بطاقة كتاب : بلوغ المرام

البيان

الاسم بالكامل :

بلوغ المرام من أدلة الأحكام

اسم الشهرة :

بلوغ المرام

البيان

اسمه بالكامل :

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر الكناني العسقلاني .

عمره أو تاريخ وفاته :

(773هـ - 852هـ ، 1372م - 1448م) .

ترجمته :

احتل الحافظ ابن حجر العسقلاني مكانة مرموقة في تاريخ الفكر الإسلامي، وتعد مؤلفاته واحدة من أمهات الكتب والموسوعات العلمية التي تقوم عليها المكتبة الإسلامية، وابن حجر واحد من علماء المسلمين الموسوعيين الذين كتبوا في علوم الإسلام المختلفة، فنبغوا ووصلوا فيها إلى القمة.

نسب ابن حجر العسقلاني :
هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر الكناني العسقلاني الشافعي المصري القاهري المولد والمنشأ والدار والوفاة.
المعروف بالحافظ ابن حجر العسقلاني.

مولد ابن حجر العسقلاني :
ولد ابن حجر –رحمه الله- في الثاني والعشرين من شعبان سنة 773 هـ ، في منزل كان يقع على شاطئ النيل، بالقرب من دار النحاس والجامع الجديد، وظل ابن حجر –رحمه الله في بيته هذا حتى انتقل منه في أواخر القرن الثامن الهجري إلى القاهرة، حيث تزوج بأم أولاده فسكن بقاعة جدها منكوتمر المجاورة لمدرسته المنكوتمرية داخل باب القنطرة، بالقرب من حارة بهاء الدين، واستمر بها حتى مات .

نشأة ابن حجر العسقلاني :
نشأ ابن حجر العسقلاني –رحمه الله- في أسرة تحب العلم وتشجع عليه، وهذا قدر الله له أن يهيئ له جوًا علميًا وبيئة صالحة تأخذ بيده إلى العلم، حتى صار له شأن عظيم بين الناس، وشاء الله -تعالى- كذلك أن ينشأ ابن حجر- رحمه الله- يتيمًا أباً وأمًا، فحُرم من عطف أبيه وعلمه كما حرم من حنان أمه، إلا أنه –رحمه الله- تغلب على ظروفه وكافح في حياته حتى نال السؤدد بين الناس بالعلم والحديث.
نشأ ابن حجر –رحمه الله- مع يتمه في غاية العفة والصيانة والرياسة في كنف أحد أوصيائه زكي الدين الخروبيّ، وهو من كبار التجار في مصر، ولم يألُ الخروبي جهدًا في رعايته والعناية بتعليمه، فأدخله الكتاب بعد إكمال خمس سنين، وكان لدى ابن حجر ذكاء وسرعة حافظة بحيث إنه حفظ سورة مريم في يوم واحد .
وأكمل ابن حجر حفظه للقرآن على يد صدر الدين السَّفطي المقرئ، وهو ابن تسع سنين.
واصطحب الزكي الخروبي ابن حجر معه في الحج عند مجاورته في مكة أواخر سنة 784هـ، وفي سنة 785 هـ أكمل ابن حجر اثنتي عشرة سنة، ومن حسن حظه أن يكون متواجدًا مع وصيه الخروبي في مكة، فصلى بالناس التراويح في تلك السنة إمامًا في الحرم المكي.
ويمكن أن نستقرأ من هذه الأخبار بوادر نبوغ الحافظ ابن حجر المبكرة، والتي تتمثل في إتمامه القرآن صغيرا وإمامته للناس في الحرم المكي وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وهو سن ربما يعتري الأطفال فيه رهبة وخوفا، إلا أن نبوغ الطفل الصغير وذكائه وحسن تربيته ونشأته أهلته لأن يكون كذلك في غاية النباهة والثبات.
وبعد رجوع ابن حجر –رحمه الله- مع وصيه الخروبي من الحج سنة 786 هـ حفظ عمدة الأحكام للمقدسي وألفية العراقي في الحديث والحاوي الصغير للقزوينبي ومختصر ابن الحاجب في أصول الفقه ومنهج الأصول للبيضاوي، وتميَّز ببين أقرانه بقوة الحفظ، فكان يحفظ الصحيفة من الحاوي الصغير من مرتين الأولى تصحيحا والثانية قراءة في نفسه ثم يعرضها حفظا في الثالثة ، ويذكر السخاوي أن حفظ ابن حجر –رحمه الله- لم يكن على طريقة الأطفال في المدرسة، وإنما كان حفظه تأمُّلا على طريقة الأذكياء.
وظل ابن حجر في كنف وصيه يرعاه إلى أن مات الزكيّ الخروبي سنة 787هـ، وكان ابن حجر قد راهق، فلم تعرف له صبوة ولم تضبط له زلة.
وفي سنة 790 هـ أكمل ابن حجر –رحمه الله- السابعة عشرة من عمره، فقرأ القرآن تجويدا على الشهاب الخيوطي، وسمع صحيح البخاري على بعض المشايخ، كما سمع من علماء عصره البارزين واهتم بالأدب والتاريخ.
وفي هذه الفترة انتقل ابن حجر –رحمه الله- إلى وصاية شمس الدين بن القطان المصري فحضر دروسه في الفقه والعربية والحساب، وفي سنة 793هـ نظر في فنون الأدب، ففاق أقرانه فيها، حتى أنه لا يكاد يسمع شعرا إلا ويستحضر من أين أخذ ناظمه وطارح الأدباء.
ونظم الشعر والمدائح النبوية .
وتمثِّل سنة 793 هـ منعطفا ثقافيا في حياة ابن حجر –رحمه الله، فمن هذه الثقافة العامة الواسعة واجتهاده في الفنون التي بلغ فيها الغاية القصوى أحس بميل إلى التخصص فحبّب الله إليه علم الحديث النبوي، فأقبل عليه بكليته، ويذكر السخاوي أن ابن حجر –رحمه الله- لم يكثر في طلب الحديث إلا في سنة 796 هـ، وكتب بخط يده:
"رفع الحجاب وفتح الباب وأقبل العزم المصمم على التحصيل ووفق للهداية إلى سواء السبيل" .
فكان أن تتلمذ على خيرة علماء عصره، ويذكر السيوطي أن ابن حجر –رحمه الله- لازم شيخه الحافظ أبا الفضل العراقي عشر سنين، وبرع في الحديث وتقدم في جميع فنونه، وحكي أنه شرب ماء زمزم ليصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ، فبلغها وزاد عليها .
وهكذا فإن ابن حجر العسقلاني –رحمه الله- لم يبلغ من العمر خمسة وعشرين سنة حتى جمع من العلوم ما لم يجمعه أحد في عصره، في علوم القرآن والتفسير والفقه واللغة والأدب والتاريخ والحديث والنحو، وجمع بين علوم النقل والعقل، وأخذ عن عدد جمّ من المتخصصين في علوم المعارف كلها، ولا يتوفر ذلك إلا لشاب ذو همة عالية وعزيمة قوية ورغبة حقيقية في طلب العلم والانتفاع به، ولا نجد أبلغ تعبير عن هذه الدرجة من العلم والفقه من تلميذه السخاوي، حيث يقول واصفًا حال شيخه:
"فجدّ بهمة وافرة وفكرة سليمة باهرة، في طلب العلوم منقولها ومعقولها، حتى بلغ الغاية القصوى، وصار كلامه مقبولا عند أرباب سائر الطوائف، لا يعدون مقالته لشدة ذكائه وقوة باعه، حتى كان حقيقًا بقول القائل:
وكان من العلوم بحيث يقضي *** له في كل علم بالجميع .

