تشاهد الان : نعمان بن ثابت بن زوطى .

تعريف عام نعمان بن ثابت بن زوطى
البيان القيمة
رقم الرواي : 1705
اسم الراوي : نعمان بن ثابت بن زوطى
الكنية : أبو حنيفة
اسم الشهرة أبو حنيفة النعمان التيمي
النسب
اللقب
الوصف
اللقب
الرتبة فقيه مشهور مؤسس المذهب الحنفي
الطبقة 6
سنة الوفاة
سنة الميلاد
عمر الراوي
الاقامة
بلد الوفاة
الاقرباء
الموالي
روي له
# العالم القول
1 أبو أحمد بن عدي الجرجاني لم يصح له في جميع ما يرويه إلا بضعة عشر حديثا
2 أبو جعفر العقيلي مرجئ
3 أبو حاتم بن حبان البستي كان رجلا جدلا ظاهر الورع، لم يكن الحديث صناعته حدث بمائة وثلاثين حديثا مسانيد ما له حديث في الدنيا غيره أخطأ منها في مائة وعشرين حديثا إما أن يكون أقلب إسناده أو غير متنه من حيث لا يعلم فلما غلب خطؤه على صوابه استحق ترك الاحتجاج به في الأخبار، ومن جهة أخر
4 أبو حفص عمر بن شاهين كان يضع الأحاديث، ولكن فضله العلماء في الفقه وأيضا كان فى أحاديثه اضطراب، وكان قليل الرواية
5 أبو نعيم الأصبهاني صاحب غوص في المسائل، ومرة: قال بخلق القرآن واستتيب من كلامه الرديء غير مرة كثير الخطأ والأوهام
6 أحمد بن حنبل حديثه ضعيف، ورأيه ضعيف، ومرة: يكذب
7 أحمد بن شعيب النسائي ليس بالقوي في الحديث
8 إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني لا يقنع بحديثه ولا برأيه
9 ابن حجر العسقلاني فقيه مشهور
10 الدارقطني ضعيف، ومرة قال: لا يصح سماعه من أنس ولا من أحد الصحابة
11 الذهبي الإمام فقيه العراق
12 النضر بن شميل متروك الحديث ليس بثقة
13 حماد بن سلمة البصري كان شيطانا استقبل آثار رسول الله يردها برأيه
14 سفيان الثوري أفقه أهل الأرض، ومرة: غير ثقة ولا مأمون، ومرة: ما ولد في الإسلام أشأم منه، ومرة: استتيب من الكفر مرتين، ومرة: ما سألت أبا حنيفة قط عن شيء ولقد كان يلقاني فيسألني
15 شداد بن حكيم ما رأيت أعلم من أبي حنيفة
16 شريك بن عبد الله النخعي لأن يكون في كل ربع من رباع الكوفة خمار يبيع الخمر خير من أن يكون فيها من يقول بقول أبي حنيفة
17 شعبة بن الحجاج والله حسن الفهم جيد الحفظ
18 صالح بن محمد جزرة ثقة
19 عبد الرحمن بن مهدي آخر علم الرجل أن ينظر في رأي أبي حنيفة، يقول: عجز عن العلم
20 عبد الله بن يزيد المقرئ كان مرجئيا
21 علي بن المديني ثقة لا بأس به
22 عمرو بن علي الفلاس ليس بالحافظ مضطرب الحديث، واهي الحديث
23 مالك بن أنس الداء العضال
24 محمد بن إدريس الشافعي الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة، ومرة: أبو حنيفة ممن وفق له الفقه
25 محمد بن إسماعيل البخاري كان مرجئا سكتوا عنه، وعن رأيه، وعن حديثه
26 محمد بن سعد كاتب الواقدي ضعيف الحديث
27 محمد بن عبد الله المخرمي أفقه الناس، ومرة: ما رأيت أحدا أورع من أبي حنيفة، ومرة: مسكين في الحديث، ومرة: تركه
28 مكي بن إبراهيم التميمي أعلم أهل زمانه
29 يحيى بن سعيد القطان ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله
30 يحيى بن معين ثقة لا يحدث بالحديث إلا بما يحفظه، ولا يحدث بما لا يحفظ، ومرة: ثقة في الحديث، ومرة: لا بأس به، ومرة: من أهل الصدق، ولم يتهم بالكذب، وما سمعنا أحد ضعفه، ومرة: أجل من أن يكذب، ومرة: لايكتب حديثه، ومرة: ليس بصاحب حديث
31 يزيد بن هارون الأيلي أدركت الناس فما رأيت أحدا أعقل ولا أفضل ولا أورع من أبي حنيفة
0
# التلميذ الكنية النسب اللقب
1 أبيض بن الأغر بن الصباح أبو الأغر التميمي, الكوفي, المنقري
2 أحمد بن عيسى بن سليمان بن دينار أبو محمد الدارمي, الجرجاني ابن أبي ظبية, الزاهد
3 أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر أبو العباس البرتي, البغدادي
4 أحمد بن يعقوب أبو يعقوب, أبو عبد الله المسعودي, الكوفي
5 أحوص بن حكيم بن عمير بن الأسود العنسي, الحمصي, الشامي, الهمداني, الدمشقي
6 أسد بن عمرو بن عامر بن عبد الله بن عمرو بن عامر بن أسلم بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك أبو المنذر الكوفي, البجلي, الواسطي
7 أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو سعيد البصري, الأموي, القرشي, المصري أسد السنة
8 أسيد بن عمرو
9 إبراهيم بن طهمان بن شعبة أبو سعيد الخراساني, الهروي
10 إسحاق بن بشر بن محمد بن عبد الله بن سالم أبو حذيفة البخاري, البلخي
11 إسحاق بن سعيد بن سالم
12 إسحاق بن يوسف بن مرداس أبو محمد المخزومي, القرشي, الواسطي الأزرق
13 إسحاق بن يونس أبو يعقوب
14 إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق أبو يوسف السبيعي, الكوفي, الهمداني ابن أبي إسحاق
15 إسماعيل بن حماد بن النعمان بن ثابت أبو حيان الكوفي ابن أبي حنيفة
16 إسماعيل بن عياش بن سليم أبو عتبة العنسي, الحمصي الأزرق
17 إسماعيل بن يحيى الشيباني
18 إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل بن حصين التنعي, الكوفي, الحضرمي
19 إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أبو علي, أبو يحيى التيمي, الكوفي
20 بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي, المدني
21 بشار بن قيراط أبو نعيم النيسابوري
22 بشر بن الوليد بن خالد بن الوليد أبو الوليد البغدادي, الكندي صاحب أبي يوسف القاضي
23 بكر بن حمزة
24 بكير بن معروف أبو معاذ, أبو الحسن النيسابوري, الدامغاني, الأسدي, الخراساني
25 بيان بن حمران المدائني
26 جارود بن يزيد أبو علي, أبو الضحاك النيسابوري, العامري, الخراساني
27 جبريل بن أحمر أبو بكر البصري, الجملي, الكوفي
28 جراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمحة بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رؤاس أبو وكيع, أبو مليح الرؤاسي, الكوفي
29 جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث بن عثمان بن عمرو بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أبو عون المخزومي, الكوفي, القرشي
30 حاتم بن إسماعيل بن محمد بن عجلان أبو إسماعيل الحارثي, المدني, الكوفي
31 حسان بن إبراهيم بن عبد الله أبو هشام العنزي, الكرماني, الكوفي
32 حسان بن حسان بن أبي عبادة أبو علي البصري ابن أبي عبادة
33 حسن بن رشيد المروزي
34 حسن بن زياد أبو علي الكوفي
35 حسن بن عثمان بن زياد بن أبي حكيم أبو سعيد التستري ابن أبي حكيم
36 حسن بن عياش بن سالم أبو محمد الأسدي, الكوفي
37 حسن بن قتيبة أبو علي الخزاعي, المدائني
38 حسين بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة أبو عبد الله العوفي, الكوفي
39 حسين بن الوليد أبو علي, أبو عبد الله النيسابوري, القرشي كميل, بشمين
40 حسين بن حبيب اليماني, اليمامي
41 حصين بن مخارق بن عبد الرحمن بن ورقاء بن حبشي بن جنادة أبو جنادة السلولي, الكوفي
42 حفص بن سلم أبو مقاتل السمرقندي, الفزاري
43 حفص بن غيلان أبو معيد الحميري, الرعيني, الهمداني, الدمشقي صاحب مكحول
44 حكام بن سلم أبو عبد الرحمن الكناني, الرازي
45 حكم بن عبد الله بن مسلم بن عبد الرحمن أبو مطيع البلخي, الخراساني
46 حماد بن أسامة بن زيد أبو أسامة الكوفي, القرشي
47 حماد بن النعمان بن ثابت الكوفي ابن أبي حنيفة
48 حماد بن مسلم أبو إسماعيل الأشعري, الكوفي ابن أبي سليمان
49 حمزة بن إسماعيل بن كلثوم أبو يعلى الطبري, الجرجاني
50 خارجة بن مصعب بن خارجة بن الحجاج أبو الحجاج الضبعي, الخراساني, السرخسي
51 خالد بن حرملة البصري, العبدي
52 خالد بن زياد بن جرو أبو عبد الرحمن الترمذي, الأزدي صاحب السابري
53 خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد أبو محمد, أبو الهيثم المزني, الواسطي
54 خالد بن عمر الحمصي, الكلاعي
55 داود بن الزبرقان أبو عمرو, أبو عمر الرقاشي, البصري
56 داود بن سليمان بن حفص أبو سهل الطرسوسي, السامري, البغدادي, العسكري بنان, ابن أبي داود
57 داود بن نصير بن زياد أبو سليمان الكوفي, الطائي
58 داود بن يزيد البصري, الثقفي
59 روح بن أبي الحرش المصيصي ابن أبي الحرش
60 زفر بن الهذيل بن قيس بن مسلم بن مكمل بن ذهل بن ذويب أبو الهذيل البصري, العنبري, التميمي, الكوفي
61 زياد بن الحسن بن فرات أبو عبد الرحمن التميمي, الكوفي
62 زيد بن الحباب بن الريان أبو الحسين التميمي, الخراساني, الكوفي, العكلي
63 سابق بن عبد الله أبو المهاجر الرقي
64 سابق بن عبد الله أبو سعيد, أبو عبد الله الشامي, البربري
65 سعد بن الصلت بن برد بن أسلم أبو الصلت الفارسي, الكوفي, البجلي
66 سعد بن سنان المصري, الكندي
67 سعد بن معاذ
68 سعيد بن أبي إسحاق ابن أبي إسحاق
69 سعيد بن سلام بن سعيد أبو الحسن البصري ابن أبي الهيفاء
70 سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين بن ربيعة بن خالد أبو محمد البصري, الباهلي
71 سعيد بن سلمة بن أبي الحسام أبو عمرو المدني, السدوسي, القرشي, العدوي ابن أبي الحسام
72 سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى أبو محمد, أبو عبد العزيز التنوخي, الدمشقي ابن أبي يحيى
73 سعيد بن محمد أبو الحسن الثقفي, الكوفي
74 سعيد بن مسروق الكندي
75 سعيد بن مسروق بن حمزة بن حبيب بن موهبة بن نصر بن ثعلبة بن ملكان بن ثور أبو سفيان التميمي, الكوفي, الثوري
76 سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية أبو عثمان الكائلي, الجزري, الأموي, القرشي
77 سفيان بن سعيد بن مسروق بن حمزة بن حبيب بن موهبة بن نصر بن ثعلبة بن ملكان بن ثور أبو عبد الله الكوفي, الثوري
78 سلمة بن سفيان
79 سويد بن سعيد بن سعد بن معاذ
80 سويد بن عبد العزيز بن نمير أبو محمد الحمصي, الواسطي, السلمي, الدمشقي
81 شعبة بن الحجاج بن الورد أبو بسطام البصري, العتكي, الأزدي, الواسطي
82 شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد بن أبي الأشعث أبو محمد الأموي, القرشي, الدمشقي ابن أبي الأشعث
83 صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث بن يعقوب أبو الفضل الأنصاري
84 صباح بن محارب التميمي, الكوفي
85 ضحاك بن حجوة المنبجي
86 ضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن الضحاك أبو عاصم البصري, الشيباني النبيل
87 ضحاك بن مسافر الشامي
88 عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب أبو الحسن, أبو الحسين التميمي, القرشي, الواسطي
89 عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله بن المنذر بن مصعب بن جندل أبو سهل الكلابي, الواسطي
90 عباد بن صهيب أبو بكر الكليبي, البصري, المدري
91 عبد الحميد بن عبد الرحمن بن إسحاق أبو يحيى الحماني, الخوارزمي, الكوفي حمان بن تميم, بشمين
92 عبد الرحمن بن مغراء بن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب أبو زهير الماشهراني, الكوفي, الأزدي, الرازي, الدوسي
93 عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن أبو سعيد البصري, العنبري, الأزدي
94 عبد الرحمن بن هانئ بن سعيد أبو نعيم النخعي, الكوفي الصغير
95 عبد الرحيم بن سليمان أبو علي الكناني, المروزي, الرازي
96 عبد الرزاق بن همام بن نافع أبو بكر الحميري, اليماني, الصنعاني
97 عبد العزيز بن خالد بن زياد الترمذي
98 عبد العزيز بن عبد الرحمن الجزري, البالسي, القرشي
99 عبد الله بن المبارك بن واضح أبو عبد الرحمن الحنظلي, المروزي, التميمي ابن المبارك
100 عبد الله بن بزيع الأنصاري
101 عبد الله بن محمد بن المغيرة أبو محمد المخزومي
102 عبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني, الخراساني
103 عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المكي, القرشي, العدوي
104 عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان أبو عبيدة البصري, العنبري, التميمي
105 عبيد الله بن موسى بن باذام أبو محمد العبسي, الكوفي ابن أبي المختار
106 علي بن حسن بن شقيق بن دينار بن مشعب أبو عبد الرحمن المروزي, العبدي
107 علي بن ظبيان بن هلال بن قتادة بن حرب أبو الحسن العبسي, الجنبي, الحلبي, الكوفي
108 علي بن عاصم بن صهيب أبو الحسن التيمي, القرشي, الواسطي
109 علي بن غسان
110 علي بن مسعدة أبو حبيب البصري, الباهلي
111 عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد بن عمير بن بسطام بن ذي مران الكوفي, الهمداني
112 عمر بن عيسى
113 عمر بن نوح
114 عمرو بن الهيثم بن قطن بن كعب أبو قطن البصري, الزبيدي, القطعي
115 عمرو بن علي أبو عبد الله العنزي, الكوفي مندل
116 عمرو بن ميسرة أبو عثمان المدني, المخزومي, القرشي, الحجازي ابن أبي عمرو
117 عيسى بن يونس بن عمرو بن عبد الله أبو محمد, أبو عمرو السبيعي, الكوفي, الهمداني ابن أبي إسحاق
118 فضل بن خالد أبو معاذ المروزي, الباهلي
119 فضل بن عمرو بن حماد بن زهير بن درهم أبو نعيم التيمي, الطلحي, الكوفي, القرشي دكين
120 فضل بن موسى أبو عبد الله المروزي, السيناني
121 قاسم بن الحكم بن كثير بن جندب بن ربيع بن عمرو أبو أحمد الكوفي, العرني
122 قاسم بن غصن الشامي
123 كادح بن نصر بن رحمة أبو رحمة الكوفي
124 مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو أبو عبد الله الأصبحي, الحميري, المدني, التيمي, القرشي إمام دار الهجرة, ابن أبي عامر
125 مالك بن الهذيل بن أبي فديك أبو السري ابن أبي فديك
126 مالك بن فديك أبو الهذيل
127 محمد بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله التيمي, الطلحي, القرشي
128 محمد بن الحسن بن أتش أبو عبد الله اليماني, الصنعاني, الأبناوي ابن أتش
129 محمد بن الحسن بن الزبير أبو عبد الله, أبو جعفر الأسدي, الكوفي التل
130 محمد بن الحسن بن فرقد أبو عبد الله الكوفي, الشيباني صاحب أبي حنيفة
131 محمد بن العباس بن عثمان بن شافع المكي, القرشي, المطلبي
132 محمد بن المغيرة بن سلم بن عبد الله بن المغيرة بن عبد الله أبو عبد الله البصري, الأصبهاني, الأموي ابن أبي مريم
133 محمد بن حازم
134 محمد بن خازم أبو معاوية السعدي, التميمي, الكوفي صاحب الأعمش, فافا
135 محمد بن خالد بن محمد أبو أحمد الحمصي, الوهبي, الكندي ابن أبي مخلد
136 محمد بن شوكر بن رافع بن شداد أبو جعفر الطوسي, البغدادي
137 محمد بن صبيح بن السماك أبو العباس العجلي, الكوفي ابن السماك
138 محمد بن عبد الرحمن بن عرق أبو الوليد اليحصبي, الحمصي, الشامي
139 محمد بن قيس
140 محمد بن كثير بن أبي عطاء أبو يوسف المصيصي, الثقفي, الصنعاني ابن أبي عطاء
141 محمد بن مغيرة بن عبد الرحمن الحراني
142 محمد بن ميسر أبو سعد البلخي, الجعفي, الخراساني ابن أبي زكريا
143 محمد بن يعلى أبو علي, أبو ليلى الكوفي, السلمي زنبور
144 مروان بن ثوبان الحمصي
145 مروان بن سالم أبو عبد الله, أبو سلمة الغفاري, القرقساني, الجزري, الشامي
146 مروان بن شجاع أبو محمد, أبو عبد الله, أبو عمرو الجزري, الحراني, الأموي, القرشي, السلمي الخصيفي
147 مسعر بن كدام بن ظهير بن عبيدة بن الحارث أبو سلمة العامري, الهلالي, الكوفي
148 مصعب بن المقدام أبو عبد الله الخثعمي, الكوفي
149 معافى بن عمران بن نفيل بن جابر بن جبلة بن عبيد بن لبيد بن مخاشن بن سليمة أبو مسعود الموصلي, الفهمي, الأزدي ياقوتة العلماء
150 مغيث بن بديل بن عمر بن مصعب السرخسي
151 مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد أبو السكن الحنظلي, البرجمي, البلخي, التميمي
152 مكي بن إبراهيم بن عيسي
153 منذر بن سعيد بن أبي الجهم القابوسي ابن أبي الجهم
154 موسى بن طارق أبو قرة اليماني, الزبيدي
155 نصر بن حاجب النيسابوري, المروزي, الشامي, الخراساني, السرخسي, القرشي
156 نضر بن عبد الله أبو غالب الكوفي, الأزدي
157 نعمان بن عبد السلام بن حبيب بن حطيط بن عقبة بن خثيم أبو المنذر النيسابوري, البصري, التيمي, الأصبهاني
158 هشام بن سنبر أبو بكر البصري, الجحدري, الدستوائي, الربعي ابن أبي عبد الله, صاحب الثياب الدستوائية, صاحب الدستوائي
159 هشام بن عبيد الله
160 هوذة بن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة أبو الأشهب البصري, الثقفي, البكراوي
161 هياج بن بسطام أبو خالد, أبو بسطام الحنظلي, التميمي, البغدادي, الهروي
162 وضاح بن عبد الله أبو عوانة البصري, اليشكري, الواسطي, الكندي
163 وكيع بن الجراح بن مليح بن عدى بن فرس بن جمجمة بن سفيان بن عمرو بن الحارث بن عمرو أبو سفيان الرؤاسي, الكوفي
164 يحيى بن أيوب أبو العباس الغافقي, المصري
165 يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن ميمون بن عبد الرحمن أبو زكريا الحماني, الكوفي
166 يحيى بن عتبة بن عبد السلمي
167 يحيى بن عنبسة البصري, البغدادي, القرشي
168 يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن أبو زكريا النهشلي, التميمي, الكوفي, الرملي
169 يحيى بن نصر بن حاجب بن عمرو بن سلمة أبو عبد الله المخزومي, البغدادي, القرشي
170 يزيد بن هارون بن زاذي بن ثابت أبو خالد البخاري, الواسطي, السلمي
171 يعقوب بن إبراهيم الأنصاري, المصري
172 يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن خنيس بن سعد بن حتبة أبو يوسف البغدادي, الكوفي صاحب أبي حنيفة
173 يعقوب بن عبد الله بن الأشج أبو يوسف المدني, المخزومي, القرشي
174 يوسف بن زيد
175 يونس بن بكير بن واصل أبو بكر, أبو بكير الجزري, الكوفي, الشيباني
[6439] ت س النعمان بن ثابت التيمي أَبُو حنيفة الكوفي
مولى بني تيم الله بن ثعلبة
فقيه أهل العراق
وإمام أصحاب الرأي
وقيل: إنه من أبناء فارس، رأى أنس بن مالك .

