فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وتخليهم من الدنيا

باب كَيْفَ كَانَ عَيْشُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابِهِ وَتَخَلِّيهِمْ مِنَ الدُّنْيَا
( باب) بالتنوين ( كيف كان عيش النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه) في حياته ( وتخليهم من) التبسط في ( الدنيا) وشهواتها وملاذها.


[ قــ :6114 ... غــ : 6452 ]
- حَدَّثَنِى أَبُو نُعَيْمٍ بِنَحْوٍ مِنْ نِصْفِ هَذَا الْحَدِيثِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ: اللَّهِ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِنْ كُنْتُ لأَعْتَمِدُ بِكَبِدِى عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ وَإِنْ كُنْتُ لأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِى مِنَ الْجُوعِ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِى يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، مَا سَأَلْتُهُ إِلاَّ لِيُشْبِعَنِى فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِى عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، مَا سَأَلْتُهُ إِلاَّ لِيُشْبِعَنِى فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِى أَبُو الْقَاسِمِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِى وَعَرَفَ مَا فِى نَفْسِى وَمَا فِى وَجْهِى ثُمَّ قَالَ: «أَبَا هِرٍّ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «الْحَقْ» وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لِى فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِى قَدَحٍ فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ»؟ قَالُوا: أَهْدَاهُ لَكَ فُلاَنٌ أَوْ فُلاَنَةُ قَالَ: «أَبَا هِرٍّ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِى» قَالَ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الإِسْلاَمِ لاَ يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلاَ مَالٍ، وَلاَ عَلَى أَحَدٍ إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ، وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا، فَسَاءَنِى ذَلِكَ فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِى أَهْلِ الصُّفَّةِ كُنْتُ أَحَقُّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِى فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِى مِنْ هَذَا اللَّبَنِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ، وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ قَالَ: «يَا أَبَا هِرٍّ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «خُذْ فَأَعْطِهِمْ» قَالَ: فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَىَّ الْقَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَىَّ الْقَدَحَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَىَّ الْقَدَحَ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ رَوِىَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَنَظَرَ إِلَىَّ فَتَبَسَّمَ
فَقَالَ: «أَبَا هِرٍّ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ» قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «اقْعُدْ فَاشْرَبْ» فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ فَقَالَ: «اشْرَبْ» فَشَرِبْتُ فَمَا زَالَ يَقُولُ: «اشْرَبْ» حَتَّى قُلْتُ: لاَ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا قَالَ: فَأَرِنِى فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَسَمَّى وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد، ولأبي ذر بالجمع ( أبو نعيم) الفضل بن دكين ( بنحو) بالتنوين ( من نصف هذا الحديث) قال في التنقيح: هذا الموضع من عقد الكتاب فإنه لم يذكر من حدثه بالنصف الآخر ويمكن أن يقال اعتمد على السند الآخر الذي تقدم له في كتاب الاستئذان اهـ.
ويأتي ما في ذلك آخر الكلام على الحديث قال: ( حدّثنا عمر بن ذر) بفتح الذال المعجمة وتشديد الراء ابن زرارة الهمداني بسكون الميم المرهبي الكوفي قال: ( حدّثنا مجاهد) هو ابن جبر بفتح الجيم وسكون الموحدة أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي الإمام في التفسير والعلم ( أن أبا هريرة) -رضي الله عنه- ( كان يقول: الله) بحذف حرف الجرّ ومد الهمزة وجر الهاء في الفرع كأصله مصححًا عليها.
قال في الفتح: كذا للأكثر بالحذف وفي روايتنا بالخفض وعن أبي ذر مما رأيته بهامش الفرع كأصله الهمزة بمنزلة واو القسم اهـ.

وجوّز بعضهم النصب بل قال السفاقسي: إنه رواه به، وقال ابن جني: إذا حذف حرف القسم نصب الاسم بعده بتقدير الفعل ومن العرب من يجر اسم الله وحده مع حذف حرف الجر فيقول الله لأقومن وذلك لكثرة ما يستعملونه، وفي بعض الأصول الله إسقاط الأداة والرفع، وفي رواية روح بن عباد عن عمر بن ذر عند أحمد والله ( الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض) أي لألصق بطني بالأرض ( من الجوع) أو هو كناية عن سقوطه على الأرض مغشيًا كما صرح به في الأطعمة فلقيت عمر فاستقرأته آية فمشيت غير بعيد فخررت على وجهي من الجهد والجوع ( وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع) لتقليل حرارة الجوع ببرد الحجر أو المساعدة على الاعتدال والانتصاب لأن البطن إذا خوى لم يمكن معه الانتصاب فكان أهل الحجاز يأخذون صفائح رقاقًا في طول الكف أو أكبر من الحجارة فيربطها الواحد على بطنهِ وتشد بعصابة فتعدل القامة بعض الاعتدال ( ولقد قعدت يومًا على طريقهم) أي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبعض أصحابه ( الذي يخرجون منه) من منازلهم إلى المسجد ( فمرّ أبو بكر) -رضي الله عنه- ( فسألته عن آية من كتاب الله) عز وجل ( ما سألته) عنها ( إلا ليشبعني) بالشين المعجمة والموحدة من الإشباع، ولأبي ذر عن الكشميهني إلا ليستتبعني بسين مهملة ساكنة ففوقية مفتوحة فأخرى ساكنة فموحدة مكسورة فعين مهملة مفتوحة فنون مكسورة أي يطلب مني أن أتبعه ليطعمني ( فأمر) بي ( ولم يفعل) أي الإشباع أو الاستتباع، ( ثم مرّ بي عمر) -رضي الله عنه- ( فسألته عن آية من كتاب الله) عز وجل ( ما سألته) عنها ( إلا ليشبعني) من الإشباع أو ليستتبعني من الاستتباع كما مر عن الكشميهني ( فأمر فلم) بالفاء ولأبي ذر ولم ( يفعل، ثم مرّ بي أبو القاسم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي) من
الجوع والاحتياج إلى ما يسد الرمق ( وما في وجهي) من التغير وكأنه عرف من تغير وجهه ما في نفسه، واستدلّ أبو هريرة بتبسمه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أنه عرف ما به لأن التبسم يكون للتعجب ولإيناس من يتبسم إليه وحال أبي هريرة لم تكن معجبة فيترجح الحمل على الإيناس قاله في الفتح ( ثم قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( أبا هر) بإسقاط أداة النداء وكسر الهاء وتشديد الراء رد المؤنث إلى المذكر والمصغر إلى المكبر ولأبي ذر يا أبا هر ( قلت لبيك يا رسول الله قال: الحق) بفتح الحاء أي اتبع ( ومضى عليه الصلاة والسلام فتبعته) ولأبي ذر فاتبعته ( فدخل) زاد علي بن مسهر عند الإسماعيلي وابن حبان في صحيحه إلى أهله ( فاستأذن) بهمزة وصل وفتح النون بلفظ الماضي في الفرع وغيره، وقال في الفتح: فأستأذن بهمزة بعد الفاء والنون مضمومة فعل المتكلم وعبر عنه بذلك مبالغة في التحقق، وقال العيني على صيغة المتكلم من المضارع ولابن مسهر فاستأذنت ( فأذن لي فدخل) كذا الرواية بتكرار دخل قال في الكواكب: الثاني تكرار للأول أو دخل الأول بمعنى أراد الدخول فالاستئذان يكون لنفسه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقال في الفتح: إما تكرار لوجود الفصل أو التفات ولعلي بن مسهر فدخلت قال في الفتح وهي واضحة: ( فوجد) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في منزله ( لبنًا في قدح فقال: من أين هذا اللبن قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة) بالشك ولم يقف ابن حجر على اسم من أهداه ولأبي ذر عن الكشميهني أهدته بالتأنيث ثم ( قال) عليه الصلاة والسلام: ( أبا هر) إسقاط أداة النداء ( قلت لبيك يا رسول الله) ولأبي ذر رسول الله بإسقاط يا ( قال: الحق) أي انطلق ( إلى أهل الصفة فادعهم لي قال) أي أبو هريرة ( وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون إلى) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي على ( أهل ولا مال ولا على أحد) تعميم بعد تخصيص شامل للأقارب وغيرهم وعند ابن سعد من مرسل يزيد بن عبد الله بن قسط كان أهل الصفة ناسًا فقراء لا منازل لهم فكانوا ينامون في المسجد لا مأوى لهم غيره ( إذا أتته) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( صدقة بعث بها إليهم) يخصهم بها ( ولم يتناول منها شيئًا وإذا أتته هدية أرسل إليهم) ليحضروا عنده ( وأصاب منها وأشركهم فيها) لأنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة قال أبو هريرة: ( فساءني ذلك) أي قوله ادعهم لي ( فقلت) في نفسي هذا قليل ( وما هذا اللبن) أي وما قدر هذا اللبن ( في أهل الصفة) والواو عاطفة على محذوف تقديره هذا قليل أو نحوه ولعلي بن مسهر وأين يقع هذا اللبن من أهل الصفة وأنا ورسول الله ( كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها) زاد روح يومي وليلتي وسقط لأبي ذر لفظ أنا ( فإذا جاء) من أمرني بطلبه ولأبي ذر عن الكشميهني جاؤوا ( أمرني) عليه الصلاة والسلام ( فكنت أنا أعطيهم) فكنت عطف على جزاء فإذا جاؤوا فهو بمعنى الاستقبال داخل تحت القول والتقدير عند نفسه قاله في الكواكب وإنما كان أبو هريرة يفعل ذلك لأنه كان يخدم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن) أي يصل إليّ بعد أن يكتفوا منه وقال: في الكواكب وما عسى أي قائلاً في نفسي وما عسى والظاهر أن كلمة عسى مقحمة ( ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بدّ فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا) في الدخول ( فأذن لهم) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( وأخذوا مجالسهم من البيت) أي
وجلس كل واحد منهم في المجلس الذي يليق به قال في الفتح ولم أقف على عددهم إذ ذاك ( قال) عليه الصلاة والسلام: ( يا أبا هر) بكسر الهاء وتشديد الراء ( قلت لبيك يا رسول الله قال: خذ) أي هذا القدح ( فأعطهم) بهمزة قطع القدح الذي فيه اللبن ( فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل) بضم همزة أعطيه ( فيشرب حتى يروى) بفتح الواو ( ثم يردّ عليّ القدح فأعطيه الرجل) الذي يليه ولأبي ذر عن الكشميهني ثم أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يردّ عليّ القدح فيشرب حتى يروى ثم يردّ عليّ القدح بتكرار فيشرب ثلاثًا وسقط قوله حتى يروى ثم يرد عليّ القدح هذه في رواية أبي ذر، وقال في الكواكب فإن قلت: الرجل الثاني معرفة معادة فتكون هي الأول بعينه على القاعدة النحوية لكن المراد غيره.
وأجاب؛ أن ذلك حيث لا قرينة ولفظ ( حتى انتهيت إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد روي القوم كلهم) قرينة المغايرة لأنه يدل على أنه أعطاهم واحدًا بعد واحد إلى أن كان آخرهم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فأخذ القدح) وقد بقيت فيه فضلة ( فوضعه على يده) الكريمة ( فنظر إليّ) بتشديد التحتية ( فتبسم) إشارة إلى أنه لم يفته شيء مما كان يظن فواته من اللبن ( فقال أبا هر) بحذف أداة النداء ولأبي ذر عن الحموي يا أبا هر ( قلت لبيك يا رسول الله قال: بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله.
قال: اقعد فاشرب فقعدت فشربت فقال: اشرب فشربت فما زال يقول اشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكًا قال: فأرني فأعطيته القدح فحمد الله)
عز وجل على البركة وظهور المعجزة في اللبن المذكور حيث روي القوم كلهم وأفضلوا ( وسمى) الله ( وشرب الفضلة) وفي رواية روح فشرب من الفضلة، وفيها كما قال في الفتح إشعار بأنه بقي بعد شربه شيء فإن كانت محفوظة فلعله أعدها لمن بقي بالبيت من أهله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وفي الحديث فوائد كثيرة لا تخفى على المتأمل والله الموفق.


( تنبيه) .

قوله في السند: حدّثنا أبو نعيم بنحو من نصف هذا الحديث استشكل من حيث إنه يستلزم أن يكون النصف بلا إسناد غير موصول إذ النصف المذكور مبهم لا يدرى أهو الأول أو الثاني واحتمال كون القدر المسموع له منه هو المذكور في كتاب الاستئذان في باب إذا دعي الرجل فجاء فهل يستأذن بلفظ: حدّثنا أبو نعيم حدّثنا عمر بن ذر وحدّثنا محمد بن مقاتل، أخبرنا عبد الله، أخبرنا عمر بن ذر، أخبرنا مجاهد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: دخلت مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فوجد لبنًا في قدح فقال: "أبا هريرة الحق أهل الصفة فادعهم إليّ" قال: فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم فدخلوا.
عورض بأنه ليس ثلث الحديث ولأربعة فضلاً عن نصفه.
وقول الحافظ زين الدين العراقي في نكته على ابن الصلاح أن القدر المذكور في الاستئذان بعض الحديث المذكور في الرقاق هو القول المعتبر المحرر قال: ويكون البخاري حدث به عن أبي نعيم بطريق الوجادة أو الإجازة أو حمله عن شيخ آخر غير أبي نعيم اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر أو سمع بقية الحديث من شيخ سمعه من أبي نعيم اهـ.




[ قــ :6115 ... غــ : 6453 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: إِنِّى لأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ، وَرَأَيْتُنَا نَغْزُو وَمَا لَنَا طَعَامٌ، إِلاَّ وَرَقُ الْحُبْلَةِ، وَهَذَا السَّمُرُ وَإِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِى عَلَى الإِسْلاَمِ، خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ سَعْيِى.

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان ( عن إسماعيل) بن أبي خالد أنه قال: ( حدّثنا قيس) هو ابن أبي حازم ( قال: سمعت سعدًا) بسكون العين ابن أبي وقاص -رضي الله عنه- ( يقول: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله) عز وجل واللام في الأول للتأكيد ( ورأيتنا) بضم التاء الفوقية أي ورأيت أنفسنا ( نغزو) في سبيل الله عز وجل ( وما لنا طعام إلا ورق الحبلة) بضم الحاء المهملة وسكون الموحدة مصححًا عليها في الفرع وتضم أيضًا ثمر السلم أو ثمر عامة العضاة وهو بكسر العين المهملة وتخفيف الضاد المعجمة آخره هاء شجر الشوك كالطلح والعوسج ( وهذا السمر) بفتح السين المهملة وضم الميم شجره وفي مسلم من حديث عتبة بن غزوان لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا ( وإن أحدنا ليضع) الذي يخرج منه عند التغوط مثل البعر ( كما تضع الشاة) زاد الترمذي من طريق بيان عن قيس والبعير ( ما له خلط) بكسر الخاء المعجمة وسكون اللام بعدها طاء مهملة لا يختلط بعضه ببعض لجفافه ويبسه بسبب قشف العيش ( ثم أصبحت بنو أسد تعزرني) بضم الفوقية وفتح العين المهملة وكسر الزاي المشددة بعدها راء فنون فتحتية تقومني بالتعليم ( على) أحكام ( الإسلام خبت) من الخيبة وهي الخسران ( إذًا) بالتنوين ( وضلّ) أي ضاع ( سعيي) فيما مضى حيث تعلمني بنو أسد أحكام الدين مع سابقتي في الإسلام وقدم صحبتي وبنو أسد أي ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر وكان بنو أسد ممن ارتد بعد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتبعوا طليحة بن خويلد الأسدي لما ادّعى النبوّة، ثم قاتلهم خالد بن الوليد في عهد أبي بكر وكسرهم ورجع بقيتهم إلى الإسلام وتاب طليحة وحسن إسلامه وسكن معظمهم الكوفة ثم كانوا ممن شكا سعد بن أبي وقاص وهو أمير الكوفة إلى عمر حتى عزله.

والحديث سبق في فضل سعد وفي الأطعمة، وأخرجه مسلم في آخر الكتاب.




[ قــ :6116 ... غــ : 6454 ]
- حَدَّثَنِى عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ بُرٍّ ثَلاَثَ لَيَالٍ تِبَاعًا حَتَّى قُبِضَ.

وبه قال: ( حدثني) ولأبي ذر بالجمع ( عثمان) بن أبي شيبة قال: ( حدّثنا جرير) هو ابن عبد الحميد ( عن منصور) هو ابن المعتمر ( عن إبراهيم) النخعي ( عن الأسود) بن يزيد النخعي
( عن عائشة) -رضي الله عنها- أنها ( قالت: ما شبع آل محمد) وفي رواية الأعمش عن منصور ما شبع رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بكسر الموحدة من شبع ( منذ قدم المدينة من طعام بر) من الإضافة البيانية ( ثلاث ليال) بأيامهن ( تباعًا) بكسر الفوقية بعدها موحدة متتابعة متوالية ( حتى قبض) بضم القاف أي توفي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولمسلم من رواية عبد الرَّحمن بن عابس عن أبيه عن عائشة ما شبع آل محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من خبز بن مأدوم، ومن رواية عبد الرَّحمن بن يزيد عن الأسود عنها ما شبع آل محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض وإنما كان يفعل ذلك -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للإِيثار أو لكراهة الشبع وكان يفعل ذلك مع إمكان حصول التوسع له فقد عرض عليه ربه عز وجل أن يجعل له بطحاء مكة ذهبًا فاختار الجوع يومًا والشبع يومًا للتضرع والشكر.