رحلة ابن حجر العسقلاني في طلب العلم :
كان ابن حجر –رحمه الله- مع صغر سنه لا يألو جهدا في الرحلة إلى طلب العلم وتحصيله، مهما كلفه ذلك من بعدٍ عن أهله وأولاده وأصحابه، ومهما عانى من سفره من تعب ونصب.
وقد عبَّر عن ذلك ابن حجر نفسه بقوله:
وإذا الديار تنكرت سافرت في *** طلب المعارف هاجرا لدياري وإذا أقمت فمؤنسي كتبي، فلا *** أنفك في الحالين من أسفاري فكانت أول رحلته إلى قوص وهو في العشرين من عمره، وبالتحديد سنة 793 هـ، حيث حطت رحاله في قوص في صعيد مصر .
وفي أواخر سنة 793 هـ كانت لابن حجر –رحمه الله- رحلة إلى الإسكندرية، والتقى فيها ابن حجر بمجموعة من المحدثين والمسندين، منهم ابن الخراط، وابن شافع الأزدي، وابن الحسن التونسي، والشمس الجزري.
وقد أورد ابن حجر ما لقيه من العلماء وما سمعه منهم وما وقع له من النظم والمراسلات وغير ذلك في كتاب سماه "الدرر المضيئة من فوائد إسكندرية" .
ثم كانت له رحلة إلى بلاد اليمن، وقد طاف ابن حجر –رحمه الله- معظم بلاد اليمن طلبا للعلم وملاقاة لعلمائها، ومنهم شيخ اللغويين في زمانه الفيروزآبادي، وقرأ عليه أشياء، وأعطاه النصف الثاني من تصنيفه "القاموس المحيط"، لتعذر وجود باقيه حينئذٍ، وأذن له مع المناولة في روايته عنه.
ويذكر السخاوي أن ابن حجر –رحمه الله- كانت له رحلة ثانية إلى اليمن وذلك سنة 806هـ، بعد أن جاور بمكة، فلقي فيها كثير من العلماء، فحمل عنهم وحملوا عنه .
وكانت لابن حجر رحلة إلى الحجاز للحج والمجاورة، حيث الفرصة سانحة للاشتغال والمذاكرة على ما يصادفونه هناك من العلماء والشيوخ والمحدثين والمسندين، وكان آخر حجة حجها –رحمه الله- سنة 824هـ، وفيها نزل بالمدرسة الأفضلية، أنزله فيها قاضي مكة المحب بن ظهيرة.
والتقى ابن حجر –رحمه الله- في منى ومكة والمدينة جمعا كبيرا من العلماء والمحدثين والقضاة والأعيان، فقرأ عليهم وقرءوا عليه، وأخذوا عنه بعض تصانيفه، وأجاز لهم بالرواية عنه .
ورحل ابن حجر –رحمه الله- إلى بلاد الشام في سنة 802هـ، وحثه على الرحلة إليها شيخه محمد بن محمد بن محمد الجزري، وصحبه فيها قرينه الزين شعبان، وسمع بسرياقوس وغزة ودمشق ونابلس وبيت المقدس والخليل والصالحية، وغيرها من بلاد الشام، والتقى هناك بعدد غفير من العلماء والمسندين، وفي رحلته لبيت المقدس يقول:
إلى البيت المقدس جئت أرجو *** جنان الخلد نزلا من كريم قطعنا في مسافته عقابا *** وما بعد العقاب سوى النعيم وفد برهن الحافظ ابن حجر –رحمه الله- في رحلته إلى الشام على كفاءة نادرة تثير الدهشة، فلقد حصّل -مع قضاء أشغاله- ما بين قراءة وسماع من الكتب والمجلدات، منها:
المعجم الكبير والأوسط للطبراني، والمعرفة لابن منده، والسنن للدارقطني، وصحيح ابن خزيمة وابن حبان، والاستيعاب لابن عبد البر وفضائل الأوقات للبيهقي ومكارم الأخلاق للخرايطي والطهور لأبي عبيد، ومسند أبي يعلى.
وغير ذلك كثير .

شيوخ ابن حجر العسقلاني :
قدّر للحافظ ابن حجر –رحمه الله- أن يجتمع له من العلماء والشيوخ والحفاظ ما لم يجتمع لأقران زمانه، وأدرك من الشيوخ جماعة كل واحد رأس في فنه الذي اشتهر به، "فالتنوخى في معرفَة القراءات، والعراقي في الحَدِيث، والبلقيني فِي سعة الحفظ وكثرة الاطلاع، وابن الملقن في كثرة التصانيف، والمجد الفيروزآبادي صاحب القاموس في حفظ اللغة، والعز بن جماعة في تفننه في علوم كثيرة، بحيث كان يقول:
(أنا أقرأ في خمسة عشر علما لا يعرف علماء عصري أسماءها)" .
وقد بلغ عدد شيوخه بالسّماع وبالإجازة وبالإفادة على ما بيَّن بخطه نحو أربعمائة وخمسين نفسا، وإذا استثنينا الشيوخ الذين أجازوا عموما فقد ترجم في "المجمع المؤسس" لأكثر من ستمائة شيخ، وذكر بعضهم أن عدد شيوخه بلغ ستمائة نفس سوى من سمع منه من الأقران .

تلاميذ ابن حجر العسقلاني :
ظل ابن حجر –رحمه الله- في تفرده حتى أجمع العلماء على أنه حافظ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث، الذي انتهت إليه معرفة الرجال واستحضارهم، ومعرفة علل الحديث، وغير ذلك، وصار هو المعوّل عليه في هذا الشأن في سائر الأقطار ، فأقبل عليه طلبة العلم ينهلون من علمه ونهره، ولقد سرد السخاوي في الجواهر والدرر أسماء جماعة كبيرة ممن أخذوا العلم على يد ابن حجر –رحمه الله- دراية ورواية، وقد بلغوا ستمائة وست وعشرين اسما، وكان يذكر ما قرأه أو ما سمعه التلميذ على الحافظ ابن حجر –رحمه الله .
وأبرز ما يلاحظ على هذه الأسماء التي أوردها السخاوي وغيره، أنهم جاءوا من بقاع شتى من العالم الإسلامي، فمنهم المكي والشيرازي والهروي والغرناطي والبغدادي، فضلا عن الشاميين والمصريين.
كما يلاحظ أنهم من مختلف المذاهب الفقهية، فمنهم الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، علمًا بأنه الحافظ ابن حجر شافعيّ المذهب.
ويمكن أن نبرز أشهر من تتلمذ على يد الحافظ ابن حجر –رحمه الله- وشاع علمه في الآفاق، ومنهم:
ابن قاضي شهبة (ت 851 هـ)، صاحب طبقات الشافعية.
ابن فهد المكي (ت 871 هـ) صاحب لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ.
ابن تغري بردي (ت 874 هـ) صاحب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة والمنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي.
محمد الكافيجي الحنفي (ت 879 هـ)، صاحب المختصر في علم التاريخ، والتيسير في قواعد علم التفسير.
وأخيرا تلميذه الوفي النبيه شمس الدين السخاوي (ت 902 هـ)، صاحب الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، وكتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، والجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر .

وظائف ابن حجر :
تصدر ابن حجر –رحمه الله- للإقراء والإملاء والتدريس والخطابة والقضاء، على هذا النحو:
أولًا:
الإملاء شرع ابن حجر –رحمه الله- الإملاء في سنة 808 هـ، حيث أملى كتاب:
""الإمتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع"، من حديثه عن شيوخه، في ستة عشر مجلسا بالشيخونية.
وكان آخر مجلس أملاه سنة 850 هـ.
بدار الحديث الكاملية، وجملة ما أملاه 1150 مجلسا، وبلغت عدد مجلدات ما أملاه عشرة مجلدات، أملاه من حفظه مهذبة محررة متقنة .
ثانيًا:
التدريس اختص ابن حجر –رحمه الله- بالتدريس في أماكن متعددة كانت محلا لتداريس في علوم شرعية، منها:
اشتغل بتدريس التفسير بالمدرسة الحسينية، والقبة المنصورية، وتدريس الحديث بالشيخونية، وقبة الخانقاة البيبرسية، والمدرسة الجمالية المستجدة، ودرّس الحديث كذلك بجامع ابن طولون سنة 833 هـ، والقبة المنصورية، ومشيخة الحديث بالمدرسة الزينية سنة 851 هـ.
وتدريس الفقه بالشيخونية والمدرسة الشرفية الفخرية ، والمؤيدية سنة 822 هـ، والمدرسة الخروبية البدرية بمصر، والمدرسة الصالحية المجاورة للإمام الشافعي سنة 846 هـ .
ثالثًا:
الإفتاء والخطابة ولي ابن حجر –رحمه الله- إفتاء دار العدل سنة 811 هـ، واستمرت هذه الوظيفة معه حتى مات، فكان إلى فتاويه النهاية في الإيجاز مع حصول الغرض، ولا سيما في المسائل التي لا نقل فيها.
وكان يكتب في اليوم أكثر من ثلاثين فتيا، وكان يكتب فتاويه ويجب على الأسئلة حتى وهو على راحلته، دليل على تمكنه .
وأما الخطابة فقد تولى ابن حجر –رحمه الله- الخطابة بالجامع الأزهر سنة 819 هـ، عوضا عن خطيبه تاج الدين بن رزين، ثم تولى الخطابة بجامع عمرو بن العاص سنة 838هـ، وخطب بجامع القلعة بالسلطان، وخطب بـ الجامع الأموي بدمشق.
وكان لخطبه وقع في القلوب وتأثير بعيد المدى،جعل السخاوي يقول:
"وأما خطبه فكان لها صدعا في القلوب، وتزداد وهو على المنبر في المهابة والنور.. ما لا أستطيع وصفه بحيث كنت إذا نظرت إليه وهو على المنبر يغلبني البكاء" .
رابعًا:
القضاء عرض على ابن حجر –رحمه الله- القضاء قبل انقضاء القرن، أي وله من العمر سبع وعشرون سنة، إلا أنه امتنع؛ لأنه حينئذ كان لا يؤثر على الاشتغال بالحديث شيئًا.
وقد فوّض إليه الملك المؤيد القضاء بالشام مرارا فأبى وأصر على الامتناع .
بيد أن موقفه –رحمه الله- تغير نتيجة لإسناد بعض المهام المتعلقة بالقضاء إليه، وأيًا ما كان الأمر فقد تولى الحافظ ابن حجر –رحمه الله- القضاء نيابة، وثم ما لبث أن تولاه استقلالا في السابع والعشرين من المحرم سنة 827هـ ، وذلك بتفويض من الملك الأشرف برسباي .
فباشر ذلك الحافظ ابن حجر –رحمه الله- بنزاهة وعفة وتواضع زائد، واستجلاب لخاطر الصغير قبل الكبير، وتصميم في الأمور، وإحسان للفقراء والطلبة، لكن كان بنكدٍ وعنادٍ وتعب وكثرة مُعارض وقلة إنصاف.
إلا أنه أحس بالندم بعد توليه القضاء؛ لأن أرباب الدولة لا يفرقون بين أولي الفضل وغيرهم، ويبالغون في اللوم حيث ردت إشاراتهم .. واحتياج القاصي إلى مداراة الكبير والصغير، بحيث لا يمكن مع ذلك القيام بكل ما يرومه على وجه العدل .
ولم تدم مدة ولايته الأولى هذه في القضاء، فقد صرف نفسه في ذي القعدة 827هـ، ويعلق ابن فهد المكي على ذلك فيقول:
" ولو استمر على ذلك لكان خيرا له في دينه ودنياه" .
وعلى كلٍ فإن ابن حجر –رحمه الله- ظل يولّى ثم يُصرف في منصب قاضي القضاة، حتى صرف نفسه في السنة التي مات فيها، وذلك في يوم الاثنين الثامن من ربيع الآخرة سنة 852هـ .
تبيَّن لنا أنا الحافظ ابن حجر –رحمه الله- كان يقوم بدور إصلاحيّ كبير في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإصلاح ما أفسد في الحياة الاجتماعية والسياسية والعامة، كل ذلك يحمله شعور بالمسئولية عظيم، حتى أنه إذا رأى مع شخص وظيفة لا يستحقها اجتهد في استنزاله عنها، ويباشرها قليلا ثم يرغب عنها لمن يستحقها ممن يكون فقيرا .

