتْنِى هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ - رضى الله عنها - قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْخَزَائِنِ؟ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْفِتَنِ؟ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجَرِ»؟ يُرِيدُ بِهِ أَزْوَاجَهُ «حَتَّى يُصَلِّينَ رُبَّ كَاسِيَةٍ فِى الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِى الآخِرَةِ».

     وَقَالَ  ابْنُ أَبِى ثَوْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ قَالَ:.

قُلْتُ لِلنَّبِىِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ قَالَ: «لاَ».
.

قُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ.

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة ( عن الزهري) محمد بن مسلم أنه قال: ( حدثتني) بالفوقية بعد المثلثة مع الإفراد ( هند بنت الحارث) الفراسية بكسر الفاء وبالسين المهملة بعد الراء والألف ( أن أم سلمة) هند بنت أبي أمية أم المؤمنين ( رضي الله عنها قالت: استيقظ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ليلة ( فقال) :
( سبحان الله ماذا أنزل من الخزائن) أي خزائن الرحمة ( وماذا أنزل من الفتن) من العذاب، وقيل المراد بالخزائن إعلامه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بما سيفتح على أمته من الأموال بالغنائم من البلاد التي يفتحونها وأن الفتن تنشأ عن ذلك، ماذا استفهام متضمن معنى التعجب، ولأبي ذر: من الفتنة بالإفراد ( من يوقظ صواحب الحجر يريد) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( به أزواجه) -رضي الله عنهن- ( حتى يصلّين رب كاسية) عرفتها ( في الدنيا) ثيابًا رقيقة لا تمنع إدراك البشرة ( عارية) معاقبة ( في الآخرة) بفضيحة التعري ( وقال ابن
أبي ثور)
: بالمثلثة هو عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور مما وصله المؤلّف في العلم ( عن ابن عباس عن عمر) -رضي الله عنهم- أنه ( قال: قلت للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طلقت نساءك) ؟ بإسقاط أداة الاستفهام ( قال: لا) لم أطلقهن قال عمر: ( قلت) متعجبًا ( الله أكبر) .




[ قــ :5890 ... غــ : 619 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِىِّ ح وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِى أَخِى عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَىٍّ زَوْجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزُورُهُ وَهْوَ مُعْتَكِفٌ فِى الْمَسْجِدِ فِى الْعَشْرِ الْغَوَابِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً مِنَ الْعِشَاءِ ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ فَقَامَ مَعَهَا النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْلِبُهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ الَّذِى عِنْدَ مَسْكَنِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِهِمَا رَجُلاَنِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ نَفَذَا، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِىَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَىٍّ» قَالاَ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا مَا قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِى مِنِ ابْنِ آدَمَ مَبْلَغَ الدَّمِ، وَإِنِّى خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِى قُلُوبِكُمَا».

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة ( عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب قال البخاري ( ح) .

( وحدّثنا إسماعيل) بن أبي أويس ( قال: حدثني) بالإفراد ( أخي) عبد الحميد ( عن سليمان) بن بلال ( عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري ( عن علي بن الحسين) بضم الحاء وفتح السين زين العابدين ( أن صفية بنت حييّ زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخبرته أنها جاءت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) حال كونها ( تزوره وهو) أي والحال أنه ( معتكف في المسجد في العشر الغوابر) بفتح الغين المعجمة والواو وبعد الألف موحدة فراء البواقي ( من رمضان) وتطلق الغوابر على المواضي وهو من الأضداد ( فتحدثت عنده ساعة من العشاء ثم قامت تنقلب) تنصرف إلى بيتها ( فقام معها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد الذي عند مسكن أم سلمة زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرّ بهما رجلان من الأنصار) أي يسميا ( فسلما على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم نفذا) بفتح النون والفاء والذال المعجمة مضيا ( فقال لهما رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( على رسلكما) بكسر الراء وسكون السين المهملة هينتكما ( إنما هي صفية بنت حييّ فقالا: سبحان الله يا رسول الله) أي تنزه الله أن يكون رسوله متهمًا بما لا ينبغي أو كناية عن تعجبهما من هذا القول المذكور بقرينة قوله ( وكبر عليهما) بضم الموحدة أي عظم وشق ( ما قال) وسقط لغير أبي ذر قوله ما قال: ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( إن الشيطان يجري) بالجيم والراء ( من ابن آدم) ولأبي ذر يبلغ من الإنسان ( مبلغ الدم) أي كمبلغ الدم ووجه التشبيه كما في الكواكب عدم المفارقة وكمال الاتصال ( وإني خشيت) عليكما ( أن يقذف) الشيطان ( في قلوبكما) شيئًا تهلكان بسببه، وأشار المصنف بسياق ما ذكره هنا إلى الرد على من منع استعمال ذلك عند التعجب وقد وردت أحاديث
كثيرة صحيحة في قوله: سبحان الله عند التعجب، وقد وقع حديث صفية هذا مؤخرًا في رواية غير أبي ذر آخر هذا الحديث كما ترى والله أعلم.

وقد سبق في الاعتكاف في باب هل يخرج المعتكف لحوائجه وفي صفة إبليس وفي الخمس.