والحديث سبق في الأطعمة.




[ قــ :6117 ... غــ : 6455 ]
- حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ الأَزْرَقُ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ هِلاَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ: مَا أَكَلَ آلُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَكْلَتَيْنِ فِى يَوْمٍ إِلاَّ إِحْدَاهُمَا تَمْرٌ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرَّحمن) البغوي يقال له لؤلؤ قال: ( حدثنا إسحاق) بن يوسف بن يعقوب ( هو الأزرق) بتقديم الزاي على الراء ( عن مسعر بن كدام) بكسر الميم وسكون السين وفتح العين المهملتين بعدها راء وكدام بكسر الكاف بعدها دال مهملة مخففة العامري ( عن هلال) هو ابن حميد ولأبي ذر زيادة الوزان الكوفي ( عن عروة) بن الزبير ( عن عائشة -رضي الله عنها-) أنها ( قالت: ما أكل آل محمد) وعند أحمد بن منيع عن إسحاق الأزرق بالسند المذكور ما شبع محمد ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أكلتين) بفتح الهمزة ( في يوم إلا إحداهما تمر) ولأبي ذر تمرًا بالنصب.
قال في المصابيح: أما على تقدير إلا كانت إحداهما تمرًا أو إلا جعل إحداهما تمرًا.

والحديث أخرجه مسلم.




[ قــ :6118 ... غــ : 6456 ]
- حَدَّثَنِى أَحْمَدُ بْنُ أَبِى رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِى أَبِى عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَدَمٍ وَحَشْوُهُ مِنْ لِيفٍ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ولأبي ذر حدّثنا ( أحمد بن رجاء) بفتح الراء والجيم والمد هو أحمد بن عبد الله بن أيوب بن رجاء الهروي ولأبي ذر أحمد بن أبي رجاء قال: ( حدّثنا النضر) هو ابن شميل بالشين المعجمة المضمومة مصغرًا ( عن هشام) قال: ( أخبرني) بالإفراد ( أبي) عروة بن الزبير ( عن عائشة) -رضي الله عنها- أنها ( قالت: كان فراش رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من آدم) بفتح الهمزة والدال المهملة جلد مدبوغ ( وحشوه من ليف) بالواو وسقط لأبي ذر لفظ من فالتالي رفع.




[ قــ :6119 ... غــ : 6457 ]
- حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: كُنَّا نَأْتِى
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ،.

     وَقَالَ : كُلُوا فَمَا أَعْلَمُ النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ وَلاَ رَأَى شَاةً سَمِيطًا بِعَيْنِهِ قَطُّ.

وبه قال: ( حدّثنا هدبة بن خالد) بضم الهاء وسكون الدال المهملة بعدها موحدة القيسي البصري الحافظ المسند قال: ( حدّثنا همام بن يحيى) العوذي الحافظ قال: ( حدّثنا قتادة) بن دعامة ( قال: كنا نأتي أنس بن مالك) -رضي الله عنه- ( وخبازه) أي يعرف اسمه ( قائم) عنده ( وقال) أنس: ( كلوا فما أعلم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رأى رغيفًا مرققًا) قال في النهاية مرققًا هو الأرغفة الواسعة الرقيقة ( حتى لحق بالله) عز وجل ( ولا رأى شاة سميطًا بعينه قط) بإفراد بعينه والسميط ما نزع صوفه ثم شوي لأنه من مآكل المترفين.

والحديث سبق في الأطعمة.




[ قــ :610 ... غــ : 6458 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنِى أَبِى عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ: كَانَ يَأْتِى عَلَيْنَا الشَّهْرُ مَا نُوقِدُ فِيهِ نَارًا، إِنَّمَا هُوَ التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلاَّ أَنْ نُؤْتَى بِاللُّحَيْمِ.

