فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب العاقلة

باب الْعَاقِلَةِ
( باب العاقلة) بكسر القاف جمع عاقل وعاقلة الرجل قراباته من قبل الأب وهم عصبته وسموا عاقلة لعقلهم الإبل بفناء دار المستحق، ويقال لتحملهم عن الجاني العقل أي الدّية ويقال لمنعهم عنه والعقل المنع ومنه سمي العقل عقلاً لمنعه من الفواحش وتحمل العاقلة الدّية ثابت بالسنة وأجمع عليه أهل العلم وهو مخالف لظاهر قوله تعالى: { ولا تزر وازرة وزر أخرى} [الأنعام: 164] لكنه خص من عمومها ذلك لما فيه من المصلحة لأن القاتل لو أخذ بالدّية لأوشك أن يأتي على جميع ماله لأن تتابع الخطأ منه لا يؤمن ولو ترك بغير تغريم لأهدر دم المقتول.


[ قــ :6540 ... غــ : 6903 ]
- حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِىَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا - رضى الله عنه - هَلْ عِنْدَكُمْ شَىْءٌ مَا لَيْسَ فِى الْقُرْآنِ؟.

     وَقَالَ  مَرَّةً: مَا لَيْسَ عِنْدَ النَّاسِ فَقَالَ: وَالَّذِى فَلَقَ الْحَبَّ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا عِنْدَنَا إِلاَّ مَا فِى الْقُرْآنِ، إِلاَّ فَهْمًا يُعْطَى رَجُلٌ فِى كِتَابِهِ وَمَا فِى الصَّحِيفَةِ قُلْتُ: وَمَا فِى الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: الْعَقْلُ وَفِكَاكُ الأَسِيرِ وَأَنْ لاَ يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.

وبه قال: ( حدّثنا صدقة بن الفضل) المروزي الحافظ قال ( أخبرنا ابن عيينة) سفيان الهلالي مولاهم الكوفي أحد الأعلام قال: ( حدّثنا مطرف) بضم الميم وفتح الطاء المهملة وكسر الراء
المشددة بعدها فاء ابن طريف الكوفي ( قال: سمعت الشعبي) عامر بن شراحيل ( قالت سمعت أبا جحيفة) بضم الجيم وفتح الحاء المهملة وبعد التحتية ساكنة فاء فهاء تأنيث وهب بن عبد الله السوائي ( قال: سألت عليًّا) هو ابن أبي طالب ( -رضي الله عنه- هل عندكم) أهل البيت النبويّ أو الميم للتعظيم ( شيء ما) ولأبي ذر مما ( ليس في القرآن؟ وقال) أبي سفيان ( مرة ما ليس عند الناس) خصكم به النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فقال) علي -رضي الله عنه- ( و) الله ( الذي فلق الحب) ولأبي ذر الحبة أي شقها ( وبرأ النسمة) خلق الإنسان ( ما عندنا) شيء ( إلا ما في القرآن إلا فهمًا يعطى) بضم التحتية وفتح الطاء ( رجل في كتابه) تعالى، والاستثناء منقطع أي لكن الفهم عندنا هو الذي أعطيه الرجل في القرآن والفهم بسكون الهاء ما يفهم من فحوى كلامه تعالى ويستدركه من باطن معانيه التي هي الظاهر من نصه، وفي رواية الحميدي إلا أن يعطي الله عبدًا فهمًا في كتابه ( وما في الصحيفة) وفي كتاب العلم وما في هذه الصحيفة وقد سبق فيه أنها كانت معلقة في قبضة سيفه وعند النسائي فأخرج كتابًا من قراب سيفه قال أبو جحيفة ( قلت) لعلي -رضي الله عنه- ( وما في الصحيفة؟ قال) عليّ -رضي الله عنه- فيها ( العقل) أي الدّية ومقاديرها وأصنافها وأسنانها ( وفكاك الأسير) بفتح الفاء وتكسر ما يحصل به خلاصه ( وأن لا يقتل مسلم بكافر) وبه قال مالك والشافعي وأحمد في آخرين، وقال أبو حنيفة وصاحباه رحمهم الله: يقتل المسلم بالكافر وحملوا قوله: يقتل مسلم بكافر على غير ذي عهد انتهى.
وظاهر قوله تعالى: { النفس بالنفس} [المائدة: 45] وإن كان عامًّا في قتل المسلم بالكافر لكنه خص بالسنّة.

والحديث سبق في باب كتابة العلم من كتاب العلم.