هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  30 وَعَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: "كَانَ مَلِكٌ فيِمَنْ كَانَ قبْلَكُمْ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ، فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِك: إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ فَابعَثْ إِلَيَّ غُلاَماً أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلاَماً يعَلِّمُهُ، وَكَانَ في طَريقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ، فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلاَمهُ فأَعْجَبهُ، وَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بالرَّاهِب وَقَعَدَ إِلَيْه، فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ فَقَالَ: إِذَا خَشِيتَ السَّاحِر فَقُلْ: حبَسَنِي أَهْلي، وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحرُ.br/>فَبيْنَمَا هُو عَلَى ذَلِكَ إذْ أتَى عَلَى دابَّةٍ عظِيمَة قدْ حَبَسَت النَّاس فَقَالَ: اليوْمَ أعْلَمُ السَّاحِرُ أفْضَل أم الرَّاهبُ أفْضلَ؟ فأخَذَ حجَراً فقالَ: اللهُمَّ إنْ كَانَ أمْرُ الرَّاهب أحَبَّ إلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فاقتُلْ هَذِهِ الدَّابَّة حتَّى يمْضِيَ النَّاسُ، فرَماها فقتَلَها ومَضى النَّاسُ، فأتَى الرَّاهب فأخبَرهُ. فَقَالَ لهُ الرَّاهبُ: أىْ بُنيَّ أَنْتَ اليوْمَ أفْضلُ منِّي، قدْ بلَغَ مِنْ أمْركَ مَا أَرَى، وإِنَّكَ ستُبْتَلَى، فإنِ ابْتُليتَ فَلاَ تدُلَّ عليَّ، وكانَ الغُلامُ يبْرئُ الأكْمةَ والأبرصَ، ويدَاوي النَّاس مِنْ سائِرِ الأدوَاءِ. فَسَمعَ جلِيسٌ للملِكِ كانَ قدْ عمِىَ، فأتَاهُ بهداياَ كثيرَةٍ فقال: ما هاهُنَا لَكَ أجْمَعُ إنْ أنْتَ شفَيْتني، فَقَالَ إنِّي لا أشفِي أحَداً، إِنَّمَا يشْفِي اللهُ تعَالى، فإنْ آمنْتَ بِاللَّهِ تعَالَى دعوْتُ اللهَ فشَفاكَ، فآمَنَ باللَّه تعَالى فشفَاهُ اللَّهُ تَعَالَى، فأتَى المَلِكَ فجَلَس إليْهِ كَما كانَ يجْلِسُ فقالَ لَهُ المَلكُ: منْ ردَّ علَيْك بصَرك؟ قَالَ: ربِّي. قَالَ: ولكَ ربٌّ غيْرِي؟، قَالَ: رَبِّي وربُّكَ اللهُ، فأَخَذَهُ فلَمْ يزلْ يُعذِّبُهُ حتَّى دلَّ عَلَى الغُلاَمِ فجئَ بِالغُلاَمِ، فَقَالَ لهُ المَلكُ: أىْ بُنَيَّ قدْ بَلَغَ منْ سِحْرِك مَا تبْرئُ الأكمَهَ والأبرَصَ وتَفْعلُ وَتفْعَلُ فقالَ: إِنَّي لا أشْفي أَحَداً، إنَّما يشْفي الله تَعَالَى، فأخَذَهُ فَلَمْ يزَلْ يعذِّبُهُ حتَّى دلَّ عَلَى الرَّاهبِ، فجِئ بالرَّاهِبِ فَقيلَ لَهُ: ارجَعْ عنْ دِينكَ، فأبَى، فدَعا بالمنْشَار فوُضِع المنْشَارُ في مفْرقِ رأْسِهِ، فشقَّهُ حتَّى وقَعَ شقَّاهُ، ثُمَّ جِئ بجَلِيسِ المَلكِ فقِيلَ لَهُ: ارجِعْ عنْ دينِكَ فأبَى، فوُضِعَ المنْشَارُ في مفْرِقِ رَأسِهِ، فشقَّهُ به حتَّى وقَع شقَّاهُ، ثُمَّ جئ بالغُلامِ فقِيل لَهُ: ارجِعْ عنْ دينِكَ، فأبَى، فدَفعَهُ إِلَى نَفَرٍ منْ أصْحابِهِ فَقَالَ: اذهبُوا بِهِ إِلَى جبَلِ كَذَا وكذَا فاصعدُوا بِهِ الجبلَ، فإذَا بلغتُمْ ذروتهُ فإنْ رجعَ عنْ دينِهِ وإِلاَّ فاطرَحوهُ فذهبُوا بِهِ فصعدُوا بهِ الجَبَل فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكفنِيهمْ بمَا شئْت، فرجَف بِهمُ الجَبَلُ فسَقطُوا، وجَاءَ يمْشي إِلَى المَلِكِ، فقالَ لَهُ المَلكُ: مَا فَعَلَ أَصحَابكَ؟ فقالَ: كفانيهِمُ الله تعالَى، فدفعَهُ إِلَى نَفَرَ منْ أصْحَابِهِ فَقَالَ: اذهبُوا بِهِ فاحملُوه في قُرقُور وَتَوسَّطُوا بِهِ البحْرَ، فإنْ رَجَعَ عنْ دينِهِ وإلاَّ فَاقْذفُوهُ، فذَهبُوا بِهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكفنِيهمْ بمَا شِئْت، فانكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفينةُ فغرِقوا، وجَاءَ يمْشِي إِلَى المَلِك. فقالَ لَهُ الملِكُ: مَا فَعَلَ أَصحَابكَ؟ فَقَالَ: كفانِيهمُ الله تعالَى. فقالَ للمَلِكِ إنَّك لسْتَ بقَاتِلِي حتَّى تفْعلَ مَا آمُركَ بِهِ. قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: تجْمَعُ النَّاس في صَعيدٍ واحدٍ، وتصلُبُني عَلَى جذْعٍ، ثُمَّ خُذ سهْماً مِنْ كنَانتِي، ثُمَّ ضعِ السَّهْمِ في كَبدِ القَوْسِ ثُمَّ قُل: بسْمِ اللَّهِ ربِّ الغُلاَمِ ثُمَّ ارمِنِي، فإنَّكَ إذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتنِي. فجَمَع النَّاس في صَعيدٍ واحِدٍ، وصلَبَهُ عَلَى جذْعٍ، ثُمَّ أَخَذَ سهْماً منْ كنَانَتِهِ، ثُمَّ وضَعَ السَّهمَ في كبِدِ القَوْسِ، ثُمَّ قَالَ: بِسْم اللَّهِ رَبِّ الغُلامِ، ثُمَّ رمَاهُ فَوقَعَ السَّهمُ في صُدْغِهِ، فَوضَعَ يدَهُ في صُدْغِهِ فمَاتَ. فقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الغُلاَمِ، فَأُتِىَ المَلكُ فَقِيلُ لَهُ: أَرَأَيْت مَا كُنْت تحْذَر قَدْ وَاللَّه نَزَلَ بِك حَذرُكَ. قدْ آمنَ النَّاسُ. فأَمَرَ بِالأخدُودِ بأفْوَاهِ السِّكك فخُدَّتَ وَأضْرِمَ فِيها النيرانُ وقالَ: مَنْ لَمْ يرْجَعْ عنْ دينِهِ فأقْحمُوهُ فِيهَا أوْ قيلَ لَهُ: اقْتَحمْ، ففعَلُوا حتَّى جَاءتِ امرَأَةٌ ومعَهَا صَبِيٌّ لهَا، فَتقَاعَسَت أنْ تَقعَ فِيهَا، فَقَالَ لَهَا الغُلاَمُ: يَا أمَّاهْ اصبِرِي فَإِنَّكَ عَلَي الحَقِّ" روَاهُ مُسْلَمٌ.br/>"ذرْوةُ الجَبلِ": أعْلاهُ، وَهي بكَسْر الذَّال المعْجمَة وَضَمِّهَا و"القُرْقورُ"بضَمِّ القَافَيْن: نوْعٌ منْ السُّفُن وَ"الصَّعِيدُ"هُنا: الأرضُ البارزَةُ وَ"الأخْدُودُ": الشُّقوقُ في الأرْضِ كالنَّهْرِ الصَّغيرِو"أُضرِمَ"أوقدَ"وانكفَأَت"أَي: انقلبَتْ وَ"تقاعسَت"توقَّفتْ وجبُنتْ.br/>