وروى عن
1- إبراهيم بن مُحَمَّد بن المنتشر
2- وإسماعيل بن عَبْدِ الْمَلِكِ بن أبي الصفيراء
3- وجبلة بن سحيم
4- وأبي هند الحارث بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهمداني
5- والحسن بن عُبَيْد اللَّهِ
6- والحكم بن عتيبة
7- وحماد بن أبي سليمان
8- وخالد بن علقمة
9- وربيعة بن أبي عَبْد الرَّحْمَنِ
10- وزبيد اليامي
11- وزياد بن علاقة
12- وسعيد بن مسروق الثوري
13- وسلمة بن كهيل
14- وسماك بن حرب
15- وأبي رؤبة شداد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ
16- وشيبان بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ النحوي وهُوَ من أقرانه
17- وطاوس بن كَيْسَانَ فيما قيل
18- وطريف أبي سفيان السعدي
19- وأبي سفيان طلحة بن نافع
20- وعاصم بن كليب
21- وعاصم بن أبي النجود س
22- وعامر الشعبي
23- وعبد الله بن أبي حبيبة
24- وعبد الله بن دينار
25- وعون بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة بن مسعود
26- وقابوس بن أبي
27- وعبد الكريم أبي أمية البصري
28- وعبد الملك بن عمير
29- وعدي بن ثابت الأنصاري
30- وعطاء بن أبي رباح ت
31- وعطاء بن السَّائِبِ
32- وعطية بن سعد العوفي
33- وعكرمة مولى ابن عباس
34- وعلقمة بن مرثد
35- وعلي بن الأقمر
36- وعلي بن الحسن الزراد
37- وعمرو بن دينار
38- وعوف بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة بن مسعود
39- وقابوس بن أبي ظبيان
40- والقاسم بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود
41- وقتادة بن دعامة
42- وقيس بن مسلم الجدلي
43- ومحارب بن دثار
44- ومحمد بن الزبير الحنظلي
45- ومحمد بن السَّائِبِ الكلبي
46- وأبي جعفر مُحَمَّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
47- ومحمد بن قيس الهمداني
48- ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري
49- ومحمد بن المنكدر
50- ومخول بن راشد
51- ومسلم البطين
52- ومسلم الملائي
53- ومعن بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ
54- ومقسم
55- ومنصور بن المعتمر
56- وموسى بن أبي عائشة
57- وناصح بن عَبْدِ اللَّهِ المحلمي
58- ونافع مولى ابن عُمَرَ
59- وهشام بن عروة
60- وأبي غسان الهيثم بن حبيب الصراف
61- والوليد بن سريع المخزومي
62- ويحيى بن سعيد الأنصاري
63- وأبي حجية يَحْيَى بن عَبْدِ اللَّهِ الكندي
64- ويحيى بن عَبْدِ اللَّهِ الجابر
65- ويزيد بن صهيب الفقير
66- ويزيد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكوفي
67- ويونس بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي فروة
68- وأبي إسحاق السبيعي
69- وأبي بكر بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي الجهم
70- وأبي جناب الكلبي
71- وأبي حصين الأسدي
72- وأبي الزبير المكي
73- وأبي السوار ويقال: أبي السوداء السلمي
74- وأبي عون الثقفي
75- وأبي فروة الجهني
76- وأبي معبد مولى ابن عباس
77- وأبي يعفور العبدي

