فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب العين الجارية في المنام

باب الْعَيْنِ الْجَارِيَةِ فِى الْمَنَامِ
( باب) رؤية ( العين الجارية في المنام) .


[ قــ :6650 ... غــ : 7018 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِىِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ الْعَلاَءِ وَهْىَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: طَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِى السُّكْنَى حِينَ اقْتَرَعَتِ الأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ، فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى تُوُفِّىَ،
ثُمَّ جَعَلْنَاهُ فِى أَثْوَابِهِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِى عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ قَالَ: «وَمَا يُدْرِيكِ؟» قُلْتُ: لاَ أَدْرِى وَاللَّهِ قَالَ: «أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، إِنِّى لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ مِنَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِى وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِى وَلاَ بِكُمْ».
قَالَتْ أُمُّ الْعَلاَءِ: فَوَاللَّهِ لاَ أُزَكِّى أَحَدًا بَعْدَهُ، قَالَتْ: وَرَأَيْتُ لِعُثْمَانَ فِى النَّوْمِ عَيْنًا تَجْرِى، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «ذَاكِ عَمَلُهُ يَجْرِى لَهُ».

وبه قال: ( حدّثنا عبدان) هو لقب عبد الله بن عثمان المروزي قال: ( أخبرنا عبد الله) بن المبارك المروزي قال: ( أخبرنا معمر) هو ابن راشد الأزدي مولاهم ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( عن خارجة بن زيد بن ثابت) الأنصاري المدني الفقيه ( عن أم العلاء) بفتح العين المهملة والهمز بنت الحارث بن ثابت بن خارجة واسمها كنيتها قال الزهري ( وهي امرأة من نسائهم) أي من نساء الأنصار ( بايعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنها ( قالت: طار لنا) أي وقع في سهمنا ( عثمان بن مظعون) بالظاء المعجمة الساكنة ( في السكنى حين اقترعت الأنصار) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: حين أقرعت الأنصار بإسقاط الفوقية بعد القاف ( على سكنى المهاجرين) لما قدموا من مكة إلى المدينة ( فاشتكى) أي مرض عثمان بعد أن أقام مدة ( فمرّضناه) بتشديد الراء فقمنا بأمره في مرضه ( حتى توفي) فغسلناه ( ثم جعلناه في أثوابه) أي كفناه فيها ( فدخل علينا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت: رحمة الله عليك) يا ( أبا السائب) وهي كنية ابن مظعون ( فشهادتي عليك) أي لك ( لقد أكرمك الله) أي أقسم لقد أكرمك الله ( قال) رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( وما يدريك) بكسر الكاف أي من أين علمت زاد في باب رؤيا النساء أن الله أكرمه ( قلت: لا أدري والله.
قال)
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( أما) بتشديد الميم ( هو) أي عثمان ( فقد جاءه اليقين) أي الموت ( أني لأرجو له من الله والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي به بالهاء بدل التحتية أي بعثمان ( ولا بكم قالت أم العلاء) -رضي الله عنها- ( فوالله لا أزكي أحدًا بعده قالت: ورأيت) ولأبي ذر وابن عساكر وأريت بتقديم الهمزة مضمومة على الراء المكسورة ( لعثمان) بن مظعون ( في النوم عينًا تجري فجئت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكرت ذلك) الذي رأيته ( له) عليه الصلاة والسلام ( فقال: ذاك) بالكسر ( عمله) الذي كان عمله في حياته كصدقة جارية ( يجري له) ثوابها عد موته، وكان عثمان من الأغنياء فلا يبعد أن يكون له صدقة استمرت بعد موته وقد كان له ولد صالح أيضًا وهو السائب.


والحديث سبق في باب رؤيا النساء وغيره.