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر بالإفراد ( محمد بن مثنى) بن عبيد أبو موسى العنزي الزمن البصري قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان قال: ( حدّثنا هشام) قال: ( أخبرني) بالإفراد ( أبي) عروة ( عن عائشة -رضي الله عنها-) أنها ( قالت: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارًا إنما) ولأبي ذر وإنما ( هو) أي طعامنا ( التمر والماء إلا أن نؤتى) بضم نون الجماعة مبنيًّا للمفعول ( باللحيم) بضم اللام مصغرًا إشارة إلى قتله وللكشميهني باللحم مكبرًا والحديث من إفراده.




[ قــ :611 ... غــ : 6459 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِىُّ، حَدَّثَنِى ابْنُ أَبِى حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ: ابْنَ أُخْتِى إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلاَلِ ثَلاَثَةَ أَهِلَّةٍ فِى شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِى أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَارٌ، فَقُلْتُ: مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ قَالَتِ: الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ، كَانَ لَهُمْ مَنَائِحُ وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أَبْيَاتِهِمْ فَيَسْقِينَاهُ.

وبه قال: ( حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي) قال: ( حدثني) بالإفراد ( ابن أبي حازم) عبد العزيز ( عن أبيه) أبي حازم سلمة بن دينار ( عن يزيد بن رومان) بضم الراء الأسدي مولى آل الزبير بن العوّام ( عن عروة) بن الزبير بن العوّام ( عن عائشة) -رضي الله عنها- ( أنها قالت لعروة) بن الزبير وأمه أسماء بنت أبي بكر أخت عائشة: يا ( ابن أختي) بحذف أداة النداء أي يا ابن أختي كما سبق ( إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين) والمراد بالهلال الثالث هلال الشهر الثالث وهو يرى عند انقضاء الشهرين وبرؤيته يدخل أول الشهر الثالث وعند ابن سعد في
رواية سعيد عن أبي هريرة كان يمر برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هلال ثم هلال ثم هلال ( وما أوقدت) بضم الهمزة وكسر القاف ( في أبيات رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نار) قال ابن الزبير: ( فقلت) لعائشة ( ما كان يعيشكم) بضم التحتية وكسر العين المهملة مضارع أعاشه كذا إذا أقام عيشه قال ابن أبي داود وسأله أبوه: ما الذي أعاشك؟ فأجابه أعاشني بعدك واد مبقل آكل من حوذانه وأنسل أي ما كان طعامكم ( قالت: الأسودان التمر والماء) نعتتهما نعتًا واحدًا تغليبًا وإذا اقترن الشيئان سميا باسم أشهرهما ( إلا أنه) الضمير للشأن ( قد كان لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جيران من الأنصار) أي أعرف أسماءهم ( كان لهم منائح) جمع منيحة بنون وحاء مهملة وهي الناقة ( وكانوا يمنحون) يعطون ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من أبياتهم فيسقيناه) أي اللبن الذي يعطونه.

والحديث سبق في الهبة وهو ساقط هنا من رواية أبي ذر.




[ قــ :61 ... غــ : 6460 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِى زُرْعَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «اللَّهُمَّ ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ قُوتًا».

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر حدثني بالإفراد ( عبد الله بن محمد) المسندي قال: ( حدثني محمد بن فضيل) بضم الفاء وفتح المعجمة مصغرًا ( عن أبيه) فضيل بن غزوان الضبي الكوفي ( عن عمارة) بضم العين المهملة وتخفيف الميم وبعد الألف راء ابن القعقاع ( عن أبي زرعة) هرم بفتح الهاء ابن عمرو بن جرير ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه-) أنه ( قال: قال رسول الله) ولأبي ذر النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( اللهم ارزق آل محمد قوتًا) ولمسلم والترمذي والنسائي: اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا.
قال في الفتح: وهو المعتمد فإن اللفظ الأول صالح لأن يكون دعاء بطلب القوت في ذلك اليوم وأن يكون طلب لهم القوت دائمًا بخلاف اللفظ الثاني فإنه يعين الاحتمال الثاني وهو الدال على الكفاف وفيه كما قال في الكواكب فضل الكفاف وأخذ البلغة من الدنيا والزهد فيما فوق ذلك رغبة في توفير نعم الآخرة.

والحديث أخرجه مسلم في الزكاة والترمذي في الزهد والنسائي في الرقائق.