فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب رؤيا الليل

باب رُؤْيَا اللَّيْلِ
رَوَاهُ سَمُرَةُ.

( باب رؤيا) الشخص في ( الليل) هل تساوي رؤياه بالنهار أو يتفاوتان ( رواه) أي حديث رؤيا الليل ( سمرة) بن جندب الصحابي المشهور الآتي حديثه في آخر كتاب التعبير إن شاء الله تعالى.


[ قــ :6633 ... غــ : 6998 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِىُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِىُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ الْبَارِحَةَ إِذْ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرْضِ، حَتَّى وُضِعَتْ فِى يَدِى» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنْتُمْ تَنْتَقِلُونَهَا.

وبه قال: ( حدّثنا أحمد بن المقدام) بكسر الميم وسكون القاف بعدها مهملة فألف فميم ( العجلي) قال: ( حدّثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي) بضم الطاء المهملة وتخفيف الفاء وبعد الألف واو مكسورة نسبة إلى بني طفاوة أو إلى الطفاوة موضع قال: ( حدّثنا أيوب) السختياني ( عن محمد) هو ابن سيرين ( عن أبي هريرة) -رضي الله عنه- ( قال: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( أعطيت) بضم الهمزة ( مفاتيح الكلم) بنصب مفاتيح مفعول ثان لأعطيت.
قال الكرماني وتبعه البرماوي أي لفظ قليل يفيد معاني كثيرة، وهذا غاية البلاغة وشبه ذلك القليل بمفاتيح الخزائن التي هي آلة للوصول إلي مخزونات متكاثرة وعند الإسماعيلي عن الحسن بن سفيان وعبد الله بن ياسين كلاهما عن أحمد بن المقدام أعطيت جوامع الكلم.

والحاصل أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يتكلم بالقول الموجز القليل اللفظ الكثير المعاني، وقيل المراد بجوامع الكلم القرآن ومن أمثلة جوامعه قوله تعالى: { ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون} [البقرة: 179] وقوله تعالى: { ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون} [النور: 52] ومن ذلك من الأحاديث النبوية حديث عائشة كل عمل ليس عليه أمرنا فهو ردّ وحديث كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل متفق عليهما ( ونصرت بالرعب) بضم النون والرعب بضم الراء وسكون العين المهملة أي الفزع يقذف في قلوب أعدائي وزاد في التيمم مسيرة شهر أي ينهزمون من عسكر الإسلام بمجرد الصيت ويفرقون منهم ( وبينما) بالميم ( أنا نائم البارحة) اسم لليلة الماضية وإن كان قبل الزوال ( إذ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض) خزائن كسرى وقيصر أو معادن الأرض التي منها الذهب والفضة ( حتى وضعت في يدي) حقيقة أو مجازًا فيكون كناية عن وعد الله بما ذكر أنه يعطيه أمته وكذا كان ففتح لأمته ممالك كثيرة قسموا أموالها واستباحوا خزائن ملوكها.

( قال أبو هريرة) -رضي الله عنه- بالسند السابق ( فذهب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي توفي ( وأنتم تنتقلونها) بالقاف المكسورة من انتقل من مكان إلى مكان هذه رواية أبي ذر عن المستملي وله عن الحموي تنتثلونها بالمثلثة بدل القاف تخرجونها كاستخراجهم لخزائن كسرى ودفائن قيصر، وفي بعض الروايات تنتفلونها بالفاء بدل القاف أي تغتنمونها.

والحديث من أفراده.




[ قــ :6634 ... غــ : 6999 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «أُرَانِى اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَرَأَيْتُ رَجُلاً آدَمَ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ، لَهُ لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَمِ قَدْ رَجَّلَهَا تَقْطُرُ مَاءً مُتَّكِئًا عَلَى رَجُلَيْنِ أَوْ عَلَى عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا فَقِيلَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ: ثُمَّ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطَطٍ أَعْوَرِ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ».

