فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من أعان المعسر في الكفارة

باب مَنْ أَعَانَ الْمُعْسِرَ فِى الْكَفَّارَةِ
( باب من أعان المعسر في الكفارة) الواجبة عليه.


[ قــ :6360 ... غــ : 6710 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِىِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هَلَكْتُ فَقَالَ: «وَمَا ذَاكَ»؟ قَالَ: وَقَعْتُ بِأَهْلِى فِى رَمَضَانَ قَالَ: «تَجِدُ رَقَبَةً»؟ قَالَ: لاَ.
قَالَ: «هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ»؟ قَالَ: لاَ.
قَالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا»؟ قَالَ: لاَ.
قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِعَرَقٍ، وَالْعَرَقُ: الْمِكْتَلُ فِيهِ تَمْرٌ فَقَالَ: «اذْهَبْ بِهَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ» قَالَ: عَلَى أَحْوَجَ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ مِنَّا، ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ».

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن محبوب) البصري قال: ( حدّثنا عبد الواحد) بن زياد العبدي قال: ( حدّثنا معمر) هو ابن راشد ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( عن حميد بن عبد الرَّحمن) بن عوف ( عن أبي هريرة) -رضي الله عنه- أنه ( قال: جاء رجل) اسمه كما سبق سلمة بن صخر أو هو سلمان بن صخر أو هما واقعتان سبق ذلك في الصيام ( إلى رسول الله) ولأبي ذر إلى النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: هلكت) وفي بعض الطرق أهلكت ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- له:
( وما ذاك) ؟ الذي أهلكك ( قال: وقعت بأهلي) جامعت امرأتي ( في) نهار ( رمضان.
قال)
عليه الصلاة والسلام: ( تجد رقبة) تعتقها استفهام محذوف الأداة والمراد الوجود الشرعي فيدخل فيه القدرة بالشراء ( قال: لا) أجد ( قال هل) ولأبي ذر فهل ( تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟
قال: لا)
وعند البزار من رواية إسحاق وهل لقيت ما لقيت إلا من الصوم ( قال: فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينًا؟ قال: لا) وهل هذه الخصال على الترتيب أو التخيير؟ قال البيضاوي: رتب الثاني بالفاء على فقد الأول ثم الثالث بالفاء على فقد الثاني فدلّ على عدم التخيير مع كونها في معرض البيان وجواب السؤال فتنزل منزلة الشرط وقال مالك: بالتخيير ( قال: فجاء رجل من الأنصار) لم أقف على اسمه ( بعرق والعرق) بفتح العين المهملة والراء آخره قاف ( المكتل) بكسر الميم وفتح الفوقية بينهما كاف ساكنة ( فيه تمر فقال) عليه الصلاة والسلام له ( اذهب بهذا) التمر ( فتصدق به قال) ولأبي ذر عن الكشميهني فقال ( على) ولأبي ذر أعلى أي أتصدق به على أحد ( أحوج منا يا رسول الله، والذي بعثك بالحق ما بين لابتها أهل بيت أحوج منا) ولابتيها بغير همز تثنية لابة يريد الحرتين أرضًا ذات حجارة سود والمدينة بينهما وزاد في الرواية السابقة قريبًا فضحك النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى بدت نواجذه ( ثم قال: اذهب فأطعمه أهلك) بقطع همزة فأطعمه أي أطعم ما في المكتل من التمر من تلزمك نفقته أو زوجك أو مطلق أقاربك.
ومطابقة الحديث للترجمة ظاهرة فكما جاز إعانة المعسر بالكفارة عن وقاعه في نهار رمضان كذلك يجوز إعانة المعسر بالكفارة عن يمينه إذا حنث فيه، وقد قيل إن هذا الحديث استنبط منه بعضهم ألف مسألة وأكثر.