فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب كفارة البزاق في المسجد

باب كَفَّارَةِ الْبُزَاقِ فِي الْمَسْجِدِ
( باب كفارة) خطيئة ( البزاق) بالزاي ( في المسجد) بدفنه.


[ قــ :407 ... غــ : 415 ]
- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الْبُزَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا».

وبه قال: ( حدّثنا آدم) بن أبي إياس ( قال: حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( قال: حدّثنا قتادة) بن دعامة ( قال: سمعت أنس بن مالك) رضي الله عنه ( قال) :
( قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- البزاق) بالزاي ( في المسجد خطيئة) بالهمزة أي إثم ( وكفّارتها) أي الخطيئة ( دفنها) في تراب المسجد ورمله وحصبائه إن كان وإلاّ فيخرجها، وقوله في المسجد ظرف للفعل فلا يشترط كون الفاعل فيه حتى لو بصق مَن هو خارج المسجد فيه يتناوله النهي.
قال القاضي عياض، إنما يكون خطيئة إن لم يدفنه فمن أراد دفنه فلا.
ويؤيده حديث أبي أمامة عند أحمد والطبراني بإسناد حسن مرفوعًا: ( من تنخع في المسجد فلم يدفنه فسيئة وإن دفنه فحسنة) فلم يجعله سيئة إلاّ بقيد عدم الدفن، وردّه النووي فقال: هو خلاف صريح الحديث قال: وحاصل النزاع إن هاهنا عمومين تعارضًا، وهما قوله: البزاق في المسجد خطيئة، وقوله وليبصق عن يساره أو تحت قدمه، فالنووي يجعل الأول عامًّا ويخصّ الثاني بما إذا لم يكن في المسجد والقاضي يجعل الثاني عامًّا ويخصّ الأوّل بمن لم يرد دفنها، وتوسط بعضهم فحمل الجواز على ما إذا كان له عذر كأن لم يتمكّن من الخروج من المسجد والمنع على ما إذا لم يكن له عذر.

وفي هذا الحديث التحديث والقول والتصريح بسماع قتادة من أنس، وأخرجه مسلم في الصلاة وكذا أبو داود.