فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم الزبير طليعة وحده

باب بَعْثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الزُّبَيْرَ طَلِيعَةً وَحْدَهُ
( باب بعث النبي) بإضافة باب لتاليه وإسكان العين وفي نسخة باب بالتنوين بعث النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بفتح عين بعث فعلاً ماضيًا والنبي رفع فاعل ( الزبير) بن العوّام حال كونه ( طليعة وحده) .
ليطلع يوم الأحزاب على أحوال العدوّ.


[ قــ :6871 ... غــ : 7261 ]
- حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَدَبَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ فَقَالَ: «لِكُلِّ نَبِىٍّ حَوَارِىٌّ، وَحَوَارِىِّ الزُّبَيْرُ».
قَالَ سُفْيَانُ: حَفِظْتُهُ مِنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ.

     وَقَالَ  لَهُ أَيُّوبُ: يَا أَبَا بَكْرٍ حَدِّثْهُمْ عَنْ جَابِرٍ فَإِنَّ الْقَوْمَ يُعْجِبُهُمْ أَنْ تُحَدِّثَهُمْ عَنْ جَابِرٍ فَقَالَ فِى ذَلِكَ الْمَجْلِسِ: سَمِعْتُ جَابِرًا فَتَابَعَ بَيْنَ أَحَادِيثَ سَمِعْتُ جِابِرًا.

قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ الثَّوْرِىَّ يَقُولُ يَوْمَ قُرَيْظَةَ: فَقَالَ كَذَا حَفِظْتُهُ كَمَا أَنَّكَ جَالِسٌ يَوْمَ الْخَنْدَقِ قَالَ سُفْيَانُ: هُوَ يَوْمٌ وَاحِدٌ وَتَبَسَّمَ سُفْيَانُ.

وبه قال: ( حدّثنا عليّ بن عبد الله) ولأبي ذر: ابن المديني قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة قال: ( حدّثنا ابن المنكدر) محمد ( قال: سمعت جابر بن عبد الله) الأنصاري -رضي الله عنهما- ( قال: ندب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الناس) أي دعاهم وطلبهم ( يوم الخندق) أن يأتوه بأخبار العدوّ ( فانتدب الزبير) أي أجاب فأسرع ( ثم ندبهم) عليه الصلاة والسلام ( فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير) بتكرار ثم مرتين وزاد في رواية أبي ذر ثلاثًا أي كرر ندب الناس فانتدب الزبير ثلاث مرات ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( لكل نبي حواري) بفتح الحاء المهملة وفتح الواو وكسر الراء وتشديد التحتية ناصر ( وحواري) ناصري ( الزبير) .
والمراد أنه كان له اختصاص بالنصرة وزيادة فيها على سائر أقرانه لا سيما في ذلك اليوم وإلاّ فكل أصحابه كانوا أنصارًا له عليه الصلاة والسلام.

( قال سفيان) بن عيينة ( حفظته) أي الحديث ( من ابن المنكدر) محمد ( وقال له) أي لابن المنكدر ( أيوب) السختياني ( يا أبا بكر) هي كنية محمد بن المنكدر ( حدّثهم) بكسر الدال ( عن جابر فإن القوم يعجبهم أن تحدّثهم عن جابر) كلمة أن مصدرية ( فقال) ابن المنكدر ( في ذلك المجلس: سمعت جابرًا فتابع) بفوقية واحدة ولأبي ذر عن الحموي والمستملي فتتابع بفوقيتين ( بين أحاديث) ولأبي ذر عن الكشميهني بين أربعة أحاديث ( سمعت جابرًا) قال علي بن المديني ( قلت لسفيان) بن عيينة ( فإن الثوري) سفيان ( يقول يوم قريظة) يعني بدل قوله يوم الخندق ( فقال) ابن عيينة: ( كذا حفظته منه) من ابن المنكدر ولفظه منه ثابتة لأبي الوقت ( كما أن جالس يوم الخندق.
قال سفيان)
بن عيينة ( هو يوم واحد) يعني يوم الخندق ويوم قريظة ( وتبسم سفيان) بن عيينة.
قال في الفتح: وهذا إنما يصح على إطلاق اليوم على الزمان الذي يقع فيه الكثير سواء قلّت أيامه أو كثرت كما يقال يوم الفتح ويراد به الأيام التي أقام فيها -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمكة لما فتحها، وكذا وقعة الخندق دامت أيامًا آخرها لما انصرفت الأحزاب، ورجع -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه إلى منازلهم فجاءه جبريل بين الظهر والعصر فأمره بالخروج إلى بني قريظة فخرجوا ثم حاصرهم أيامًا حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ.
وقال الإسماعيلي: إنما طلب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم الخندق خبر بني قريظة، ثم ذكر من طريق فليح بن سليمان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: ندب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم الخندق من يأتيه بخبر بني قريظة فمن قال يوم قريظة أي الذي أراد أن يعلم فيه خبرهم لا اليوم الذي غزاهم فيه وذلك مراد سفيان والله أعلم.

والمطابقة في قوله ندب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فانتدب الزبير وسبق في الجهاد في باب هل يبعث الطليعة وحده.