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  30 وعن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه، وكان في طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، وكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر.br/>فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره. فقال له الراهب: أى بني أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي، وكان الغلام يبرئ الأكمة والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء. فسمع جليس للملك كان قد عمى، فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني، فقال إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك، فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك رب غيري؟، قال: ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجئ بالغلام، فقال له الملك: أى بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل فقال: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجئ بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه حتى وقع شقاه، ثم جئ بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه، ثم جئ بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى. فقال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: بسم الله رب الغلام ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه فمات. فقال الناس: آمنا برب الغلام، فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك. قد آمن الناس. فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم فيها النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها أو قيل له: اقتحم، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أماه اصبري فإنك علي الحق" رواه مسلم.br/>"ذروة الجبل": أعلاه، وهي بكسر الذال المعجمة وضمها و"القرقور"بضم القافين: نوع من السفن و"الصعيد"هنا: الأرض البارزة و"الأخدود": الشقوق في الأرض كالنهر الصغيرو"أضرم"أوقد"وانكفأت"أي: انقلبت و"تقاعست"توقفت وجبنت.br/>
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Hadith 30 - Bab 3 (Patience and Perseverance)
Chapter 1 (The Book of Miscellany)

Suhaib (May Allah be pleased with him) reported that the Messenger of Allah (Peace be upon him) said, "There lived a king before you and he had a court magician. As he (the magician) grew old, he said to the king: 'I have grown old, so send me a young boy in order to teach him magic.' The king sent him a young boy to serve the purpose. And on his way (to the magician) the young boy met a monk to whom he listened to and liked it. It became his habit that on his way to the magician, he would meet the monk and sit there and would come to the magician (late). The magician used to beat him because of this delay. He complained about this to the monk who said to him: 'When you feel afraid of the magician, say: Members of my family detained me. And when you fear your family, say: The magician detained me.' It so happened that there came a huge beast and it blocked the way of the people, and the young boy said: 'I will know today whether the magician or the monk is better.' He picked up a stone and said: 'O Allah, if the way of the monk is dearer to You than the way of the magician, bring about death to the animal so that the people be able to move about freely.' He threw that stone at it and killed it and the people began to move about freely. He then came to the monk and told him the story. The monk said: 'Son, today you are superior to me. You have come to a stage where I feel that you would be soon put to a trial, and in case you are put to a trial, do not reveal me.' That young boy began to heal those born blind and the lepers and he, in fact, began to cure people from all kinds of illnesses. When a courtier of the king who had gone blind heard about him, he came to him with numerous gifts and said, 'If you cure me, all these things will be yours.' He said, 'I myself do not cure anyone. It is Allah, the Exalted, Alone Who cures; and if you affirm faith in Allah, I shall also supplicate to Allah to cure you.' This courtier affirmed his faith in Allah and Allah cured him. He came to the king and sat by his side as he used to sit before. The king said to him, 'Who restored your eyesight?' He said, 'My Rubb.' Thereupon he said, 'Do you have another lord besides me?' He said, 'My Rubb and your Rubb is Allah.' So the king kept torturing him untill he revealed the young boy. The young boy was thus summoned and the king said to him, 'O boy, it has been conveyed to me that you have become so much proficient in your magic that you cure the blind and the lepers and you do such and such.' Thereupon he said, 'I do not cure anyone; it is Allah Alone Who cures,' and the king took hold of him and began to torture him until he revealed of the monk. The monk was summoned and it was said to him: 'You should turn back from your religion.' But he refused. The king sent for a saw, placed it in the middle of his head and cut him into two parts that fell down. Then the courtier of the king was brought forward and it was said to him: 'Turn back from your religion.' He, too, refused, and the saw was placed in the midst of his head and he was torn into two parts. Then the boy was sent for and it was said to him: 'Turn back from your religion.' He refused. The king then handed him over to a group of his courtiers, and said to them: 'Take him to such and such mountain; make him climb up that mountain and when you reach its peak ask him to renounce his Faith. If he refuses to do so, push him to his death.' So they took him and made him climb up the mountain and he said: 'O Allah, save me from them in any way you like,' and the mountain began to shake and they all fell down (dead) and that young boy came walking to the king. The king said to him, 'What happened to your companions?' He said, 'Allah has saved me from them.' He again handed him to some of his courtiers and said: 'Take him and carry him in a boat and when you reach the middle of the sea, ask him to renounce his religion. If he does not renounce his religion throw him (into the water).' So they took him and he said: 'O Allah, save me from them.' The boat turned upside down and they all drowned except the young boy who came walking to the king. The king said to him, 'What happened to your companions?' He said, 'Allah has saved me from them,' and he said to the king: 'You cannot kill me until you do what I command you to do.' The king asked, 'What is that?' He said, 'Gather all people in one place and tie me up to the trunk of a tree, then take an arrow from my quiver and say: With the Name of Allah, the Rubb of the boy; then shoot me. If you do that you will be able to kill me.' 'The king called the people in an open field and tied the young boy to the trunk of a tree. He took out an arrow from his quiver, fixed in the bow and said, 'With the Name of Allah, the Rubb of the young boy,' he then shot the arrow and it hit the boy's temple. The young boy placed his hand upon the temple where the arrow had hit him and died. The people then said: 'We believe in the Rubb of this young boy.' The king was told: 'Do you see what you were afraid of, by Allah it has taken place; all people have believed.' The king then commanded that trenches be dug and fire lit in them, and said: 'He who would not turn back from his (the young boy's) religion, throw him in the fire' or 'he would be ordered to jump into it.' They did so till a woman came with her child. She felt hesitant in jumping into the fire. The child said to her: 'O mother! Endure (this ordeal) for you are on the Right Path".

[Muslim].

1、众信士的领袖欧麦尔·本·汉塔卜的传述:他说:我听安拉的使者(愿主慈悯他) 说:一切善功唯凭举意,每个人将得到自己所举意的。凡为安拉和使者而迁徙者,则他 的迁徙只是为了安拉和使者;凡为得到今世的享受或为某一个女人而迁徙者,则他的迁

شرح الحديث من دليل الفالحـــين

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    ( وعن صهيب) بضم المهملة وفتح الهاء وسكون التحتية مصغر، تقدمت ترجمته ( رضي الله عنه) في الحديث الثاني من أحاديث الباب ( أن) بفتح الهمزة، هي ومدخولها فيتأويل مصدر مبتدأ خبره الظرف قبله: أي: عن صهيب قول رسولالله، ويجوز الكسر على إضمار القول: أي أروي عن صهيب حال كونه قائلاً إن ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كان ملك) بكسر اللام، أي: ذو ملك بضم الميم ( فيمن كان قبلكم) من الأمم السابقة ( وكان له ساحر) وعند الترمذي «كان لبعض الملوك كاهن يتكهن له» أي: والروايات يفسر بعضها بعضا ( فلما كبر) بكسر الموحدة: أي كبرت سنه، أما كبر بضم الموحدة ففي القدر قال تعالى: { كَبُرَت كلمة} ( الكهف: 5) ( قال للملك إني قد كبرت فابعث) أي: أرسل ( إليّ غلاماً) زاد في رواية الترمذي «فهماً» أو قال: «فطناً» نعتان.
