بطاقة كتاب : صحيح ابن حبان

البيان

الاسم بالكامل :

صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان

اسم الشهرة :

صحيح ابن حبان

البيان

اسمه بالكامل :

أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هديَّة بن مرة بن سعد بن يزيد التميمي الدارمي البستي .

عمره أو تاريخ وفاته :

( 000 - 354 هـ ، 000 - 965م) .

ترجمته :

اسمه :
هو الإمام العلاّمة الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هديَّة بن مرة بن سعد بن يزيد التميمي الدارمي البستي ، يعرف بابن حبان ( (انظر ترجمته في :
الأنساب 1/248 ، ومعجم البلدان 2/328 ، والكامل 8/566 ، واللباب 1/105 ، وسير أعلام النبلاء 16/92 ، وتذكرة الحفاظ 3/920 ، وتاريخ الإسلام وفيات 354 ، والعبر 2/94 ، والوافي بالوفيات 2/317 ، والبداية والنهاية 11/248 ، وشذرات الذهب 3/16 ، وهدية العارفين 6/44) .

كنيته :
كني رحمه الله بـ (( أبي حاتم )) .

نسبته :
البستي نسبة إلى بُسْت بالضم مدينة كبيرة بين سجستان وغزنين وهراة ، وهي من البلاد الحارة المِزاج وهي كبيرة ويقال لناحيتها اليوم كَرْم سير معناه النواحي الحارة المزاج وهي كثيرة الأنهار والبساتين إلا أن الخراب فيها ظاهر ، خرج من هذه المدينة كبار العلماء أمثال :
أبو سليمان الخطابي صاحب كتاب " معالم السنن " ، وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أبو محمد القاضي ، وأبو الفتح البستي الشاعر الكاتب صاحب التجنيس ، وغيرهم (انظر :
معجم البلدان 2/328 ) .

سيرته العلمية :
لم تذكر لنا المصادر التي بين أيدينا بداية هذا الإمام في طلب العلم ، وكيف كانت ، ولكن الذي يبدو أنه طلب العلم بنفسه فطاف البلاد ورحل إلى الآفاق طلباً للعلم والعلماء ، فشدَّ الرحال إلى البصرة ومصر والموصل ونسا وجرجان وبغداد ودمشق ونيسابور وعسقلان ، وبيت المقدس وطبرية وهراة ، وغيرها من المدن ، وقد بلغ مجموع شيوخه قرابة ألفي شيخ ، كما صرح في مقدمة كتابه " التقاسيم والأنواع " فقال :
(( لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ من إسبيجاب إلى الإسكندرية )) ( التقاسيم والأنواع 1/152) .
وقد علق الذهبي على ذلك فقال :
(( كذا فلتكن الهمم )) (سير أعلام النبلاء 16/94 ) .
أبدع رحمه الله في شتى العلوم فإلى جانب تبحره في علم الحديث ، كانت له معرفة واسعة في علم الفقه ، مع القدرة الفائقة على استنباط المسائل والأحكام من النصوص ، وأبدع أيضاً في علم العربية وعلم الطب والنجوم وغيرها ، ويظهر ذلك واضحاً من خلال الثروة العلمية الهائلة من المصنفات التي خلفها لنا .
قال فيه أبو سعد الإدريسي :
(( كان على قضاء سمرقند زماناً ، وكان من فقهاء الدين ، وحفاظ الآثار عالماً بالطب وبالنجوم وفنون العلم )) (انظر :
سير أعلام النبلاء 16/94 ) .
وقال الحاكم :
(( كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ ، ومن عقلاء الرجال )).
وقال أبو بكر الخطيب :
(( كان ابن حبان ثقة نبيلاً فهماً )) .
وقال ياقوت الحموي :
(( أخرج من علوم الحديث ما عجَزَ عنه غيره ، ومن تأمل تصانيفه تأمُّل منصف علم أنّ الرجل كان بحراً في العلوم )) (معجم البلدان 2/329 ) .
وقد تتلمذ في الفقه على يد شيخه إمام الأئمة ، وأخذ عنه طريقته في استنباط الأحكام والمسائل الفقهية ، ويظهر ذلك جلياً في كتابه " التقاسيم والأنواع " الذي يبيّن مدى تمسك ابن حبان بمنهج شيخه في الاستنباط ، وتقليده الكامل له ، لكن مع تصرفه الخاص الذي يمليه عليه عقله وأسلوبه ، رحم الله ابن حبان وشيخه ورحمنا جميعاً .

شيوخه :
سبق أن بيَّنّت أنّ ابن حبان رحمه الله روى عن ألفي شيخ كما صرح بذلك في كتابه ، إلاّ أنني لا يمكنني استقصاؤهم في هذا المختصر ، وسأكتفي بذكر أهم من روى عنهم ، فمنهم :
1- أحمد بن الحسن بن عبد الجبار بن راشد البغدادي الصوفي الكبير ، ( أبو محمد ) وثقه الخطيب وغيره وكان صاحب حديث وإتقان ( ت 306ه ) (انظر :
تاريخ بغداد 5/132 ، وسير أعلام النبلاء 14/152 ) .
2- أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي ( أبو يعلى الموصلي ) محدث الموصل وصاحب المسند والمعجم ( ت 307ه ) (انظر :
سير أعلام النبلاء 14/174 ، وتذكرة الحفاظ 2/707 ) .
3- الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز ، أبو العباس الشيباني الخراساني النسوي ، صاحب المسند ( ت 303ه ) وقد حضر دفنه ابن حبان ( انظر :
سير أعلام النبلاء 14/157 ، وتذكرة الحفاظ 2/703 ) .
4- الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود ، أبو عروبة السلمي الحراني الجزري ، مفتي أهل حَرّان ومصنف كتاب " الطبقات " و" تاريخ الجزيرة " ( ت 318ه ) ( انظر :
سير أعلام النبلاء 14/510 ، وشذرات الذهب 2/279).
5- ابن خزيمة إمام الأئمة وشيخ خراسان .
6- السَرّاج :
هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران ، أبو العباس السراج الثقفي مولاهم الخراساني النيسابوري ، صاحب " المسند الكبير " ( ت 313ه ) ( انظر :
سير أعلام النبلاء 14/388 ، والوافي بالوفيات 2/187 ) .
.
7- عبد الله بن محمد بن سلم ، أبو محمد المقدسي الفريابي الأصل ، وصفه ابن المقرئ بالصلاح والدين ، توفي سنة اثني عشر وثلاث مئة ( انظر :
الأنساب 3/452 ، وسير أعلام النبلاء 14/306 ) .
8- عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان بن شيرويه بن أسد ، أبو محمد القرشي المطلبي النيسابوري ، صاحب التصانيف ( ت 305ه ) ( انظر :
سير أعلام النبلاء 14/166 ، وشذرات الذهب 2/246 ) .
9- عمران بن موسى بن مجاشع ، أبو إسحاق الجرجاني السختياني ، مصنف " المسند " ( ت 305ه ) ( انظر :
سير أعلام النبلاء 14/136 ، وتذكرة الحفاظ 2/762 ).
10- عمر بن سعيد بن أحمد بن سعد بن سنان ، أبو بكر الطائي المنبجي ، قال الذهبي:
(( لم أظفر له بوفاة )) ( انظر :
تاريخ دمشق 48/38 ، وسير أعلام النبلاء 14/290 ) .
.
11- عمر بن محمد بن بُجير ، أبو حفص الهمداني البُجَيري السمرقندي محدث ما وراء النهر ومصنف " المسند " و" التفسير " وغيرها ( ت 311ه ) ( انظر :
تاريخ دمشق 48/213 ، وتذكرة الحفاظ 2/719 ) .
12- الفضل بن الحُبَاب ، أبو خليفة الجمحي البصري الأعمى ، لقي الأعلام وكتب علماً جمّاً ، وكان ثقة صادقاً مأموناً أديباً فصيحاً مفوَّهاً ، رُحِل إليه من الآفاق ، ( ت 305ه ) ( انظر :
تاريخ دمشق 48/213 ، وتذكرة الحفاظ 2/719 ).
.
13- محمد بن الحسن بن قتيبة ، أبو العباس اللخمي العسقلاني ، كان مسند أهل فلسطين ، ذا معرفة وصدق ( ت 310ه ) (انظر :
سير أعلام النبلاء 14/292 ، وتذكرة الحفاظ 2/764 ) .
14- النسائي :
هو أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي صاحب " السنن " كان من بحور العلم ( ت 303ه ) ( انظر :
تهذيب الكمال 1/43 ( 45 ) ، وسير أعلام النبلاء 14/125 ) .

تلامذته :
1- الحاكم :
هو محمد بن حمدوُيه بن نعيم بن الحكم ، أبو عبد الله بن البَيِّع الضبي الطهماني النيسابوري الشافعي ، صاحب التصانيف ( ت 405ه ) ( انظر :
سير أعلام النبلاء 17/162 ، وتذكرة الحفاظ 3/1039 ) .
2- الدارقطني :
هو أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني ، من بحور العلم ، وأئمة الدنيا في الحفظ والفهم والورع ، صاحب " السنن " و" العلل " وغيرها ( ت 385ه ) ( انظر :
سير أعلام النبلاء 16/449 ، وتذكرة الحفاظ 3/991 ) .
3- ابن منده :
هو أبو عبد الله محمد بن المحدث أبي يعقوب إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني ، صاحب كتاب " معرفة الصحابة " و" التوحيد " وغيرها ( ت 395ه ) ( انظر :
سير أعلام النبلاء 17/28 ، وتذكرة الحفاظ 3/1031 ) .
وغير ذلك من العلماء ممّا حوته كتب التراجم والأعلام .

آثاره العلمية :
يعد ابن حبان رحمه الله أحمد العلماء البارزين المكثرين في التصنيف ، إذ له عدد كبير من المصنفات ، يغلب عليها التصنيف في الحديث والجرح والتعديل ، وقد أبدع فيها ، شهد بذلك ياقوت الحموي كما مر إذ قال :
(( أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره )) ( معجم البلدان 2/329) .
وقد استقصى هذه المصنفات عدد من الباحثين المعاصرين ( منهم :
الشيخ شعيب الأرناؤوط في مقدمة كتاب " الإحسان " 1/29 – 33 ) ، وفصلوا القول فيها ، فبينوا مطبوعها من مخطوطها من مفقودها ، وسأكتفي هنا بذكر بعض تلك ، فمنها :
1- أسامي من يعرف بالكنى ، ثلاثة أجزاء ( معجم البلدان 2/330 ) .
2- أنواع العلوم وأوصافها ، ثلاثة مجلدات ( سير أعلام النبلاء 16/95 ) .
3- التقاسيم والأنواع ، وقد طبع ترتيبه باسم الاحسان .
4- الثقات ، وهو كتاب مطبوع متداول .
5- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ، وهو مطبوع .
6- علل أوهام أصحاب التواريخ ، عشرة أجزاء ( معجم البلدان 2/330 ) .
7- علل حديث مالك ، عشرة أجزاء ( سير أعلام النبلاء 16/95 ) .
8- علل مناقب الزهري ، عشرون جزءاً ( سير أعلام النبلاء 16/95 ) .
9- غرائب الأخبار ، عشرون جزءاً ( معجم البلدان 2/330 ) .
10- الفصل والوصل ، عشرة أجزاء ( معجم البلدان 2/330 ) .
11- ما انفرد به أهل مكة من السنن ، عشرة أجزاء ( سير أعلام النبلاء 16/95 ) .
12- ما انفرد فيه أهل المدينة من السنن ، عشرة أجزاء ( معجم البلدان 2/330 ) .
13- ما خالف فيه الثوري شعبة ، ثلاثة أجزاء ( معجم البلدان 2/330 ).
14- المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين ، وهو مطبوع متداول بين أهل العلم .
15- مشاهير علماء الأمصار ، وهو كتاب مطبوع .
16- المعجم على المدن ، عشرة أجزاء ( سير أعلام النبلاء 16/95 ).
17- الهداية إلى علم السنن ، مجلد ( سير أعلام النبلاء 16/95 ) .
وغير ذلك من المصنفات ممّا ورد في كتب التراجم والأعلام .

4- وفاته :
أجمعت المصادر التي اطلعنا عليها على أنّ وفاة ابن حبان -رحمه الله - كانت سنة ( 354ه ) في شهر شوال بسجستان بمدينة بُست .

[صحيح ابن حبان]

اشتهر هذا الكتاب عند أهل العلم من الحفاظ والمحدثين باسم " صحيح ابن حبان " ، وسبب ذلك هو أنّ ابن حبان اشترط فيه الصحيح ، واسمه الكامل هو كما سمّاه به مؤلفه في عنوان الكتاب من النسخة الموجودة بدار الكتب المصرية ، إذ جاء فيه (( المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع من غير وجود قطع في سندها ولا ثبوت جرح في ناقليها )) (انظر :
مقدمة كتاب الإحسان 1/34 بتحقيق الشيخ شعيب ) .
وقد اقتصر بعض العلماء على لفظ (( التقاسيم والأنواع )) كالأمير علاء الدين مرتّبه ومبوّبه ، والذهبي ، والهيثمي ، والسيوطي (انظر :
مقدمة الإحسان في تقريب ابن حبان 1/172 ، وسير أعلام النبلاء 16/94 ، وموارد الظمأن :
29 ، وتدريب الراوي 1/109 ) .
وهذا الكتاب قام بترتيبه الأمير علاء الدين الفارسي الذي رتبه على الكتب والأبواب ، وأسماه " الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان " وقد قام بتحقيقه الشيخ شعيب الأرناؤوط ، وطبع سنة 1418ه - 1987م ، ويحتوي على ثمانية عشر مجلداً ، والسابع عشر والثامن عشر منها فهارس لأطراف الأحاديث والآثار والرواة والموضوعات .
سبب تأليف هذا الكتاب يذكره ابن حبان في مقدمة كتابه إذ يقول :
(( وإنيّ لما رأيت الأخبار طُرُقُها كثرت ، ومعرفة الناس بالصحيح منها قلت ؛ لاشتغالهم بكتبة الموضوعات وحفظ الخطأ والمقلوبات ، حتى صار الخبر الصحيح مهجوراً لا يكتب ، والمنكر المقلوب عزيزاً يستغرب ، وأن من جمع السنن من الأئمة المرضيين ، وتكلّم عليها من أهل الفقه والدين ، أمعنوا في ذكر الطرق للأخبار ، وأكثروا من تكرار المُعاد للآثار، قصداً منهم لتحصيل الألفاظ ، على من رام حفظها من الحفاظ ، فكان ذلك سبب اعتماد المتعلم على ما في الكتاب ، وترك المقتبس التحصيل للخطاب .
فتدبرت الصحاح لأسهل حفظها على المتعلمين ، وأمعنتُ الفكر فيها لئلا يصعب وعُيها على المقتبسين )) ( مقدمة الإحسان 1/102 ) .

شرط ابن حبان في كتابه ومنـزلته :
لقد ذكر ابن حبان رحمه الله شرطه في كتابه " التقاسيم والأنواع " في مقدمة الكتاب فقال :
(( وأما شرطنا في نقله ما أودعناه كتابنا هذا من السنن ، فإنّا لم نحتجّ فيه إلا بحديث اجتمع في كل شيخ من رواته خمسة أشياء :
الأول :
العدالة في الدين بالستر الجميل .
والثاني :
الصدق في الحديث بالشهرة فيه .
والثالث :
العقل بما يحدث من الحديث .
والرابع :
العلمُ بما يُحيل من معاني ما يروي .
والخامس :
المتعرِّي خبره عن التدليس .
فكل من اجتمع فيه هذه الخصال الخمس ، احتججنا بحديثه وبنينا الكتاب على روايته ، وكل من تعرَّى عن خصلة من هذه الخصال الخمس ، لم نحتجّ به )) ( مقدمة الإحسان 1/151 ) .
وقد عدّ العلماء صحيح ابن خزيمة أعلى مرتبة من صحيح ابن حبان ولم يشذ منهم سوى الشيخ شعيب الأرناؤوط وفيما يأتي أعرض أقوالهم بالتفصيل :
قال السيوطي :
(( صحيح ابن خزيمة أعلى مرتبة من صحيح ابن حبان لشدة تحريه ، حتى إنه يتوقف في التصحيح لأدنى كلام )) ( تدريب الراوي 1/109 ) .
وقال أيضاً :
(( إنَّ أصحهم صحيحاً ابن خزيمة ، ثمّ ابن حبان ، ثم الحاكم فينبغي أن يقال :
أصحها بعد مسلم ما اتفق عليه الثلاثة ، ثمّ ابن خزيمة وابن حبان ، أو الحاكم ، ثمّ ابن حبان والحاكم ثمّ ابن خزيمة فقط ، ثمّ ابن حبان ، ثم الحاكم فقط ، إن لم يكن الحديث على شرط أحد الشيخين ، ولم أر من تعرض لذلك )) (البحر الذي زخر 2/661 – 662 ) .
وقال الحازمي :
(( وصحيح ابن خزيمة أعلى رتبة من صحيح ابن حبان ؛ لشدة تحريه فأصح من صنف في الصحيح بعد الشيخين ابن خزيمة فابن حبان فالحاكم )) (فيض القدير 1/35 ) .
وقال إبراهيم دسوقي الشهاوي صاحب كتاب " مصطلح الحديث " :
(( اتفقوا على أن صحيح ابن خزيمة أصح من صحيح ابن حبان ، وصحيح ابن حبان أصح من مستدرك الحاكم ؛ لتفاوتهم في الاحتياط )) (مصطلح الحديث :
17 ) .
وقد أشار إلى ذلك العلاّمة محمد بن جعفر الكتاني صاحب كتاب " الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة " ، إذ قال :
(( وقد قيل إن أصح من صنف في الصحيح بعد الشيخين ، ابن خزيمة فابن حبان )) (الرسالة المستطرفة :
21 ) .
وتابعه في ذلك الدكتور محمد أديب صالح في كتابه " لمحات في أصول الحديث " ، فقال:
(( والذي قيل فيه - أي صحيح ابن خزيمة - إنّه أصح ما صنف في الصحيح بعد الصحيحين )) (لمحات في أصول الحديث :
155 ) .
وقال العلاّمة أحمد شاكر رحمه الله :
(( وقد رتب علماء هذا الفن ونقاده هذه الكتب الثلاثة التي التزم مؤلفوها رواية الصحيح من الحديث وحده ، أعني الصحيح المجرد بعد الصحيحين :
البخاري ومسلم ، على الترتيب الأتي :
صحيح ابن خزيمة ، صحيح ابن حبان ، المستدرك للحاكم ، ترجيحاً منهم لكل كتاب منها على ما بعده في التزام الصحيح المجرد ، وإن وافق هذا مصادفة ترتيبهم الزمني من غير قصد إليه )) .
وقد خالف الشيخ شعيب ما اتفق عليه العلماء ، إذ ذهب إلى تقديم صحيح ابن حبان على صحيح ابن خزيمة ، فقال :
(( إن صحيح ابن حبان أعلى مرتبة من صحيح شيخه ابن خزيمة ، بل إنه ليزاحم بعض الكُتُب الستة ، وينافس بعضها في درجته … )) ( الإحسان 1/43 ) .
وهذا غير صحيح ، وهو فيه مخالف لقول أهل العلم الذين أطبقوا على تقديم كتاب ابن خزيمة على كتاب ابن حبان ، ولعل أقدم من تكلم في هذا هو ابن عدي فقد قال :
(( وصحيح ابن خزيمة الذي قرظه العلماء بقولهم :
صحيح ابن خزيمة يكتب بماء الذهب فإنه أصح ما صنف في الصحيح المجرد بعد الشيخين البخاري ومسلم )) ( الكامل 1/33 ) .
ولعل الذي دفع الشيخ شعيب على ذلك هو ما يراه من بعض الأحاديث المنتقدة من مختصر المختصر مع غياب المنهج الذي رسمه ابن خزيمة كما في الأحاديث التي عللها ، أو التي توقف فيها أو التي صدر المتن على السند ، ولو قرأ الكتاب قراءة دارس لما قال مقالته هذه مع سقم الطبعة القديمة التي حوت ما يزيد على (1761 ) خطأ .
وبودي في هذا المقام أن أنقل كلام الشيخ العلامة سليمان العلوان في الكلام عن كتاب ابن حبان قال – رعاه الله – ((/ كتابه الصحيح :
أما الصحيح فقد حصل لنا استقراء وقراءة لكتابه وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
1ـ الصحيح الذي يوافقه عليه جمهور أهل العلم ، وهذا ولله الحمد هو الغالب على كتابه ، يعرف ذلك من قرأه وأمعن النظر فيه .
2ـ مما تنازع العلماء فيه وأورده ـ رحمه الله ـ في صحيحه ، فهذا لا عتب عليه فيه ، لأنه إمام له مكانته العلمية يعدل ويجرح وينتقد كغيره من العلماء .
ومن هؤلاء ممن خرج لهم في صحيحه ممن تنازع العلماء فيهم :
محمد بن إسحاق ، ومحمد بن عجلان ، والعلا بن عبد الرحمن ، والمطلب بن حنطب وغيرهم .
وهؤلاء فيهم أن أحاديثهم لا تنزل عن مرتبة الحسن ، مع العلم أن مسلماً قد أخرج في صحيحه لمحمد بن عجلان وابن إسحاق 3ـ أن يكون ـ رحمه الله ـ قد وهم فيه كتخرجه لسعيد بن سماك بن حرب ، فإنه قد روى عن أبيه عن جابر بن سمرة :
( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقرأ ليلة الجمعة في صلاة المغرب ، بقل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد ) وهذا حديث متروك ، سعيد بن سماك قال عنه أبو حاتم :
متروك الحديث .
ولكن هذا لا يدل على أن ابن حبان متساهل لأنه بشر يخطئ ويصيب والعبرة بكثرة الصواب وهو كثير كما قدمنا قال الشاعر :
…………………… كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.

عقيدة ابن حبان :
خالف ابن حبان عقيدة أهل السنة ففي كتابه الصحيح أول ما يقارب 14 صفة لله تعالى .
وكان أهل السنة في زمانه على الانكار عليه (قال أبو إسماعيل الأنصاري شيخ الإسلام سألت يحيى بن عمار عن أبي حاتم ابن حبان فقال:
رأيته، ونحن أخرجناه من سجستان كان له علم كثير ولم يكن له كبير دين قدم علينا فأنكر الحد لله فأخرجناه) (قال أبو إسماعيل:
سمعت عبد الصمد بن محمد بن محمد سمعت أبي يقول:
أنكروا على ابن حبان قوله " النبوة:
العلم والعمل "، فحكموا عليه بالزندقة وهُجر، وكُتبَ فيه إلى الخليفة فكتَبَ بقتلهِ وصنف الحافظ عبدالله بن عدي الصابوني رحمه الله ردا على ابن حبان فيما تأوله من الصفات.
2- الاحسان لابن بلبان ليس بتحقيق شعيب الأرنأووط أو على الأقل ليس الأرنأووط وحده بل صاحبه في المشرب حسن سليم أسد الداراني في قصة ذكرها الأخير في زوائد الهيثمي(موارد الظمآن).

من مصنفات ابن حبان المهمة والمفقودة :
كتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه عشرة أجزاء كتاب علل ما أسند أبو حنيفة عشرة أجزاء.
[التعريف بالكتاب ، نقلا عن موقع :
أهل الحديث]