عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
5795 قال أَخْبَرَنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي ، قَالَ : حَدَّثَنا نافع بن عمر ، عَنْ ابن أبي مليكة ، أن عبد الرحمن بن أبي بكر توفي بالحبشي على رأس أميال من مكة فنقله ابن صفوان إلى مكة ، فبلغ ذلك عائشة فقالت : ما آسى من أمره إلا على خصلتين : إنه لم يُعالج ولم يدفن حيث مات . قَالَ نافع : وكان مات فجأة.
5796 قَالَ : أَخْبَرَنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني الأعشى ، عَنْ سليمان بن بلال ، عَنْ علقمة بن أبي علقمة ، عَنْ أمه ؛ أن امرأة دخلت بيت عائشة فصلت عند بيت النبي صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم وهي صحيحة ، فسجدت فلم ترفع رأسها حتى ماتت ، فقالت عائشة : الحمد لله الذي يحيي ويميت ، إن في هذا لعبرة لي في عبد الرحمن بن أبي بكر ، رقد في مقيل له قاله ، فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات ، فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صُنع به شر أو عُجل عليه فدفن وهو حي ، فرأت أنه عبرة لها ، وذهب ما كان في نفسها من ذلك.
5791 قَالَ : أَخْبَرَنا يحيى بن عباد ، والحسن بن موسى قالا : حَدَّثَنا حماد بن سلمة ، قَالَ : أَخْبَرَنا عمارة بن أبي عمار ، قَالَ : رأيت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق يخضب بالحناء والكتم .
5804 قَالَ : أَخْبَرَنا مسلم بن إبراهيم ، قَالَ : حَدَّثَنا خالد بن أبي عثمان القرشي ، قَالَ : حَدَّثَنا أيوب بن عبد الله بن يسار ، قَالَ : مر عبد الله بن عمر على قبر عبد الرحمن بن أبي بكر أخي عائشة وعليه فسطاط مضروب فقال للغلام : انزعه فإنما يظله عمله . قَالَ الغلام : تضربني مولاتي . فقال له ابن عمر : كلا ، فنزعه.
5792 قَالَ : أَخْبَرَنا وكيع بن الجراح ، ومحمد بن عبد الله الأسدي ، عَنْ عبد الله بن لاحق المكي ، عَنْ ابن أبي مليكة ، سمعته منه ، قَالَ : مات عبد الرحمن بن أبي بكر بالحُبشيّ ، فحُمل حتى دفن بمكة . قَالَ : فقدمت عائشة من المدينة فأتت قبره فوقفت عليه فتمثلت بهذين البيتين : وكنّا كَنَْدمَانَي جَذيمة حقبةً ... من الدهر حتى قيل : لن يَتَصدَّعَا فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماعٍ لم نبت ليلة معا ثم قالت : أما والله لو شهدتك ما زرت قبرك ، ولو شهدتك ما حملت من حبشيّ ميتا ولدفنت مكانك.
5794 قَالَ : أَخْبَرَنا معاذ بن معاذ ، قَالَ : حَدَّثَنا ابن عون ، قَالَ : حَدَّثَنِي رجل قَالَ : قدمت أم المؤمنين ذا طوى حين رفعوا أيديهم عَنْ قبر عبد الرحمن بن أبي بكر ، قَالَ : ففعلت يومئذ وتركت ، قَالَ : فقالت لها امرأة : وإنك لتفعلين مثل هذا يا أم المؤمنين ؟! قالت : وما رأيتيني فعلت ؟ إنه ليست لنا أكباد كأكباد الإبل ، قَالَ : ثم أمرت بفسطاط فضرب على القبر ووكلوا به إنسانًا وارتحلت ، فقدم ابن عمر فرأى الفسطاط مضروبًا فسأل عنه فحدثوه فقال للرجل : انزعه قَالَ : إنهم وكّلوني به ، قَالَ : وأخبرهم أن عبد الرحمن إنما يُظلّه عمله.