أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ , السَّابِقُ إِلَى التَّصْدِيقِ , الْمُلَقَّبُ بِالْعَتِيقِ , الْمُؤَيَّدُ مِنَ اللَّهِ بِالتَّوْفِيقِ , صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَضَرِ وَالْأَسْفَارِ , وَرَفِيقُهُ الشَّفِيقُ فِي جَمِيعِ الْأَطْوَارِ , وَضَجِيعُهُ بَعْدَ الْمَوْتِ فِي الرَّوْضَةِ الْمَحْفُوفَةِ بِالْأَنْوَارِ , الْمَخْصُوصُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ بِمَفْخَرٍ فَاقَ بِهِ كَافَّةَ الْأَخْيَارِ , وَعَامَّةَ الْأَبْرَارِ , وَبَقِيَ لَهُ شَرَفُهُ عَلَى كُرُورِ الْأَعْصَارِ , وَلَمْ يَسْمُ إِلَى ذُرْوَتِهِ هِمَمُ أُولِي الْأَيْدِ وَالْأَبْصَارِ , حَيْثُ يَقُولُ عَالِمُ الْأَسْرَارِ : ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالْآثَارِ , وَمَشْهُورِ النُّصُوصِ الْوَارِدَةِ فِيهِ وَالْأَخْبَارِ الَّتِي غَدَتْ كَالشَّمْسِ فِي الِانْتِشَارِ , وَفَضَلَ كُلَّ مَنْ فَاضَلَ , وَفَاقَ كُلَّ مَنْ جَادَلَ وَنَاضَلَ , وَنَزَلَ فِيهِ : لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ .
تَوَحَّدَ الصِّدِّيقُ فِي الْأَحْوَالِ بِالتَّحْقِيقِ , وَاخْتَارَ الِاخْتِيَارَ مِنَ اللَّهِ حِينَ دَعَاهُ إِلَى الطَّرِيقِ , فَتَجَرَّدَ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَعْرَاضِ , وَانْتَصَبَ فِي قِيَامِ التَّوْحِيدِ لِلتَّهَدُّفِ وَالْأَغْرَاضِ , صَارَ لِلْمِحَنِ هَدَفًا , وَلِلْبَلَاءِ غَرَضًا , وَزَهَدَ فِيمَا عَزَّ لَهُ جَوْهَرًا كَانَ أَوْ عَرَضًا , تَفَرَّدَ بِالْحَقِّ عَنِ الِالْتِفَاتِ إِلَى الْخَلْقِ , وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ الِاعْتِصَامُ بِالْحَقَائِقِ عِنْدَ اخْتِلَافِ الطَّرَائِقِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

60 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ ، حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَقِيلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ خَرَجَ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ فَقَالَ : اجْلِسْ يَا عُمَرُ فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ , فَقَالَ : اجْلِسْ يَا عُمَرُ فَتَشَهَّدَ فَقَالَ : أَمَّا بَعْدُ , فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ , وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيُّ لَا يَمُوتُ , إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ } الْآيَةَ قَالَ : وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ , فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ , فَمَا نَسْمَعُ بَشَرًا مِنَ النَّاسِ إِلَّا يَتْلُوهَا قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا فَعَقَرْتُ حَتَّى مَا تُقِلُّنِي رِجْلَايَ , وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ وَعَرَفْتُ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَتَوَصَّلُ بِعِزِّ الْوَفَاءِ إِلَى أَسْنَى مَوَاقِفِ الصَّفَاءِ , وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ تَفَرُّدُ الْعَبْدِ بِالصَّمَدِ الْفَرْدِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

61 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا قَالَتْ : لَمَّا أَنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوَارَ ابْنِ الدَّغِنَةِ قَالُوا لَهُ : مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ , وَلْيُصَلِّ فِيهَا مَا شَاءَ , وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ , وَلَا يُؤْذِينَا وَلَا يَسْتَعْلِنُ بِالصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ فِي غَيْرِ دَارِهِ , قَالَ : فَفَعَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ , ثُمَّ بَدَا لَهُ فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ , فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ فَتَصْطَفُّ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ , وَأَبْنَاؤُهُمْ يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ , وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ رَجُلًا بَكَّاءً لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ حِينَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ , فَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةِ , فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةِ ، أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ , فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ , وَإِمَّا أَنْ تَرْجِعَ إِلَى ذِمَّتِي , فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْعَرَبُ إِنِّي أُخْفِرْتُ فِي عَقْدِ رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَإِنِّي أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ , وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

62 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ ، وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حدثنا الْحَسَنُ ، حدثنا حُمَيْدٌ ، حدثنا جَرِيرٌ ، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لِأَصْحَابِهِ : مَا تَقُولُونَ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا } , وَ { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } قَالَ : قَالُوا : رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا , فَلَمْ يَدِينُوا , وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ بِخَطِيئَةٍ , قَالَ : لَقَدْ حَمَلْتُمُوهَا عَلَى غَيْرِ الْمَحْمَلِ , ثُمَّ قَالَ : قَالُوا : رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى إِلَهٍ غَيْرِهِ , وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِشِرْكٍ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : كَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَحْوَالِهِ الْعُزُوفُ عَنِ الْعَاجِلَةِ , وَالْأُزُوفُ مِنَ الْآجِلَةِ , وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ تَطْلِيقُ الدُّنْيَا بَتَاتًا , وَالْإِعْرَاضُ عَنْ مَنَالِهَا ثَبَاتًا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

63 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَالْفَضْلُ بْنُ دَاوُدَ ، قَالَا : حدثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ ، قال حدثنا أَسْلَمُ ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ اسْتَسْقَى فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَعَسَلٌ , فَلَمَّا أَدْنَاهُ مِنْ فِيهِ بَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ , فَسَكَتَ وَمَا سَكَتُوا , ثُمَّ عَادَ فَبَكَى حَتَّى ظَنُّوا أَنْ لَا يَقْدِرُوا عَلَى مُسَاءَلَتِهِ , ثُمَّ مَسَحَ وَجْهَهُ وَأَفَاقَ , فَقَالُوا : مَا هَاجَكَ عَلَى هَذَا الْبُكَاءِ ؟ قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ يَدْفَعُ عَنْهُ شَيْئًا وَيَقُولُ : إِلَيْكَ عَنِّي إِلَيْكَ عَنِّي وَلَمْ أَرَ مَعَهُ أَحَدًا , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَاكَ تَدْفَعُ عَنْكَ شَيْئًا وَلَا أَرَى مَعَكَ أَحَدًا ؟ قَالَ : هَذِهِ الدُّنْيَا تَمَثَّلَتْ لِي بِمَا فِيهَا , فَقُلْتُ لَهَا : إِلَيْكِ عَنِّي فُتَنَحَّتْ وَقَالَتْ : أَمَا وَاللَّهِ لَئِنِ انْفَلَتَّ مِنِّي لَا يَنْفَلِتُ مِنِّي مَنْ بَعْدَكَ , فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ قَدْ لَحِقَتْنِي , فَذَاكَ الَّذِي أَبْكَانِي قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَا يُفَارِقُ الْجِدَّ , وَلَا يُجَاوِزُ الْحَدَّ , وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ الْجِدُّ فِي السُّلُوكِ إِلَى مَالِكِ الْمُلُوكِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

64 حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ الْبَصْرِيُّ ، حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَسْلَمَ الْكُوفِيِّ ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ : كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مَمْلُوكٌ يَغُلُّ عَلَيْهِ , فَأَتَاهُ لَيْلَةً بِطَعَامٍ فَتَنَاوَلَ مِنْهُ لُقْمَةً ، فَقَالَ لَهُ الْمَمْلُوكُ : مَا لَكَ كُنْتَ تَسْأَلُنِي كُلَّ لَيْلَةٍ وَلَمْ تَسْأَلْنِي اللَّيْلَةَ ؟ قَالَ : حَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ الْجُوعُ , مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَذَا ؟ قَالَ : مَرَرْتُ بِقَوْمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَرَقِيتُ لَهُمْ فَوَعَدُونِي , فَلَمَّا أَنْ كَانَ الْيَوْمُ مَرَرْتُ بِهِمْ فَإِذَا عُرْسٌ لَهُمْ فَأَعْطَوْنِي , قَالَ : إِنْ كِدْتَ أَنْ تُهْلِكَنِي , فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي حَلْقِهِ فَجَعَلَ يَتَقَيَّأُ , وَجَعَلَتْ لَا تَخْرُجُ , فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ هَذِهِ لَا تَخْرُجُ إِلَّا بِالْمَاءِ , فَدَعَا بِطَسْتٍ مِنْ مَاءٍ فَجَعَلَ يَشْرَبُ وَيَتَقَيَّأُ حَتَّى رَمَى بِهَا , فَقِيلَ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ كُلُّ هَذَا مِنْ أَجْلِ هَذِهِ اللُّقْمَةِ , قَالَ : لَوْ لَمْ تَخْرُجْ إِلَّا مَعَ نَفْسِي لَأَخْرَجْتُهَا , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : كُلُّ جَسَدٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ , فَخَشِيتُ أَنْ يَنْبُتُ شَيْءٌ مِنْ جَسَدِي مِنْ هَذِهِ اللُّقْمَةِ وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَهُ , وَالْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرٍ نَحْوَهُ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْدَمُ عَلَى الْمَضَارِّ لِمَا يُؤْمَلُ فِيهِ مِنَ الْمَسَارِّ . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ السُّكُونُ إِلَى اللَّهِيبِ فِي الْحَنِينِ إِلَى الْحَبِيبِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

65 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، حدثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حدثنا الْحُمَيْدِيُّ ، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَتْ : أَتَى الصَّرِيخُ آلَ أَبِي بَكْرٍ , فَقِيلَ لَهُ : أَدْرِكْ صَاحِبَكَ , فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا - وَإِنَّ لَهُ غَدَائِرَ - فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَهُوَ يَقُولُ : وَيْلَكُمْ { أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ } فَلَهُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْبَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ , فَرَجَعَ إِلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ فَجَعَلَ لَا يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ غَدَائِرِهِ إِلَّا جَاءَ مَعَهُ وَهُوَ يَقُولُ : تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : كَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَقْدَمُ الْحَقِيرَ مُفْتَادًا لِلْخَطِيرِ , وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ وَقْفُ الْهِمَمِ عَلَى مَوْلَى النِّعَمِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

66 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ ، حدثنا أَبُو عَطَاءٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الصَّلْتِ الطَّائِيُّ , حدثنا دَاوُدُ بْنُ مُعَاذٍ ، حدثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدِ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَتِهِ فَأَخْفَاهَا , قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ صَدَقَتِي , وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدِي مَعَادٌ , وَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ بِصَدَقَتِهِ فَأَظْهَرَهَا , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ صَدَقَتِي , وَلِي عِنْدَ اللَّهِ مَعَادٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عُمَرُ وَتَرْتَ قَوْسَكَ بِغَيْرِ وَتَرٍ , مَا بَيْنَ صَدَقَتَيْكُمَا كَمَا بَيْنَ كَلِمَتَيْكُمَا وَرَوَاهُ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ ، نَحْوَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

67 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ ، حدثنا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ ، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَا : حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَقُولُ : أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَصَدَّقَ , وَوَافَقَ ذَلِكَ مَالٌ عِنْدِي , فَقُلْتُ : الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا , قَالَ : فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي , قَالَ : فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : مِثْلَهُ , وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ ؟ قَالَ : أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ , قُلْتُ : لَا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ ، نَحْوَهُ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : كَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فِي الْمَصَافَّاتِ صَافِيًا , وَفِي الْمُؤَاخَاةِ وَافِيًا , وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ اسْتِنْفَادُ الطَّوْقِ فِي مُعَانَاةِ الشَّوْقِ , وَتَزْجِيَةُ الْأُمُورِ عَلَى تَصْفِيَةِ الصُّدُورِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

68 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْمُؤَدِّبُ ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حدثنا هِلَالُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حدثنا عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ أَبُو مُعَاذٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الْغَارِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي فَلْأَدْخُلَ قَبْلَكَ , فَإِنْ كَانَتْ حَيَّةٌ أَوْ شَيْءٌ كَانَتْ لِي قَبْلَكَ , قَالَ : ادْخُلْ , فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَجَعَلَ يَلْتَمِسُ بِيَدَيْهِ , فَكُلَّمَا رَأَى جُحْرًا جَاءَ بِثَوْبِهِ فَشَقَّهُ ثُمَّ أَلْقَمَهُ الْجُحْرَ , حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ بِثَوْبِهِ أَجْمَعَ , قَالَ : فَبَقِيَ جُحْرٌ فَوَضَعَ عَقِبَهُ عَلَيْهِ , ثُمَّ أَدْخَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَأَيْنَ ثَوْبُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي صَنَعَ , فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَبَا بَكْرٍ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ : إِنَّ اللَّهَ قَدِ اسْتَجَابَ لَكَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،