فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قول الله تعالى: {فاقرءوا ما تيسر من القرآن}

باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: { فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} [المزمل: 20]
( باب قول الله تعالى: { فاقرؤوا ما تيسر من القرآن} [المزمل: 20] ) وللأصيلي وأبي ذر عن الكشميهني ما تيسر منه قيل المراد نفس القراءة أي فاقرؤوا فيما تصلون به بالليل ما خفّ عليكم.
قال السدي: مائة آية وقيل صلوا ما تيسر عليكم والصلاة تسمى قرآنًا.
قال الله تعالى: { وقرآن الفجر} [الإسراء: 78] أي صلاة الفجر.


[ قــ :7151 ... غــ : 7550 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِى عُرْوَةُ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِىَّ حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِى حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِى الصَّلاَةِ فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ فَلَبَبْتُهُ بِرِدَائِهِ، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِى سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قَالَ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: كَذَبْتَ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: إِنِّى سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا فَقَالَ: «أَرْسِلْهُ اقْرَأْ يَا هِشَامُ» فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِى سَمِعْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «اقْرَأْ يَا عُمَرُ» فَقَرَأْتُ الَّتِى أَقْرَأَنِى فَقَالَ: «كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ».

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير) نسبه لجده واسم أبيه عبد الله قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد الإمام ( عن عقيل) بضم العين ابن خالد ( عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري أنه قال: ( حدّثتي) بالإفراد ( عروة) بن الزبير ( أن المسور) بكسر الميم ( ابن مخرمة) بفتحها وسكون المعجمة وفتح الراء ( وعبد الرحمن بن عبد القاريّ) بتشديد الياء نسبة إلى القارة ( حدّثناه أنهما سمعا عمر بن الخطاب) -رضي الله عنه- ( يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان) لا سورة الأحزاب
( في حياة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فكدت أُساوره) بالسين المهملة آخذ برأسه ( في الصلاة فتصبرت) فتكلفت الصبر ( حتى سلم فلببته) بتشديد الموحدة الأولى وتخفف وهو الذي في اليونينية وسكون الثانية ( بردائه) جمعتها عليه عند لبته خوف أن ينفلت مني ( فقلت) له: ( من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ) ها ( قال) ولأبي الوقت قال ( أقرأنيها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت) له ( كذبت أقرأنيها) رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( على غير ما قرأت) ها ( فانطلقت به أقوده) وأجرّه بردائه ( إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت) يا رسول الله ( إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال) :
( أرسله) بهمزة قطع وبكسر السين أطلقه ثم قال عليه الصلاة والسلام ( اقرأ يا هشام) قال عمر -رضي الله عنه- ( فقرأ القراءة التي سمعته) يقرأ بها ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كذلك) وللأصيلي كذا ( أنزلت.
ثم قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اقرأ يا عمر.
فقرأت)
القراءة ( التي أقرأني) بها -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فقال: كذلك) وللأصيلي كذا ( أنزلت) ثم قال: ( إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف) أي لغات ( فاقرؤوا ما تيسر منه) .
من الأحرف المنزل بها بالنسبة إلى ما يستحضره القارئ من القراءات فالذي في آية المزمل للكمية والذي في الحديث للكيفية قال في الفتح ومناسبة الترجمة وحديثها للأبواب السابقة من جهة التفاوت في الكيفية ومن جهة جواز نسبة القراءة للقارئ.

وسبق الحديث في الفضائل والخصومات.