والغلام لغة: الصبي من الفطام إلى البلوغ ( أعلمه السحر) جملة مستأنفة جواباً للسؤال المقدر، وهو: ما تفعل به؟ وعند الترمذي «أعلمه علمي فإني أخاف أن أموت وينقطع عنكم هذا العلم ولا يكون فيكم من يعلمه، قال: فنظروا له على ما وصف» ( فبعث إليه غلاماً يعلمه) ذكر القرطبي في «التفسير» أنّ الضحاك روى عن ابن عباس كان ملك بنجران وفي رعيته رجل له ابن/ واسم الغلام عبد ابن تامر، ثم ساق القصة بنحو ما عند مسلم ( وكان في طريقه) أي: الغلام ( إذا سلك) إلى الساحر ( راهب) هو المتعبد من النصارى المتخلي من أشغال الدنيا التارك لملاذها بالزهد فيها الصابر على مشاقها المعتزل عن أهلها ( فقعد) الغلام ( إليه) أي: إلى الراهب ( وسمع كلامه فأعجبه) زاد الضحاك في روايته «فدخل في دين الراهب» .
وعند الترمذي «فجعل الغلام يسأل ذلك الراهب عن معبوده كلما مر به، فلم يزل حتى أخبره، فقال إني أعبد ا» ( وكان) الغلام ( إذا أتى) أي: أراد أن يصل ( إلى الساحر مر بالراهب) لكونه في طريقه ( وقعد إليه) لمحبته لنهجه ( فإذا أتى الساحر) ووصل إليه ( ضربه) وعند الترمذي «أن الكاهن أرسل إلى أهلالغلام إنه لا يكاد يحضرني» ( فشكا ذلك إلى الراهب فقال) أي: الراهب ( إذا خشيت الساحر) لتخلفك عندي في الذهاب إليه ( فقل حبسني) أي: منعني ( أهلي) أي: شغلهم، وجوّز ذلك إن قيل بإسلامه واستقامته، لأنه رأى أن مصلحة تخلفه عنده تزيد على مفسدة تلك الكذبة، فهو نظير الكذب لإصلاح الخصمين، أو أنه من باب الكذب لإنقاذ المحترم من التعدي عليه بالضرب ( وإذا خشيت أهلك) لتخلفك عندي في العودة من عند الساحر ( فقل حبسني الساحر، فبينما هو على ذلك) المذكور من التردد بين الرجلين ( إذ أتى على دابة عظيمة) عند الترمذي قال بعضهم إن تلك الدابة كانت أسداً ( قد حبست الناس) أي: منعتهم من المرور لخوفهم من صولتها ( فقال) الغلام ( اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟) أي: ينكشف لي ذلك ( فأخذ) الغلام ( حجراً فقال اللهم إن كان أمر الراهب) أي: ما هو فيه من الشئون والأمور ( أحب إليك من أمر) أي: حال وشأن ( الساحر فاقتل هذه الدابة) أي: عقب وصول الحجر إليها، ليكون ذلك آية على أحبية الراهب عندك، وقوله: ( حتى يمضي الناس) يصح أن يكون غاية مترتبة على السؤال وأن يكون علة له ( فرماها) الغلام ( فقتلها) بتلك الرمية، وإسناد القتل إليه مجاز عقلي لكونه السبب الصوري في ذلك والفاعل حقيقة هو الله سبحانه وتعالى.
وفي الحديث إثبات كرامات الأولياء، وإهانة أعداء الله الأغبياء ( ومضى الناس) أي: انطلقت ألسنتهم بالثناء عليه بالعلم.
وعند الترمذي «ففزع الناس وقالوا قد علم هذا الغلام علماً لم يعلمه أحد» .