جهود ابن حجر العلمية ومصنفاته :
بدأ الحافظ ابن حجر –رحمه الله- في التصنيف في السنة التي جدّ فيها في طلب الحديث النبوي وفنونه، أي في سنة 796 هـ، وظل يصنّف حتى قبيل وفاته –رحمه الله.
قال السخاويّ:
"انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر"، أما تصانيفه فكثيرة جليلة، منها:
فتح الباري شرح صحيح البخاري - وتهذيب التهذيب - وتقريب التهذيب - ولسان الميزان - الإصابة في تمييز الصحابة - وإتحاف المهرة بأطراف العشرة - والنكت على مقدمة بن الصلاح - وأمالي الأذكار المسمى:
نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار- وتغليق التعليق - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس - الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف- المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية- نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر- شرح نخبة الفكر:
نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر - الإيثار بمعرفة رواة الآثار - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه - نزهة الألباب في الألقاب - إنباء الغمر بأنباء العمر - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة.
رفع الإصر عن قضاة مصر - بلوغ المرام من أدلة الأحكام - المجمع المؤسس بالمعجم المفهرس، وغيرها كثير .

أخلاق ابن حجر العسقلاني :
تمتع ابن حجر العسقلاني –رحمه الله- بجملة من الصفات والأخلاق كانت مثالًا ونموذجا للعالم العامل، فكان محلّ قدوة لتلاميذه ومريديه، وقد وصفه ابن تغري بردي في المنهل الصافي،فقال:
"وكان ذا شيبة نيرة ووقار وأبهة، ومهابة، هذا مع ما احتوى عليه من العقل والحكمة والسكون والسياسة والدربة بالأحكام ومداراة الناس، قبل أن يخاطب الشخص بما يكره، بل كان يحسن لمن يسيء إِلَيْهِ ويتجاوز عمن قدر عليه" .
وقد أفرد له السخاوي بابًا كاملا ذكر فيه أخلاق شيخه، ونذكر منها:
1- الورع عند ابن حجر فقد روي أن عياله أحضروا له شيئا فأكله واستطابه، وقبل تمام أكله، ألقى الله تعالى في خاطره السؤال عنه، فذكروا له جهة لا يحب الأكل منها، فاستدعى بتشط، وقال:
أفعل كما فعل أبو بكر الصديق –رضي الله عنه، ثم استقاء ما في بطنه .
ولا شك أن الورع خير ما يتخلق به العلماء.
2- الحلم في حياة ابن حجر فقد روي أن بعض الشعراء هجاه وبالغ في هجاه، فما احتمل محبيه وتلامذته ذلك، فأحضروا الشاعر وأرادوا أن ينالوه منه، وبلغ ابن حجر –رحمه الله- ذلك، فتغيظ عليهم، وأمر بصرفه مكرما، بل أنعم عليه بشيء من الدنيا .
3- تواضع ابن حجر مع معرفته لقدر نفسه فقد سئل –رحمه الله:
هل رأيت مثل نفسك؟، فقال:
قال الله تعالى:
{فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم:
32].
وسأله بعض أصحابه:
أنت أحفظ أم الذهبي؟، فسكت –رحمه الله- تواضعا.
وكان رحمه الله- لا يتكثَّر بعلومه ولا يتبجح بها، ولا يفتخر، ولا يباهي بمعارفه، بل كان يستحي من مدحه ويطرق، ولقد قال له بعض تلاميذه مرة:
يا سيدي، إن لك بفتح الباري المنة على البخاري، فقال له:
قصمت ظهري .
4- أدب ابن حجر مع العلماء وأما كثرة أدبه مع العلماء المتقدمين منهم والمتأخرين، فمشهور بحيث كان إذا تعقّب النووي –رحمه الله- بشيء، يقول:
وعجبت للشيخ مع سعة علمه كيف قال كذا، أو ما أشبه ذلك من العبارات .
5- عبادة ابن حجر فقد كان الحافظ ابن حجر –رحمه الله- ملازما للتهجد وقيام الليل في مقامه وسفره، ولم يترك قيام الليل حتى مرضه الذي مات فيه، فكان يتّكأ على ولده.
وأما صومه، فكان –رحمه الله- يصوم يوما ويفطر يوما، محافظا على أوقات الفضائل في الصيام.
وأما قراءته للقرآن فكان –رحمه الله- مكثرا من قراءة القرآن لا سيما في حال ركوبه، وعقب صلاة الفجر بتدبر وتأن وسكون، إذا مرّ بآية رحمة سأل، أو عذاب تعوّذ.
وأما عيادته للمرضى وشهود الجنائز، فكان حريصا على ذلك، لا سيما من يلوذ به، ومن لم يتيسر له عيادته منهم، تفقده بشيء من الدنيا.
وأما اتباعه –رحمه الله- للسنة فهو شيء لا يُسأل عنه؛ لأنها عنه تؤخذ ومنه تُعرف، ويحرص بلسانه وقلمه على جذب الناس إليها، وتحذيرهم من مخالفتها، حتى كان يتأثر من تأخير الفطر وتقديم السحور .
ولعل ما ذكرناه من جملة عبادته –رحمه الله- ما دفع ابن تغري بردي أن يقول فيه:
"وبالجملة فإنه أحد من أدركنا من الأفراد" .
6- الموضوعية والإنصاف في البحث على الرغم من أن علوم ابن حجر –رحمه الله- كانت سلفية، وغالب قضايا وتصرفات مجتمعه كانت كذلك، فإنه قد انسلخ بفكره من بيئته وصار سباقا لعصره في التحرر، والتحرز عن التعصب والانقياد للإجماع الخاطئ، الذي كثيرا ما أهلك العلماء، فكان الحافظ ابن حجر –رحمه الله- ميالا للحق بل والمعاداة فيه، منصفا في البحث ولو على نفسه، لا يستنكف من سماع الفائدة ولو من صغار الناس أو آحاد الطلبة، بل يستحسنها ويأمر الحاضرين بسماعها.

وفاة ابن حجر العسقلاني رحمه الله :
بدأ المرض بالحافظ ابن حجر –رحمه الله- في ذي القعدة سنة 852هـ، ومع مرضه –رحمه الله- إلا أنه كان يواصل أعماله ويحضر مجالس الإملاء، يعلِّم الناس أحكام دينهم وأمور دنياهم، وفي يوم الثلاثاء الخامس عشر من ذي القعدة حضر مجلس الإملاء وقد زاد عليه الإرهاق والتعب، فتغيّر مزاجه وضعفت حركته، إلا أنه –رحمه الله- ما ترك صلاة جمعة ولا جماعة، ولكن مع مرور الأيام اشتد مرضه حتى ما استطاع أن يؤدي صلاة عيد الأضحى، إلا أنه صلى الجمعة التي تليه، ثم توجه إلى زوجته الحلبية، فاستعطف خاطرها في انقطاعها عنها، واسترضاها.
وكان –رحمه الله- قد استشعر بالوفاة، فكان يقول:
"اللهم حرمتني عافيتك، فلا تحرمني عفوك".
وقد تردد الأطباء عليه، وهرع الناس والقضاة والعلماء والصالحون أفواجا أفواجا لعيادته، واستغاثوا مبتهلين إلى الله تعالى في طلب عافيته.
وقد طال مرضه –رحمه الله- شهرا، إلى أن كانت ليلة السبت الثامن عشر من ذي الحجة سنة 852 هـ، وبعد العشاء بساعة جلس حوله بعض أصحابه يقرءون (يس) مرة، ثم أعيدت إلى قوله تعالى:
{سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس:
58]، حتى فارقت الروح إلى بارئها.
وترك وصيته التي نقل السّخاوي نصها، عن سبطه يوسف بن شاهين، ومما ورد فيها أنه أوصى لطلبة الحديث النبوي والمواظبين على حضور مجالس الإملاء بجزء من تركته .
وكانت هذه ساعة عظيمة وأمرا مهولا، ودفن من الغد وصلى عليه بمصلاة بكتمر المؤمني بالرميلة، ومشى أعيان الناس من بيته داخل باب القنطرة إلى القرافة حيث دفن، وحضر السلطان الملك الظاهر جقمق الصلاة عليه، ومشى الخليفة المستكفي بالله أبو الربيع سليمان، والقضاة، والعلماء، والأمراء، والأعيان بل غالب الناس في جنازته حَتَّى قيل أنه قُدّر من مشى في الجنازة بأكثر من خمسين ألفًا.
وكان لموته يوم عظيم على المسلمين، حتى على أهل الذمة.
وقيل صلى عليه الخليفة العباسي، وقيل صلى عليه قاضي القضاة علم الدين البلقيني.
وأقيمت صلاة الغائب عليه في جميع أنحاء العالم الإسلامي، في مكة وبيت المقدس وحلب والخليل، وغيرها من بلاد المسلمين .
فرحم الله الحافظ شيخ الإسلام أبا الفضل شهاب الدين ابن حجر العسقلاني، وجزاه الله خيرا على ما قدم للإسلام والمسلمين .