روى عنه
1- إبراهيم بن طهمان
2- والأبيض بن الأغر بن الصباح المنقري
3- وأسباط بن مُحَمَّد القرشي
4- وإسحاق بن يوسف الأزرق
5- وأسد بن عمرو البجلي الْقَاضِي
6- وإسماعيل بن يَحْيَى الصيرفي
7- وأيوب بن هاني الجعفي
8- والجارود بن يزيد النيسابوري
9- وجعفر بن عَوْنٍ
10- والحارث بن نبهان
11- وحبان بن علي العنزي
12- والحسن بن زياد الؤلئي
13- والحسن بن فرات القزاز
14- والحسين بن الحسن بن عطية العوفي
15- وحفص بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ البلخي الْقَاضِي
16- وحكام بن سلم الرازي
17- وأَبُو مطيع الحكم بن عَبْدِ اللَّهِ البلخي
18- وابنه حماد بن أبي حنيفة
19- وحمزة بن حبيب الزيات
20- وخارجة بن مصعب السرخسي
21- وداود بن نصير الطائي
22- وأَبُو الهذيل زفر بن الهذيل التميمي
23- وزيد بن الحباب العكلي
24- وسابق الرقي
25- وسعد بن الصلت قاضي شيراز
26- وسعيد بن أبي الجهم القابوسي
27- وسعيد بن سلام بن أبي الهيفاء العطار البصري
28- وسلم بن سالم البلخي
29- وسليمان بن عمرو النخعي
30- وسهل بن مزاحم
31- وشعيب بن إِسْحَاقَ الدمشقي
32- والصباح بن محارب
33- والصلت بن الحجاج الكوفي
34- وأَبُو عاصم الضحاك بن مخلد
35- وعامر بن الفرات النَّسَوِيّ
36- وعائذ بن حَبِيبٍ
37- وعباد بن العوام
38- وعبد الله بن المبارك
39- وعبد الله بن يزيد المقرئ
40- وأَبُو يَحْيَى عبد الحميد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحماني ت
41- وعبد الرزاق بن همام
42- وعبد العزيز بن خالد الترمذي
43- وعبد الكريم بن مُحَمَّد الجرجاني
44- وعبد المجيد بن عَبْدِ العَزِيزِ بن أبي رواد
45- وعبد الوارث بن سعيد
46- وعبيد الله بن الزبير القرشي
47- وعبيد الله بن عمرو الرقي
48- وعبيد الله بن مُوسَى
49- وعتاب بن مُحَمَّد بن شوذب
50- وعلي بن ظبيان الكوفي الْقَاضِي
51- وعلي بن عاصم الواسطي
52- وعلي بن مسهر
53- وعمرو بن مُحَمَّد العنقزي
54- وأَبُو قطن عمرو بن الهيثم القطعي
55- وعيسى بن يونس س
56- وأَبُو نعيم الفضل بن دكين
57- والفضل بن مُوسَى السيناني
58- والقاسم بن الحكم العرني
59- والقاسم بن معن المسعودي
60- وقيس بن الربيع
61- ومحمد بن أبان العنبري الكوفي
62- ومحمد بن بشر العبدي
63- ومحمد بن الحسن بن أتش الصنعاني
64- ومحمد بن الحسن الشيباني
65- ومحمد بن خالد الوهبي
66- ومحمد بن عَبْدِ اللَّهِ الأنصاري
67- ومحمد بن الفضل بن عطية
68- ومحمد بن القاسم الأسدي
69- ومحمد بن مسروق الكوفي
70- ومحمد بن يزيد الواسطي
71- ومروان بن سالم
72- ومصعب بن المقدام
73- والمعافى بن عمران الموصلي
74- ومكي بن إِبْرَاهِيمَ البلخي
75- وأَبُو سهل نصر بن عبد الكريم البلخي المعروف بالصيقل
76- ونصر بن عَبْدِ الْمَلِكِ العتكي
77- وأَبُو غالب النضر بن عَبْدِ اللَّهِ الأزدي
78- والنضر بن مُحَمَّد المروزي
79- والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني
80- ونوح بن دراج الْقَاضِي
81- وأَبُو عصمة نوح بن أبي مريم
82- وهشيم بن بشير
83- وهوذة بن خليفة
84- والهياج بن بسطام البرجمي
85- ووكيع بن الجراح
86- ويحيى بن أيوب المصري
87- ويحيى بن نصر بن حاجب
88- ويحيى بن يمان
89- ويزيد بن زريع
90- ويزيد بن هارون
91- ويونس بن بكير الشيباني
92- وأَبُو إسحاق الفزاري
93- وأَبُو حمزة السكري
94- وأَبُو سعد الصاغاني
95- وأَبُو شهاب الحناط
96- وأَبُو مقاتل السمرقندي
97- والقاضي أَبُو يوسف

علماء الجرح والتعديل

قال أَحْمَد بن عَبْدِ اللَّهِ العجلي: أَبُو حنيفة النعمان بن ثابت كوفي تيمي من رهط حمزة الزيات، وكَانَ خزازا يبيع الخز .

وقال مُحَمَّد بن إِسْحَاقَ البكائي، عن عمر بن حماد بن أبي حنيفة: أَبُو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى، فأما زوطى فإنه من أهل كابل، وولد ثابت عَلَى الإسلام، وكَانَ زوطى مملوكا لبني تيم الله بن ثعلبة، فأعتق، فولاه لبني تيم الله بن ثعلبة ثم لبني قفل، وكَانَ أَبُو حنيفة خزازا، ودكانه معروف فِي دار عمرو بن حريث

وقال إسماعيل بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ميمون، عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ المقرئ: كَانَ أَبُو حنيفة من أهل بابل .

وقال النضر بن مُحَمَّد المروزي، عن يَحْيَى بن النضر القرشي، كَانَ والد أبي حنيفة من نسا .

وقال سليمان بن الربيع، عن الحارث بن إدريس أَبُو حنيفة أصله من ترمذ .

وقال أَحْمَد بن إِسْحَاقَ بن البهلول بن حسان التنوخي الأنباري عن أبيه، عن جده ثابت والد أبي حنيفة من أهل الأنبار .

وقال مكرم بن أَحْمَدَ الْقَاضِي: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شاذان المروزي، قال: حَدَّثَنِي أبي عن جدي، قال: سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، يَقُولُ: أنا إسماعيل بن حماد بن النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان من أبناء فارس الأحرار، والله ما وقع علينا رق قط، ولد جدي فِي سنة ثمانين، وذهب ثابت إِلَى علي بن أبي طالب وهُوَ صغير، فدعا لَهُ بالبركة فِيهِ وفي ذريته، ونحن نرجو من الله أن يكون قد استجاب الله ذلك لعلي بن أبي طالب فينا . قال: والنعمان بن المرزبان أَبُو ثابت، هو الذي أهدى لعلي بن أبي طالب الفالوذج فِي يوم النيروز، فَقَالَ نورزونا كل يوم، وقيل: كَانَ ذلك فِي المهرجان، فَقَالَ مهرجونا كل يوم

أَخْبَرَنَا بذلك يوسف بن يَعْقُوبَ الشيباني، قال :أَخْبَرَنَا زيد بن الحسن الكندي، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد القزاز، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ علي بن ثابت الحافظ، قال: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بن علي الصيمري، قال: أَخْبَرَنَا عمر بن إِبْرَاهِيمَ المقرئ، قال: حَدَّثَنَا مكرم بن أَحْمَدَ، فذكره .

وقال 1 مُحَمَّد بن سعد العوفي: سمعت يَحْيَى بن معين 1، يَقُولُ: كَانَ 2 أَبُو حنيفة ثقة، لا يحدث بالحديث إلا بما يحفظه، ولا يحدث بما لا يحفظ 2 .

وقال 1 صالح بن مُحَمَّد الأسدي الحافظ: سمعت يَحْيَى بن معين 1، يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة 2 ثقة فِي الحديث 2 .

وقال 1 أَحْمَد بن مُحَمَّد بن القاسم بن محرز، عن يَحْيَى بن معين 1: كَانَ أَبُو حنيفة 2 لا بأس بِهِ 2 .

وقال مرة: كَانَ أَبُو حنيفة عندنا من أهل الصدق، ولم يتهم بالكذب، ولقد ضربه بن هبيرة عَلَى القضاء فأبى أن يكون قاضيا

وبالإسناد المذكور إِلَى أبي بكر الحافظ، قال: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد الخلال، قال: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عمرو الحريري أن الْقَاضِي أبا القاسم علي بن مُحَمَّد بن كأس النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُود الصيدناني، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شجاع بن الثلجي، قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أبي مالك، عَنْ أَبِي يوسف، قال: قال أَبُو حنيفة لما أردت طلب العلم، جعلت أتخير العلوم، وأسأل عن عواقبها، فقيل: تعلم القرآن فقلت: إِذَا تعلمت القرآن وحفظته فما يكون آخره، قَالُوا: تجلس فِي المسجد ويقرأ عليك الصبيان والأحداث، ثم لا تلبث أن يخرج فيهم من هو أحفظ منك أو يساويك فِي الحفظ، فتذهب رئاستك، قلت: فإن سمعت الحديث، وكتبته حَتَّى لم يكن فِي الدنيا أحفظ مني، قَالُوا: إِذَا كبرت وضعفت حدثت، واجتمع عليك الأحداث والصبيان، ثم لم تأمن أن تغلط فيرموك بالكذب، فيصير عارا عليك فِي عقبك فقلت: لا حاجة لي فِي هَذَا، ثم قلت: أتعلم النحو ؟ فقلت: إِذَا حفظت النحو والعربية ما يكون آخر أمري ؟ قَالُوا: تقعد معلما، فأكثر رزقك ديناران إِلَى الثلاثة، قلت: وهَذَا لا عاقبة لَهُ، قلت: فإن نظرت فِي الشعر، فلم يكن أحد أشعر مني ما يكون أمري، قَالُوا: تمدح هَذَا، فيهب لك أو يحملك عَلَى دابة أو يخلع عليك خلعة، وإن حرمك هجوته، فصرت تقذف المحصنات فقلت: لا حاجة لي فِي هَذَا، قلت: فإن نظرت فِي الكلام ما يكون آخره ؟ قَالُوا: لا يسلم من نظر فِي الكلام من مشنعات الكلام، فيرمى بالزندقة، فإما أن تؤخذ فتقتل، وإما أن تسلم فتكون مذموما ملوما، قلت: فإن تعلمت الفقه ؟ قَالُوا: تسأل وتفتى الناس، وتطلب للقضاء، وإن كنت شابا، قلت: ليس فِي العلوم شيء أنفع من هَذَا، فلزمت الفقه وتعلمته .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الخلال، قال: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنِي جعفر بن مُحَمَّد بن خازم، قال: حَدَّثَنَا الوليد بن حماد، عَنِ الْحَسَنِ بن زياد، عن زفر بن الهذيل، قال: سمعت أبا حنيفة، يَقُولُ: كنت أنظر فِي الكلام حَتَّى بلغت فِيهِ مبلغا يشار إِلَى فِيهِ بالأصابع، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان، فجاءتني امرأة يوما فقالت: لي رجل لَهُ امرأة أمه أراد أن يطلقها للسنة، كم يطلقها ؟ فلم أدر ما أقول، فأمرتها أن تسأل حمادا، ثم ترجع فتخبرني، فسألت حمادا، فَقَالَ: يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة، ثم يتركها حَتَّى تحيض حيضتين، فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج، فرجعت فأخبرتني فقلت: لا حاجة لي فِي الكلام، وأخذت نعلي فجلست إِلَى حماد، فكنت أسمع مسائله، فأحفظ قوله ثم يغيرها من الغد، فأحفظها ويخطئ أصحابه، فَقَالَ: لا يجلس فِي صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة، فصحبته عشر سنين، ثم نازعتني نفسي الطلب للرئاسة، فأحببت أن أعتزله، وأجلس فِي حلقة لنفسي، فخرجت يوما بالعشي، وعزمي أن أفعل، فلما دخلت المسجد فرأيته لم تطب نفسي أن أعتزله، فجئت فجلست معه، فجاءه فِي تلك الليلة نعي قرابة لَهُ قد مات بالبصرة، وترك مالا ولَيْسَ لَهُ وارث غيره، فأمرني أن أجلس مكانه، فما هو إلا أن خرج حَتَّى وردت علي مسائل لم أسمعها منه، فكنت أجيب وأكتب جوابي، فغاب شهرين ثم قدم، فعرضت عَلَيْهِ المسائل، وكانت نحوا من ستين مسألة، فوافقني فِي أربعين، وخالفني فِي عشرين، فآليت عَلَى نفسي أن لا أفارقه حَتَّى يموت، فلم أفارقه حَتَّى مات .

وبه قال :أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الْوَاحِدِ، قال: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر الأندلسي، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الهاشمي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو مسلم صالح بن أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ العجلي، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: قال أَبُو حنيفة: قدمت البصرة، فظننت أني لا أسأل عن شيء إلا أجبت فِيهِ، فسألوني عن أشياء لم يكن عندي فيها جواب، فجعلت عَلَى نفسي أن لا أفارق حمادا حَتَّى يموت، فصحبته ثماني عشرة سنة .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الداوودي، قال: أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بن أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد بن سليمان الباغندي، قال: حَدَّثَنِي شعيب بن أيوب، قال: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الحماني، قال: سمعت أبا حنيفة، يَقُولُ: رأيت رؤيا فأفزعتني، رأيت كأني أنبش قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فأتيت البصرة، فأمرت رجلا يسأل مُحَمَّد سيرين، فسأله، فَقَالَ: هَذَا رجل ينبش أخبار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسن الصواف، قال: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّد لمروزي، قال: حَدَّثَنَا حامد بن آدم، قال: حَدَّثَنَا أَبُو وهب مُحَمَّد بن مزاحم، قال: سمعت عَبْد اللَّهِ بن المبارك، يَقُولُ: لولا أن الله عز وجل أغاثني بأبي حنيفة وسفيان كنت كسائر الناس .