ويحتمل أن يكون المراد فمضي الناس في تلك السبيل لزوال المانع من سلوكها ( فأتى) الغلام ( الراهب فأخبره) فيه وفيما بعده من جهة حكايته له وعدم إنكاره أنه لا بأس بذكر الإنسان مفاخره وحمد الناس له والثناء عليه بحضوره إذا لم يترتب عليه فتنة من نحو عجب ( فقال له الراهب أي نبيّ أنت اليوم) المراد منه الحين كما في يومئذٍ ( أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى) أي: من كمال اليقين وصدق الاعتقاد، وقوله: «قد بلغ إلخ» كالتعليل لما قبله ( وإنك ستبتلى) بالبناء للمجهول، ثم يحتمل أن يكون هذا منه بطريق الكشف فيكون كرامة، أو بطريق الفراسة، أو بطريق العادة والتجربة، إذ من خالف الناس في منهجهم ابتلوه وآذوه ( فإنابتليت) بالبناء للمجهول، وأتى بحرف الشك ثانياً مع تحقيقه ذلك أوّلاً وتأكيده لأن ذلك بحسب ما قام عنده مما يقتضي وقوع ذلك حتى جزم به وأخبر عما عنده منه، وما هنا باعتبار الواقع وما يبرز في عالم الشهادة: فإن الفراسة قد تخطىء، والتجربة قد تتخلف، والكشف قد يعارض، أو قصد به التخفيف عن الغلام فلا يخاطبه بجملتين تدلان يقيناً على الابتلاء لئلا يصير في الكرب قبل حلول البلاء ( فلا تدل) بضم المهملة ( عليّ) بتشديد الياء ( وكان) أي: صار ( الغلام يبرىء الأكمه) أي: يحصل البرء عقب علاجه فالإسناد إليه مجاز عقلي، والأكمه بفتح الهمزة وسكون الكاف: هو الذي ولد أعمى ( والأبرص) أي: من وقع به البرص داء معروف ( ويداوي الناس من سائر) أي: جميع ( الأدواء) أي: الأمراض والأسقام جمع داء والجملة معطوفة على «يبرىء» الخ، عطف عام على خاص، وخصا بالذكر لأنهما داءا إعياء ( فسمع) أي: به وهي ثابتة في الحديث في نسخة مصححة من التيسير للدبيع غير أني لم أر ذلك في أصله «جامع الأصول» فلعله من الكتاب ( جليس للملك كان قد عمي فأتاه) أي: فأتى الجليس الغلام ( بهدايا كثيرة، فقال) الجليس ( ما) أي: الذي ( هاهنا) أي: في هذا المكان من الهدايا كائن ( لك أجمع) تأكيداً لما أو للضمير المنتقل للظرف المستقرّ، وما مبتدأ خبره لك، وهاهنا صلة الموصول، ورواه الديبع بلفظ «هي لك» ولعل نسخته من مسلم كانت كذلك ( إن أنت شفيتني) أي: إن شفيتني أنت لا غيرك كما يؤذن به المقام، فإن شرطية وفعل الشرط محذوف ولما حذف انفصل الضمير المتصل به، وقوله: «شفيتني» تفسير لفعل الشرط المحذوف وجواب الشرط محذوف لدلالة سابق الكلام عليه، أي: إن شفيتني فلك جميع ما هاهنا ( فقال) الغلام ( إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى) بفتح حرف المضارعة فيهما، والجملة الثانية مؤكدة لمضمون ما قبلها: أي إذا كان لا يشفي أحد إلا الله فلا أشفي أحداً، إذ لا شفاء إلا شفاؤه سبحانه وحذف المفعول من يشفي لعدم تعلق الغرض به نحو: زيد يعطي ويمنع، لبيان أنه يقع منه هذان الصنفان من غير تعرض لبيان المعطي والممنوع، أو للتعميم ( فإن آمنت با دعوت الله فشفاك) من عماك الحسي كما شفاك بالإيمان من عماك المعنوي ( فآمن) أي: الجليس ( با تعالى) عقب قولالغلام لسبق العناية به، وليترتب عليه ما سبق ترتبه عليه في علم الله سبحانه ( فشفاه ا) أي: حصل له الشفاء الموعود بترتبه على الإيمان ليزداد يقينه.
