فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الموعظة ساعة بعد ساعة

باب الْمَوْعِظَةِ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ
( باب الموعظة ساعة بعد ساعة) خوف السآمة.


[ قــ :6074 ... غــ : 6411 ]
- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِى، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنِى شَقِيقٌ، قَالَ: كُنَّا نَنْتَظِرُ عَبْدَ اللَّهِ إِذْ جَاءَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَقُلْنَا: أَلاَ تَجْلِسُ؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ أَدْخُلُ فَأُخْرِجُ إِلَيْكُمْ صَاحِبَكُمْ وَإِلاَّ جِئْتُ أَنَا فَجَلَسْتُ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِهِ فَقَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ: أَمَا إِنِّى أَخْبَرُ بِمَكَانِكُمْ، وَلَكِنَّهُ يَمْنَعُنِى مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِى الأَيَّامِ كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا.

وبه قال: ( حدّثنا عمر بن حفص) قال: ( حدّثنا أبي) حفص بن غياث قال: ( حدّثنا الأعمش) سليمان بن مهران قال: ( حدثني) بالإفراد ( شقيق) أبو وائل بن سلمة ( قال: كنا ننتظر عبد الله) يعني ابن مسعود -رضي الله عنه- ( إذ جاء يزيد بن معاوية) العبسي الكوفي التابعي وليس له في الصحيحين ذكر إلا في هذا الموضع ( فقلنا) له: ( ألا) بالتخفيف ( تجلس) يا يزيد ( قال: لا ولكن أدخل) منزل ابن مسعود ( فأخرج إليكم صاحبكم) عبد الله بن مسعود ( وإلاّ) أي وإن لم
أخرجه ( جئت أنا فجلست) معكم، وفي مسلم من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن شقيق فقلنا أعلمه بمكاننا فدخل عليه ( فخرج عبد الله) بن مسعود ( وهو آخذ بيده) بيد يزيد ( فقام علينا فقال) : جوابًا لقولهم وددنا أنك لو ذكرتنا كل يوم كما مرّ في العلم ( أما) بالتخفيف ( إني أخبر) بفتح الهمزة والموحدة ( بمكانكم ولكنه يمنعني من الخروج إليكم) للموعظة ( أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يتخوّلنا) بالخاء المعجمة يتعهدنا ( بالموعظة في الأيام) يعني يذكرنا أيامًا ويتركنا أيامًا ( كراهية السآمة علينا) أي أن تقع منا السآمة رفقًا منه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بنا وحسنًا في التوصل إلى تعليمنا لنأخذ عنه بنشاط فإن التعليم بالتدريج أدعى إلى الثبات وضمن السآمة معنى المشقّة فعداها بعلى والله الموفق.

هذا آخر كتاب الدعاء فرغ منه موّلفه أحمد القسطلاني بعد صلاة العشاء في الليلة المفسر صباحها عن يوم الأربعاء الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وتسعمائة أعانه الله على إتمامه ونفع به والحمد لله وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.