فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الألد الخصم، وهو الدائم في الخصومة

باب الأَلَدِّ الْخَصِمِ وَهْوَ الدَّائِمُ فِى الْخُصُومَةِ
لُدًّا: عُوجًا.

( باب الألدّ) بفتح الهمزة واللام وتشديد الدال المهملة ( الخصم) بفتح المعجمة وكسر المهملة وفسره المؤلّف بقوله ( وهو الدائم في الخصومة) أو المراد الشديد الخصومة فإن الخصم من صيغ المبالغة فيحتمل الشدة والكثرة.
وقال تعالى: { وهو ألدّ الخصام} [البقرة: 204] أي شديد الجدال والعداوة للمسلمين والخصام المخاصمة والإضافة بمعنى في لأن أفعل يضاف إلى ما هو بعضه تقول: زيد أفضل القوم ولا يكون الشخص بعض الحدث فتقديره ألدّ في الخصومة أو الخصام جمع خصم كصعب وصعاب والتقدير وهو ألدّ الخصوم خصومة ( لدًّا: عوجًا) بضم اللام وتشديد الدال عوجًا بضم العين وسكون الواو بعدها جيم ولأبي ذر عن الكشميهني ألدّ بهمزة قبل اللام المفتوحة أعوج بهمزة مفتوحة وسكون العين يريد تفسير قوله تعالى في سورة مريم: { وتنذر به قومًا لدًّا} [مريم: 97] قال ابن كثير الحافظ: أي عوجًا عن الحق مائلون إلى الباطل.
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: لا يستقيمون.
وقال الضحاك، الألدّ: الخصم.
وقال القرطبي الألدّ: الكذاب.
وقال الحسن صمًّا.
قال في الفتح: وكأنه تفسير باللازم لأن من اعوجّ عن الحق كان كأنه لم يسمع وعن ابن عباس فجارًا وقيل جدلاء بالباطل.


[ قــ :6803 ... غــ : 7188 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِى مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الأَلَدُّ الْخَصِمُ».

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا يحيى بن سعيد) القطان ( عن ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز أنه قال: ( سمعت ابن أبي مليكة) عبد الله ( يحدّث عن عائشة -رضي الله عنها-) أنها ( قالت: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( أبغض الرجال) الكفار ( إلى الله) الكافر ( الألد الخصم) بفتح المعجمة وكسر المهملة المعائذ أو أبغض الرجال المخاصمين أعم من أن يكون كافرًا أو مسلمًا فإن كان الأول فأفعل التفضيل على حقيقته في العموم وإن كان مسلمًا فسبب البغض كثرة المخاصمة لأنها تفضي غالبًا إلى ما يذم صاحبه.

والحديث سبق في المظالم والتفسير.