وزاد الترمذي «أنه أخذ عليه العهد إن رجع إليه بصره أن يؤمن بالذي رده عليه، فقال نعم، فدعا الله تعالى فردّ عليه بصره؛ فآمن الأعمى» وما في «الصحيح» مقدم على ما في غيره عند التعارض ( فأتى) الجليس ( الملك) بكسر اللام ( فجلس) مفضياً ( إليه) جلوساً ( كما كان يجلس) أي: إن جلوسه بعد شفائه مماثل لجلوسه قبل حلول دائه ( فقال له الملك: من ردّ عليك بصرك) أي: إدراكك للمبصرات ( قال ربي) أي: ردّه ربي، أو ربي ردّه، فالأول مراعاة للخبر، والثاني للمبتدإ ( قال) يعني الملك ( أو لك ربّ غيري؟) بتقدير همزة الاستفهام الإنكاري قبل العاطف: أي أو لك ربّ غيري ( قال) يعني الجليس ( ربي) أي: مالكي ومربيّ بألطافه ( وربك) كذلك ( ا) خبر عن قوله ربي، لأن المختلف فيه بينهما تعيينه ففيه قصر قلب ( فأخذه فلم يزل) الملك ( يعذبه) بتشديد الذال والتضعيف: إما باعتبار أنواع العذاب، أو باعتبار شدته وغلظه، ليدل على من علمه ما هو فيه ( حتى) غائية ( دل على الغلام فجيء بالغلام) أي: فأمر بالغلام فجيء به، وضع الظاهر موضع المضمر دفعاً لإيهامه أن المراد فأتي بالجليس ( فقال له الملك أي بُنيّ) بضم الموحدة وفتح النون وكسر التحتية المشددة ويجوز فتحها أصله «بنيو» اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فأبدلت الواو ياء وأدغمت في مثلها ثم أضيف للياء فاجتمعت ثلاثة ياءات فحذفت الثالثة تخفيفاً؛ وكسرت الثانية في لغة للدلالة على المحذوفة/ وفتحت وسكنت في أخرى تخفيفاً، قاله على سبيل التلطف به أو على ما جرت به العادة من مخاطبة الكبير للصغير ( قد بلغ من سحرك ما) موصول اسمي أو نكرة موصوفة ( تبرىء الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل) كناية عن كثرة تصرفاته ومزيد أعماله، وفي نسخة: وتفعل ما تفعل ( فقال: إني لا أشفي أحداً) رد لما يفهم من كلام الملك حيث نسب إليه إبراء المريض دون الله عز وجل، ثم أثبت الغلام ذلك وحده بقوله: ( إنما يشفي الله تعالى) فهو قصر قلب وما كافة وإنما أداة حصر على الصحيح كما تقرر في«الأصول» ( فأخذه) أي: أخذ الملك الصبيّ ( فلم يزل يعذبه) ليدل على من علمه ما هو فيه ( حتى) غائبة أي كان غاية تعذيبه أن ( دله على الراهب فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك) حذف الفاعل لعدم تعلق الغرض، ودينه هو ما دل عليه كلامه وصرح به من عبادة الله عزّ وجلّ ( فأبى) أي: امتنع أشد الامتناع ( فدعي بالمئشار) بالهمزة في رواية الأكثرين وهو الأفصح ويجوز تخفيف الهمزة وقلبها ياء، وروي «بالمنشار» بالنون لغتان صحيحتان، إذ يقال أشرت الخشبة ونشرتها ( فوضع المنشار) بالبناء للمجهول ( في مفرق رأسه) بكسر الراء: وسطه ( فشقه حتى وقع شقه) على الأرض ( ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك فأبى) أي: امتنع أشد امتناع ( فوضع المئشار) بالهمزة وبالنون ( في مفرق) بفتح الميم وكسر الراء: أي مكان فرق الشعر ( رأسه فشقه) مستعيناً ( به) أي: المنشار، واستمرّ يشقه ( حتى وقع شقاه) بكسر الشين المعجمة: أي: جانباه على الأرض ( ثم جيء بالغلام) ولعل تأخيره حتى يرى ما فعل بصاحبه فيرجع عما هو عليه ( فقيل له: ارجع عن دينك فأبى، فدفعه إلى نفر) بفتح أوليه اسم جمع يقع على جماعة من الرجال خاصة: ما بين الثلاثة إلى العشرة ولا واحد له من لفظه ( من أصحابه) أي: الملك: أي أتباعه وخدمه أو من أصحاب الغلام، ويؤيده قوله فيما يأتي: ما فعل أصحابك فقصد به زجرهم عن أن يقعوا فيما تسبب عنه عذابه ( فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا) من ألفاظ الكنايات يكنى بها عن المجهول وعما لا يراد التصريح به قاله في «النهاية» ( فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه) فاتركوه، بدليل ( وإلا فاطرحوه) أي: وإلا يرجع فاطرحوه، فحذف فعل الشرط لدلالة سابق الكلام عليه ( فذهبوا به فصعدوا) بكسر العين المهملة ( به) أي: جعلوه صاعداً أو صعدوا بسببه أو معه ( الجبل فقال) الغلام ( اللهم اكفنيهم بماشئت) أي: بمشيئتك، فما مصدرية أو موصولة، أي: بالذي شئت من أنواع الكفاية إما بإهلاكهم أو بغيره ( فرجف) بفتح أوليه الراء فالجيم: أي تحرك واضطرب ( بهم الجبل) فسقطوا أي: بسبب اضطرابه: وفيه نصر من توكل على الله سبحانه وانتصر به وخرج عن حول نفسه وقواها ( وجاء) الغلام ( يمشي إلى الملك) ليريه آية الله تعالى بنصر أهل دينه لينكشف عن قلبه حجب الغواية فيرجع إلى الإيمان ( فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال كفانيهم الله تعالى) وحاق سوء فعلهم بهم ( فدفعه إلى نفر) آخرين ( من أصحابه، فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور) في النهاية هي السفينة العظيمة وجمعها قراقير ( وتوسطوا به البحر) أي: ليبعد الغور فيتعذر الخلاص ( فإن رجع عن دينه) فاتركوه ( وإلا) أي: وإلا يرجع عنه ( فاقذفوه) بكسر الذال المعجمة، أي: ارموه بقوّة ( فذهبوا به) حتى بلغوا وسط البحر ( فقال) الغلام ( اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة) أي: انقلبت بهم ( فغرقوا) يحتمل أنه كان معهم في القرقور فنجاته دونهم آية وهذا هو الأقرب/ ويحتمل أنه كان في قرقور آخر فغرق قرقورهم ونجا ما كان هو فيه ( وجاء) الغلام ( يمشي إلى الملك) ليريه الآيات الكبرى المرّة بعد الأخرى ليبصر ضياء الإيمان، ولكن لا تبصر أعين العميان ( فقال له الملك ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله تعالى، فقال) الغلام ( للملك: إنك لست بقاتلي) أي: في أي حال من الأحوال كما يقتضيه تأكيد النفي بزيادة الباء في الخبر ( حتى تفعل) أي: إلا في حال أن تفعل ( ما آمرك به، قال) الملك ( ما هو) أي: أيّ شيء الأمر الذي تأمرني به ( قال أن تجمع الناس في صعيد واحد) أي: أرض واحدة ومقام واحد ( وتصلبني) بضم اللام من الصلب وهو تعليق الإنسان للقتل، وقيل: شد صلبه على خشبة، كذا في «مفردات الراغب» ( على جذع) بكسر الجيم وسكون الذال المعجمة: أي عود من أعواد النخلوجمعه جذوع ( ثم خذ سهماً من كنانتي) بكسر الكاف وبنونين بينهما ألف: بيت السهام ( ثم ضع السهم في كبد) بفتح فكسر، أو بفتح، أو كسر مع سكون للثاني فيهما: أي وسط ( القوس ثم قل) أتى بثم لتفاوت منزلة ما بعدها وما قبلها، وهي قد تستعار لذلك كما في «الكشاف» في قوله تعالى: { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} ( البقرة: 199) وإلا فمقتضى المقام الإتيان بالفاء، لأن ذلك الذكر مطلوب منه عقب وضع السهم في كبد القوس بلا مهلة ( باسم ا) .
قال المصنف في «شرح مسلم» نقلاً عن الكتاب إنها تكتب في هذا وأمثاله بإثبات الألف بعد الموحدة.
قال: وإنما تحذف إذا كانت البسملة بجملتها لكثرته كذلك فخفف بحذفها ( ربّ الغلام) تمم به الغلام لئلا يوهم الملك الحاضرين أن الغلام أراد بقوله باسم الله معبود ذلك الملك أو الملك وإن كان لفظ الجلالة لم يسم به غير الله تعالى، ونظيره ما حكي عن السحرة { قالوا آمنا بربّ العالمين ربّ موسى وهرون} ( الأعراف: 121 - 122) وإلا فالجلالة أعرف الأسماء ومتعلق الأوصاف الحسنى ( ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك) المذكور ( قتلتني) إسناد القتل إليه مجاز عقلي: أتيت بما جعله الله سبباً لقتلي، وقصد الغلام من هذا الكلام إفشاء توحيد الله تعالى بين الناس وإظهار أن لا مؤثر في شيء سواه، ولم يفطن الملك لذلك لفرط غباوته ( فجمع) الملك ( الناس في صعيد) مقام ( واحد وصلبه) الضمير المستكن يعود للملك والبارز للغلام ( على جذع ثم أخذ سهماً من كنانته) أي: كنانة الغلام ( ثم وضع السهم في كبد) وتر ( القوس، ثم قال: باسم الله ربّ الغلام) أي: أرميه لأقتله ( ثم رماه فوقع السهم في صدغه) بضم الصاد وسكون الدال المهملتين: هو ما بين العين إلى شحمة الأذن ( فوضع) الغلام ( يده في) أي على ( صدغه) لتألمه من السهم ( فمات، فقال الناس) لما رأوا الآية العظمى الشاهدة تعالى بالوحدانية وأنه الفاعل المختار ولا فاعل سواه وأنه هو الإله ( آمنا برب الغلام، فأتى) بصيغة المجهول ( الملك) أي: حين وقعفيما حذر منه من توحيد الله تعالى والإيمان به ( فقيل له أرأيت) بفتح التاء: أي أخبرني ( ما كنت تحذر) ما مبتدأ والجملة صلته والعائد محذوف أي تحذيره، والخبر ( قد وا نزل بك حذرُك) أو ما كنت تحذر منه من إيمان الناس وقع بك، والفضل بين قد ومدخولها بالقسم للتأكيد والاهتمام الذي يقتضيه المقام ( قد آمن الناس) تفسير للذي كان يحذر منه ( فأمر) بالبناء للفاعل: أي الملك أو بالبناء للمفعول ( بالأخدود) بضم الهمزة والدال المهملة الأولى وسكون المعجمة بينهما واو وبين الدالين ( بأفواه السكك) الأفواه جمع فوه/ والسكك بكسر أوله المهمل وفتح ثانيه جمع سكة: وهي الطرق، والمراد من أفواهها أبوابها ( فخدت) بضم الخاء المعجمة وتشديد المهملة أي شقت الأخاديد ( وأضرم) بالبناء للمجهول ( فيها) أي: في الأخدود ( النيران) جمع نار ( وقال) أي: الملك ( من لم يرجع عن دينه) أي: الإيمان الذي صار إليه ( فأقحموه) بهمزة القطع: أي ألقوه كرهاً ( فيها أو) شك من الراوي ( قيل له) أي: لمن لم يرجع عن دينه ( اقتحم) أي: النار فالمفعول محذوف، والمراد أنه شك هل أمرهم بإلقاء من أبى، أو بأمره أن يلقى نفسه فيها ( ففعلوا) أي: ما أمروا به من الأخدود وما بعده، واستمروا كذلك ( حتى جاءت امرأة ومعها صبيّ لها) أي: في غير أوان الكلام كما أشار إليه المصنف، وزاد أنه كان سنه أكبر من سن صاحب المهد وإن كان صغيراً.
قلت: جاء في رواية عند أبي قتيبة: أنه كان ابن سبعة أشهر، ولم يذكره صاحب «الابتهاج» .
وفي «المعراج» : ذكر ابن المشاطة وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى ابن مريم.
وقال غيره: وقد تكلم في الصغر جماعة وبلغ عدّه لهم عشرة.
ولا ينافي خبر «الصحيحين» لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة وذكر عيسى وصاحب جريج وابن المرأة التي مر عليها بامرأة يقال لها: زنت، لاحتمال أنه قاله قبل أن يعلم الزيادة، أو أن المراد من بني إسرائيل، وقد نظم الحافظ جلال الدين السيوطي أسماءهم فقال: تكلم في المهد النبيّ محمد ويحيى وعيسى والخليل ومريم ومبري جريج ثم شاهد يوسف وطفل لدى الأخدود يرويه مسلموطفل عليه مر بالأمة التي يقال لها تزني ولا تتكلم وماشطة في عهد فرعون طفلها وفي زمن الهادي المبارك يختم قلت: وقد نظمت أسماءهم في أبيات ستأتي إن شاء الله تعالى في باب فضل ضعفة المسلمين ( فتقاعست) أي توقفت ولزمت موضعها وكرهت ( أن تقع فيها) أي: في النار ( فقال لها الغلام) بلسانه ( يا أماه) بسكون الهاء وهي الوقف لحقت آخر المندوب المتفجع عليه ( اصبري) أي: على هذا العذاب فإنه يئول إلى جزيل الثواب ( فإنك على) الدين ( الحق) أي: الإيمان، وفي «الكشاف» : وقيل: قال لها قعي ولا تقاعسي، وقيل ما هي إلا غميضة.
فصبرت ( رواه مسلم) ، وكذا رواه الترمذي، وفيه بعض اختلاف وزيادة ونقص، وقوله في الحديث: ( ذروته) أي: ( أعلاه، وهي بكسر الذال المعجمة وضمها) وجمعها ذرى بضم ففتح ( والقرقور بضم القافين) وإسكان الراء المهملة بينهما ( نوع من السفن) تقدم عن «النهاية» أنه السفينة العظيمة ( وانكفأت) السفينة ( أي انقلبت، وتقاعست) بالقاف والعين والسين المهملتين ( توقفت وجبنت) عن ولوج الأخدود، وقضية مراعاة سياق الحديث ذكر هذه المادة آخر ما يذكر من غريب الحديث، وقد وجد كذلك في أصل قديم ( والصعيد هنا) أي: في قوله: «في صعيد واحد» ( الأرض البارزة) ومن هذه المادة قوله في الحديث القدسي «لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد» الحديث، وقيده بقوله هنا احترازاً عنه في نحو قوله تعالى: { فتيمموا صعيداً طيباً} ( النساء: 43) فإن المراد منه التراب ( والأخدود) بضم الهمزة ( الشقوق) بضم أولِه جمع شق ( في الأرض كالنهر الصغير، وأضرم) بالضادالمعجمة ( أوقد) وفي الحديث بيان شرف الصبر، وأنه وإن عظم في الألم وتحمل الشائد فهو سهل في جنب ما أعد لصاحبه من الثواب.
وفيه فضل الثبات على الدين وإن عذب بأنواع العذاب كما وقع من بلال في أول الإسلام، وإن كان يجوز في مثل هذه الحالة الإتيان بألفاظ الكفر مع الإيمان القلبي لعذر الإكراه كما وقع من عماربن ياسر، إلا أن ما وقع من بلال أفضل لما في الحديث: «إن مسيلمة أخذ أسيرين من أصحاب النبي، فقال لأحدهما: ما تقول في محمد؟ فقال: رسول الله فقال: ما تقول فيّ؟ فقال: وأنت: فأرسله، وقال للآخر ما تقول في محمد؟ فقال: رسولالله، فقال: وما تقول فيّ؟ فقال: لا أدري فلم يزل يسأله وهو يجيبه بذلك حتى قطعه إرباً إرباً، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أما أحدهما فقد أخذ برخصةالله، وأما الثاني فقد صدع بالحق فهنيئاً له» وأورد الحديث ابن كثير وغيره في تفاسيرهم.