فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ذهاب الصالحين

باب ذَهَابِ الصَّالِحِينَ
وَيُقالُ: الذِّهَابُ: المَطَرُ.

( باب ذهاب الصالحين) بالموت ( ويقال الذهاب) بكسر المعجمة ( المطر) قال في المحكم: والذهبة المطرة الضعيفة وقيل الجود والجمع ذهاب بالكسر قال ذو الرمة يصف روضة:
قرحاء حواء أشراطية وكفت ... فيها الذهاب وحفتها البراعيم
والبراعيم رمال فيها دارات تنبت البقل، وقوله: ويقال الذهاب المطر ثابت لأبي ذر عن الحموي فقط.


[ قــ :6096 ... غــ : 6434 ]
- حَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِى حَازِمٍ، عَنْ مِرْدَاسٍ الأَسْلَمِىِّ قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، وَيَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ -أَوِ التَّمْرِ- لاَ يُبَالِيهِمُ اللَّهُ بَالَةً».
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: يُقَالُ: حُفَالَةٌ وَحُثَالَةٌ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ولأبي ذر: حدّثنا ( يحيى بن حماد) الشيباني البصري قال: ( حدّثنا أبو عوانة) الوضاح اليشكري ( عن بيان) بفتح الموحدة والتحتية المخففة ابن بشر بالموحدة المكسورة والمعجمة الساكنة الأحمسي ( عن قيس بن أبي حازم) بالمهملة وبعد الألف زاي ( عن مرداس) بكسر الميم وسكون الراء وبعد الدال المهملة ألف فسين مهملة ابن مالك ( الأسلمي) ممن بايع تحت الشجرة أنه قال: ( قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( يذهب الصالحون) عند الإسماعيلي يقبض الصالحون أي تقبض أرواحهم ( الأول فالأول ويبقى حفالة) بضم الحاء المهملة وفتح الفاء مخففة ( كحفالة الشعير أو التمر) الرديء من كل أو ما يتساقط من قشورهما أو ما يسقط من الشعير عند الغربلة ويبقى من التمر بعد الأكل وأو للشك أو للتنويع ( لا يباليهم الله) بتحتية ساكنة بعد اللام ( بالة) بتخفيف اللام أي لا يرفع الله لهم قدرًا ولا يقيم لهم وزنًا وبالة مصدر بالبيت وأصله بالية فحذفت لامه قيل لكراهية ياء قبلها
كسرة فيما أكثر استعماله، وذلك لكثرة استعمال هذه اللفظة في كل ما لا يحتفل به، لكن قال في المصابيح: لا يحسن التعليل بمجرد هذا ولو أضيف إليه ما قاله بعض المتأخرين من أن المعنى على حذف لام الكلمة فيه لشذوذ فاعله في المصادر فحولوه بالحذف المذكور عن بنية الشذوذ لكان حسنًا.

( وقال أبو عبد الله) البخاري: ( يقال حفالة) بالفاء ( وحثالة) بالمثلثة بدلها يعني بمعنى واحد وهذا ساقط في رواية أبي ذر واستنبط من الحديث جواز خلوّ الأرض من عالم حتى لا يبقى إلا أهل الجهل صرفًا.

وسبق الحديث في المغازي.