فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب استقضاء الموالي واستعمالهم

باب اسْتِقْضَاءِ الْمَوَالِى وَاسْتِعْمَالِهِمْ
( باب استقضاء الموالي) أي توليتهم القضاء ( واستعمالهم) على البلاد.


[ قــ :6792 ... غــ : 7175 ]
- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِى ابْنُ جُرَيْجٍ أَنَّ نَافِعًا أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَخْبَرَهُ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِى حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ وَأَصْحَابَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِى مَسْجِدِ قُبَاءٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو سَلَمَةَ وَزَيْدٌ وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ.

وبه قال: ( حدّثنا عثمان بن صالح) السهمي المصري قال: ( حدّثنا عبد الله بن وهب) المصري ( قال: أخبرني) بالإفراد ( ابن جريج) عبد الملك ( أن نافعًا) مولى ابن عمر ( أخبره أن) مولاه ( ابن عمر) عبد الله ( -رضي الله عنهما- أخبره قال: كان سالم) هو ابن عبيد أو ابن معقل ( مولى أبي حذيفة) بن عتبة بن ربيعة القرشي.
قال البخاري في تاريخه يعرف به ومولاته امرأة من الأنصار ( يؤم المهاجرين الأولين) الذين سبقوا بالهجرة إلى المدينة ( وأصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مسجد قباء)
بالصرف ( فيهم أبو بكر) الصديق ( وعمر) بن الخطاب ( وأبو سلمة) بن عبد الأسد المخزومي زوج أم سلمة أم المؤمنين قبل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( وزيد) أي ابن حارثة قاله في الفتح.
وقال في الكواكب: هو زيد بن الخطاب العدوي من المهاجرين الأولين.
وقال في عمدة القارئ: والظاهر أنه الصواب ( وعامر بن ربيعة) العنزي بفتح المهملة والنون بعدها زاي مولى عمر -رضي الله عنهم-، وكان زيد أكثرهم قرآنًا.
وفي البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه: "خذو القرآن من أربعة من ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأُبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل".

ومن طريق ابن المبارك في كتاب الجهاد له عن حنظلة بن أبي سفيان عن ابن سابط أن عائشة -رضي الله عنها- احتبست عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "ما حبسك" قالت: سمعت قارئًا يقرأ فذكرت من حسن قراءته فأخذ رداءه وخرج فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة فقال: "الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك".
وأخرجه أحمد والحاكم في مستدركه فكان سبب تقديمه في إمامة الصلاة مع كونه من الموالي على من ذكر القراءة ومن كان رضًا في أمر الدين فهو رضًا في أمور الدنيا، فيجوز أن يولى القضاء والإمرة على الحرب وجباية الخراج لا الإمامة العظمى إذ شرطها كون الإمام قرشيًّا.

والحديث من أفراده وسبق ما فيه في إمامة الموالي من الصلاة ولم يقل هناك فيهم أبو بكر الخ.
فاستشكل لتصريحه هناك بأن ذلك كان قبل مقدمه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المدينة، وكان أبو بكر رفيقه عليه السلام فكيف ذكره فيهم.
وأجاب البيهقي باحتمال أن يكون سالم استمر على الصلاة بعد أن تحوّل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى المدينة، ونزل بدار أبي أيوب قبل بناء مسجده بها فيحتمل أن يقال كان أبو بكر يصلّي خلفه إذا جاء إلى قباء، قال في الفتح: ولا يخفى ما فيه.