وبه قال :أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ القاسم الشاهد بالبصرة، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إسحاق المادرائي، قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ زهير، إجازة، قال: أَخْبَرَنِي سليمان بن أبي شيخ . ح قال: وأخبرني أَبُو بشر الوكيل، وأَبُو الفتح الضبي، قَالا: حَدَّثَنَا عمر بن أَحْمَدَ الواعظ، قال :حَدَّثَنَا الحسين بن أَحْمَدَ بْنِ صدقة الفرائضي وهَذَا لفظ حديثه، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أبي خيثمة، قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أبي شيخ، قال: حَدَّثَنِي حجر بن عبد الجبار، قال: قيل للقاسم بن معن بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود: ترضى أن تكون من غلمان أبي حنيفة، قال: ما جلس الناس إِلَى أحد أنفع من مجالسة أبي حنيفة . وقال لَهُ القاسم: تعال معي إليه، فجاء، فلما جاء إليه لزمه . وقال: ما رأيت مثل هَذَا

زاد الفرائضي، قال سليمان: وكَانَ أَبُو حنيفة ورعا سخيا .

وبه قال :أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: حَدَّثَنَا أَبُو العباس بن حمدان، لفظا، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أيوب، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الصباح، قال: سمعت الشافعي مُحَمَّد بن إدريس، قال: قيل لمالك بن أنس: هل رأيت أبا حنيفة ؟ قال: نعم، رأيت رجلا لو كلمك فِي هَذِهِ السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته .

وبه قال :حَدَّثَنِي الصوري، قال: أَخْبَرَنَا الخصيب بن عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي بمصر، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جعفر بن حمدان الطرسوسي، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جابر البزاز، قال: سمعت جعفر بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن نوح، يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بن عِيسَى بن الطباع، يَقُولُ: سمعت روح بن عبادة، يَقُولُ: كنت عند بن جريج سنة خمسين يعني ومائة، وأتاه موت أبي حنيفة، فاسترجع وتوجع . وقال: أي علم ذهب، قال: ومات فيها بن جريج .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الخلال، قال: أَخْبَرَنَا الحريري أن النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عفان، قال: حَدَّثَنَا ضرار بن صرد، قال: سئل يزيد بن هارون، أيما أفقه أَبُو حنيفة أو سفيان أحفظ للحديث ؟ وأَبُو حنيفة أفقه .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الخلال، قال: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي، حدثهم قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عفان، قال: حَدَّثَنَا أَبُو كريب، قال: سمعت عَبْد اللَّهِ بن المبارك، يقول . ح قال: وأخبرني مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قال :أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نعيم الضبي، قال: حَدَّثَنِي أَبُو سعيد مُحَمَّد بن الفضل المذكر، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سيد المروزي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو حمزة يعلى بن حمزة، قال: سمعت أبا وهب مُحَمَّد بن مزاحم، يَقُولُ: سمعت عَبْد اللَّهِ بن المبارك، يَقُولُ: رأيت أعبد الناس، ورأيت أورع الناس ورأيت أعلم الناس، ورأيت أفقه الناس، فأما أعبد الناس فعبد العزيز بن أبي رواد، وأما أورع الناس فالفضيل بن عياض، وأما أعلم الناس فسفيان الثوري، وأما أفقه الناس فأبو حنيفة، ثم قال: ما رأيت فِي الفقه مثله .

وبه قال :أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين بن الفضل القطان، قال: أَخْبَرَنَا عثمان بن أَحْمَدَ الدقاق، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم أَبُو حمزة المروزي، قال: سمعت ابن أعين أبا الوزير المروزي، قال: قال عَبْد اللَّهِ يعني ابن المبارك: إِذَا اجتمع سفيان، وأَبُو حنيفة فمن يقوم لهما عَلَى فتيا ؟ !

وبه قال: أَخْبَرَنَا الحسين بن علي بن مُحَمَّد المعدل، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن الرازي، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين الزعفراني، قال: حَدَّثَنَا الوليد بن شجاع، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن بن شقيق، قال: كَانَ عَبْد اللَّهِ بن المبارك، يَقُولُ: إِذَا اجتمع هذان عَلَى شيء، فذاك قوي يعني الثوري وأبا حنيفة .

وبه قال :أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم بن عَلِيٍّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عروبة الحراني، قال: سمعت سلمة بن شبيب، يَقُولُ: سمعت عبد الرزاق، يَقُولُ: سمعت بن المبارك، يَقُولُ: إن كَانَ أحد ينبغي لَهُ أن يقول برأيه، فأبو حنيفة ينبغي لَهُ أن يقول برأيه .

وبه قال :حَدَّثَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ الخلال، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قال: حَدَّثَنَا جَدِّي، قال: حَدَّثَنِي علي بن أبي الربيع، قال: سمعت بشر بن الحارث، يَقُولُ: سمعت عَبْد اللَّهِ بن داود . ح
قال جدي: وحدثنيه إبراهيم بن هاشم، قال :بشر حدثنيه، عَنِ ابْنِ دَاوُدَ، قال: إِذَا أردت الآثار، أو قال الحديث، وأحسبه
قال: والورع فسفيان، وإِذَا أردت تلك الدقائق فأبو حنيفة .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الخلال، قال: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنَا عمر بن شهاب العبدي، قال: حَدَّثَنَا جندل بن والق، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن بشر، قال: كنت أختلف إِلَى أبي حنيفة وإلى سفيان، فآتى أبا حنيفة فيقول لي: من أين جئت ؟ فأقول: من عند سفيان، فيقول: لقد جئت من عند رجل لو أن علقمة، والأسود حضرا لاحتاجا إِلَى مثله، فأتي سفيان، فيقول: من أين جئت ؟ فأقول: من عند أبي حنيفة، فيقول: لقد جئت من عند أفقه أهل الأرض .

وبه قال :أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ القاسم البصري، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إسحاق المادرائي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو قلابة، قال: حَدَّثَنَا بكر بن يَحْيَى بن زبان عن أبيه قال: قال لي أَبُو حنيفة: يا أهل البصرة، أنتم أورع منا ونحن أفقه منكم .

وبه قال :أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عَبْدِ اللَّهِ الأصبهاني، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق الثقفي، قال: حَدَّثَنَا الجوهري، قال: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قال: كَانَ أَبُو حنيفة صاحب غوص فِي المسائل .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الجوهري، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران المرزباني، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بن مُحَمَّد الخصيبي، قال: حَدَّثَنِي أَبُو مسلم الكجي إبراهيم بن عَبْدِ اللَّهِ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن سعيد أَبُو عَبْد اللَّهِ الكاتب، قال: سمعت عَبْد اللَّهِ بن داود الخريبي، يَقُولُ: يجب عَلَى أهل الإسلام أن يدعوا الله لأبي حنيفة فِي صلاتهم، قال: وذكر حفظه عليهم السنن والفقه .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الخلال، قال: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مخلد البلخي، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد البلخي، قال: سمعت شداد بن حكيم، يَقُولُ: ما رأيت أعلم من أبي حنيفة .

وقال النخعي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّد الفارسي، قال: سمعت مكي بن إِبْرَاهِيمَ ذكر أبا حنيفة، فَقَالَ: كَانَ أعلم أهل زمانه .

وبه قال :أَخْبَرَنَا العتيقي، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ بن نصر بن مُحَمَّد الدمشقي، بها قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ علي بن سعيد الْقَاضِي، قال: سمعت يَحْيَى بن معين، يَقُولُ: سمعت يَحْيَى بن سعيد القطان، يَقُولُ: لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله، قال يَحْيَى بن معين: وكَانَ يَحْيَى بن سعيد يذهب فِي الفتوى إِلَى قول الكوفيين، ويختار قوله من أقوالهم، ويتبع رأيه من بين أصحابه .
وبه قال :أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم بن عَلِيٍّ، قال: سمعت حمزة بن علي البصري، يَقُولُ: سمعت الربيع، يَقُولُ: سمعت الشافعي، يَقُولُ: الناس عيال عَلَى أبي حنيفة فِي الفقه .

وبه قال :أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر مُحَمَّد بن علي بن مُحَمَّد بن يوسف الواعظ، قال: حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بن عثمان بن يَحْيَى الدقاق، قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد بن أَحْمَدَ أَبُو إسحاق البخاري، قال: حَدَّثَنَا عباس بن عزير أَبُو الْفَضْلِ القطان، قال: حَدَّثَنَا حرملة بن يَحْيَى، قال: سمعت مُحَمَّد بن إدريس الشافعي، يَقُولُ: الناس عيال عَلَى هؤلاء الخمسة، من أراد أن يتبحر فِي الفقه فهو عيال عَلَى أبي حنيفة، قال: وسمعته، يعني الشافعي، يَقُولُ: كَانَ أَبُو حنيفة ممن وفق لَهُ الفقه، ومن أراد أن يتبحر فِي الشعر فهو عيال عَلَى زهير بن أبي سلمى، ومن أراد أن يتبحر فِي المغازي فهو عيال عَلَى مُحَمَّد بن إِسْحَاقَ، ومن أراد أن يتبحر فِي النحو، فهو عيال عَلَى الكسائي، ومن أراد أن يتبحر فِي تفسير القرآن، فهو عيال عَلَى مقاتل بن سليمان.

وبه قال :أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ المحسن المعدل، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بن يَعْقُوبَ الكاغدي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد بن يَعْقُوبَ بن الحارث الحارثي البخاري، ببخارى قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الحسين البلخي، قال: حَدَّثَنَا حماد بن قريش، قال: سمعت أسد بن عمرو، يَقُولُ: صلى أَبُو حنيفة فيما حفظ عَلَيْهِ صلاة الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة، فَكَانَ عامة الليل يقرأ جميع القرآن فِي ركعة واحدة، وكَانَ يسمع بكاؤه بالليل حَتَّى يرحمه جيرانه، وحفظ عَلَيْهِ أنه ختم القرآن فِي الموضع الذي توفي فِيهِ سبعين ألف مرة.

وبه قال :أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد أخو الخلال، قال: حَدَّثَنَا إسحاق بن مُحَمَّد بن حمدان المهلبي ببخارى، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد بن يَعْقُوبَ، قال: حَدَّثَنَا قيس بن أبي قيس، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حرب المروزي، قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حماد بن أبي حنيفة، عن أبيه، قال: لما مات أبي سألنا الحسن بن عمارة أن يتولى غسله ففعل، فلما غسله قال: رحمك الله، غفر لك، لم تفطر منذ ثلاثين سنة، ولم يتوسد يمينك بالليل منذ أربعين سنة، وقد أتعبت من بعدك، وفضحت القراء .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الخلال، قال: أَخْبَرَنَا الحريري أن النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسن بن مكرم، قال: حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، عَنْ أَبِي يوسف، قال: بينا أنا أمشي مَعَ أبي حنيفة إذ سمعت رجلا، يقول لرجل: هَذَا أَبُو حنيفة لا ينام الليل، فَقَالَ أَبُو حنيفة، والله لا يتحدث عني بما لم أفعل، فَكَانَ يَحْيَى الليل صلاة ودعاء وتضرعا .

وقال النخعي أيضا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عفان، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حفص البزاز، قال: سمعت حفص بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: سمعت مسعر بن كدام، يَقُولُ: دخلت ذات ليلة المسجد، فرأيت رجلا يصلي، فاستمليت قراءته، فقرأ سبعا فقلت: يركع، ثم قرأ الثلث، ثم النصف، فلم يزل يقرأ القرآن حَتَّى ختمه كله فِي ركعة، فنظرت، فإذا هو أَبُو حنيفة .

وقال النخعي أيضا: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مخلد البلخي، قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن رستم المروزي، قال: سمعت خارجة بن مصعب، يَقُولُ: ختم القرآن فِي ركعة أربعة من الأئمة: عثمان بن عفان، وتميم الداري، وسعيد بن جبير، وأَبُو حنيفة .

قال: وقال إبراهيم بن مخلد: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الباهلي
قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن نصر، قال: كَانَ أَبُو حنيفة ربما ختم القرآن فِي شهر رمضان ستين ختمة .

وقال النخعي أيضا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الربيع، قال: حَدَّثَنَا حبان بن مُوسَى، قال: سمعت عَبْد اللَّهِ بن المبارك، يَقُولُ: قدمت الكوفة، فسألت عن أورع أهلها فقالوا: أَبُو حنيفة
قال: وقال سليمان بن الربيع: سمعت مكي بن إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: جالست الكوفيين، فما رأيت منهم أورع من أبي حنيفة .

وقال النخعي أيضا: حَدَّثَنَا الحسين بن الحكم الحبري، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حفص البزاز، قال: كَانَ حفص بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ شريك أبي حنيفة، وكَانَ أَبُو حنيفة يجهز عَلَيْهِ، فبعث إليه فِي رفقة بمتاع، وأعلمه أن فِي ثوب كذا وكذا عيبا، فإذا بعته فبين فباع حفص المتاع، ونسي أن يبين، ولم يعلم ممن باعه، فلما علم أَبُو حنيفة تصدق بثمن المتاع كله .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الحسن الصواف، قال: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّد المروزي، قال: سمعت حامد بن آدم، يَقُولُ: سمعت عَبْد اللَّهِ بن المبارك، يَقُولُ: ما رأيت أحدا أورع من أبي حنيفة، وقد جرب بالسياط والأموال .

