فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب إذا هز سيفا في المنام

باب إِذَا هَزَّ سَيْفًا فِى الْمَنَامِ
هذا ( باب) بالتنوين يذكر فيه ( إذا) رأى الشخص أنه ( هزّ سيفًا في المنام) بماذا يعبر؟.


[ قــ :6670 ... غــ : 7041 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ، عَنْ جَدِّهِ أَبِى بُرْدَةَ، عَنْ أَبِى مُوسَى أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «رَأَيْتُ فِى رُؤْيَا أَنِّى هَزَزْتُ سَيْفًا،
فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ».

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن العلاء) أبو كريب قال: ( حدّثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة ( عن بريد بن عبد الله) بضم الموحدة مصغرًا ( ابن أبي بردة) بضم الموحدة وسكون الراء ( عن جده أبي بردة عن أبي موسى) عبد الله بن قيس الأشعري -رضي الله عنه- ( أراه) بضم الهمزة أظنه ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( رأيت في رؤيا) ولأبي ذر رؤياي بزيادة تحتية بعد الألف ( أني هززت سيفًا) هو ذو الفقار بفتح الهاء والزاي الأولى وسكون الثانية بعدها فوقية ( فانقطع صدره فإذا هو) أي تأويله ( ما أصيب من المؤمنين) بالقتل ( يوم) غزوة ( أُحد ثم هززته) مرة ( أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو) أي تأويله ( ما جاء الله به من الفتح) لمكة ( واجتماع المؤمنين) وإصلاح حالهم.

قال المهلب: هذه الرؤيا من ضرب المثل ولما كان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصول بأصحابه عبر عن السيف بهم عن هزه بأمره لهم بالحرب وعن القطع فيه بالقتل فيهم وفي الهمزة الأخرى لما عاد إلى حالته من الاستواء عبّر عنه باجتماعهم والفتح عليهم، وقد قال المعبرون: من تقلّد سيفًا فإنه ينال سلطان ولاية أو وديعة يعطاها أو زوجة ينكحها إن كان عزبًا أو ولد إن كانت زوجته حاملاً وإن جرد سيفًا وأراد قتل شخص فهو لسانه يجرّده في خصومة.

والحديث سبق في علامات النبوة بأتمّ من هذا.