فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الأبواب والغلق للكعبة والمساجد

باب الأَبْوَابِ وَالْغَلَقِ لِلْكَعْبَةِ وَالْمَسَاجِدِ
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ:.

     وَقَالَ  لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: يَا عَبْدَ الْمَلِكِ لَوْ رَأَيْتَ مَسَاجِدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبْوَابَهَا.

( باب) اتخاذ ( الأبواب والغلق للكعبة و) لغيرها من ( المساجد) لأجل صونها.
( قال أبو عبد الله) أي البخاري: وسقط ذلك عند ابن عساكر والأصيلي ( وقال لي عبد الله بن محمد) المسندي: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة ( عن ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز ( قال: قال لي ابن أبي مليكة) بضم الميم وفتح اللام عبد الله بن عبد الرحمن، واسم أبي مليكة زهير بن عبد الله التيمي الأحول المكّي.
( يا عبد الملك لو رأيت مساجد ابن عباس وأبوابها) لرأيت عجبًا أو حسنًا لإتقانها فحذف الجواب.


[ قــ :458 ... غــ : 468 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ وَقُتَيْبَةُ قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدِمَ مَكَّةَ فَدَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ فَفَتَحَ الْبَابَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبِلاَلٌ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، ثُمَّ أُغْلِقَ الْبَابُ فَلَبِثَ فِيهِ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجُوا.
قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَبَدَرْتُ فَسَأَلْتُ بِلاَلاً فَقَالَ: صَلَّى فِيهِ، فَقُلْتُ: فِي أَىٍّ؟ قَالَ: بَيْنَ الأُسْطُوَانَتَيْنِ.
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَذَهَبَ عَلَىَّ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى؟.

وبه قال: ( حدّثنا أبو النعمان) بضم النون محمد بن الفضل السدوسي البصري ( وقتيبة) ولأبي ذر وقتيبة بن سعيد ( قالا: حدّثنا حماد) ولأبوي ذر والوقت وابن عساكر حماد بن زيد ( عن أيوب) السختياني ( عن نافع) مولى ابن عمر ( عن ابن عمر) بن الخطاب رضي الله عنهما:
( أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قدم مكة) عام الفتح.
( فدعا عثمان بن طلحة) الحجبي ( ففتح الباب) أي باب
الكعبة في ( دخل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) فيها ( و) دخل معه ( بلال) مؤذنه وخادم أمر صلاته ( و) دخل معه أيضًا ( أسامة بن زيد) خادمه فيما يحتاج إليه ( وعثمان بن طلحة) الحجبي حتى لا يتوهم الناس عزله عن سدانة البيت، ( ثم أغلق الباب) لئلا يزدحم الناس عليه لتوقّر دواعيهم على مراعاة أفعاله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليأخذوها عنه، وأغلق بضم الهمزة وكسر اللام مبنيًّا للمفعول، وفي رواية: ثم أغلق بفتح الهمزة واللام مبنيًّا للفاعل والباب نصب على المفعولية، ( فلبث) عليه الصلاة والسلام ( فيه ساعة ثم خرجوا) كلهم ( قال ابن عمر) :
( فبدرت) أي أسرعت ( فسألت بلالاً) هل صلّى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيه أم لا؟ ( فقال: صلّى فيه فقلت في أيّ) بالتنوين أي في أيّ نواحيه؟ ( قال: ببن الأسطوانتين) بضم الهمزة.
( قال ابن عمر) ( فذهب عليّ أن أسأله كم صلّى) أي فاتني سؤال الكمية.

ورواة هذا الحديث ما بين بصري ومدني، وفيه التحديث والعنعنة، وأخرجه أيضًا في المغازي والجهاد، ومسلم في الحج، وكذا أبو داود والنسائي وابن ماجة.