فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الخيمة في المسجد للمرضى وغيرهم

باب الْخَيْمَةِ فِي الْمَسْجِدِ لِلْمَرْضَى وَغَيْرِهِمْ
( باب) جواز نصب ( الخيمة في المسجد للمرضى وغيرهم) .


[ قــ :453 ... غــ : 463 ]
- حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "أُصِيبَ سَعْدٌ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فِي الأَكْحَلِ، فَضَرَبَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ، فَلَمْ يَرُعْهُمْ -وَفِي الْمَسْجِدِ خَيْمَةٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ- إِلاَّ الدَّمُ يَسِيلُ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا أَهْلَ الْخَيْمَةِ مَا هَذَا الَّذِي يَأْتِينَا مِنْ قِبَلِكُمْ؟ فَإِذَا سَعْدٌ يَغْذُو جُرْحُهُ دَمًا، فَمَاتَ فِيهَا".
[الحديث 463 - أطرافه في: 2813، 3901، 4117، 4122] .


وبه قال: ( حدّثنا زكريا بن يحيى) البلخي اللؤلؤي الحافظ ( قال: حدّثنا عبد الله بن نمير) بضم النون وفتح الميم ( قال: حدّثنا هشام) هو ابن عروة ( عن أبيه) عروة بن الزبير بن العوام ( عن عائشة) رضي الله عنها ( قالت) :
( أصيب سعد) هو ابن معاذ سيد الأوس المهتز لموته عرش الرحمن رضي الله عنه ( يوم الخندق) وهو يوم الأحزاب في ذي القعدة ( في الأكحل) بفتح الهمزة والمهملة بينهما كاف ساكنة عرق في وسط الذراع.
قال الخليل: هو عرق الحياة وكان الذي أصابه ابن العرقة أحد بني عامر بن لؤي ( فضرب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خيمة في المسجد) لسعد رضي الله عنه ( ليعوده من قريب فلم يرعهم) أي لم يفزعهم ( وفي المسجد خيمة من بني غفار) بكسر الغين المعجمة ( إلا الدم يسيل إليهم فقالوا: يا أهل

الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم)
بكسر القاف وفتح الموحدة أي من جهتكم؟ ( فإذا سعد يغذو) بغين وذال معجمتين أي يسير ( جرحه دمًا) نصب على التمييز وسابقه رفع فاعل يغذو الجيم مضمومة ( فمات) سعد ( فيها) أي في تلك المرضة أو في الخيمة، وللأربعة: وعزاها في الفتح للكشميهني والمستملي منها أي من الجراحة.

ورواة هذا الحديث الخمسة ما بين مدني وكوفي، وفيه التحديث والعنعنة والقول، وأخرجه المؤلّف أيضًا في الصلاة والمغازي والهجرة وأبو داود في الجنائز والنسائي في الصلاة.