فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ما يكره من قيل وقال

باب مَا يُكْرَهُ مِنْ قِيلَ.

     وَقَالَ 
( باب ما يكره من قيل وقال) بفتحهما في الفرع كأصله.


[ قــ :6135 ... غــ : 6473 ]
- حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مُغِيرَةُ وَفُلاَنٌ وَرَجُلٌ ثَالِثٌ أَيْضًا، عَنِ الشَّعْبِىِّ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى الْمُغِيرَةِ أَنِ اكْتُبْ إِلَىَّ بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْمُغِيرَةُ أَنِّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلاَةِ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهْوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ» ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَ: وَكَانَ يَنْهَى عَنْ قِيلَ،.

     وَقَالَ ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ وَعُقُوقِ الأُمَّهَاتِ وَوَأْدِ الْبَنَاتِ.
وَعَنْ هُشَيْمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَرَّادًا يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا) وللكشميهني وقال ( علي بن مسلم) الطوسي ثم البغدادي قال: ( حدّثنا هشيم) بضم الهاء وفتح المعجمة ابن بشير الواسطي قال: ( أخبرنا غير واحد منهم مغيرة) بن مقسم بكسر الميم وسكون القاف وفتح المهملة الضبي ( وفلان) هو مجالد بن سعيد كما في صحيح ابن خزيمة ( ورجل ثالث أيضًا) داود بن أبي هند كما في صحيح ابن حبان أو زكريا بن أبي زائدة أو إسماعيل بن أبي خالد كما في الطبراني من طريق الحسن بن علي بن راشد الواسطي عن هشيم عن مغيرة عن زكريا بن أبي زائدة ومجالد وإسماعيل بن أبي خالد كلهم ( عن الشعبي) عامر بن شراحيل ( عن وراد) بفتح الواو والراء المشددة وبعد الألف دال مهملة ( كاتب المغيرة بن شعبة) ومولاه ( أن معاوية) بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- ( كتب إلى المغيرة) بن شعبة -رضي الله عنه- ( أن اكتب إليّ بحديث سمعته من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: فكتب إليه المغيرة) أي أمر المغيرة ورّادًا فقال له: اكتب كما عند ابن حبان ( إني) بكسر الهمزة كما في اليونينية ( سمعته) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( يقول عند انصرافه من الصلاة) المكتوبة:
( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ثلاث مرات) سقط ثلاث مرات لأبي ذر ( قال: وكان) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( ينهى عن قيل وقال) بفتحهما فعلان ماضيان الأول مجهول وأصل قال: قول بفتحتين تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا وأصل قيل قول بضم القاف وكسر الواو نقلت حركة الواو إلى القاف بعد سلب حركتها ثم قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وهو حكاية أقاويل الناس قال: فلان كذا وفلان كذا، وقيل كذا وكذا، ولأبي ذر قيل وقال بالتنوين فيهما اسمان يقال قال قولاً وقيلاً وقالاً: أي نهى عن الإكثار مما لا فائدة فيه من الكلام.
وقال ابن دقيق العيد: الأشهر فيه فتح اللام فيهما على سبيل الحكاية وهو الذي يقتضيه المعنى لأن القيل والقال إذا كانا اسمين كانا بمعنى واحد كالقول فلا يكون في عطف أحدهما على الآخر كبير فائدة بخلاف ما إذا كانا فعلين، وقال في المصابيح: وعلى أنهما اسمان فالفتح للحكاية بل ولا يسوغ ادعاء فعليتهما في هذا التركيب البتة عند المحققين وكيف وحرف الجر الذي هو من خصائص الأسماء قد دخل عليهما وإنما يجوّز فعليتهما في مثل هذا ابن مالك ولم يتابعه عليه أحد من الحذاق ( و) نهى عن ( كثرة السؤال) عن المسائل التي لا حاجة إليها ( وإضاعة المال) في غير محله وحقه ( ومنع) أي منع ما شرع إعطاؤه ( وهات) أي طلب ما منع أخذه شرعًا ( وعقوق الأمهات ووأد البنات) بالهمزة الساكنة دفنهن بالحياة.

والحديث سبق في الصلاة والاعتصام والقدر والدعوات.

( وعن هشيم) الواسطي المذكور بالسند السابق أنه قال: ( أخبرنا عبد الملك بن عمير) بضم العين الكوفي ( قال: سمعت ورادًا) كاتب المغيرة ( يحدث هذا الحديث) السابق ( عن المغيرة) بن شعبة ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وظاهره أنه كلفظ الحديث السابق وكذا هو عند الإسماعيلي.