بَابُ الشفاعة
{ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} قال: يعذب الله قوما ممن كان يعبده ولا يعبد غيره, وقوما ممن كان يعبد غيره, ثم يجمعهم في النار, فيعير الذين كانوا يعبدون غير الله الذين كانوا يعبدونه, فيقولون: عذبنا لأنا عبدنا غيره, فما أغنت عنكم عبادتكم إياه وقد عذبتم معنا, فيأذن الرب تبارك وتعالى للملائكة والنبيين فيشفعون, فلا يبقى في النار أحد ممن كان يعبده إلا أخرجه, حتى يتطاول للشفاعة إبليس لعبادته الأولى. قال: فيقول: { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} .
376 محمد قال: أخبرنا أبو حنيفة, عن حماد, عن إبراهيم قال: سألته عن قول الله عز وجل:
{ ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين. ولم نك نطعم المسكين. وكنا نخوض مع الخائضين. وكنا نكذب بيوم الدين. حتى أتانا اليقين. فما تنفعهم شفاعة الشافعين} .
378 محمد قال: أخبرنا أبو حنيفة, عن سلمة بن كهيل, عن أبي الزعراء, عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: يعذب الله قوما من أهل الإيمان بذنوبهم, ثم يخرجهم بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يبقى في النار إلا من ذكر الله:
{ ومن اليل فتهجد به نافلة عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: المقام المحمود الشفاعة, قال: يعذب الله قوما من أهل الإيمان بذنوبهم, ثم يخرجهم بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم, فيؤتى بهم نهرا يقال له الحيوان, فيغتسلون فيه غسل الثعارير, ثم يدخلون الجنة, فيسمون الجهنميين, ثم يطلبون إلى الله, فيذهب ذلك الاسم عنهم.
379 محمد قال: أخبرنا أبو حنيفة, عن عطية العوفي, عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار, قال: وسألته عن هذه الآية
{ يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم} فقال لي: هذه في الذين كفروا, اقرأ ما قبلها.
381 محمد قال: أخبرنا أبو حنيفة, عن يزيد بن صهيب الذي يقال له الفقير, عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: سألته عن الشفاعة, فقال: يعذب الله قوما من أهل الإيمان, ثم يخرجهم بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم قال: قلت له: فأين قول الله: