فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من بايع مرتين

باب مَنْ بَايَعَ مَرَّتَيْنِ
( باب من بايع مرتين) في حالة واحدة للتأكيد.


[ قــ :6820 ... غــ : 7208 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: بَايَعْنَا النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَقَالَ لِى: «يَا سَلَمَةُ أَلاَ تُبَايِعُ»؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَايَعْتُ فِى الأَوَّلِ قَالَ: «وَفِى الثَّانِى».

وبه قال: ( حدّثنا أبو عاصم) الضحاك بن مخلد النبيل ( عن يزيد بن أبي عبيد) بضم العين مولى سلمة ( عن سلمة) بن الأكوع -رضي الله عنه- أنه ( قال: بايعنا) بسكون العين ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بيعة الرضوان ( تحت الشجرة) التي بالحديبية ( فقال) عليه الصلاة والسلام ( لي) :
( يا سلمة ألا) بالتخفيف ( تبايع؟ قلت: يا رسول الله قد بايعت في) الزمن ( الأول) بفتح الهمزة وتشديد الواو ( قال) عليه الصلاة والسلام ( وفي الثاني) أي وفي الزمن الثاني تبايع أيضًا ولأبي ذر عن الكشميهني في الأولى أي في الساعة أو الطائفة قال: وفي الثانية.
وأراد كما قال الداودي أن يؤكد بيعة سلمة لعلمه بشجاعته وعنائه في الإسلام وشهرته بالثبات فلذلك أمره بتكرير المبايعة ليكون له في ذلك فضيلة.

وتقدم في باب البيعة في الحرب من كتاب الجهاد من رواية المكي بن إبراهيم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة الحديث بأتم من هذا السياق، وفيه: بايعت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم عدلت إلى ظل شجرة فلما خف الناس قال: يا ابن الأكوع ألا تبايع؟ وقال في آخره فقلت له: يا أبا مسلم على أي شيء كنتم تبايعون يومئذٍ؟ قال: على الموت.

وهذا الحديث هو الحادي والعشرون من الثلاثيات.