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن مسلمة) القعنبي ( عن مالك) الإمام الأعظم ( عن نافع عن) مولاه ( عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) :
( أراني الليلة عند الكعبة) بضم همزة أراني والليلة نصب على الظرفية ( فرأيت رجلاً آدم) بمد الهمزة أسمر ( كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال) بضم الهمزة وسكون الدال المهملة من سمرهم ( له لمة) بكسر اللام وتشديد الميم شعر يجاوز شحمة أذنه ( كأحسن ما أنت راء من اللمم) بكسر اللام أيضًا ( قد رجلها) بفتح الراء والجيم المشدّدة واللام سرحها حال كونها ( تقطر ماء) من الماء الذي سرح به شعره حال كونه ( متكئًا على رجلين أو) قال ( على عواتق رجلين) بالشك من الراوي وأضيف عواتق وهو جمع للمثنى على حد فقد صغت قلوبكما لعدم الالباس والعاتق ما بين المنكب والعنق ( يطوف بالبيت) الحرام ( فسألت: من هذا؟ فقيل) ليس هو ( المسيح ابن مريم) عليه السلام ( إذا) ولأبي ذر وإذا ولغير أبي ذر ثم إذا ( أنا برجل جعد) بفتح الجيم وسكون العين غير سبط أو قصير ( قطط) شديد جعودة الشعر ( أعور العين اليمنى كأنها) أي عينه ( عنبة طافية) بالمثناة بالتحتية بارزة ومن همزها فمن طفئت كما يطفأ السراج أي ذهب نورها ( فسألت: من هذا؟ فقيل) لي هذا ( المسيح الدجال) .
فإن قلت: الدجال لا يدخل مكة والحديث أنه كان عند الكعبة؟ أجيب: بأن المنع من دخوله مكة إنما هو عند خروجه وإظهار شوكته.

والحديث مرّ في أحاديث الأنبياء وغيرها.




[ قــ :6635 ... غــ : 7000 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنِّى أُرِيتُ اللَّيْلَةَ فِى الْمَنَامِ وَسَاقَ الْحَدِيثَ.
وَتَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ أَخِى الزُّهْرِىِّ وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

     وَقَالَ  الزُّبَيْدِىُّ عَنِ الزُّهْرِىِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَوْ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
.

     وَقَالَ  شُعَيْبٌ: وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الزُّهْرِىِّ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَكَانَ مَعْمَرٌ لاَ يُسْنِدُهُ حَتَّى كَانَ بَعْدُ.

وبه قال: ( حدّثنا يحيى) بن عبد الله بن بكير قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد الإمام ( عن يونس) بن يزيد الأيلي ( عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري ( عن عبيد الله) بضم العين ( ابن
عبد الله)
بن عتبة بن مسعود ( إن ابن عباس) عبد الله -رضي الله عنهما- قال ( كان يحدث أن رجلاً) قال ابن حجر: لم أقف على اسمه ( أتى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) زاد مسلم منصرفه من أحد وحينئذٍ فهو مرسل لأن ابن عباس كان صغيرًا مع أبويه بمكة لأن مولده قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح وأحد كانت في شوّال في الثانية ( فقال) رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( إني أريت) بهمزة مضمومة ثم راء مكسورة وللأصيلي رأيت براء ثم همزة مفتوحة ( الليلة في المنام وساق الحديث) الآتي إن شاء الله تعالى في باب من لم ير الرؤيا لأوّل عابر إذا لم يصب بعد خمسة وثلاثين بابًا عن يحيى بن بكير بهذا السند بتمامه ولفظه إن رجلاً أتى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال إني رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل فأرى الناس يتكففون منها فالمستكثر والمستقل الحديث إلخ.

( وتابعه) أي تابع الزهري محمد بن مسلم في روايته عن عبيد الله بن عبد الله ( سليمان بن كثير) فيما وصله مسلم وسقطت واو وتابع لابن عساكر ( و) تابعه أيضًا ( ابن أخي الزهري) محمد بن عبد الله بن مسلم فيما وصله الذهلي في الزهريات ( وسفيان بن حسين) الواسطي فيما وصله الإمام أحمد ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( عن عبيد الله) بن عبد الله ( عن ابن عباس) -رضي الله عنهما- ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وقال الزبيدي)
بضم الزاي محمد بن الوليد ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( عن عبيد الله) بضم العين ابن عبد الله بن عتبة ( أن ابن عباس أو أبا هريرة) -رضي الله عنهم- ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بالشك فقال ابن عباس أو أبا هريرة ولابن عساكر ووصله مسلم وأبا هريرة يعني أن كليهما رواه عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من غير شك وسقط قوله عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لابن عساكر.

( وقال شعيب) أي ابن أبي حمزة الحمصي ( وإسحاق بن يحيى) الكلبي الحمصي ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يحدث عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وهذا وصله الذهلي في الزهريات ( وكان معمر) هر ابن راشد ( لا يسنده) أي الحديث المذكور ( حتى كان بعد) يسنده وصله إسحاق بن راهويه في مسنده عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري كرواية يونس، لكن قال عن ابن عباس كان أبو هريرة يحدث.
قال إسحاق: قال عبد الرزاق كان معمر يحدثه فيقول كان ابن عباس يعني ولا يذكر عبيد الله بن عبد الله في السند حتى جاء زمعة بكتاب فيه عن الزهري عن ابن عباس فكان لا يشك فيه بعد قال في الفتح والمحفوظ قول من قال عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة.