فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قول الله تعالى: {وصل عليهم} [التوبة: 103] ومن خص أخاه بالدعاء دون نفسه

باب
قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: { وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 103] وَمَنْ خَصَّ أَخَاهُ بِالدُّعَاءِ دُونَ نَفْسِهِ.
.

     وَقَالَ  أَبُو مُوسَى: قَالَ النَّبِىُّ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِى عَامِرٍ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ».

( باب) ذكر ( قول الله تعالى: { وصلّ عليهم} ) [التوبة: 103] أي اعطف عليهم بالدعاء لهم والترحم ( و) ذكر ( من خصّ أخاه) المسلم أو من النسب ( بالدعاء دون نفسه) فيه رد لما في حديث ابن عمر عند ابن أبي شيبة: ابدأ بنفسك.

( وقال أبو موسى) : عبد الله بن قيس الأشعري -رضي الله عنه- فيما وصله المؤلّف في غزوة أوطاس ( قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) لما قال له أبو موسى: إن أبا عامر قال: قل للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يستغفر لي ودعا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بماء فتوضأ به ثم رفع يديه ( اللهم اغفر لعبيد) بالتنوين ( أبي عامر) وهو عم أبي موسى وفيه فقلت: ولي فاستغفر فقال: ( اللهم اغفر لعبد الله بن قيس) الأشعري ( ذنبه) وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريمًا.


[ قــ :5998 ... غــ : 6331 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى عُبَيْدٍ مَوْلَى سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى خَيْبَرَ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَيَا عَامِرُ لَوْ أَسْمَعْتَنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ فَنَزَلَ يَحْدُو بِهِمْ يُذَكِّرُ ( تَاللَّهِ لَوْلاَ اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا) وَذَكَرَ شِعْرًا، غَيْرَ هَذَا وَلَكِنِّى لَمْ أَحْفَظْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ هَذَا السَّائِقُ»؟ قَالُوا: عَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ قَالَ: «يَرْحَمُهُ اللَّهُ».

     وَقَالَ  رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْلاَ مَتَّعْتَنَا بِهِ فَلَمَّا صَافَّ الْقَوْمَ قَاتَلُوهُمْ فَأُصِيبَ عَامِرٌ بِقَائِمَةِ سَيْفِ نَفْسِهِ فَمَاتَ، فَلَمَّا أَمْسَوْا أَوْقَدُوا نَارًا كَثِيرَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا هَذِهِ النَّارُ عَلَى أَىِّ شَىْءٍ تُوقِدُونَ»؟ قَالُوا: عَلَى حُمُرٍ إِنْسِيَّةٍ فَقَالَ: «أَهْرِيقُوا مَا فِيهَا وَكَسِّرُوهَا».
قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نُهَرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا قَالَ: «أَوْ ذَاكَ».

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان ( عن يزيد بن أبي عبيد) أبي خالد ( مولى سلمة) بن الأكوع قال: ( حدّثنا سلمة بن الأكوع) -رضي الله عنه- أنه ( قال: خرجنا مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى خيبر قال) : ولأبي ذر فقال ( رجل من القوم) لم يعرف اسمه لعامر بن الأكوع وهو عم سلمة ( أبا عامر) وفي نسخة أي عامر ( لو اسمعتنا من هنيهاتك)
بضم الهاء وفتح النون وبعد التحتية الساكنة هاء أخرى جمع هنيهة ولأبي ذر والأصيلي هنياتك بتشديد التحتية بعد النون من غير هاء ثانية من أراجيزك القصار ( فنزل) عامر ( يحدو بهم يذكر) بفتح الذال المعجمة وتشديد الكاف المكسورة ( تالله لولا الله ما اهتدينا) يقول ذلك وما بعده من المصاريع الأخرى نحو: ولا تصدقنا ولا صلينا
قال يحيى القطان ( وذكر) يزيد بن أبي عبيد ( شعرًا غير هذا) ، ولكني لم أحفظه قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( من هذا السائق) ؟ للإِبل ( قالوا: عامر بن الأكوع.
قال)
رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( يرحمه الله) وكانوا قد عرفوا أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما استرحم لإنسان قط في غزاة يخصه إلا استشهد ( وقال) : ولأبى ذر فقال ( رجل من القوم) وهو عمر بن الخطاب ( يا رسول الله: لولا) هلا ( متعتنا به) أي وجبت له الجنة بدعائك وهلا تركته لنا ( فلما صاف) المسلمون ( القوم قاتلوهم فأصيب عامر) الحادي ( بقائمة سيف نفسه) لأنه كان قصيرًا فتناول به ساق يهودي ليضربه فرجع ذباب السيف فأصاب عين ركبة نفسه ( فمات) -رضي الله عنه- ( فلما أمسوا) مساء اليوم الذي فتحت عليهم خيبر ( أوقدوا نارًا كثيرة فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما هذه النار على أي شيء توقدون؟ قالوا) نوقدها ( على) لحم ( حمر أنسية فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أهريقوا) بهمزة مفتوحة وسكون الهاء أي أريقوا ( ما فيها وكسروها) بتشديد السين المهملة، ولأبي ذر هريقوا بإسقاط الهمزة وفتح الهاء وأكسروها بهمزة قطع مفتوحة ( قال رجل) لم يسم أو هو عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ( يا رسول الله) ولأبي ذر يا نبي الله ( ألا) بالتخفيف ( نهريق) بضم النون وفتح الهاء أي نريق ( ما فيها ونغسلها؟ قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( أو ذاك) بإسكان الواو في الفرع حرف عطف والمعطوف عليه محذوف أي افعلوا الإِراقة والغسل ولا تكسروا القدور لأنها تطهر بالغسل.
وقال في التنقيح: أو ذاك بفتح الواو على معنى التقرير.

