فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت»

باب قَوْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ»
( باب قول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) عبودية وتعليمًا لأمته ( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت) .


[ قــ :6061 ... غــ : 6398 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكَ بْنُ صَبَّاحٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِى مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ «رَبِّ اغْفِرْ لِى خَطِيئَتِى وَجَهْلِى وَإِسْرَافِى فِى أَمْرِى كُلِّهِ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّى، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى خَطَايَاىَ وَعَمْدِى وَجَهْلِى وَهَزْلِى، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِى اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ».

     وَقَالَ  عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، وَحَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِى بُرْدَةَ بْنِ أَبِى مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
[الحديث 6398 - طرفه
في: 6399]
.

وبه قال: ( حدّثنا) بالجمع ولأبي ذر حدثني ( محمد بن بشار) بندار قال: ( حدّثنا عبد الملك بن صباح) بفتح المهملة وتشديد الموحدة وبعد الألف حاء مهملة المصري قال أبو حاتم الرازي صالح وهي من ألفاظ التوثيق لكنها في الرتبة الأخيرة عنده فيكتب حديثه للاعتبار وحينئذٍ فليس عبد الملك هذا من شرط الصحيح.
وأجيب: بأن اتفاق الشيخين على التخريج له يدل على أنه أرفع رتبة من ذلك لا سيما وقد تابعه معاذ بن معاذ وهو من الإثبات وليس لعبد الملك في الصحيح إلا هذا الموضع قاله في الفتح قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن أبي إسحاق) السبيعي ( عن ابن أبي موسى) أبي بردة ( عن أبيه) أبي موسى عبد الله بن قيس ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه كان يدعو بهذا الدعاء) :
( رب اغفر لي خطيئتي) ذنبي ( وجهلي) ضد العلم ( وإسرافي) مجاوزتي الحد ( في أمري كله وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي خطاياي) جمع خطيئة ( وعمدي) ضد السهو ( وجهلي) ضد العلم كما مر ( وهزلي) ضد الجد وعطف العمد على الخطأ من عطف الخاص على العام باعتبار أن الخطيئة أعم من التعمد أو من عطف أحد المتقابلين على الآخر بأن تحمل الخطيئة على ما وقع على سبيل الخطأ، وفي مسلم اغفر لي هزلي وجدي.
قال في الفتح: وهو أنسب وهو بالكسر ضد الهزل ( وكل ذلك عندي) موجود أو ممكن كالتذييل للسابق أي أنا متصف بهذه الأشياء فاغفرها لي قاله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- متواضعًا وهضمًا لنفسه أو عد فوات الكمال وترك الأولى ذنوبًا أو أراد ما كان عن سهو أو ما كان قبل النبوة ( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت) وهذان شاملان لجميع ما سبق كقوله ( وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم) لمن تشاء من خلقك بتوفيقك إلى رحمتك ( وأنت المؤخر) لمن تشاء عن ذلك ( وأنت على كل شيء قدير) جملة مؤكدة لمعنى ما قبلها وعلى كل شيء متعلق بقدير وهو فعيل بمعنى فاعل مشتق من القدرة وهي القوة والاستطاعة وهل يطلق الشيء على المعدوم والمستحيل خلاف.

والحديث أخرجه مسلم في الدعوات ( وقال عبيد الله بن معاذ) بضم العين مصغرًا ومعاذ بضم الميم آخره معجمة العنبري التيمي البصري شيخ المؤلّف ( وحدّثنا أبي) معاذ وسقطت الواو لأبي ذر قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن أبي إسحاق) السبيعي ( عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه) أبي موسى ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) زاد أبو ذر عن الكشميهني هنا بنحوه أي بنحو السابق.




[ قــ :606 ... غــ : 6399 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ أَبِى مُوسَى وَأَبِى بُرْدَةَ أَحْسِبُهُ عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى خَطِيئَتِى وَجَهْلِى وَإِسْرَافِى فِى أَمْرِى، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ
مِنِّى، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى هَزْلِى وَجِدِّى وَخَطَاىَ وَعَمْدِى، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِى».

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر حدثني بالإفراد ( محمد بن المثنى) العنزي الزمن قال: ( حدّثنا عبيد الله) بضم العين ( ابن عبد المجيد) بفتح الميم بعدها جيم الحنفي البصري قال: ( حدّثنا إسرائيل) بن يونس قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر حدثني بالإفراد ( أبو إسحاق) هو السبيعي جد إسرائيل ( عن أبي بكر بن أبي موسى و) أخيه ( أبي بردة) بن أَبي موسى ( أحسبه عن) أبيهما ( أبي موسى الأشعري) -رضي الله عنه- وسقط الأشعري لأبي ذر ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه كان يدعو) :
( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي هزلي وجدي) بكسر الجيم ( وخطئي) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي وخطاي بغير همز ( وعمدي وكل ذلك) المذكور ( عندي) قاله على سبيل التواضع والشكر لربه لما علم أنه قد غفر له.