فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب إذا قال: فلان يقرئك السلام

باب إِذَا قَالَ فُلاَنٌ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ
هذا ( باب) بالتنوين ( إذا قال) شخص لآخر: ( فلان يقرئك السلام) بضم التحتية من أقرأ، ولأبي ذر عن الكشميهني: يقرأ عليك السلام بفتح التحتية.


[ قــ :5923 ... غــ : 6253 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ: حَدَّثَنِى أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - حَدَّثَتْهُ أَنَّ النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهَا: «إِنَّ جِبْرِيلَ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ» قَالَتْ وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ.

وبه قال: ( حدّثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين قال: ( حدّثنا زكريا) بن أبي زائدة الكوفي ( قال: سمعت عامرًا) الشعبي ( يقول: حدثني) بالإفراد ( أبو سلمة بن عبد الرحمن) بن عوف ( أن عائشة -رضي الله عنها- حدثته أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لها) :
يا عائشة ( إن جبريل يقرؤك السلام) بضم التحتية ولأبي ذر يقرأ بفتحها عليك السلام.
قال النووي: يعني يقرأ السلام عليك وقال غيره: كأنه حين يبلغه سلامه يحمله على أن يقرأ السلام ويرده ( قالت: وعليه السلام ورحمة الله) .
ولما بلغ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خديجة عن جبريل سلام الله تعالى عليها قالت: إن الله هو السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام رواه الطبراني، وزاد النسائي من حديث أنس وعليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، ففيه استحباب الردّ على المبلغ، وفي النسائي عن رجل من بني تميم أنه بلغ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سلام أبيه فقال له: وعليك وعلى أبيك السلام.
قال الحافظ ابن حجر: لم أر في شيء من طرق حديث عائشة أنها ردت على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فدلّ على أنه غير واجب.
وقال النووي: في هذا الحديث مشروعية إرسال السلام ويجب على الرسول تبليغه لأنه أمانة، وعورض بأنه بالوديعة أشبه، والتحقيق أن الرسول إن التزمه أشبه الأمانة وإلاّ فوديعة والوديع إذا لم يقبل لم يلزمه شيء.
قال: وفيه أن من أتاه شخص بسلام شخص أو في ورقة وجب الرد على الفور.

والحديث سبق قريبًا.