والحديث سبق في غزوة خيبر وغيرها.




[ قــ :5999 ... غــ : 633 ]
- حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِى أَوْفَى - رضى الله عنهما- قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ بِصَدَقَةٍ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلاَنٍ» فَأَتَاهُ أَبِى فَقَالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِى أَوْفَى».

وبه قال: ( حدّثنا مسلم) هو ابن إبراهيم قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن عمرو) بفتح العين ولأبي ذر هو ابن مرة بضم الميم وتشديد الراء المفتوحة بعدها هاء تأنيث أنه ( قال: سمعت ابن أبي أوفى) عبد الله الصحابي ابن الصحابي ( -رضي الله عنهما-) قال: ( كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا أتاه رجل بصدقة) بزكاة ماله ولأبي ذر عن الحموي والمستملي بصدقته ( قال) :
( اللهم صلّ على آل فلان) امتثالاً لقوله تعالى: { وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم} [التوبة: 103] وفيه مشروعية الدعاء لدافع الزكاة والجمهور على سنية ذلك خلافًا لمن أخذ بظاهر الأمر وسقط لأبي ذر لفظ آل ( فأتاه أبي) أبو أوفى علقمة بصدقته ( فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى) أي عليه نفسه فآل مقحم أو عليه وعلى أتباعه ولا يحسن هذا من غيره -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذ هو معدود من خصائصه.
نعم يجوز الصلاة لنا على غير الأنبياء تبعًا، والمراد بالصلاة هنا معناها اللغوي وهو الدعاء.

والحديث سبق في الزكاة والله أعلم.




[ قــ :6000 ... غــ : 6333 ]
- حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا قَالَ: قَالَ: لِى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَلاَ تُرِيحُنِى مِنْ ذِى الْخَلَصَةِ»؟ وَهْوَ نُصُبٌ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ يُسَمَّى: الْكَعْبَةَ الْيَمَانِيَةَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى رَجُلٌ لاَ أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ فَصَكَّ فِى صَدْرِى.

     وَقَالَ : «اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» قَالَ: فَخَرَجْتُ فِى خَمْسِينَ مِنْ أَخْمَسَ مِنْ قَوْمِى وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: فَانْطَلَقْتُ فِى عُصْبَةٍ مِنْ قَوْمِى فَأَتَيْتُهَا فَأَحْرَقْتُهَا، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَاللَّهِ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا مِثْلَ الْجَمَلِ الأَجْرَبِ فَدَعَا لأَحْمَسَ وَخَيْلِهَا.

وبه قال: ( حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة ( عن إسماعيل) بن أبي خالد الأحمسي الكوفي ( عن قيس) هو ابن أبي حازم أنه ( قال: سمعت جريرًا) بفتح الجيم وكسر الراء ابن عبد الله الأحمسي الكوفي البجلي -رضي الله عنه- ( قال: قال لي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( ألا) بالتخفيف ( تريحني) بالراء والحاء المهملتين من الإِراحة ( من ذي الخلصة) بالخاء المعجمة واللام والصاد المهملة المفتوحات ( وهو نصب) بضم النون والصاد المهملة صنم أو حجر ( كانوا يعبدونه) من دون الله ( يسمى الكعبة اليمانية) بالتخفف، ولأبي ذر عن الكشميهني كعبة اليمانية ( قلت: يا رسول الله إني رجل لا أثبت على الخيل) أي أسقط لعدم اعتيادي ركوبها أو كان يخاف السقوط عنها حالة جريها ( فصكّ) بالصاد المهملة المفتوحة فضرب -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( في صدري وقال: اللهم ثبّته) فدعا له -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأكثر مما طلب وهو الثبوت مطلقًا ( واجعله هاديًا) لغيره حال كونه ( مهديًّا) في نفسه ( قال) جرير ( فخرجت في خمسين) زاد أبو ذر عن الكشميهني فارسًا ( من أحمس من قومي) قال علي بن المديني: ( وربما قال سفيان) بن عيينة: ( فانطلقت في عصبة) ما بين عشرة إلى أربعين رجلاً ( من قومي) أحمس ( فأتيتها) أي ذا الخلصة ( فأحرقتها) وكان ذلك أول ما استجيب من دعائه له -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وذلك أنه عمل في ذلك هو والخمسون ما لا يعمله خمسة آلاف ( ثم أتيت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت: يا رسول الله والله ما أتيتك حتى تركتها) أي ذا الخلصة ( مثل الجمل الأجرب) أي المطلي
بالقطران، فكان التشبيه باعتبار السواد الحاصل بالإِحراق ( فدعا) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( لأحمس وخيلها) وفي المغازي فبرك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات.

