فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله، ليس برأي ولا تمثيل

باب تَعْلِيمِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُمَّتَهُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ لَيْسَ بِرَأْىٍ وَلاَ تَمْثِيلٍ
( باب تعليم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمته من الرجال والنساء مما علمه الله ليس برأي ولا تمثيل) أي ولا قياس وهو إثبات مثل حكم معلوم في معلوم آخر لاشتراكهما فى علة الحكم والرأي أعم.


[ قــ :6919 ... غــ : 7310 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِىِّ، عَنْ أَبِى صَالِحٍ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ.
فَقَالَ: «اجْتَمِعْنَ فِى يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا».
فَاجْتَمَعْنَ فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ وَلَدِهَا ثَلاَثَةً، إِلاَّ كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ».
فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اثْنَيْنِ؟ قَالَ: فَأَعَادَتْهَا مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: «وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ».

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا أبو عوانة) الوضاح اليشكري ( عن عبد الرحمن بن الأصبهاني) هو عبد الرحمن بن عبد الله الأصبهاني الأصل الكوفي ( عن أبي صالح ذكوان) الزيات ( عن أبي سعيد) الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: ( جاءت امرأة) قال الحافظ ابن حجر لم أقف على اسمها، ويحتمل أن تكون هي أسماء بنت يزيد بن السكن ( إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك) أي من اختيارك لا اختيارنا ( يومًا) من الأيام ( نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لهن:
( اجتمعن) بكسر الميم ( في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا.
فاجتمعن)
بفتح الميم ( فأتاهن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فعلمهن مما علمه الله ثم قال) لهن: ( ما منكن امرأة تقدم بين يديها) من التقديم إلى يوم القيامة ( من ولدها ثلاثة إلا كان) التقديم ( لها حجابًا من النار.
فقالت امرأة منهن)
: هي أم سليم أو أم أيمن أو أم مبشر ( يا رسول الله و) من قدم ( اثنين) ولأبي ذر عن الكشميهني أو اثنين ( قال) أبو سعيد ( فأعادتها) أي كلمة أو اثنين ( مرتين ثم قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( واثنين واثنين واثنين) ثلاثًا.

ومطابقة الحديث للترجمة في قوله: إلا كان لها حجابًا من النار لأن هذا أمر توفيقي لا يعلم إلا من قِبل الله تعالى ليس قولاً برأي ولا تمثيل قاله في الكواب.

وسبق الحديث في العلم في باب هل يجعل للنساء يومًا على حدته في العلم وفي الجنائز أيضًا.