فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب دخول المشرك المسجد

باب دُخُولِ الْمُشْرِكِ الْمَسْجِدَ
( باب دخول المشرك المسجد) .


[ قــ :459 ... غــ : 469 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: "بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْلاً قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِد".

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة) بن سعيد ( قال: حدّثنا الليث) بن سعد الإمام ( عن سعيد بن أبي سعيد) المقبري.


( أنه سمع أبا هريرة) رضي الله عنه ( يقول: بعث رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خيلاً) فرسانًا ( قبل نجد) بكسر القاف وفتح الموحدة أي جهتها، ونجد ما ارتفع من تهامة إلى العراق ( فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال) بضم المثلثة وتخفيف الميم في الأوّل وضم الهمزة وتخفيف المثلثة في الثاني ( فربطوه بسارية من سواري المسجد) لينظر حسن صلاة السلمين واجتماعهم عليها فيرقّ قلبه.

وهذا الحديث سبق قريبًا في باب الاغتسال إذا أسلم، واختصره هنا مقتصرًا على مراد الترجمة وهو دخول المشرك المسجد، وعند الشافعية التفصيل بين المسجد الحرام وغيره فيمنع من دخوله لقوله تعالى: { إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام} [التوبة: 28] بخلاف سائر المساجد فإنه لا يمنع منه لهذا الحديث، ولأن ذات المشرك ليست بنجسة فيدخل بإذن المسلم، وعن الحنفية الجواز مطلقًا، وعن المالكية والمزني المنع مطلقًا تعظيمًا لشعائر الله تعالى، ويأتي الحديث بتمامه إن شاء الله تعالى بعونه عز وجل في المغازي.