قال: وقال مَحْمُود بن مُحَمَّد المروزي: سمعت إبراهيم بن عَبْدِ اللَّهِ الخلال، ذكروا لَهُ عن حامد بن آدم، أنه قال: سمعت عَبْد اللَّهِ بن المبارك، يَقُولُ: ما رأيت أحدا أورع من أبي حنيفة، فَقَالَ: من رأيي أن أخرج إِلَى حامد فِي هَذَا الحديث الواحد أسمعه منه .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء مُحَمَّد بن علي الواسطي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ حماد بن سُفْيَانَ بالكوفة، قال: حَدَّثَنَا الحسين بن مُحَمَّد بن الفرزدق الفزاري، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ عمرو بن أَحْمَدَ بْنِ عمرو بن السرح بمصر، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سليمان الجعفي الكوفي، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ معبد، قال: حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بن عمرو الرقي، قال: كلم بن هبيرة أبا حنيفة أن يلي قضاء الكوفة فأبى عَلَيْهِ، فضربه مائة سوط وعشرة أسواط فِي كل يوم عشرة أسواط، وهُوَ عَلَى الإمتناع، فلما رأى ذلك خلى سبيله .

وبه قال :أَخْبَرَنَا التنوخي، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدوري، قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ القاسم بن نصر أخو أبي الليث الفرائضي، قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أبي شيخ، قال: حَدَّثَنِي الربيع بن عاصم مولى بني فزارة، قال أرسلني يزيد بن عُمَرَ بن هبيرة، فقدمت بأبي حنيفة، فأراده عَلَى بيت المال، فأبى فضربه أسواطا .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الخلال، قال: أَخْبَرَنَا الحريري، أن النخعي حدثهم، قال: حَدَّثَنَا سوادة بن عَلِيٍّ، قال: حَدَّثَنَا خارجة بن مصعب بن خارجة، قال: سمعت مغيث بن بديل، يَقُولُ: قال خارجة بن مصعب: أجاز المنصور أبا حنيفة بعشرة آلاف درهم، فدعى ليقبضها، فشاورني . وقال: هَذَا رجل أن رددتها عَلَيْهِ غضب، وإن قبلتها دخل علي فِي ديني ما أكره فقلت: إن هَذَا المال عظيم فِي عينه، فإذا دعيت لتقبضها فقل: لم يكن هَذَا أملي من أمير المؤمنين، فدعى ليقبضها، فَقَالَ ذلك، فرفع إليه خبره، فحبس الجائزة، قال: فَكَانَ أَبُو حنيفة لا يكاد يشاور فِي أمره غيري .

وقال النخعي أيضا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عفان، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الْمَلِكِ الدقيقي، قال: سمعت يزيد بن هارون، يَقُولُ: أدركت الناس، فما رأيت أحدا أعقل، ولا أفضل، ولا أورع من أبي حنيفة .

وقال النخعي أيضا: حَدَّثَنَا أَبُو قلابة، قال: سمعت مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ الأنصاري، قال: كَانَ أَبُو حنيفة يتبين عقله فِي منطقه
ومشيه ومدخله ومخرجه .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الحنيفي، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن الرازي، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين الزعفراني، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زهير، قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أبي شيخ، قال: حَدَّثَنِي حجر بن عبد الجبار، قال: ما رأى الناس أكرم مجالسة من أبي حنيفة، ولا إكراما لأصحابه . قال حجر: كَانَ يقال: أن ذوي الشرف أتم عقولا من غيرهم .

وبه، قال :أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بن مُحَمَّد بن جعفر بن حيان، قال: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الرازي، قال: حَدَّثَنَا سهل بن عثمان، قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حماد بن أبي حنيفة، قال: كَانَ لنا جار طحان رافضي، وكَانَ لَهُ بغلان سمى أحدهما أبا بكر، والآخر عمر، فرمحه ذات ليلة أحدهما فقتله، فأخبر أَبُو حنيفة، فَقَالَ: انظروا البغل الذي رمحه الذي سماه عمر، فنظروا فَكَانَ كذلك .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الحنيفي، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن الرازي، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين الزعفراني
قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زهير، قال: أَخْبَرَنِي سليمان بن أبي شيخ
قال: قال مساور الوراق
كنا من الدين قبل اليوم فِي سعة
حَتَّى ابتلينا بأصحاب المقاييس
قاموا من السوق إذ، قلت مكاسبهم
فاستعملوا الرأي عند الفقر والبؤس
أما العريب فأمسوا لا عطاء لهم
وفي الموالي علامات المغاليس
فلقيه أَبُو حنيفة، فَقَالَ: هجوتنا نحن نرضيك فبعث إليه بدراهم، فَقَالَ
إِذَا ما أهل مصر بادهونا
بداهية من الفتيا لطيفة
أتيناهم بمقياس صحيح
صليب من طراز أبي حنيفة

إِذَا سمع الفقيه بِهِ حواه
وأثبته بحبر فِي صحيفة .

وبه قال :أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ الخلال، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قال: حَدَّثَنَا جَدِّي، قال: أملى علي بعض أصحابنا أبياتا مدح بها عَبْد اللَّهِ بن المبارك أبا حنيفة
== رأيت أبا حنيفة كل يوم = يزيد نبالة، ويزيد خيرا
== وينطق بالصواب ويصطفيه = إِذَا ما قال أهل الجور جورا
== يقايس من يقايسه بلب = فمن ذا تجعلون لَهُ نظيرا
== كفانا فقد حماد، وكانت = مصيبتنا بِهِ أمرا كبيرا
== فرد شماتة الأعداء عنا = وأبدى بعده علما كثيرا
== رأيت أبا حنيفة حين يؤتى = ويطلب علمه بحرا غزيرا
== إِذَا ما المشكلات تدافعها = رجال العلم كَانَ بها بصيرا

وبه قال: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ القاسم البصري الشاهد، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إسحاق المادرائي، قال: ذكر أَبُو دَاوُدَ يعني السجستاني، ولم أسمعه منه عن نصر بن عَلِيٍّ، قال: سمعت ابن داود، يقول الناس فِي أبي حنيفة حاسد وجاهل، وأحسنهم عندي حالا الجاهل .

وبه قال :أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسن بن أَحْمَدَ الأهوازي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي بالأهواز، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عزرة، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الربيع الحارثي، قال: سمعت عَبْد اللَّهِ بن داود، يقول الناس فِي أبي حنيفة رجلان جاهل بِهِ وحاسد لَهُ .

وبه قال :أَخْبَرَنَا الأهوازي، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق الْقَاضِي، قال: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّد الواسطي، قال: حَدَّثَنَا سفيان بن وكيع، قال: سمعت أبي، يقول دخلت عَلَى أبي حنيفة، فرأيته مطرقا مفكرا، فَقَالَ لي: من أين أقبلت ؟ من عند شريك، ورفع رأسه، وأنشأ يقول
أن يحسدوني فإني غير لائمهم
قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم ما بي وما بهم
ومات أكثرنا غيظا بما يجد
قال وكيع: وأظنه كَانَ بلغه عَنْهُ شيء .

وبه قال :أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق، قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شعيب البخاري، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى القمي، قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن عبد قاضي الري، قال: حَدَّثَنَا أبي، قال: كنا عند بن عائشة، فذكر حديثا لأبي حنيفة، فَقَالَ بعض من حضر لا نريده، فَقَالَ لهم: أما إنكم لو رأيتموه لأردتموه، وما أعرف لَهُ ولكم مثلا إلا ما قال الشاعر
أقلوا عليهم ويلكم لا أبا لكم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا

وبه قال: أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم بن عُمَرَ المؤدب، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ الخلال، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قال: حَدَّثَنَا جَدِّي، قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن سهل، قال: سمعت يَحْيَى بن أيوب، قال: سمعت يزيد بن هارون، يقول، وذكر أبا حنيفة، فَقَالَ: أَبُو حنيفة رجل من الناس خطؤه كخطأ الناس، وصوابه كصواب الناس .

وبه قال :أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن مُوسَى بن الفضل الصيرفي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوبَ الأصم، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق الصغاني، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن معين، قال: سمعت عبيد بن أبي قرة، يَقُولُ: سمعت يَحْيَى بن ضريس، يَقُولُ: شهدت سفيان، وأتاه رجل، فَقَالَ لَهُ: ما تنقم عَلَى أبي حنيفة ؟ قال: وماله ؟ قال: سمعته يقول: آخذ بكتاب الله، فما لم أجد فبسنة رَسُول اللَّهِ، فما لم أجد فِي كتاب الله ولا فِي سنة رَسُول اللَّهِ أخذت بقول أصحابه، آخذ بقول من شئت منهم، وأدع من شئت منهم، ولا أخرج من قولهم إِلَى قول غيرهم، أما إِذَا انتهى الأمر، أو جاء إِلَى إبراهيم، والشعبي، وابن سيرين
والحسن، وعطاء، وسعيد بن المسيب، وعدد رجالا، فقوم اجتهدوا، فأجتهد كما اجتهدوا، قال: فسكت سفيان طويلا، ثم
قال كلمات برأيه، ما بقي أحد فِي المجلس إلا كتبه، نسمع الشديد من الحديث فنخافه، ونسمع اللين فنرجوه، ولا نحاسب الأحياء، ولا نقضي عَلَى الأموات، نسلم ما سمعنا، ونكل مالا نعلم إِلَى عالمه، ونتهم رأينا لرأيهم

قد ذكرنا فيما مضى أن مولد أبي حنيفة، كَانَ فِي سنة ثمانين، وذكرنا عن روح بن عبادة، وغيره، أن وفاته كانت فِي سنة خمسين ومائة

وكذلك قال أَبُو نُعَيْمٍ، والهيثم بن عدي، وقعنب بن المحرر، وسعيد بن كثير بن عفير فِي آخرين، وهُوَ المحفوظ زاد بن عفير فِي رجب، وزاد الهيثم ببغداد .

وقال أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي خيثمة، عن يَحْيَى بن معين مات سنة إحدى وخمسين ومائة .

وقال مكي بن إِبْرَاهِيمَ البلخي: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، ولقيته بالكوفة وببغداد وبمكة .

وقال أَحْمَد بن عَبْدِ اللَّهِ الأسلمي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يوسف الرجل الصالح، قال: يوم مات أَبُو حنيفة صلى عَلَيْهِ ست مرات من كثرة الزحام آخرهم صلى عَلَيْهِ ابنه حماد، وغسله الحسن بن عمارة، ورجل آخر

روى له الترمذي فِي كتاب العلل من جامعه قوله، ما رأيت أحدا أكذب من جابر الجعفي، ولا أفضل من عطاء بن أبي رباح