والحديث سبق في المغازي.




[ قــ :6001 ... غــ : 6334 ]
- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ لِلنَّبِىِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَسٌ خَادِمُكَ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ».

وبه قال: ( حدّثنا سعيد بن الربيع) أبو زيد الهروي البصري وكان يتجر في الثياب الهروية قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن قتادة) بن دعامة السدوسي أنه ( قال: سمعت أنسًا) -رضي الله عنه- ( قال: قالت) أمي ( أم سليم) -رضي الله عنها- ( للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) يا رسول الله ( أنس خادمك) ادع له ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( اللهم أكثر) بهمزة مفتوحة وكسر المثلثة ( ماله وولده وبارك له فيما أعطيته) فكثر ماله وكان له بالبصرة بستان يثمر في السنة مرتين، وكان فيه ريحان ريحه ريح المسك، وكان له مائة وعشرون ولدًا، وقيل: إنه كان يطوف بالكعبة ومعه من ذريته أكثر من سبعين نفسًا وطال عمره، فقيل عاش تسعة وتسعين سنة، وقيل مائة سنة وثلاثين سنة، وقيل مائة وعشرين، وقيل مائة وسبعًا، وفي صحيح مسلم قال أنس: فوالله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليعادّون على نحو المائة.

وحديث الباب أخرجه مسلم في الفضائل.




[ قــ :600 ... غــ : 6335 ]
- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ: سَمِعَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلاً يَقْرَأُ فِى الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «رَحِمَهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِى كَذَا وَكَذَا آيَةً أَسْقَطْتُهَا فِى سُورَةِ كَذَا وَكَذَا».

وبه قال: ( حدّثنا) بالجمع ولأبي ذر: حدثني ( عثمان بن أبي شيبة) هو عثمان بن محمد ونسبه لجده أبي شيبة إبراهيم لشهرته به قال: ( حدّثنا عبدة) بفتح المهملة وسكون الموحدة آخرها هاء تأنيث ابن سليمان ( عن هشام عن أبيه) عروة بن الزبير بن العوّام ( عن عائشة -رضي الله عنها-) أنها ( قالت: سمع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجلاً) هو عبد الله بن زيد الأنصاري ( يقرأ في المسجد فقال) :
( رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها) أي نسيتها بعد تبليغها ( في سورة كذا وكذا) قال الحافظ ابن حجر: ولم أقف على تعيين الآيات المذكورة.

والحديث سبق في فضائل القرآن، وأخرجه مسلم في الصلاة والنسائي في فضائل القرآن.




[ قــ :6003 ... غــ : 6336 ]
- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِى سُلَيْمَانُ عَنْ أَبِى وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَسَمَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَسْمًا فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُ
النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَغَضِبَ حَتَّى رَأَيْتُ الْغَضَبَ فِى وَجْهِهِ.

     وَقَالَ : «يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى لَقَدْ أُوذِىَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ»
وبه قال: ( حدّثنا حفص بن عمر) بضم العين ابن الحارث بن سخبرة الأزدي الحوضي قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج قال: ( أخبرني) بالإفراد ( سليمان) بن مهران الأعمش ( عن أبي وائل) شقيق بن سلمة ( عن عبد الله) بن مسعود -رضي الله عنه- أنه ( قال: قسّم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قسمًا) بفتح القاف وسكون السين غنائم حنين فآثر ناسًا في القسمة أعطى الأقرع بن حابس مائة من الإِبل وأعطى عيينة بن حصن مائة من الإبل وأعطى ناسًا من العرب استئلافًا لهم ( فقال رجل) اسمه معتب بن قشير المنافق كما عند الواقدي ( إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله) بضم همزة أريد مبنيًّا للمفعول.
قال ابن مسعود -رضي الله عنه- ( فأخبرت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بذلك ( فغضب حتى رأيت الغضب) أي أثره ( في وجهه) وفي باب الصبر على الأذى من كتاب الأدب وتغيّر وجهه ( وقال) :
( برحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا) الذي قاله هذا الرجل ( فصبر) وأشار بقوله لقد أوذي بأكثر من هذا إلى قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى} [الأحزاب: 69] وأذى موسى عليه السلام هو حديث المومسة التي راودها قارون على قذفه بنفسها حتى كان سبب ذلك هلاك قارون أو اتهامهم إياه بقتل هارون فأحياه الله فأخبرهم ببراءة موسى أو قولهم: هو آدر.
وفي الحديث أن أهل الفضل قد يغضبهم ما يقال فيهم مما ليس فسهم ومع ذلك فيتلقونه بالحلم كما فعل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اقتداء بموسى عليه السلام، والمراد من الحديث هنا قوله يرحم الله موسى فخصه بالدعاء فهو مطابق لأحد جزأي الترجمة والله أعلم.