[بلوغ المرام]

قد اشتَملَ كتابُ "بلوغ المرام من أدلة الأحكام"؛ للإمام الحافظ أبي الفضل أحمد بن عليِّ بن محمد الكناني الشافعي، المعروف بابن حجرٍ العسقلاني، المتوفَّى سنة (852 هـ) على أصولِ الأدلَّة الحديثيَّة للأحكام الشرعيَّة؛ فقد حرَّرَه ابنُ حجرٍ- رحمه الله- تحريرًا بالغًا؛ ليكون بدايةً للطريق للطالب المبتدئ، واستزادةً لِمَن وصَل في هذا العِلم إلى أعْلى الدرجات.
ويتَّضح ذلك ممَّا قاله ابنُ حجرٍ نفسُه في مقدمة كتابه، حيث قال:
"أمَّا بعدُ، فهذا مختصَرٌ يشتمِل على أصولِ الأدلَّة الحديثيَّة للأحكام، حرَّرتُه تحريرًا بالغًا؛ ليصيرَ مَن يحفَظُه مِن بيْن أقرانه نابِغًا، ويَستعين به الطالِبُ المبتدِي، ولا يَستغني عنه الراغبُ المنتهي".
ومن هنا جاءتْ أهميَّة الكتاب، فهو يُعَدُّ مِن أهم كتب الأحكام، بل يصل إلى درجةِ النفائس.
وقد اتَّبَع ابن حجرٍ- رحمه الله- في ترتيبه لكتابه طريقةَ الفُقَهاء في ترتيبهم لكُتُب الفِقه؛ حيث بدأ كتابَه كعادة المتقدِّمين بالطهارة، ثم الصلاة، ثم الجنائز، ثم الزكاة، ثم الصيام، ثم الحج، ثم البيوع، ثم النكاح، ثم الجنايات، ثم الحدود، ثم الجهاد، ثم الأطعمة، وجعَل آخِرَه بابًا جامعًا سمَّاه:
الجامِع في الآداب، حيث ضمَّنه نُخبةً طيِّبة مِنَ الأحاديث في الأخلاق والسلوك، والذِّكر والدعاء.
وقد اهتَمَّ ابنُ حجرٍ بتوضيح درجةِ الحديث من حيثُ الصحةُ والضعْف، وكثيرًا ما كان يُصدِّر الباب الذي يتناوَله بما في الصحيحين أو أحدهما، وإذا كان للحديثِ مُتابعاتٌ أو شواهِدُ أشارَ إليها.
وقدِ اشتَملَ الكتاب على "1596" حديثًا، وهو عددٌ كبير أعْطَى الكتاب ثقلاً من حيثُ الأهميَّة، وربَّما كان السببُ في زيادة عددِ الأحاديث في هذا الكتاب هو أنَّ ابن حجرٍ كان يُورِد كلَّ ما في الباب الذي يَتناوَله من أحاديثَ، مع بيانِ الضعيف، وهذا على عكسِ كتاب "الإلمام"؛ لابن دقيق، حيث اشترَط مؤلِّفه ألاَّ يورد إلا ما صَحَّ.
وكان الشيخ العلامة الألباني يمدَح الكتاب ويُوصِي به الطلَبَة، ويقول - رحمه الله -:
"مِن أحسن الكُتب المصنَّفة في أدلَّة الأحكام كتابُ الحافظ ابن حجرٍ "بلوغ المرام"، وقد أشار مؤلِّفه إلى الأحاديث صِحَّةً وضعفًا...
".
ونظَرًا لأهميَّة الكتاب الكبيرة، فقد اهتَمَّ به العلماءُ مِن قديم الزمان بالحفظ والشَّرْح، وقد طُبِع عدَّة طبعات.

