الآثار لمحمد بن الحسن الشيباني

اشتمل هذا الكتاب على(266) نصًا مسندًا، تتنوع إلى مرفوع وموقوف ومقطوع، رتبها المؤلف على الأبواب الفقهية فبدأ بالوضوء ،..ثم باقي أبواب الطهارة، ثم أبواب الصلاة، ثم شرع في أحكام الجنائز إلى أن وصل إلى "باب زيارة القبور" وبه تم الكتاب. وبالنظر في ثنايا الكتاب يظهر لنا أن كل رواياته تبدأ هكذا "أخبرنا أبو حنيفة" وفي الغالب يلي ذلك "عن حماد عن إبراهيم" حتى كاد الكتاب أن يكون كله نسخة واحدة بسند واحد، ومهما يكن من أمر، فإن الكتاب هو رواية لمحمد بن الحسن عن أبي حنيفة. وقد ترجم المؤلف لكل باب بالترجمة التي تعبر عن مضمونه، ثم وضع تحت الترجمة النصوص التي تعبر عن رأيه في الباب، ثم في الغالب يعقب ذلك بقوله: " وبه نأخذ.." ثم يفصح عن رأيه ثم يختم ذلك بقوله: "وهو قول أبي حنيفة رضي الله عنه". وبهذا يكون المؤلف قد قدم الدليل الذي سيعتمد عليه بين يدي رأيه، وهذا فقه عظيم منه رحمه الله ثم يعقب الدليل ببيان رأيه بوضوح لا إشكال فيه، ويبين ما إذا كان هذا هو رأي الإمام أبي حنيفة أم لا. وبهذا صار الكتاب موسوعة حديثية فقهية، ويكون واحدا من أهم المرجع في الفقه الحنفي، وفقه الدليل أيضًا.

الاقسام