فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب بيعة الأعراب

باب بَيْعَةِ الأَعْرَابِ
( باب بيعة الأعراب) على الإسلام والجهاد.


[ قــ :6821 ... غــ : 7209 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الإِسْلاَمِ فَأَصَابَهُ وَعْكٌ فَقَالَ: أَقِلْنِى بَيْعَتِى فَأَبَى ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أَقِلْنِى بَيْعَتِى فَأَبَى، فَخَرَجَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ تَنْفِى خَبَثَهَا وَيَنْصَعُ طِيبُهَا».

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن مسلمة) القعنبي ( عن مالك) الإمام ( عن محمد بن المنكدر) بن عبد الله المدني الحافظ ( عن جابر بن عبد الله) السلمي بفتحتين الأنصاري ( -رضي الله عنهما- أن أعرابيّا) لم يسم وعند الزمخشري في ربيع الأبرار أنه قيس بن أبي حازم.
قال الحافظ ابن حجر في المقدمة: وفيه نظر.
قال في الشرح: لأنه تابعي كبير مشهور صرحوا بأنه هاجر فوجد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد مات فإن كان محفوظًا فلعله آخر وافق اسمه واسم أبيه وفي الذيل لأبي موسى في الصحابة قيس بن أبي حازم المنقري ويحتمل أن يكون هو هذا ( بايع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على الإسلام فأصابه وعك) بفتح الواو وسكون العين حمى أو ألمها أو رعدتها ( فقال) يا رسول الله ( أقلني بيعتي فأبى) فامتنع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يقيله لأنه لا يعين على معصية وظاهره طلب الإقالة من نفس الإسلام، ويحتمل أن يكون من شيء من عوارضه كالهجرة وكانت إذ ذاك واجبة فمن خرج من المدينة كراهية فيها أو رغبة عنها كما فعل هذا الأعرابي فهو مذموم ( ثم جاءه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الأعرابي المرة الثانية ( فقال: أقلني بيعتي فأبى) وفي رواية الثوري عن ابن المنكدر أنه أعاد ذلك ثلاثًا ( فخرج) الأعرابي من المدينة راجعًا إلى البدو ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( المدينة كالكير) بكسر الكاف بعدها تحتية ساكنة فراء ما ينفخ الحداد فيه ( تنفي) بفتح الفوقية وسكون النون وكسر الفاء ( خبثها) بفتح المعجمة والموحدة والمثلثة رديئها الذي لا خير فيه ( وينصع) بفتح التحتية وسكون النون وفتح الصاد بعدها عين مهملتين ويظهر ( طيبها) بكسر الطاء المهملة وسكون التحتية مرفوع فاعل ينصع، ولأبي ذر عن الكشميهني: وتنصع بالفوقية بدل التحتية طيبها بكسر الطاء وتسكين التحتية منصوب على المفعولية.

والحديث يأتي في الاعتصام إن شاء الله تعالى بعون الله، وأخرجه مسلم في المناسك والترمذي في المناقب والنسائي في البيعة والسِّيَر.