فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب حفظ السر

باب حِفْظِ السِّرِّ
( باب حفظ السر) وهو ترك إفشائه لأنه أمانة وحفظها واجب.
وعند ابن أبي شيبة من حديث جابر مرفوعًا: إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة.
وعند عبد الرزاق من مرسل أبي بكر بن حزم إنما يتجالس المتجالسان بالأمانة فلا يحل لأحد أن يفشي على صاحبه ما يكره.


[ قــ :5956 ... غــ : 6289 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَبَّاحٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِى قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: أَسَرَّ إِلَىَّ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِرًّا فَمَا أَخْبَرْتُ بِهِ أَحَدًا بَعْدَهُ، وَلَقَدْ سَأَلَتْنِى أُمُّ سُلَيْمٍ فَمَا أَخْبَرْتُهَا بِهِ.

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن صباح) بفتح الصاد آخره حاء مهملتين بينهما موحدة مشددة فألف العطار البصري قال: ( حدّثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي) سليمان بن طرخان التيمي ( قال: سمعت أنس بن مالك) -رضي الله عنه- ( يقول: أسرّ إليّ) بتشديد الياء ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سرًّا فما أخبرت به أحدًا بعده) أي بعد وفاته عليه الصلاة والسلام ( ولقد سألتني أم سليم) عن ذلك ( فما أخبرتها به) .
وفي مسلم عن ثابت عن أنس فبعثني في حاجة فأبطأت على أمي فلما جئت قالت: ما حبسك؟ قلت بعثني رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لحاجة.
قالت: ما حاجته؟ قلت: إنه سر.
قالت: لا تخبر بسر رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحدًا الحديث.
قال بعضهم: كان هذا السر يختص بنساء النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وإلاّ فلو كان من العلم ما وسع أنسًا كتمانه.
وفي الفتح انقسام كتمان السر بعد صاحبه إلى ما يباح وقد يستحب ذكره، ولو كرهه صاحبه كأن يكون فيه تزكية له من كرامة أو منقبة وإلى ما يكره مطلقًا وقد يحرم، وهو ما إذا كان على صاحبه منه ضرر وغضاضة وقد يجب
ذكره كحق عليه كان يعذر بترك القيام به فيرجى بعده إذا ذكر لمن يقوم به عنه.

والحديث أخرجه مسلم في الفضائل.