فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله صلى الله عليه وسلم: «ليت كذا وكذا»

باب قَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَيْتَ كَذَا وَكَذَا"
( باب قول النبي) والذي في اليونينية قوله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ليت كذا وكذا) .


[ قــ :6842 ... غــ : 7231 ]
- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ، حَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ أَرِقَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: «لَيْتَ رَجُلاً صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِى يَحْرُسُنِى اللَّيْلَةَ»، إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ السِّلاَحِ قَالَ: «مَنْ هَذَا» قِيلَ: سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُ أَحْرُسُكَ فَنَامَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى سَمِعْنَا غَطِيطَهُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: .

     وَقَالَتْ  عَائِشَةُ: قَالَ بِلاَلٌ:
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِى هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِوَادٍ وَحَوْلِى إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
فَأَخْبَرْتُ النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا خالد بن مخلد) بفتح الميم وسكون المعجمة البجلي الكوفي القطواني بفتح القاف والطاء المهملة قال: ( حدّثنا سليمان بن بلال) أبو محمد مولى الصديق قال: ( حدّثني) بالإفراد ( يحيى بن سعيد) الأنصاري قال: ( سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة) العنزي المدني حليف بني عدي أبا محمد ولد على عهد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولأبيه صحبة مشهورة -رضي الله عنه- ( قال: قالت عائشة) -رضي الله عنها- ( أرق) بفتح الهمزة وكسر الراء سهر ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذات ليلة) ذات مقحمة ( فقال) :
( ليت رجلاً صالحًا من أصحابي يحرسني الليلة، إذ سمعنا صوت السلاح قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( من هذا؟ قيل) ولأبي الوقت وأبي ذر عن الكشميهني ثم قال ( سعد) بسكون العين ابن أبي وقاص ( يا رسول الله جئت أحرسك فنام النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى سمعنا غطيطه) بفتح الغين المعجمة وكسر الطاء المهملة الأولى صوت النائم ونفخه، وفي باب الحراسة في الغزو من الجهاد من طريق علي بن مسهر عن يحي بن سعيد كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلما قدم المدينة قال: "ليت رجلاً" الخ.
وعند مسلم من طريق الليث عن يحيى بن سعيد سهر رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مقدمه المدينة ليلة فقال: "ليت رجلاً" وظاهره أن السهر والقول معًا كانا بعد قدومه المدينة بخلاف رواية البخاري في باب الحراسة المذكورة فإن ظاهرها أن السهر كان قبل القدوم والقول بعده وهو محمول على التقديم والتأخير كما قدمته في الباب المذكور، وليس المراد بقدومه المدينة أول ما قدم إليها في الهجرة لأن عائشة إذ ذاك لم تكن عنده ولا سعد.

ومطابقة الحديث للترجمة من حيث إن ليت حرف تمنٍّ يتعلق بالمستحيل غالبًا وبالممكن قليلاً ومنه حديث الباب فإن كلاًّ من الحراسة والمبيت بالمكان الذي تمناه قد وجد.

والحديث سبق في الجهاد في باب الحراسة.

( قال أبو عبد الله) محمد بن إسماعيل البخاري ( وقالت عائشة) -رضي الله عنها- ( قال بلال) عند مرضه أول قدومهم في الهجرة ( ألا) بالتخفيف ( ليت شعري هل أبيتن ليلة * بواد وحولي إذخر) بكسر الهمزة وسكون الذال والخاء المعجمة نبت طيب الرائحة ( وجليل) .
بالجيم الثمامة وهو نبت قصير لا يطول قالت عائشة: ( فأخبرت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بقوله.

وسبق موصولاً بتمامه في مقدم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من كتاب الهجرة وموضع الدلالة منه قولها فأخبرت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.