أمَّا شُروح العلماء له، فكثيرةٌ، ومنها:
1- البدر التمام في شرح بلوغ المرام؛ للشيخ القاضي الحسين بن محمَّد المغربي المتوفَّى سنة (1119هـ)، قامتْ بنشْر قسمٍ منه مكتبةُ العبيكان في الرياض، عام 1414 هـ، وجاء هذا القِسْم في مجلدين يحتويان على الجزء مِن أوَّل الكتاب إلى باب صِفة الصلاة، بتحقيق الشيخ:
على بن عبدالله الزبت.
2- سُبل السلام في شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام؛ للشيخ محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، المتوفَّى عام 1182 هـ، وقد اختَصرَه مِن شرح العلاَّمة شرف الدين الحسين بن محمد المغربي سابق الذِّكْر، وقد طُبِع عدَّة مرَّات، منها:
أ- طبعة المطبعة المنيرية في مصر.
ب- طبعة المطبع الفاروقي الواقِع في دهلي بالهند سنة 1311 هـ في مجلَّد كبير.
جـ- طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية الشريعة، في أربعة مجلَّدات، دون تاريخ.
د- طبعة دار الكُتب العربية سنة 1405هـ، في أربعة مجلَّدات باعتناء الشيخَيْن فواز أحمد زمرلي، وإبراهيم محمد الجمل.
هـ- طبعة دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، بتعليق وتحقيق وتخريج الشيخ:
محمد صبحي حلاق، في ثمانية مجلدات، وأثبَتَ المحقِّق على طرَّة الكتاب اسم الشرح "سبل السلام الموصلة إلى بلوغ المرام"، بِناءً على ما أثبت على إحْدى النُّسختين المخطوطتين اللَّتَيْن اعتَمَد عليهما في التحقيق.
و- "مسك الختام"؛ للشيخ صديق بن حسن خان البخاري القنوجي، المتوفَّى سنة (1307) باللُّغة الفارسيَّة، وهو - مِن وجهة نظرِه - من أحسنِ الكُتب التي ألَّفها، حيث ذكَر ذلك في كتابه "إتحاف النبلاء المتَّقين بإحياء مَآثِر الفقهاء والمحدِّثين"، وهو باللغة الفارسيَّة أيضًا.
ز- فتْح العلام لشرح بلوغ المرام؛ لأبي الخير نور الحسن بن صديق بن حسان خان، المتوفَّى سنة 1336 هـ، ومعظمه مِن "سبل السلام" مع زياداتٍ من غيره، ولا سيَّما في المجلد الثاني، وقد طُبِع في المطبعة الأميرية في بولاق بمصر الطبعة الأولى سنة 1302 هـ، ثم صوَّرته دارُ صادر في بيروت بعد ذلك بدون تاريخ.
5- مُختصر الكلام على بلوغ المرام؛ للشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك، المتوفَّى سنة 1376 هـ، وقد نشرَتْه المكتبة الأهليَّة في الرياض ضمنَ المجموعة الجليلة، وهي عبارةٌ عن ثلاثة كتب للمؤلِّف المذكور، وهذا الشَّرْح أوَّلها، ثم طُبِعتْ هذه المجموعة بعدَ ذلك عِدَّة مرَّات.
6- فقه الإسلام شرح بلوغ المرام؛ للشيخ عبدالقادر شيبة الحمد، وقد طُبِع في مطابع الرشيد بالمدينة المنورة في عشرة أجزاء، دون تاريخ.
7- نيل المرام شرح بلوغ المرام من أدلَّة الأحكام، تأليف الشيخ محمد بن ياسين بن عبدالله مِن علماء الموصل، وقد طُبِع في مطبعة الزهراء الحديثة في الموصل سنة (1983 م)، في خمسة أجزاء، كما نشرتْه مكتبة بسَّام في الموصل سنة (1405 هـ)، وكذلك المكتبة التجارية في مكة المكرمة سنة (1412 هـ).
8- توضيح الأحكام من بلوغ المرام؛ للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسَّام، وقد قامتْ بنشره مكتبةُ دار القبلة للثقافة الإسلاميَّة بجدة، الطبعة الأولى سنة (1413هـ)، في ستَّة مجلدات، ثم قام المؤلِّف بطبعه مرَّة ثانية سَنَة 1414 هـ، طبعة مصحَّحة محقَّقة، أضافَ فيها زياداتٍ مهمَّة، أشارَ إليها في المقدمة.
9- إتحاف الكِرام تعليق على بلوغ المرام؛ للشيخ صفي الرحمن المباركفوري، وقد طُبِع في المطبعة السلفيَّة في بنارس بالهند، الطبعة الأولى سنة 1403 هـ، في مجلَّدٍ واحدٍ، كما نشرَتْه دار السلام في الرياض سنة 1412 هـ.
10- حاشية الدهلوي على بلوغ المرام؛ للشيخ أحمد بن حسن الدهلوي، المتوفَّى سنة 1338 م، وقد طُبعتْ سنة 1335هـ على الحجر في الهند، ثم قامَ المكتب الإسلامي بطبعها ثانيةً سنة 1394 هـ في مجلد.
11- فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام؛ لفضيلة الشيخ محمد بن صالِح العثيمين، وقد اعتنى به وخرَّج أحاديثه وفهرسَه الشيخ أحمد وسامي ابنا محمَّد بن حسن الخليل، حيث نشرتْه دار المسلم للنشر والتوزيع في الرياض، الطبعة الأولى سنة 1416 هـ، وقد صدَر منه الجزء الأول، وهو شرْحٌ لمقدمة المؤلف بالإضافةِ إلى الكتاب الأول فقط المسمَّى "كتاب الطهارة".
12- فتْح الوهاب شرْح على بلوغ المرام؛ للشيخ محمد أحمد الداه الشنقيطي، وقد نشرَتْه دار الفكر في بيروت سنة 1404 هـ.
13- شرَحه الشيخ إبراهيم بن أبي القاسم بن إبراهيم جعمان الذؤالي، المتوفَّى سنة 897 هـ.
14- وكذلك شرَحه سبطُه الحافظ جمال الدين يوسف بن شاهين، المتوفَّى سنة 899 هـ، وسمَّاه:
"منحة الكرام بشرح بلوغ المرام".
15- شرح الشيخ عبدالرحمن بن محمد الحميمي اليمني المتوفَّى سنة 1068 هـ.
16- تنبيه الكِرام على أحاديثَ في بلوغ المرام؛ تأليف الشيخ عبدالله بن صالح العبيلان، وهي رسالةٌ في "32" صفحة، فيها بعضُ الملحوظات والتنبيهات المهمَّة.
17- وحي الكلام مِن بلوغ المرام؛ للشيخ شاكر بن محمود، طُبع في المطبعة العمارية سنة 1348 هـ في "92" صفحة.
[التعريف بالكتاب ، نقلاً عن موقع :
الألوكة]