وروى له النسائي حديث أبي رزين عَنِ ابْنِ عباس، قال: ليس عَلَى من أتى بهيمة حد
أَبُو حَنِيْفَةَ النُّعْمَانُ بنُ ثَابِتِ التَّيْمِيُّ * (ت، س)الإِمَامُ، فَقِيْهُ المِلَّةِ، عَالِمُ العِرَاقِ، أَبُو حَنِيْفَةَ النُّعْمَانُ بنُ ثَابِتِ بنِ زُوْطَى التَّيْمِيُّ، الكُوْفِيُّ، مَوْلَى بَنِي تَيْمِ اللهِ بنِ ثَعْلَبَةَ.
يُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ أَبْنَاءِ الفُرسِ.
[ وُلدَ: سَنَةَ ثَمَانِيْنَ، فِي حَيَاةِ صِغَارِ الصَّحَابَةِ.
وَرَأَى: أَنَسَ بنَ مَالِكٍ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمُ الكُوْفَةَ، وَلَمْ يَثبُتْ لَهُ حَرفٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُم.
وَرَوَى عَنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ، وَأَفْضَلُهُم - عَلَى مَا قَالَ -.
وَعَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَعَنْ: طَاوُوْسٍ - وَلَمْ يَصِحَّ -.
وَعَنْ: جَبَلَةَ بنِ سُحَيْمٍ، وَعَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، وَعِكْرِمَةَ - وَفِي لُقِيِّهِ لَهُ نَظَرٌ - وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، وَعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وَأَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بنِ نَافِعٍ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَقَتَادَةَ، وَقَيْسِ بنِ مُسْلِمٍ، وَعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وَالقَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، وَمُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، وَالحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، وَعَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ، وَعَلِيِّ بنِ الأَقْمَرِ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ رُفَيْعٍ، وَعَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، وَحَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ - وَبِهِ تَفَقَّهَ - وَزِيَادِ[ بنِ عِلاَقَةَ، وَسَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، وَعَاصِمِ بنِ كُلَيْبٍ، وَسِمَاكِ بنِ حَرْبٍ، وَعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وَسَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ، وَابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، وَمَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وَمُسْلِمٍ البَطِيْنِ، وَيَزِيْدَ بنِ صُهَيْبٍ الفَقِيْرِ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَأَبِي حَصِيْنٍ الأَسَدِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وَنَاصِحٍ المُحَلِّمِيِّ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَخَلْقٍ سِوَاهُم.
حَتَّى إِنَّهُ رَوَى عَنْ: شَيْبَانَ النَّحْوِيِّ - وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ - وَعَنْ: مَالِكِ بنِ أَنَسٍ - وَهُوَ كَذَلِكَ -.
وَعُنِيَ بِطَلَبِ الآثَارِ، وَارْتَحَلَ فِي ذَلِكَ، وَأَمَّا الفِقْهُ وَالتَّدْقِيْقُ فِي الرَّأْيِ وَغوَامِضِهِ، فَإِلَيْهِ المُنْتَهَى، وَالنَّاسُ عَلَيْهِ عِيَالٌ فِي ذَلِكَ.
[ حَدَّثَ عَنْهُ: خَلْقٌ كَثِيْرٌ، ذَكَرَ مِنْهُم شَيْخُنَا أَبُو الحَجَّاجِ فِي (تَهْذِيْبِهِ) هَؤُلاَءِ عَلَى المُعْجَمِ:إِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ - عَالِمُ خُرَاسَانَ - وَأَبْيَضُ بنُ الأَغَرِّ بنِ الصَّبَّاحِ المِنْقَرِيُّ، وَأَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَأَسَدُ بنُ عَمْرٍو البَجَلِيُّ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ يَحْيَى الصَّيْرَفِيُّ، وَأَيُّوْبُ بنُ هَانِئ.
وَالجَارُوْدُ بنُ يَزِيْدَ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ.
وَالحَارِثُ بنُ نَبْهَانَ، وَحَيَّانُ بنُ عَلِيٍّ العَنَزِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُؤِيُّ، وَالحَسَنُ بنُ فُرَاتٍ القَزَّازُ، وَالحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَطِيَّةَ العَوْفِيُّ، وَحَفْصُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَاضِي، وَحَكَّامُ بنُ سَلْمٍ، وَأَبُو مُطِيْعٍ الحَكَمُ بنُ عَبْدِ اللهِ، وَابْنُهُ؛ حَمَّادُ بنُ أَبِي حَنِيْفَةَ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ - وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ -.
وَخَارِجَةُ بنُ مُصْعَبٍ، وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ.
وَزُفَرُ بنُ الهُذَيْلِ التَّمِيْمِيُّ الفَقِيْهُ، وَزَيْدُ بنُ الحُبَابِ.
وَسَابِقٌ الرَّقِّيُّ، وَسَعْدُ بنُ الصَّلْتِ القَاضِي، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي الجَهْمِ القَابُوْسِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ سَلاَّمٍ العَطَّارُ، وَسَلْمُ بنُ سَالِمٍ البَلْخِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ عَمْرٍو النَّخَعِيُّ، وَسَهْلُ بنُ مُزَاحِمٍ.
وَشُعَيْبُ بنُ إِسْحَاقَ، وَالصَّبَّاحُ بنُ مُحَارِبٍ، وَالصَّلْتُ بنُ الحَجَّاجِ.
وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وَعَامِرُ بنُ الفُرَاتِ، وَعَائِذُ بنُ حَبِيْبٍ، وَعَبَّادُ بنُ العَوَّامِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ المُقْرِئُ، وَأَبُو يَحْيَى عَبْدُ الحَمِيْدِ الحِمَّانِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ خَالِدٍ - تِرْمِذِيٌّ - وَعَبْدُ الكَرِيْمِ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيُّ، وَعَبْدُ المَجِيْدِ بنُ أَبِي رَوَّادٍ، وَعَبْدُ الوَارِثِ التَّنُّوْرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ القُرَشِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، وَعَتَّابُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَعَلِيُّ بنُ ظَبْيَانَ القَاضِي، وَعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ، وَعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ القَاضِي، وَعَمْرُو بنُ مُحَمَّدٍ العَنْقَزِيُّ، وَأَبُو قُطْنٍ عَمْرُو بنُ الهَيْثَمِ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَالفَضْلُ بنُ مُوْسَى، وَالقَاسِمُ بنُ الحَكَمِ العُرَنِيُّ، وَالقَاسِمُ بنُ مَعْنٍ، وَقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ.
وَمُحَمَّدُ بنُ أَبَانٍ العَنْبَرِيُّ - كُوْفِيٌّ - وَمُحَمَّدُ بنُ بِشْرٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَتَشَ، وَمُحَمَّدُ ][ بنُ الحَسَنِ الشَّيْبَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ الوَهْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ عَطِيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ الأَسَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَسْرُوْقٍ الكُوْفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الوَاسِطِيُّ، وَمَرْوَانُ بنُ سَالِمٍ، وَمُصْعَبُ بنُ المِقْدَامِ، وَالمُعَافَى بنُ عِمْرَانَ، وَمَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ.
وَنَصْرُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ البَلْخِيُّ الصَّيْقَلُ، وَنَصْرُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ العَتَكِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ النَّضْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَزْدِيُّ، وَالنَّضْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ، وَالنُّعْمَانُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الأَصْبَهَانِيُّ، وَنُوْحُ بنُ دَرَّاجٍ القَاضِي، وَنُوْحُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ الجَامِعُ، وَهُشَيْمٌ، وَهَوْذَةُ، وَهَيَّاجُ بنُ بِسْطَامَ، وَوَكِيْعٌ، وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ المِصْرِيُّ، وَيَحْيَى بنُ نَصْرِ بنِ حَاجِبٍ، وَيَحْيَى بنُ يَمَانٍ، وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَيُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ الصَّاغَانِيُّ، وَأَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ، وَأَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، وَالقَاضِي أَبُو يُوْسُفَ.
قَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: أَبُو حَنِيْفَةَ: تَيْمِيٌّ، مِنْ رَهطِ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، كَانَ خَزَّازاً يَبِيْعُ الخَزَّ.
وَقَالَ عُمَرُ بنُ حَمَّادِ بنِ أَبِي حَنِيْفَةَ: أَمَّا زُوْطَى: فَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ كَابُلَ، وَوُلِدَ ثَابِتٌ عَلَى الإِسْلاَمِ.
وَكَانَ زُوْطَى مَمْلُوْكاً لِبَنِي تَيْمِ اللهِ بنِ ثَعْلَبَةَ، فَأُعتِقَ، فَوَلاَؤُهُ لَهُم، ثُمَّ لِبَنِي قَفْلٍ.
قَالَ: وَكَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ خَزَّازاً، وَدُكَّانُه مَعْرُوْفٌ فِي دَارِ عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ.
وَقَالَ النَّضْرُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ: عَنْ يَحْيَى بنِ النَّضْرِ، قَالَ: كَانَ وَالِدُ أَبِي حَنِيْفَةَ مِنْ نَسَا.
وَرَوَى: سُلَيْمَانُ بنُ الرَّبِيْعِ، عَنِ الحَارِثِ بنِ إِدْرِيْسَ، قَالَ: أَبُو حَنِيْفَةَ أَصلُهُ مِنْ تِرْمِذَ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِي: أَبُو حَنِيْفَةَ مِنْ أَهْلِ بَابِلَ.
][ وَرَوَى: أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ البُهْلُوْلِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: ثَابِتٌ وَالِدُ أَبِي حَنِيْفَةَ مِنْ أَهْلِ الأَنْبَارِ.
مُكْرَمُ بنُ أَحْمَدَ القَاضِي: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ شَاذَانَ المَرْوَزِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ يَقُوْلُ:أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ حَمَّادِ بنِ أَبِي حَنِيْفَةَ النُّعْمَانِ بنِ ثَابِتِ بنِ المَرْزُبَانِ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسٍ الأَحرَارِ، وَاللهِ مَا وَقَعَ عَلَيْنَا رِقٌّ قَطُّ.
وُلدَ جَدِّي فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ، وَذَهَبَ ثَابِتٌ إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ صَغِيْرٌ، فَدَعَا لَهُ بِالبَرَكَةِ فِيْهِ وَفِي ذُرِّيَتِه، وَنَحْنُ نَرْجُو مِنَ اللهِ أَنْ يَكُوْنَ اسْتَجَابَ ذَلِكَ لِعَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِيْنَا.
قَالَ: وَالنُّعْمَانُ بنُ المَرْزُبَانِ وَالِدُ ثَابِتٍ هُوَ الَّذِي أَهْدَى لِعَلِيٍّ الفَالُوْذَجَ فِي يَوْمِ النَّيْرُوْزِ.
فَقَالَ عَلِيٌّ: نَوْرِزُوْنَا كُلَّ يَوْمٍ.
وَقِيْلَ: كَانَ ذَلِكَ فِي المَهرجَانِ، فَقَالَ: مَهْرِجُوْنَا كُلَّ يَوْمٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ العَوْفِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ ثِقَةً، لاَ يُحَدِّثُ بِالحَدِيْثِ إِلاَّ بِمَا يَحْفَظُه، وَلاَ يُحَدِّثُ بِمَا لاَ يَحْفَظُ.
وَقَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ ثِقَةً فِي الحَدِيْثِ.
وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بن مُحْرِزٍ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ لاَ بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ عِنْدَنَا مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ، وَلَمْ يُتَّهَمْ بِالكَذِبِ، وَلَقَدْ ضَرَبَه ابْنُ هُبَيْرَةَ عَلَى القَضَاءِ، فَأَبَى أَنْ يَكُوْنَ قَاضِياً.
أَخْبَرَنَا ابْنُ عَلاَّنَ كِتَابَةً، أَنْبَأَنَا الكِنْدِيُّ، أَنْبَأَنَا القَزَّازُ، أَنْبَأَنَا الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا الخَلاَّلُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ عَمْرٍو الحَرِيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ كَاسٍ النَّخَعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الصَّيْدَنَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ شُجَاعِ بنِ الثَّلْجِيِّ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِي يُوْسُفَ، قَالَ:قَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: لَمَّا أَرَدْتُ طَلَبَ العِلْمِ، جَعَلتُ أَتَخَيَّرُ العُلُوْمَ، وَأَسْأَلُ عَنْ عَوَاقِبِهَا.
فَقِيْلَ: تَعَلَّمِ ][ القُرْآنَ.
فَقُلْتُ: إِذَا حَفِظتُه فَمَا يَكُوْنَ آخِرُهُ؟قَالُوا: تَجْلِسُ فِي المَسْجِدِ، فَيَقرَأُ عَلَيْكَ الصِّبْيَانُ وَالأَحدَاثُ، ثُمَّ لاَ يَلْبَثُ أَنْ يَخْرُجَ فِيْهِم مَنْ هُوَ أَحْفَظُ مِنْكَ، أَوْ مُسَاوِيكَ، فَتَذهَبُ رِئَاسَتُكَ.
قُلْتُ: مَنْ طَلَبَ العِلْمَ لِلرِّئَاسَةِ قَدْ يُفِكِّرُ فِي هَذَا، وَإِلاَّ فَقَدْ ثَبَتَ قَوْلُ المُصْطَفَى - صَلَوَاتُ اللهُ عَلَيْهِ -: (أَفْضَلُكُم مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ (1)) .
يَا سُبْحَانَ اللهِ! وَهَلْ مَحَلٌّ أَفْضَلُ مِنَ المَسْجِدِ؟ وَهَلْ نَشْرٌ لِعِلمٍ يُقَارِبُ تَعْلِيْمَ القُرْآنِ؟ كَلاَّ وَاللهِ، وَهَلْ طَلَبَةٌ خَيْرٌ مِنَ الصِّبْيَانِ الَّذِيْنَ لَمْ يَعْمَلُوا الذُّنُوبَ؟!وَأَحسِبُ هَذِهِ الحِكَايَةَ مَوْضُوْعَةً، فَفِي إِسْنَادِهَا مَنْ لَيْسَ بِثِقَةٍ.
تَتِمَّةُ الحِكَايَةِ: قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ سَمِعْتُ الحَدِيْثَ وَكَتَبتُه حَتَّى لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا أَحْفَظُ مِنِّي؟قَالُوا: إِذَا كَبِرتَ وَضَعُفْتَ، حَدَّثتَ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْكَ هَؤُلاَءِ الأَحْدَاثُ وَالصِّبْيَانُ، ثُمَّ لَمْ تَأمَنْ أَنْ تَغلَطَ، فَيَرمُوكَ بِالكَذِبِ، فَيَصِيْرُ عَاراً عَلَيْكَ فِي عَقِبِكَ.
فَقُلْتُ: لاَ حَاجَةَ لِي فِي هَذَا.
قُلْتُ: الآنَ كَمَا جَزَمتُ بِأَنَّهَا حِكَايَةٌ مُختَلَقَةٌ، فَإِنَّ الإِمَامَ أَبَا حَنِيْفَةَ طَلَبَ الحَدِيْثَ، وَأَكْثَرَ مِنْهُ فِي سَنَةِ مائَةٍ وَبَعدَهَا، وَلَمْ يَكُنْ إِذْ ذَاكَ يَسْمَعُ الحَدِيْثَ الصِّبْيَانُ، هَذَا اصْطِلاَحٌ وُجِدَ بَعْدَ ثَلاَثِ مائَةِ سَنَةٍ، بَلْ كَانَ يَطْلُبُه كِبَارُ العُلَمَاءِ، بَلْ لَمْ يَكُنْ لِلْفُقَهَاءِ عِلْمٌ بَعْدَ القُرْآنِ سِوَاهُ، وَلاَ كَانَتْ قَدْ دُوِّنَتْ كُتُبُ الفِقْهِ أَصلاً.
ثُمَّ قَالَ: قُلْتُ: أَتَعَلَّمُ النَّحْوَ.
فَقُلْتُ: إِذَا حَفِظتُ النَّحْوَ وَالعَرَبِيَّةَ، مَا يَكُوْنَ[ آخِرُ أَمْرِي؟قَالُوا: تَقعُدُ مُعَلِّماً، فَأَكْثَرُ رِزْقِكَ دِيْنَارَانِ إِلَى ثَلاَثَةٍ.
قُلْتُ: وَهَذَا لاَ عَاقِبَةَ لَهُ.
قُلْتُ: فَإِنْ نَظَرتُ فِي الشِّعرِ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشعَرُ مِنِّي؟قَالُوا: تَمدَحُ هَذَا فَيَهَبُ لَكَ، أَوْ يَخلَعُ عَلَيْكَ، وَإِنْ حَرَمَكَ هَجَوتَه.
قُلْتُ: لاَ حَاجَةَ فِيْهِ.
قُلْتُ: فَإِنْ نَظَرتُ فِي الكَلاَمِ، مَا يَكُوْنُ آخِرُ أَمرِهِ؟قَالُوا: لاَ يَسْلَمُ مَنْ نَظَرَ فِي الكَلاَمِ مِنْ مُشَنَّعَاتِ الكَلاَمِ، فَيُرمَى بِالزَّنْدَقَةِ، فَيُقتَلُ، أَوْ يَسلَمُ مَذْمُوْماً.
قُلْتُ: قَاتَلَ اللهُ مَنْ وَضَعَ هَذِهِ الخُرَافَةَ، وَهَلْ كَانَ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ وُجِدَ عِلْمُ الكَلاَمِ؟!!قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ تَعَلَّمتُ الفِقْهَ؟قَالُوا: تُسْأَلُ، وَتُفتِي النَّاسَ، وَتُطلَبُ لِلْقَضَاءِ، وَإِنْ كُنْتَ شَابّاً.
قُلْتُ: لَيْسَ فِي العُلُوْمِ شَيْءٌ أَنفَعُ مِنْ هَذَا، فَلَزِمتُ الفِقْهَ، وَتَعَلَّمْتُهُ.
وَبِهِ: إِلَى ابْنِ كَاسٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خَازِمٍ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ حَمَّادٍ، عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ، عَنْ زُفَرَ بنِ الهُذَيْلِ، سَمِعْتُ أَبَا حَنِيْفَةَ يَقُوْلُ:كُنْتُ أَنظُرُ فِي الكَلاَمِ حَتَّى بَلَغتُ فِيْهِ مَبْلَغاً يُشَارُ إِلَيَّ فِيْهِ بِالأَصَابِعِ، وَكُنَّا نَجلِسُ بِالقُرْبِ مِنْ حَلْقَةِ حَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، فَجَاءتْنِي امْرَأَةٌ يَوْماً، فَقَالَتْ لِي: رَجُلٌ لَهُ امْرَأَةٌ أَمَةٌ، أَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا لِلسُّنَّةِ، كَمْ يُطَلَّقُهَا؟فَلَمْ أَدرِ مَا أَقُوْلُ، فَأَمَرتُهَا أَنْ تَسْأَلَ حَمَّاداً، ثُمَّ تَرْجِعَ تُخْبِرَنِي.
فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: يُطَلِّقُهَا وَهِيَ طَاهِرٌ مِنَ الحَيْضِ وَالجِمَاعِ تَطْلِيقَةً، ثُمَّ يَترُكُهَا حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَتَيْنِ، فَإِذَا اغْتَسَلتْ، فَقَدْ حَلَّتْ لِلأَزْوَاجِ.
فَرَجَعَتْ، فَأَخْبَرَتْنِي.
فَقُلْتُ: لاَ حَاجَةَ لِي فِي الكَلاَمِ، وَأَخَذتُ نَعْلِي، فَجَلَستُ إِلَى حَمَّادٍ، فَكُنْتُ أَسْمَعُ مَسَائِلَه، فَأَحْفَظُ قَوْلَه، ثُمَّ يُعِيْدُهَا مِنَ الغَدِ، فَأَحْفَظُهَا، وَيُخْطِئُ أَصْحَابُه.
فَقَالَ: لاَ يَجْلِسْ فِي صَدْرِ الحَلْقَةِ بِحِذَائِي غَيْرُ أَبِي حَنِيْفَةَ.
فَصَحِبتُه عَشْرَ سِنِيْنَ، ثُمَّ نَازَعَتنِي نَفْسِي الطَّلَبَ لِلرِّئَاسَةِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعتَزِلَه وَأَجلِسَ فِي حَلْقَةٍ لِنَفْسِي، فَخَرَجتُ يَوْماً ][ بِالعَشِيِّ وَعَزمِي أَنْ أَفْعَلَ، فَلَمَّا رَأَيْتُه، لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَعتَزِلَه.
فَجَاءهُ تِلْكَ اللَّيلَةَ نَعْيُ قَرَابَةٍ لَهُ قَدْ مَاتَ بِالبَصْرَةِ، وَتَرَكَ مَالاً، وَلَيْسَ لَهُ وَارِثٌ غَيْرُهُ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَجلِسَ مَكَانَه.
فَمَا هُوَ إِلاَّ أَنْ خَرَجَ حَتَّى وَرَدَتْ عَلَيَّ مَسَائِلُ لَمْ أَسْمَعْهَا مِنْهُ، فَكُنْتُ أُجِيْبُ وَأَكتُبُ جَوَابِي، فَغَابَ شَهْرَيْنِ، ثُمَّ قَدِمَ.
فَعَرَضتُ عَلَيْهِ المَسَائِلَ، وَكَانَتْ نَحْواً مِنْ سِتِّيْنَ مَسْأَلَةً، فَوَافَقَنِي فِي أَرْبَعِيْنَ، وَخَالَفَنِي فِي عِشْرِيْنَ، فَآلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَلاَّ أُفَارِقَه حَتَّى يَمُوْتَ.
وَهَذِهِ أَيْضاً اللهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهَا، وَمَا عَلِمْنَا أَنَّ الكَلاَمَ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ كَانَ لَهُ وَجُوْدٌ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ:قَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: قَدِمْتُ البَصْرَةَ، فَظَنَنْتُ أَنِّي لاَ أُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَجَبتُ فِيْهِ، فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي فِيْهَا جَوَابٌ، فَجَعَلتُ عَلَى نَفْسِي أَلاَّ أُفَارِقَ حَمَّاداً حَتَّى يَمُوْتَ، فَصَحِبتُه ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً.
شُعَيْبُ بنُ أَيُّوْبَ الصَّرِيْفِيْنِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الحِمَّانِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا حَنِيْفَةَ يَقُوْلُ:رَأَيْتُ رُؤْيَا أَفزَعَتْنِي، رَأَيْتُ كَأَنِّي أَنبُشُ قَبْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَيْتُ البَصْرَةَ، فَأَمَرتُ رَجُلاً يَسْأَلُ مُحَمَّدَ بنَ سِيْرِيْنَ.
فَسَأَلَه، فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ يَنبُشُ أَخْبَارَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
المُحَدِّثُ مَحْمُوْدُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو وَهْبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُزَاحِمٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ المُبَارَكِ يَقُوْلُ:لَوْلاَ أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي بِأَبِي حَنِيْفَةَ وَسُفْيَانَ، كُنْتُ كَسَائِرِ النَّاسِ.
أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي شَيْخٍ، حَدَّثَنِي حُجْرُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، قَالَ:قِيْلَ لِلْقَاسِمِ بنِ مَعْنٍ: تَرضَى أَنْ تَكُوْنَ مِنْ غِلمَانِ أَبِي حَنِيْفَةَ؟قَالَ: مَا جَلَسَ النَّاسُ إِلَى أَحَدٍ أَنْفَعَ مِنْ مُجَالَسَةِ أَبِي حَنِيْفَةَ.
وَقَالَ لَهُ القَاسِمُ: تَعَالَ مَعِي ][ إِلَيْهِ.
فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ، لَزِمَه، وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا.
مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ بنِ الضَّرِيْسِ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الصَّبَّاحِ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ قَالَ:قِيْلَ لِمَالِكٍ: هَلْ رَأَيْتَ أَبَا حَنِيْفَةَ؟قَالَ: نَعَمْ، رَأَيْتُ رَجُلاً لَوْ كُلَّمَكَ فِي هَذِهِ السَّارِيَةِ أَنْ يَجْعَلَهَا ذَهَباً، لَقَامَ بِحُجَّتِه.
وَعَنْ أَسَدِ بنِ عَمْرٍو: أَنَّ أَبَا حَنِيْفَةَ -رَحِمَهُ اللهُ- صَلَّى العِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوْءِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً.
وَرَوَى: بِشْرُ بنُ الوَلِيْدِ، عَنِ القَاضِي أَبِي يُوْسُفَ، قَالَ:بَيْنَمَا أَنَا أَمشِي مَعَ أَبِي حَنِيْفَةَ، إِذْ سَمِعْتُ رَجُلاً يَقُوْلُ لآخَرَ: هَذَا أَبُو حَنِيْفَةَ لاَ يَنَامُ اللَّيلَ.
فَقَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: وَاللهِ لاَ يُتَحَدَّثُ عَنِّي بِمَا لَمْ أَفْعَلْ، فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاَةً، وَتَضَرُّعاً، وَدُعَاءً.
وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَنَّ أَبَا حَنِيْفَةَ قَرَأَ القُرْآنَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُغِيْرَةِ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيْفَةَ شَيْخاً يُفْتِي النَّاسَ بِمَسْجِدِ الكُوْفَةِ، عَلَى رَأْسِهِ قَلَنْسُوَةٌ سَوْدَاءُ طَوِيْلَةٌ.
وَعَنِ النَّضْرِ بنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ:كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ جَمِيْلَ الوَجْهِ، سَرِيَّ الثَّوْبِ، عَطِرَ الرِّيحِ، أَتَيْتُهُ فِي حَاجَةٍ، وَعَلَيَّ كِسَاءٌ قرمسِيٌّ، فَأَمَرَ بِإِسرَاجِ بَغلِه، وَقَالَ: أَعْطِنِي كِسَاءكَ، وَخُذْ كِسَائِي.
فَفَعَلتُ، فَلَمَّا رَجَعَ، قَالَ: يَا نَضْرُ! خَجلْتَنِي بِكِسَائِكَ، هُوَ غَلِيْظٌ.
قَالَ: وَكُنْتُ أَخَذْتُهُ بِخَمْسَةِ دَنَانِيْرَ، ثُمَّ إِنِّي رَأَيْتُه وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ قَوَّمْتُهُ ثَلاَثِيْنَ دِيْنَاراً.
وَعَنْ أَبِي يُوْسُفَ، قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ رَبْعَةً، مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صُوْرَةً، وَأَبلَغِهِم نُطْقاً، وَأَعذَبِهِم نَغمَةً، وَأَبْيَنِهِم عَمَّا فِي نَفْسِهِ.
وَعَنْ حَمَّادِ بنِ أَبِي حَنِيْفَةَ، قَالَ:كَانَ أَبِي جَمِيْلاً، تَعلُوْهُ سُمْرَةٌ، حَسَنَ ][ الهَيْئَةِ، كَثِيْرَ التَّعَطُّرِ، هَيُوْباً، لاَ يَتَكَلَّمُ إِلاَّ جَوَاباً، وَلاَ يَخُوضُ -رَحِمَهُ اللهُ- فِيْمَا لاَ يَعْنِيْهِ.
وَعَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَوقَرَ فِي مَجْلِسِهِ، وَلاَ أَحْسَنَ سَمتاً وَحِلماً مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ.
إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الجَوْهَرِيُّ: عَنِ المُثَنَّى بنِ رَجَاءٍ، قَالَ:جَعَلَ أَبُو حَنِيْفَةَ عَلَى نَفْسِهِ إِنْ حَلَفَ بِاللهِ صَادِقاً أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِيْنَارٍ، وَكَانَ إِذَا أَنفَقَ عَلَى عِيَالِهِ نَفَقَةً، تَصَدَّقَ بِمِثْلِهَا.
وَرَوَى: جُبَارَةُ بنُ المُغَلِّسِ، عَنْ قَيْسِ بنِ الرَّبِيْعِ، قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ وَرِعاً، تَقِيّاً، مُفْضِلاً عَلَى إِخْوَانِه.
قَالَ الخُرَيْبِيُّ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي حَنِيْفَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنِّي وَضَعتُ كِتَاباً عَلَى خَطِّكَ إِلَى فُلاَنٍ، فَوَهَبَ لِي أَرْبَعَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ.
فَقَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: إِنْ كُنْتُم تَنْتَفِعُوْنَ بِهَذَا، فَافْعَلُوْهُ.
وَعَنْ شَرِيْكٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ طَوِيْلَ الصَّمْتِ، كَثِيْرَ العَقْلِ.
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ: كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ يُسَمَّى الوَتِدَ؛ لِكَثْرَةِ صَلاَتِه.
وَرَوَى: ابْنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، عَنِ القَاضِي أَبِي يُوْسُفَ، قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ يَخْتِمُ القُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَكْعَةٍ.
يَحْيَى بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ الحِمَّانِيُّ: عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّهُ صَحِبَ أَبَا حَنِيْفَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ.
قَالَ: فَمَا رَأَيْتُه صَلَّى الغَدَاةَ إِلاَّ بِوُضُوْءِ عِشَاءِ الآخِرَةِ، وَكَانَ يَخْتِمُ كُلَّ لَيْلَةٍ عِنْدَ السَّحَرِ.
وَعَنْ زَيْدِ بنِ كُمَيْتٍ، سَمِعَ رَجُلاً يَقُوْلُ لأَبِي حَنِيْفَةَ: اتَّقِ اللهَ.
فَانْتَفَضَ، وَاصفَرَّ، وَأَطرَقَ، وَقَالَ: جَزَاكَ اللهَ خَيْراً، مَا أَحوَجَ النَّاسَ كُلَّ وَقْتٍ إِلَى مَنْ يَقُوْلُ لَهُم مِثْلَ هَذَا.
وَيُرْوَى: أَنَّ أَبَا حَنِيْفَةَ خَتَمَ القُرْآنَ سَبْعَةَ آلاَفِ مَرَّةٍ.
][ قَالَ مِسْعَرُ بنُ كِدَامٍ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيْفَةَ قَرَأَ القُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ.
ابْنُ سَمَاعَةَ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ مَعْنٍ:أَنَّ أَبَا حَنِيْفَةَ قَامَ لَيْلَةً يُرَدِّدُ قَوْلَه تَعَالَى: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ، وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القَمَرُ: 46] ، وَيَبْكِي، وَيَتَضَرَّعُ إِلَى الفَجْرِ.
وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ: أَنَّ الإِمَامَ أَبَا حَنِيْفَةَ ضُرِبَ غَيْرَ مَرَّةٍ عَلَى أَنْ يَلِيَ القَضَاءَ، فَلَمْ يُجِبْ.
قَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحلَمَ مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ.
وَعَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ اللُّؤْلُؤِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: إِذَا ارْتَشَى القَاضِي، فَهُوَ مَعْزُوْلٌ، وَإِنْ لَمْ يُعْزَلْ.
وَرَوَى: نُوْحٌ الجَامِعُ، عَنْ أَبِي حَنِيْفَةَ، أَنَّهُ قَالَ:مَا جَاءَ عَنِ الرَّسُوْلِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَلَى الرَّأْسِ وَالعَيْنِ، وَمَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ، اخْتَرْنَا، وَمَا كَانَ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ، فَهُم رِجَالٌ وَنَحْنُ رِجَالٌ.
قَالَ وَكِيْعٌ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيْفَةَ يَقُوْلُ: البَوْلُ فِي المَسْجِدِ أَحْسَنُ مِنْ بَعْضِ القِيَاسِ.
وَقَالَ أَبُو يُوْسُفَ: قَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ:لاَ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُحَدِّثَ إِلاَّ بِمَا يَحْفَظُه مِنْ وَقْتِ مَا سَمِعَهُ.
وَعَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ، قَالَ: حُبُّ أَبِي حَنِيْفَةَ مِنَ السُّنَّةِ.
قَالَ إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ بِشْرِ بنِ الوَلِيْدِ، قَالَ:طَلَبَ المَنْصُوْرُ أَبَا حَنِيْفَةَ، فَأَرَادَه عَلَى القَضَاءِ، وَحَلَفَ لَيَلِيَنَّ، فَأَبَى، وَحَلَفَ: إِنِّي لاَ أَفْعَلُ.
فَقَالَ الرَّبِيْعُ الحَاجِبُ: تَرَى أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَحلِفُ وَأَنْتَ تَحلِفُ؟قَالَ: أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلَى كَفَّارَةِ يَمِيْنِه أَقْدَرُ مِنِّي.
فَأَمَرَ بِهِ إِلَى السِّجْنِ، فَمَاتَ فِيْهِ بِبَغْدَادَ.
وَقِيْلَ: دَفَعَهُ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَى صَاحِبِ شُرطَتِه حُمَيْدٍ الطُّوْسِيِّ، فَقَالَ: يَا شَيْخُ! ][ إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَدفَعُ إِلَيَّ الرَّجُلَ، فَيَقُوْلُ لِي: اقْتُلْه، أَوِ اقْطَعْه، أَوِ اضْرِبْه، وَلاَ أَعْلَمُ بِقِصَّتِه، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟فَقَالَ: هَلْ يَأمُرُكُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ بِأَمرٍ قَدْ وَجَبَ، أَوْ بِأَمرٍ لَمْ يَجِبْ؟قَالَ: بَلْ بِمَا قَدْ وَجَبَ.
قَالَ: فَبَادِرْ إِلَى الوَاجِبِ.
وَعَنْ مُغِيْثِ بنِ بُدَيْلٍ، قَالَ: دَعَا المَنْصُوْرُ أَبَا حَنِيْفَةَ إِلَى القَضَاءِ، فَامْتَنَعَ، فَقَالَ: أَتَرغَبُ عَمَّا نَحْنُ فِيْهِ؟فَقَالَ: لاَ أَصْلُحُ.
قَالَ: كَذَبتَ.
قَالَ: فَقَدْ حَكَمَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيَّ أَنِّي لاَ أَصْلُحُ، فَإِنْ كُنْتُ كَاذِباً، فَلاَ أَصلُحُ، وَإِنْ كُنْتُ صَادِقاً، فَقَدْ أَخْبَرتُكُم أَنِّي لاَ أَصلُحُ.
فَحَبَسَهُ.
وَرَوَى نَحْوَهَا: إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنِ الرَّبِيْعِ الحَاجِبِ، وَفِيْهَا:قَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: وَاللهِ مَا أَنَا بِمَأْمُوْنِ الرِّضَى، فَكَيْفَ أَكُوْنُ مَأْمُوْنَ الغَضَبِ، فَلاَ أَصلُحُ لِذَلِكَ.
قَالَ المَنْصُوْرُ: كَذَبتَ، بَلْ تَصلُحُ.
فَقَالَ: كَيْفَ يَحِلُّ أَنْ تُوَلِّيَ مَنْ يَكْذِبُ؟وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا حَنِيْفَةَ وَلِيَ لَهُ، فَقَضَى قَضِيَّةً وَاحِدَةً، وَبَقِيَ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ اشْتَكَى سِتَّةَ أَيَّامٍ، وَتُوُفِّيَ.
وَقَالَ الفَقِيْهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّيْمَرِيُّ: لَمْ يَقْبَلِ العَهْدَ بِالقَضَاءِ، فَضُرِبَ، وَحُبِسَ، وَمَاتَ فِي السِّجْنِ.
وَرَوَى: حَيَّانُ بنُ مُوْسَى المَرْوَزِيُّ، قَالَ:سُئِلَ ابْنُ المُبَارَكِ: مَالِكٌ أَفْقَهُ، أَوْ أَبُو حَنِيْفَةَ؟قَالَ: أَبُو حَنِيْفَةَ.
وَقَالَ الخُرَيْبِيُّ: مَا يَقَعُ فِي أَبِي حَنِيْفَةَ إِلاَّ حَاسِدٌ (1) ، أَوْ جَاهِلٌ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: لاَ نَكذِبُ اللهَ، مَا سَمِعنَا أَحْسَنَ مِنْ رَأْيِ أَبِي حَنِيْفَةَ، وَقَدْ أَخَذنَا بِأَكْثَرِ أَقْوَالِه.
[ وَقَالَ عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ: لَوْ وُزِنَ عِلْمُ الإِمَامِ أَبِي حَنِيْفَةَ بِعِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِ، لَرَجَحَ عَلَيْهِم.
وَقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: كَلاَمُ أَبِي حَنِيْفَةَ فِي الفِقْهِ، أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ، لاَ يَعِيبُه إِلاَّ جَاهِلٌ.
وَرُوِيَ عَنِ الأَعْمَشُ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ:إِنَّمَا يُحسِنُ هَذَا النُّعْمَانُ بنُ ثَابِتٍ الخَزَّازُ، وَأَظُنُّه بُورِكَ لَهُ فِي عِلْمِهِ.
وَقَالَ جَرِيْرٌ: قَالَ لِي مُغِيْرَةُ: جَالِسْ أَبَا حَنِيْفَةَ، تَفْقَهْ، فَإِنَّ إِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيَّ لَوْ كَانَ حَيّاً، لَجَالَسَه.
وَقَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: أَبُو حَنِيْفَةَ أَفْقَهُ النَّاسِ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: النَّاسُ فِي الفِقْهِ عِيَالٌ عَلَى أَبِي حَنِيْفَةَ.
قُلْتُ: الإِمَامَةُ فِي الفِقْهِ وَدَقَائِقِه مُسَلَّمَةٌ إِلَى هَذَا الإِمَامِ، وَهَذَا أَمرٌ لاَ شَكَّ فِيْهِ.
وَلَيْسَ يَصِحُّ فِي الأَذْهَانِ شَيْءٌ .
إِذَا احْتَاجَ النَّهَارُ إِلَى دَلِيْلِوَسِيْرَتُه تَحْتَمِلُ أَنْ تُفرَدَ فِي مُجَلَّدَيْنِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَرَحِمَهُ -.
تُوُفِّيَ: شَهِيْداً، مَسْقِيّاً، فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَمائَةٍ، وَلَهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً، وَعَلَيْهِ قُبَّةٌ عَظِيْمَةٌ، وَمَشْهَدٌ فَاخِرٌ بِبَغْدَادَ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
وَابْنُهُ الفَقِيْهُ حَمَّادُ بنُ أَبِي حَنِيْفَةَ، كَانَ ذَا عِلْمٍ، وَدِيْنٍ، وَصَلاَحٍ، وَوَرَعٍ تَامٍّ.
لَمَّا تُوُفِّيَ وَالِدُه، كَانَ عِنْدَه وَدَائِعُ كَثِيْرَةٌ، وَأَهْلُهَا غَائِبُوْنَ، فَنَقَلَهَا حَمَّادٌ إِلَى الحَاكِمِ لِيَتَسَلَّمَهَا، فَقَالَ: بَلْ دَعْهَا عِنْدَك، فَإِنَّكَ أَهْلٌ.
فَقَالَ: زِنْهَا، وَاقْبِضْهَا حَتَّى تَبرَأَ مِنْهَا ذِمَّةُ الوَالِدِ، ثُمَّ افعَلْ مَا تَرَى.
فَفَعَلَ القَاضِي ذَلِكَ، وَبَقِيَ فِي وَزْنِهَا وَحِسَابِهَا أَيَّاماً، وَاسْتَتَرَ حَمَّادٌ، فَمَا ظَهَرَ حَتَّى أَوْدَعَهَا القَاضِي عِنْدَ أَمِيْنٍ.
تُوُفِّيَ حَمَّادٌ: سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ، كَهْلاً.
لَهُ رِوَايَةٌ عَنْ: أَبِيْهِ، وَغَيْرِه.
حَدَّثَ عَنْهُ: وَلَدُهُ؛ الإِمَامُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ حَمَّادٍ، قَاضِي البَصْرَةِ.
][ 164 -